أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عزالدين أبو ميزر - لا ترادف في التنزيل-الفصل الأول















المزيد.....



لا ترادف في التنزيل-الفصل الأول


عزالدين أبو ميزر

الحوار المتمدن-العدد: 6487 - 2020 / 2 / 9 - 15:49
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


التّنزيل الحكيم
تمهيد....
سيجد القارىء أنّنا سنختصر في شرح بعض الكلمات، ونسهب في شرح البعض الآخر، وذلك حسب نظرتنا إليها، من حيث علاقتها بالناس، وعلاقة الناس بالله، وعلاقتهم ببعضهم، وبما يحيط بهم من أمم، وبما ينبني على فهمها من أحكام شرعيّة، وما يترتّب عليها من ثواب أو عقاب، او تقدم وارتقاء بالمجتمع، او تأخر وضياع.
علما أنّ التّنزيل الحكيم، لا حشو فيه ولا زيادة من غير ضرورة، فحتّى الحرف فيه، له معنى وهدف من وجوده في آية، وعدم وجوده في أخرى، لقوله تعالى: (وما فرّطنا في الكتاب من شيء) وقوله (وكل شيء أنزلناه بقدر).
والغاية الّتي من أجلها قمنا بهذا البحث، تبقى أمام أعيننا فلا نغفل عنها أبدا، وهي ذكر المعنى الخاصّ لكل كلمة والذي يميّزها عن مترادفاتها من الكلمات، أطال الشرح أم قصر. وذلك لتوخّي معرفة الفرق من جهة، وللصدق في نقل ما نعتقد والله أعلم أنهُ الأقرب الى الحقيقة، إن لم يكنها بذاتها، ويبقى دائما وأبدا فوق كلّ ذي علم عليم، إلى أن تعود الكلمات لمن قالها وهو الأعلم بها سبحانه.
ونبدأ اليوم بكلمة ( آدم ) لأنّها أوّل كلمة أبجديّة في سلسلة كلمات التّنزيل الحكيم. ( آدم....إنسان....بشر )
آدم= أوّل مخلوق بشري أسجد الله له الملائكة (إنّي خالق بشرا من طين) (فإذا سوّيته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين).
إنسان= عندما أكمل خلق جسده، بخلق طاقته من العقل والعلم، ( وعلم آدم الأسماء كلّها)(لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم).
بشر= أوّل مخلوق حيواني عاقل مُنتصب القامة يمشي على قدمين،بشرته ظاهرة بلا غطاء من صوف أو شعر أو ريش، لتميّز مادّته من صلصال كالفخّار، (إنّي خالق بشرا من صلصال).
خلق الله آدم بيديه، وأسجد له ملائكته، وأسكنه جنّته، وخلق له زوجه( خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء). واصطفاه وكرّم ذرّيّته، (ولقد كرّمنا بني آدم)،
ثمّ ( وعصى آدم ربّه ).
بعد أن أعطاهما الأمن والأمان في الجنة والحريّة الكاملة، وحذّرهما من عدوّهما الشيطان أن يزلّهما، وألا يأكلا من الشجرة.
بعد ذلك (فازلّهما الشيطان عنها)( قلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو).
ولا تزال سنّة الله قائمة لم تتغيّر ،أنزلهما للأرض عقابا، وبقي العدوّ هو العدوّ وعدم العصيان قائما للعودة الى الجنّة والعقاب ليس النزول لأرض أخرى وإنما لشيء آخر سمّاه جهنّم.

لا زلنا في حرف الألف والهمزة....
(أب..و..والد)(امّ..و..والدة)
الوالديّة= هي قدرة الله في خلق قانون الانجاب فينا...غريزة حفظ النوع. والوالدية منضبطة ومتساوية في جميع الخلق،مؤمنين وغير مؤمنين،عربا أم عجما ومن أيّ لون.
(الوالد) = هو سبب وجود الولد بعلاقته الجنسيّة مع الوالدة، بأيّ شكل وأيّ وسيلة، طبيعيّة، أم ميكانيكيّة علميّة.
(واخشوا يوما لا يجزي والد عن ولده شيئا).
(الوالدة)= هي التي تلد الولد ، ذكرا كان أم أنثى، ( والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين) و لا تضارّ والدة بولدها ولا مولود له بولده)
(الأب)= هو سبب نشوء وظهور الولد واصلاحه وتغذيته، وإذا قام الوالد على تربية ولده ورعايته، فله الحقّ أن يحمل اسم الأب.
(قال أبوهم إنّي لأجد ريح يوسف).
(الأم)= إذا قامت الوالدة على تربية ورعاية ولدها فلها أيضا الحق بأن تحمل أسم الأم.
و (الأبوان)=كلمة تطلق على الأب والأمّ.
(ألأبوّة والأمومة) = هي مسئولية التربية والرّعاية والقيام على شئون الولد وهي غير منضبطة، وغير متساوية أيّ( مقيّدة )،
فهي تختلف من أب لأب آخر ومن أمّ لأمّ أخرى، وهي مسئوليّة نسبيّة في نجاحها وعدم نجاحها.
أما مجازا فقد سمّى الله تعالى النّبيّ أبا المؤمنين ولهذا قال: (النّبيّ أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمّهاتهم) فجعل حرمته كحرمة الوالد على الولد، وحرمة نسائه كحرمة الوالدات (بخصوصيّة). وأيضا مجازا( نعبد إلهك وإله آبائك) وتطلق كلمة الأب على المعلم ( وجدنا آباءنا على أمّة).( ربّنا إنّا أطعنا سادتنا وكبرائنا فأضلّونا السّبيلا)
أمّا آية ما كان محمّد أبا أحد من رجالكم)، إنّما هو تنبيه أنّ التّبنّي لا يجري مجرى البُنوّة الحقيقية.وعلى المجاز ابو الأضياف، أمّ القرى، أمّ الرّأس. الخ..من المجازات وهي كثيرة...........................
و.......(أما من ناحية شرعيّة)= فقد قال الله تعالى: (وبالوالدين إحسانا) ، حتّى لو كانا سيّئين ، مؤمنين أو غير مؤمنين، فلا عذر في ذلك أبدا.
ولو فرضنا جدلا أنّ الله قال، (وهو لم يقل)، وبالأبوين إحسانا، لجَعَلَنَا في تساؤل منطقيّ وسؤال حقّ: كم هي نسبة الأبوّة؟ ومدى نجاحها؟ ليكون البرّ منّا على أساسها وبحسبها، ولكنه جعلها للوالدين بغير قياس ولا حساب، جل جلاله.
والله تعالى أقسم بالوالديّة ولم يقسم بالأبوّة في قوله : (ووالد وما ولد)، فأقسم بقدرته في خلق قانون الأنجاب.
وقال: (وبرّا بوالدتي ولم يجعلني جبّارا شقيّا) على لسان عيسى عليه السلام لأنّه لا أب له. وجاء في آية أخرى قوله تعالى: ،(وأمّه صدّيقة) في وصف السيدة مريم عليها السلام لأنها أحسنت تربية عيسى عليه السلام، وكانت رائعة ومتفانية في تربيته، فجاء بكلمة (أم) للدلالة على ذلك.
وعلى لسان إبراهيم الخليل قال: (قال أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم لئن لم تنته لأرجمنّك واهجرني مليّا* قال سلام عليك سأستغفر لك ربّي إنّه كان بي حفيّا).
وبر الإنسان بوالديه على حدّ سواء أمرنا الله تعالى به. ولم يحدّد سقفا لهذا البّر.
التّنزيل الحكيم لا ترادف فيه.-2-
ونستأنف بحثنا بالألف مع الهمزة والباء المشدّدة:
(أبّ)
( أبّ..أثل..خمط..سدر..
ضريع).
وكلّها وردت في التنزيل الحكيم، وهي أنواع نبات، وقد أوردتها، لا على أنها مترادفات، بل لمعرفة كل نوع منها، زيادة في المعرفة وللتفريق بين أنواعها في الشكل والإسم فقط.
أبّ= نوع من من الحشائش التي ترعاها السائمة، وتكون معدّة للجزّ.
قال تعالى: وفاكهة وأبّا* طعاما لكم ولأنعامكم
أثل= شجر ثابت الأصل ليس له طعم.
قال تعالى: وأثل وشيء من سدر قليل
الخمط= شجر لا شوك فيه تأكله الحيوانات.
قال تعالى: ذواتيّ أكل خمط.
السدر= شجر قليل الفائدة ثمره كالزيتون لونه أحمر.
قال تعالى: وشيء من سدر قليل.
ضريع= نبات منتن الرأئحة.والله أعلم به وكيف يكون في جهنّم.
قال تعالى: ليس لهم طعام إلّا من ضريع* لا يسمن ولا يغني من جوع.
وقول الله تعالى: (وفاكهة وأبّا) (طعاما لكم ولأنعامكم).
فالفاكهة لنا نحن، وأما الأبّ فكأنها ...والله يعلم المراد منها... فاكهة الحيوان.
ولفت نظري آيتان متشابهتان وردتا في القرآن هما:
١ فأنشأنا لكم به جنّات من نخيل وأعناب " لكم فيها فواكه كثيرة وَمنها تأكلون".المؤمنون.
٢ " لكم فيها فاكهة كثيرة منها تأكلون" .الزخرف
والفرق بينهما هو حرف الواو في الجارّ والمجرور (ومنها) في آية المؤمنون ، اما في الزخرف فبغير واو
لأن الاولى في الدنيا ومن الفواكه يصنع الانسان الشراب والمجفّفات واطعمة كثيرة وحلويات، فأتى بالواو، والثانية في الجنّة، وفي الجنة لا عمل ابدا، ولهم فيها ما يشتهون. فلا حاجة لزيادة الواو، والله أعلم.حيث أن الدنيا دار عمل وأنّ الجنّة دار جائزة ولا عمل.
وفي كلمة (أبّ) وأخواتها ، ليس لأنهن مترادفات، بل لأنهن من جنس النّبات، وكلمات اليوم مثلهنّ لأنّ الزّمن هو رابطها ، أردنا التعريف بدلالة زمنها، وترون أنّني لا أسهب في مثلها وأكتفي بالتعريف، لأنّ أمامنا من الكلمات مستقبلا ما يجب التطويل والإسهاب في شرحها لتشعب علاقاتها بالله والناس، وفهمها على حقيقتها يغير كثيرا ويدعونا للتساؤل في: هل ما زُعم أنه صحيح ومسلّم بصحّته، هو صحيح حقا؟ ونبدأ بكلمة: ( أبد )
( أبد، امد، حقبة، سرمد، فترة ).
الأبد= الزّمن المتروك الّذي لا آخر له.قال تعالى: ولا تصلّ على أحد مات منهم أبدا
الأمد= الزّمن الممتدّ وله آخر. قال تعالى: تودّ لو أنّ بينها وبينه أمدا بعيدا.
الحِقبة= مدّة جيل من النّاس. قال تعالى: لابثين فيها أحقابا.
السّرمد= دوام الزمن وتعاقب الليل بالنّهار. قال تعالى: قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا.
الفترة= هي السّكون الطّويل بين نشاطين. قال تعالى: يبيّن لكم على فترة من الرّسل.
وزيادة في التوضيح فإن "ابدا" إن كانت ظرفا مبهما فلا عموم فيه، ولكنه إذا اتّصل بلا النافية فإنّه يفيد العموم.
قال تعالى: لا تقم فيه أبدا.
فلو قال لا تقم، لكفى في الانكفاف المطلق ، وعندما زاد أبدا، فكأنّه قال: لا في وقت من الأوقات، ولا في حين من الأحيان.
وقوله تعالى: وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذًا أبدا.
هو تقييد بالأبديّة مبالغة في انتفاء هدايتهم.
ونضيف لهنّ اليوم أيضا ثلاث كلمات كسابقاتهنّ لسن من المترادفات، ولكنّ الأبجديّة فرضت وجودهنّ في هذا المكان وهنّ:
" إبريق"
"إبريق ، كأس ، كوب "
الإبريق= وعاء يسكب منه الخمر في الكؤوس وله عروة وخرطوم. قال تعالى: وأباريق وكأس من معين.
الكأس= كوز زجاجي بلا عروه، تفرغ فيه الخمرة من الإبريق.قال تعالى: كأسا كان مزاجها زنجبيلا.
الكوب= كوز نحاسي بعروة.قال تعالى: بأكواب وأباريق.
هذا وصف وتعريف لما في الدنيا، والآيات جميعها تتكلّم عن أهل الجنة في الجنّة، وهناك الحال والمآل والحقيقة لا يعلمها إلا الله، ولا أخوض فيما لا علم لي به.
ونعود مع الكلمات ومترادفاتها ورابطها الذي يجمع بينها في العموم ويفرق في الخصوص الذي أراده الله سبحانه وتعالى ليبلّغنا مراده باستعمال كلمة دون سواها من أخواتها، إن استطعنا الوصول اليه وفتح علينا أبواب رحمته.
والكلمة اليوم هي كلمة:
" أبَقَ "
" أبق، أدبر، فرّ، هرب، انهزم، ولّى "
أَبَقَ= هو ترك العبد سيّده عصيانا. قال تعالى: إذ أبق إلى الفلك المشحون.
أدبر= ابتعد دون التفات . قال تعالى: والليل إذا أدبر.
فرّ= أخلى المكان الّذي كان فيه وكشفه، قبل اللقاء لخوف حقيقيّ او لِتوجّس خوف. قال تعالى: ففررت منكم لما خفتكم.
هرب= الهروب هو فرار بشرط، وهو ان يختفي الهارب عن عين من هرب منه، ولا يسمّى هروبا إلا إذا تحقق الشرط. قال تعالى: وأنّا ظننّا أن لن نعجز الله في الأرض ولن نعجزه هربا.
انهزم= اصطدم مع العدو ثمّ انكسر وخسر المعركة. قال تعالى: جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب.
ولّى= ذهب على عجل. قال تعالى: فلمّا رآها تهتزّ كأنّها جانّ ولّى مدبرا.
أبق= لا تُستعمل إلا مع العبد الذى يفر من صاحبه عصيانا له او خوفا من بطشه. ولم ترد إلا مرّة واحدة في التنزيل، ومع النّبي يونس في قوله: إذ أبق الى الفلك المشحون. وذلك حين ترك قومه،وبلا إذن من الله، وأسهب المفسّرون في شرح هذه الآية، البيضاوي،النسفي، الألوسي، الطبري، والفخر الرازي. وكان كلامهم يدور في حلقة مفرغة، لغة وتفسيرا، والتفسير والتأويل يزيد طردا مع الكمّ المعلوماتي لدى الإنسان، فلماذا استعمل الله كلمة أبق مع نبيّه؟ ألسنا كلّنا عباد الله وعبيده، انبياء ورسل وبشر؟ لعل الله يفتح على أحد فيشرحها لنا يوما من الأيام، قال تعالى: لكلّ نبأ مستقرّ وسوف تعلمون، وستعلمون نبأه بعد حين.
فَرّ= وفيها نقول أشياء كثيرة، فالفرار فراران، أحدهما مذموم، كقول الله فيه،يقولون إنّ بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلّا فرارا. والآخر محمود وهو الفرار من الذّنوب والآثام، وما يغضب الله، وكذلك الفرار الى الله واللجوء اليه خوفا وطمعا.قال تعالى: ففروا الى الله إنّي لكم منه نذير مبين. ولذلك استعمل الله حرف (إلى) بعدها وليس حرف (من)،
وهناك فرار من شيء نعرف مّسمّاه ولا يعرفه إلا من يقع فيه، ولا أحد رجع وأخبرنا عنه، وقد أخبرنا الله بعجزنا واستحالة الفرار منه فإنه ملاقينا لا محالة يوما مّا، وهو الموت، فقال تعالى: قل إنّ الموت الّذي تفرّون منه فإنّه ملاقيكم. كل هذا في الحياة الدّنيا.
وآخِرُ فرار يكون في الحياة الآخرة ولا نعلم عنه شيئا، لا متى ولا كيف، ولاأين،ولا.ولا.....
سوى ما ذكره الله لنا في التنزيل بقوله: يوم يفر المرء من أخيه، وأمّه وأبيه، وصاحبته وبنيه.
هرب= إذا كان الفرار بسرعة هائلة، وبشرط الأختفاء، وقد أخبرنا الله عن الجن أنّهم يروننا ولا نراهم، وعلى لسانهم أنّهم كانوا يسترقون السمع، وأخبار السماء، وقدرتهم في الاختفاء هذه لا تجدي نفعا مع الله الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض أو في السماء فأظهروا عجزهم حين قال الله على لسانهم: ولن نعجزه هربا. وليس فرارا.ولا تجب إلا كلمة هربا، لتؤدي المعنى المطلوب.
هزم= ولا تقع الهزيمة إلا بعد اللقاء الظاهر أو الخفي ووسائل اللقاء العلميّة والخفيّة وأشكالها اليوم وفي المستقبل فوق تصوّرنا. قال تعالى سيهزم الجمع ويولّون الدّبر. وهنا نرى ثلاث كلمات في آية واحدة. وهي( هزم، وأدبر، وتولى).ليثبت الله لنا أنّ كل كلمة من الثلاث لها خصوصيتها. فتبارك الله رب العالمين.
وآخر كلمة في هذه المجموعة هي : كلمة
ولّى أو تولّى= ولّاه دبره، أي كشف له ظهره، وأعطاه دبره،
وفي هذه الكلمة ( ولّى ): حكم شرعي ويحذرنا الله ان نولّي الأدبار عند اللقاء فقال تعالى: ومن يولّهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيّزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنّم وبئس المصير.
وحيث أنّنا اتّخذنا الأبجدية خطا لرحلتنا هذه، وحيث أن أهل اللغة رتّبوا لنا قواميس اللغة وأغلبهم اعتمد الأبجديّة وأوّل حرف أصليّ في الكلمة، ومنهم اعتمد آخر حرف في الكلمة فجعله مبتدأ لقاموسه، كما في لسان العرب لابن منظور، والمترادفات قد تقل وقد تكثر، وعليه فقد يطول شرحنا وقد يقصر.
ونبدأ اليوم بكلمة( إبل )
) إبل، جمل، أبابيل، فُرادى )
إبل= وهي البعران الكثيرة وليس لها مفرد من جنسها. قال تعالى: ومن الإبل اثنين.
جمل= إذا البعير انشقّ نابه. قال تعالى: كأنّه جمالة صفر، الّتي هى جمع جمالة، والّتي هي جمع جمل.
والإبل من حيث ما خلق الله فيها من اسرار ومميّزات لا تتوفر في غيرها، قال تعالى: أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت. وهي مخلوقات حيوانيّة من حيث مواصفاتها الماديّة. وما حثّنا الله الى النّظر اليها وخلقها إلا لوجود أشياء فيها غير ما نعرفه عنها، ويبقى فوق كل ذي علم عليم، وسوف تعلمون.
الأبابيل= أي جماعات متفرّقة، إذا جاءت من هنا وهناك جماعات جماعات.
فرادى= جمع فرد، أي ليس معه أحد من أعوانه أو أقاربه. قال تعالى: ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم. وقال تعالى: وكلّ آتيه يوم القيامة فردا.
الإبل= مؤنّثة لأنّ أسماء الجموع الّتي لا واحد لها من لفظها،ولغير الآدميّين، فالتّأنيث لها لازم.
في قوله تعالى: حتّى يلج الجمل في سَم الخياط، والسَّمّ هو الفتحة الّتي يُدخل فيها الخيط، والّتي تكون في رأس إبرة الخياطة.
الجمل= الجمل هنا ليس الحيوان الّذي ذكرناه، وإنّما هو حبل غليظ يُستعمل في ربط السّفينة عند رسوّها في الميناء.
وهو الأقرب معنىً لأنّ الإثنين من نفس الجنس، مع سهولة دخول الخيط واستحالة دخول الحبل الغليظ.الا ترى الله سبحانه وتعالى أحال عصى موسى الى ثعبان أمام حبال وعصيّ السّحرة، ولم يحلها إلى أسدٍ مثلا؟.
الأبابيل= وارسل عليهم طيرا أبابيل* ترميهم بحجارة من سجّيل.
ولقصر الموضوع نضيف إليه كلمة :
(إبليس)
( أبليس ، شيطان )
إبليس= من الإبلاس وهو شدّة الحزن من شدّة البأس.
أبلس: حزن حزنا شديدا. قال تعالى: يوم تقوم السّاعة يبلس المجرمون. وقال تعالى:
إلّا إبليس كان من الجنّ.
شيطان= من شاط اي احترق غضبا، وهو مخلوق من النار ، قال تعالى: خلق الجانّ من مارج من نار.
ويطلق مجازا على أهل الغضب الباطل من الانس، قال تعالى: شياطين الانس والجنّ يوحي بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا.
وقال البعض أنّ كلمة الشيطان اشتقّت من شطن.
الشّطن= وجمعه ألشطان. وهو الحبل الذي يستقى به من البئر بالدّلو، أو تُربط به الدّابة. لكثرة أحابيله التي يوقع بها ابن آدم ليبعده عن الله، حيث قال الله: إنّه عدوّ لك ولزوجك فلا يخرجنّكما من الجنّة.
وربّما نتوسع فيهما في موضع آخر.
ونكمل آخر كلمة في الألف المهموزة مع الباء وأخواتها المترادفات العزيزات، وهي كلمة:
" أبَى"
" أبى ، عصى ، مرد ، "
الإباء= هو شدّة الامتناع مع شدّة النّفور، قال تعالى : فسجدوا إلّا إبليس أبى.
العصيان= عدم طاعة الأمر ابتداءً بلا عذر. قال تعالى: وعصى آدم ربّه فغوى.
المُرود= هو عدم طاعة الأمر انتهاءً بلا عُذر لأمر مّا. قال تعالى: ومن أهل المدينة مردوا على النّفاق.
أبى = بمعنى امتنع لذاته، قال تعالى: وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلّا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين.
و أبى تعني الامتناع الذي لا رجوع بعده، وبشدّة. أي أنّه موقف مبدئيّ، ومثله في الحياة كثير، ويكون بقرينة تدلّ عليه، وليس كل الامتناع هكذا، فهناك امتناع١١ بعُذر، وقد يعود ويوافق بعد أن امتنع.
قال تعالى : وظنّوا أنّهم مانعتهم حصونهم من الله.
رَفض= أي ذهب بعيدا عن الشّيء.
والإباء قد يكون استكبارا، كحال إبليس، وقد يكون إشفاقا، كحال السماوات والأرض والجبال بحمل الأمانة، في قوله تعالى: ولقد عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها.
أمّا من ناحية شرعيّة وللحفاظ على حقوق الناس من الضياع، فقد نهى الله كُتّاب الحقوق عن الامتناع عن الكتابة، وحثّهم على ذلك أمرا بقوله تعالى: ولا يأبَ كاتب أن يكتب كما علّمه الله....فليكتب واليملل الذي عليه الحقّ....واستشهدوا شهيدين من رجالكم....ولا يأبَ الشهداء إذا ما دعوا. فنرى زيادة في الحرص منه تعالى، أمر بشاهدين، ونهاهما عن الامتناع عن الشهادة إذا ما دُعوا لها. والله تعالى لا يتسامح في حقوق النّاس أبدا مع أي مخلوق كائنا من يكون، ويسامح بحقوقه هو كيف يشاء. وربّما لكرمه وحبّه قد يشتري حق الأنسان من أخيه الأنسان، بكرم منه وفضل يوم القيامة. ويظلّ الله عند حسن ظنّ عبده به، إذا عاد إليه.
أما العصيان ، وهو عدم طاعة الأمر ابتداء وبلا عذر، كعصيان أدم في الجنّة، ولم يعلم كيف يعتذر فعلّمه الله ذلك، كما كان علّمه الأسماء كلها، فقال تعالى: فتلقّى آدم من ربّه كلمات فتاب عليه. وعليه فالعصيان يمكن الرّجوع عنه مع الاعتذار.
اما المُرود: فهو كما قلنا عدم طاعة الأمر انتهاءً، بأن تأخذه العِزّة بالأثم.
وبهذه الكلمات نكون قد أنهينا الألف المهموزة مع الباء بكلمة "أبى".
التنزيل الحكيم لا ترادف فيه-3-
ولا زلنا في رحلة اللغة التي تستحقّ منّا أكثر وأكثر، حيث أن اللغة في كل أمّة هي هويّتها وهي التي تمثّلها سياسيّا واجتماعيّا واقتصاديا وحتّى دينيّا بما يحمله من منظومة أخلاقية وفكرية.
وكلمة اليوم هي:
" آتَى"
آتى،أعطى،أهدى،وهب
الإيتاء= تقريب الشيء البعيد المنال. ولقد آتينا داوود وسليمان علما
الإعطاء= من الأعلى الى الأدنى دون سؤال. إنّا أعطيناك الكوثر.
الهديّة= محبة من غير سؤال. وإني مرسلة إليهم بهديّة.
الهبة= تفضّلا ممّن لا يهب مثله أحد. ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيّا. لأنّه سأل ذلك.وقال: وأخي هارون هو أفصح منّي لسانا فأرسله معي ردءًا
آتى: ومنه الإيتاء ،إذا كان الامر عظيما وخطيرا ولا يقدر الإنسان الإتيان بمثله، ولا يقدر عليه إلا الله، كإيتاء الكتب السماوية.
ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم.
وآتينا داوود زبورا.
وكذلك إيتاء الملك.
تؤتي الملك من تشاء.
وكذلك الرّحمة.
وآتاني رحمة من عنده.
والمال:
وآتى المال على حبّه
والإيتاء يحتاج إلى قوة هائلة:
أنا آتيك به قبل أن يرتدّ إليك طرفك.
وأتت مع الزّكاة: لحب الإنسان للمال. وتحبون المال حبا جما.
وآتوا الزّكاة.
أعطى والعطاء= هي المناولة والتناول، قال تعالى: ولسوف يعطيك ربك فترضى.
وهب والهبة= تكون أحيانا عن سؤال واحتياج، كما سأل موسى: واجعل لي وزيرا من أهلي،( ووهبنا له من رحمتنا اخاه هارون نبيّا)
والواهب عادة لا يحتاج الردّ من الموهوب إليه.
أهدى والهديّة= دليل محبّة وليس هناك احتياج لها، فالإنسان العادي لا يهب للملوك، وإنّما يهدي اليهم. والرّسول قَبِلَ الهديّة،
والهدية لا بد ان ترد بمثلها ،أو بخير منها،(وإنّي مرسلة إليهم بهديّة فناظرة بم يرجع المرسلون).لقد أطلت عليكم فسامحوني. وإن المترادفات في الكلمة القادمة والتي ستكون (أتى) هي كثيرة ومتشعّبة.
ونواصل مع كلمة (آتى) ولكن بألفها مع همزة القطع، ومع أخوات لها من أمّ ثانية، وكلمتنا:
( أتَى )
( أتى، اقترب، جاء، دنا،
أقبل، قدم، عاد، رجع، وصل، حضر، أزف).
ومنّا من لا يتقبّل التفريق بين اتى وجاء وحضر حتى من أهل اللغة لكثرة تداولها في معنى واحد تقريبا، ولكنّ الله فرّق بينها جميعا.
ولنبدأ بهذه الكلمات واحدة، واحدة.
أتى= لاح خياله من بعيد. كقول الله: ومبشّرا برسول يأتي من بعدي. : فلمّا أتاها نودي يا موسى.
اقترب= صار على مستوى النّظر
الواضح.كقول الله:
اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون.(بحساب الله).الذي يقول: ترونه بعيدا ونراه قريبا.
جاء= في المكان المعني والمقصود. قال تعالى: فلمّا جاءها نودي أن بورك من في النّار ومن حولها.
دنا= الى آخر خطوة بعد أن كان بعيدا. قال تعالى: ثم دنا فتدلّى* فكان قاب قوسين أو أدنى.
أقبل= بعد إعراض. كقول الله: فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون.
قدم= قصد وعمد الى. قال تعالى: وقدمنا الى ما عملوا فجعلناه هباء منثورا
القدوم= الرّجوع بعد سفر.
عاد= عندما تكون العودة عن الشيء. كلاما أو اتفاقا في نفس الجلسة.او عودة الشخص في نفس اليوم او بعد مدة وجيزة.قال تعالى وإن عدتم عدنا. وقال: ومن عاد فينتقم الله منه.
رجع= هي عودة الى ما كان منه البدء، ولكن بعد مدّة ليست قصيرة
قال تعالى: ولما رجع موسى الى قومه. وكذلك: وإلى الله ترجعون.وقوله: فناظرة بم يرجع المرسلون.
الرجوع= هو المآل.
وصل= بعد عقبات وموانع. قال تعالى: ولقد وصّلنا لهم القول لعلّهم يتذكّرون.
حضر= على موعد مُسبق، ولا يكون إلا لسماع، أو لقاء شيء مجهول. كقول الله: وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن ...فلمّا حضروه.
وقوله: حتى إذا حضر أحدكم الموت.
وأنت تحضر محاضرة لا تدري ما سيقول المحاضر إلا بعد سماعه.
أزف= أضيق وقت قبل الحلول أو الوقوع. كقوله تعالى: أزفت الآزفة.
ونضيف إلى ما سبق من كلمات كلمة:
ورد= وتقال عادة لقصد الماء حقيقة، لقول الله: ولمّا ورد ماء مدين. ومجازا كقوله في فرعون: فأوردهم النّار وبئس الورد المورود.
وفي تفصيل بعض الكمات نقول والله المستعان:
اتى وجاء= في آية واحدة كقول الله: فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم فقد جاء أشراطها. ومن اشراطها نزول الوحي، وبعث محمد نبيا ورسولا. وقوله: فأتت به قومها تحمله قالوا يا مريم لقد جئت شيئا فريا. وقوله تعالى: ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحقّ.وقول قوم موسى لموسى: أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد أن جئتنا.
وهناك لفتة في كلمتي جاء وحضر مع كلمة (الموت):فقد يقول قائل ألم يقل الله في آية:
حتّى إذا جاء أحدكم الموت توفّته رسلنا وهم لا يفرطون. هنا الموت جاء ووصل، بخلاف الآية: حتى إذا حضر أحدكم الموت، فالأحد هذا اشتد عليه المرض وأيقن أنّه هالك،وعرف أنّه كان جاهلا فانتبه وعلم. وآية: ويأتيه الموت من كلّ مكان وما هو بميّت.
ولم يستعمل الله مترادفة وكلمة مكان أخرى. ونحن نعلم أن كثيرا من آيات الله نزلت على الحقيقة لغة، والكثير منها على المجاز، والأمثلة على ذلك لا يصعب على أقلّ الناس معرفة باللغة أن يجدها وهو يقرأ التّنزيل الحكيم.
وكلمة (أتى) ومشتقاتها
وردت على خمسة عشر وجها:( الدّنوّ، الإصابة، القلع، العذاب، السّوق، الجماع، الفعل، الإقرار والطاعة، الخلق، الدخول، المضيّ، الإرسال، المفاجأة، النّزول، وهكذا ولكنّها جميعها لا تخرج عن المعنى الأصلي لها.
وكلمات الله تعالى لا يُشبع منها ولا أريد أن أحمّلكم ما لا تطيقون، وإلّا لشرحت لكم جميع الوجوه، واستشهدت بآية أو أكثر على كل وجه.
وبرغم روعة وجمال كلام الله والذي لا تنتهي عجائبه، فهو ثقيل كما قال عنه الّذي أنزله: إنّا سنلقي عليك قولا ثقيلا.
ما زلنا نتنفّس عبق كلمات الله تعالى في تنزيله، ونبدأ بالهمزة مع الثّاء وكلمتنا هي :
" أثاث "
" أثاث ، فرش، رئيا "
الأثاث= وواحده أثاثة، وهو حاجات البيت الخشبيّة أو نحوها والثّابتة، والتي تشير الى مكانة هذه الأسرة.
قال تعالى: هم أحسن أثاثا ورئيا.
الفرش= ما يستعمل للجلوس ، أو النوم المريح من بسط، ووفرشات ومخدّات وشراشف. قال تعال : وفرش مرفوعة. وكذلك قوله تعالى: فرش بطائنها من إستبرق.
المتاع= ما يتداول فيه في البيت من أدوات ومستلزمات الطعام والشراب. قال تعالى:وإن سألتموهن متاعا فاسألوهنّ من وراء حجاب.
هذه الكلمات ليست من المترادفات، والرابط بينها أنها تستعمل في البيت، وإن أصبحت تستعمل في أماكن لا حصر لها كالمكاتب ودور اللهو والتّنزّه وغيرها، وبأشكال وألوان متفاوتة.
الأثاث= هو فرش البيت الثابتة، وأصل الكلمة من أثّ: أي كثر وتكاثف، ويقال للمال إذا كثر ،أثاث وليس لهذه الكلمة من مفرد (كما سيأتي لاحقا معنا أنّ كلمة (أولي الأمر) ليس لها مفرد، وما يُدّعى أنّ مفردها وليّ الأمر فجمعها (وُلاة الأمور) وليس (أولي الأمر). قال تعالى: ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثا ومتاعا لى حين. وقوله تعالى: وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أحسن أثاثا ورئيا.
المتاع= فهو ما يجعل الحياة في البيت أو المكان أكثر رفاهيّة. (وأيضا ليس لهذه الكلمة من مفرد في اللغة).
ويطلق المتاع أيضا على ما يستخرج من باطن الأرض من رِكَازِ ومعادن وغيرها، ويطلق على كل ما ينتفع به للطعام والشراب وغيره. قال تعالى: ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غبر مسكونة فيها متاع لكم.وقوله: متاعا لكم ولأنعامكم. واستعملت الكلمة مجازا على ما يعطى للمطلّقة من مال وغيره لتنتفع به. قال تعالى: فمتّعوهنّ وسرّحوهنّ سراحا جميلا. وفي زوجات النّبيّ قوله: ....فتعالين أمتّعكنّ وأسرّحكنّ سراحا جميلا.
أما متعة الحجّ: فهي ضمّ العمرة إليه.قال تعالى: فمن تمتّع بالعمرة الى الحجّ.
وأخيرا فالمتاع لغة هو: انتفاع ممتد الوقت.
امّ الرّئيا: فيى مشتقة من الأصل رآى فهو الذي تسعد العين برؤيته. وهو ما نقتنيه انتفاعا به و( مَنْظَرَة )، وفشخرة بقول العوام .
وإذا أخذنا كلمة:" أثر "
" أثر، علامة، عَلَم، سِمة، حبر، شِيَة"
الأثر= الشيء الذي يدل على فاعله. وجمعه آثار.قال تعالى: فانظر إلى آثار رحمة الله.
العلامة= هي الأثر الذي يتميز به الشيء عن نظائره. قال تعالى: وعلامات وبالنّجم هم يهتدون.
العلم= هو الأثر الذي يتميّز به موقع الشيء الثابت. قال تعالى: ومن آياته الجوار في البحر كالأعلام. ويسمّى الجبل علما لثباته.
الحبر= يعرف بآثار ملابسه الخاصّة وأقواله وأفعاله. قال تعالى: اتّخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله.
والحبر الذي تظهر عليه النعمة والسرور. قال تعالى: في روضة يحبرون.
السّمة= أثر الحال الذي يكون فيه. قال تعالى: سيماهم في وجوههم. وقوله: تعرفهم بسيماهم. جمالا، او تديّنا، أو طيبة أو نفاقا.الخ
الشّية= فِعلَةٌ من الوشي، وهو الأثر الذي يخالف معظم لون الشّيء. قال تعالى في بقرة بني إسرائيل: مسلّمة لا شية فيها.
(وهذه الكلمات ليست من المترادفات).
(الآثار) = هي ما يتركه مَنْ قبلُ لِمَنْ بَعْدُ، وتدل على وجوده المسبق، شريطة أن يبقي على حاله دون تغيير عليه. قال تعالى: فانظر إلى آثار رحمة الله.
ويُقال للطريق المستدلّ به على من تقدّم. قال تعالى: قال هم أولاء على أثري. ولا يقال لقصر قديم أثرا، إلا إذا بقي على حاله كالأهرامات، وغيرها من الآثار. وكل شيء تركه لك أبوك هو أثر منه.
والآثار تشمل أحوال الأمم السابقة، من ديار وقصص،مسموعة او مشاهدة،للعبرة والتفكّر، وهي في التّنزيل الحكيم مقسّمة إلى أنواع حسب المطلوب منها.
الأطلال= إذا بلي الأثر ولم يبق منه إلّا شخوص لا تدلّ على الحقيقة الكاملة،لتآكله.
الطلّ= هو المطر الخفيف الذي لا يُشعر به ولا يترك أثرا.
الرّسوم= إذا ذهبت حتى الأطلال ولم يبق منها إلا خطوط مرسومة.
العلامة= هى ما يدل على الفرق بين اثنين أو شيئين، كالعلامات بين المدن والتي تحدد بدايتها ونهايتها.
( الآية )= هي كل الأمور التى سبقت، عمّن سبقوا.
والأية كل ما يثبت أمرا عقائديّا أو فكريّا او ماديّا. قال تعالى: وكأيّن من آية في السماوات والأرض يمرّون عليها وهم معرضون.
والآيات في التنزيل عديدة ومتنوّعة:
آيات كونيّة: قال تعالى: ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات إن في ذلك لآية لقوم يتفكّرون. وقوله: وما ذرأ لكم في الأرض مختلفا ألوانه إن في ذلك لآية لقوم يذّكّرون.
وآيات الأنبياء: كعصا موسى، والناقة، وما جري على يد المسيح بن مريم، الخ. وأيضا:
آيات بَيّنات: لتوضيح شيء غامض كقوله تعالى: سورة أنزلناها وفرضناها ونزّلنا فيها آيات بيّنات لعلكم تذكرون.
آيات مُبيّنات: مبصرة، وبصائر، توضّح أمرا لا يمكن أن يُختلف فيه عقلا، وإنّما يُختلف فيه عنادا وكبرا.في قوله تعالى: فلما جاءتهم آياتنا مبصرة قالوا هذا سحر مبين. وقوله: ولقد أنزلنا إليكم آيات مبيّنات.
آيات مقروءة: ولقد أنزلنا إليك آيات بينات وما يكفر بها إلا الفاسقون. وقوله تعالى: ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلوا عليهم آياتك.
وسننتقل إلى كلمة "أثم"
" الأثم، الجرم، الجناح، الحنث. الحوب، الخطأ، الزلل، السيّئة، الفاحشة، الرجس."
مع أنّ كل هذه المجموعة كلها تقع تحت عنوان واحد اسمه( الذّنوب ).قال تعالى: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا).( غافر الذنب وقابل التوب).
الذّنب= كل شيء مستقبح يجعل المرء في مؤخرة الناس، وتستوخم عقباه، وهو مشتق من الذّنَب.
ولست أدري والله ما عساني أقول، في كلمات متداخلة ومتشعّبة في علاقاتها ببعضها.كتداخل وتشعّب أصحابها بعضهم ببعض،اسماءً وصفات يصعب التفريق بينها، بسهولة ويسر، ولكنّني سأعمل جهدي أن أبسّط الأمر بقدر الامكان، لأن الشرح فيها يطول، ولا أريد أن يضيع القارىء ، وهدفي أن أوصل له المعلومة هيّنة ليّنة لأحقق أكبر قدر من الإفادة، فنستعين بالله.
الإثم= هو الذنب الذي يبطيء بصاحبه عن جنس الطّاعات كلها. قال تعالى: يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير. وللإثم اربعة أوجه وهي:
أ- الشرك
ب- المعصية
٣ الذنب
٤ الخطأ
الجرم= ذنب ثابت يستحقّ عقوبة محدّدة. قال تعالى: يتساءلون * عن المجرمين.
الجناح= لوم على النزوع للذنب قبل الشروع فيه. قال تعالى: ولا جناح عليكم فيما عرّضتم به من خطبة النّساء.
الحنث= المسؤوليّة عن الذّنب.قال تعالى: وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث.
الحوب= الذنب الذي يعجل الله عقابه فى الدنيا.
الخطأ= ذنب غير متعمّد. قال تعالى: وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ.
الخطيئة= الكبيرة التي تحبط الحسنات. قال تعالى: ومن يكسب خطيئة أو إثما ثمّ يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا.
الزّلل= سرعة الوقوع في الذنب. قال تعالى: فإن زللتم من بعد ما.
جاءتكم البيّنات.
السّيّئة= هي المعصية عموما. قال تعالى: بلى من كسب سيّئة وأحاطت به خطيئته.
الإحاطة= إحباط العمل.
الفاحشة= ما عظم قبحه من الذّنوب. قال تعالى: أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون.
الرّجس= الفعل القذر والذي تأباه الفطرة. قال تعالى: كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون.
الإثم= عدا شعور مرتكبه بالحقارة والخسة كشاهد الزور، فإن له معنى الإقصاء والتبديل.كقوله تعالى: فمن بدّله بعدما سمعه فإثمه على الذين يبدّلونه.
والإثم ما حاك في الصدر ، وتكره ان يطّلع عليه الناس، وهو شعور خفيّ، وقد تأخذ الآثم العزّة بالنفس،فيكون كقول الله تعالى( فإنه آثم قلبه). وقول الله(كفّار أثيم).
والإثم أعمّ من العدوان.
يسارعون بالإثم والعدوان.
الخطيئة= هي عمل قبيح يصدر عن عما هو مباح، وبغير قصد، كأن تقتل انسانا او تصيبه اثناء الصيد. وهناك الخطأ التام وهو عن سابق علم وإرادة، واكثر الخطأ الذي يصدر عن غير قصد وفي المباح، ما يقع في العبادات، بحيث تدرّجا قد يصل الى البدعة، والتطرّف.وال:
خطايا: جمع كثرة.
خطيئاتكم: جمع قلّة.
السوء والسيئات= المستقبح طبعا او عقلا أو شرعا.
وهناك فرق بين السوء، ووظلم النفس. قال تعالى: ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه.فمن يشرب الخمر أو يزني قد يشعر هو نفسه باللذة ولو للحظات، أما من يشهد الزور أو يقتل لغيره فالفائدة للغير ، وهذا ظلم النّفس.
المعصية= نوعان
١ أن لا تفعل أمرا فتتمرد عليه.قال تعالى: ولا أعصي لك امرا
٢ ان ترتكب أمرا منهيّا عنه.قال تعالى: وعصى آدم ربّه.
الجَرم= الذي هو الحسم والجزم من أنواع القطع، وهناك قطع سريع وقطع فرعي. أمّا: الجُرم= فالمجرم ينقطع انقطاعا تاما عن مجتمعه.
الجريمة= لغة ومن بعض معانيها، نواة التمرة التي يلقي بها بعيدا آكل التمرة، ولو علم الناس معنى كلمة مجرم، لفهموا معناها، فهناك إجرام نسبي، كعلاقة أفراد الاسرة مع بعضهم من تجاوزات وتسلّط، بين الزوجين وبين الاولاد، وهناك إجرام مطلق، كالحاكم المتسلط الجبار الظالم. مثل فرعون. وفي مثله يقول الله: ولا يُسأل عن ذنوبهم المجرمون.
أكتفي بهذا الشرح ، وقد بدأت حديثي بأن الله يغفر الذنوب جميعا. وهو غافر الذنب وقابل التوب، لآخر لحظة في حياتنا، وشرحت ما نقع فيه من منظومة الذنوب لنبتعد عنها ونستغفر لما قمنا به، والله ما خلقنا ليعذّبنا كهدف له، فإن أحببناه أطعناه وما عصيناه.
وهذه آخر كلمات الهمزة مع الثّاء، لنبدأ بعدها بالهمزة مع الجيم
ونكمل مع نفس الكلمة ولكنّ بألف وهمزة ممدودة، ولها أخوات مختلفات، وكلمتنا لهذا اليوم، هي كلمة:" آثر "
" آثر، اصطفى، اختار، اجتبى، اختصّ، "
آثر= حدّد محبوبا لنفسه هو، على سائر من يحب، لأثر خفي.
الأثر: فضل
الأيثار: تفضيل
قال تعالى:قالوا تالله لقد آثرك الله علينا.
اصطفى= حدّد من يرفعهم في نفسه على الآخرين. قال تعالى: واصطفاك على نساء العالمين.
اختار= حدّد من يصلح لوظيفة معيّنة من بين آخرين. قال تعالى: واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا.
اجتبى= جمع شيئا يحبّه إلى سائر من وما يحب. قال تعالى: فاجتباه ربّه فجعله من الصّالحين.
اختصّ= حدّد من يستحقّ فضله المتميّز. قال تعالى: والله يختصّ برحمته من يشاء.
قال ابن فارس، الهمزة والثاء والراء، في مقاييس اللغة، له ثلاثة أصول: تقديم الشيء، وذكر الشيء، ورسم الشيء الباقي.
الإِثْر= خلاص السمن
الأَثْر = أثر السيف أي ضربته
الأُثْر= أثر الجراح بعد البُرء.
ويقال: خرجت في إثره، ويقال: أثرت البعير ، وذلك بوضع علامة تؤثر في الارض ،فيستدلّ بها على أثره، وتسمّى الحديدة التى يُعمل بها (المئثرة).
والمآثر= ما يُروى من مكارم الانسان.
الاستئثار= التفرّد بالشيء من دون غيره، ورجل آثِر: أي يستأثر على اصحابه.
قال تعالى:
-بل تؤثرون الحياة الدنيا.
-أو أثارة من علم إن كنتم صادقين.
" أمّا الكلمات التي تلي كلمة: (آثر)،في الترتيب، فهي: "أثل"
أثل، سدر، خمط، ضريع، غسلين". وقد شرحناها سابقا ما عدا كلمة:
غسلين= وهو طعام في جهنّم، أجارنا الله منها، ويقال أنه من الفضلات والماء الثّقيل، ولا أعلم عنه شيئا وأبعدكم الله وأبعدني عنه، قال تعالى: ولا طعام إلا من غسلين.
وسننتقل إلى حرف الهمزة مع الجيم وكلمة:" أجّ "
"أجّ، أوقد، سعر، شرر، ورى، شعل"
التأجيج= إشعال النار والفتن.قال تعالى: إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض.
الأَجيج= صوت لهب النار بعد تأجيجها.
الأُجاج= الماء الشديد الملوحة،كماء البحر. قال تعالى: وهذا ملح أجاج.
الإيقاد = إحضار الوقود. قال تعالى: فأوقد لي يا هامان على الطين.
السّعار = أشدّ أنواع النار حرارة. قال تعالى : وإذا الجحيم سعّرت.
الشرر= ما انفصل من اللهب وتطاير. قال تعالى: إنها ترمي بشرر كالقصر.
الوُري= لحظة خروج النّار من المقدح للإيقاد. قال تعالى: أرأيتم النّار التي تورون.
الشّعل= التهاب النّار. وقد تستعمل مجازا، كقوله تعالى: واشتعل الرأس شيبا.
هناك فرق بين الملح والأجاج،
الأجاج= شديد الملوحة والحرارة، بحيث تكون الملوحة حارقة، وهو أخصّ من الملح، فكلّ أجاج ملح، وليس كل ملح أجاج. قال تعالى: هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج.
أجّ= يؤجّ إذا أسرع وهرول، ويأجوج ومأجوج، في الكلمتين اشتقاقان :
١ من أجّ اي أشعل نارا أو فتنة، أو أحدث إرباكا، فهي مصروفة ويأجوج (فاعول)
٢ قد تكون علما على قوم وتكون غير مصروفة، وشُبّهوا بالنار المضطرمة والمياه المتموّجة لكثرة اضطرابهم.
الملح= الطعم المعروف.
وانتُقد الشافعيّ لأنّه استعمل كلمة مالح، والصحيح ان يقول: مُمَلّح.
قال ابن فارس: الهمزة والجيم لها أصلان: الخفيف، والشدّة،إما حرّا أو ملوحة.
الأُجاج= الحار المشتعل المتوهّج.تأجّجت النار، وجاءت أجّة الصيف.
قال تعالى: لو نشاء لجعلناه أجاجا فلولا تشكرون.
التنزيل لا ترادف فيه-4-

ونستأنف معكم السّير على درب الكلمات، لنفتتح يومنا هذا بكلمة:
" أجر "
" أجر،ثمن،ثواب،جزاء "
الأجر= عِوض الأجير عن عمله.أي هو بدل منفعة. وهو قانون صارم وواجبات. قال تعالى: على أن تأجرني ثماني حجج.
الثّمن= هو عوض المبيع من المشتري. أي بدل العين إن كان نقدا.
قال تعالى: وشروه بثمن بخس دراهم معدودة.
الثّواب= عوض يشير إلى سخاء رب العمل ومكانته. أي أجر + فضل.قال تعالى:ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثّواب.
الجزاء= عوض يتناسب مع كمال العمل أو نسبة التّقصير فيه.
كقول الله في الأولى: وذلك جزاء من تزكّى.
وفي الثانية،قوله تعالى: جزاء وفاقا.
الأجر= أهمّ كلمة في المجموعة، أيّ منفعة مقابل منفعة، والأجر لا يكون إلا عن واجب متّفق عليه، ووفق شروط مسبقة، ومن لوازمه أن يكون عادلا، ويدفع فور انتهاء العمل، أو حسب الشروط المتفق عليها، وأهم ما في الأجر،حسن الأداء، فإذا نقص يكون قبولا، قال تعالى: إنّا لا نضيع أجر من أحسن عملا. وقوله: ولنجزينّهم بأحسن ما كانوا يعملون.
وقد وُصف العمل في التنزيل الكريم باوصاف عديدة=
أجر كبير: أولئك لهم مغفرة وأجر كبير.
أجر عظيم: لآتيناهم من لدنّا أجرا عظيما.
أجر كريم: وله أجر كريم.
أجر غير ممنون: وإن لك لأجرا غير ممنون.
أجر حسن: أنّ لهم أجرا حسنا.
الثّمن= هو بدل العين إن كان عملة، ويسمّى:
العِوض= إن لن يكن مالا،( عملة ).
وإذا كان الثمن بقدر العين يسمّى= قيمة.
قيمة شيء دينار، فإن بعته بدينار ونصف او دينارين، وهذا هو الثّمن.
الجزاء= هو المكافىء، وفيه الكفاية، ويرضى عنه النّاس. قال تعالى: وكذلك نجزي المحسنين. ويسمّى : الوفاء= ووفّيت كل نفس ماكسبت. وقول الله: أوفوا الكيل. ويسمى ايضا:
الإيتاء= وقد شرحنا الآيتاء مع كلمة ( آتى )
أولئك يؤتون أجرهم.ويؤت من لدنه أجرا عظيما. ونعم أجر العاملين.
الفضل= الأجر والجزاء والوفاء كلها، والفضل عند الله يسبق للمذنبين .وفي الشرع يكون الأجر على الفرض، أما الفضل فيكون على النافلة. ولا يعلم أحد مقداره، فالفضل أبقى من الأجر، قال تعالى: ليوفّيهم أجورهم ويزيدهم من فضله.وقوله: واسألوا الله من فضله.
الثّواب= الفضل والأجر كله ثواب. فالثواب يشمل الأجر المتفق عليه، + الفضل الذي هو عطاء.
الثّواب= لغة، هو العسل،وهو الرّياح الطّيبة.
قال بن فارس: الهمزة والجيم والرّاء أصلان يمكن الجمع بينهما.
الأول:الكراء على العمل،
الثاني: جبر العظم الكسير.
أما الكراء :فهو الأجر والأجرة.
والأجر يكون في الدنيا، ويكون في الأخرة، قال تعالى: وآتيناه أجره في الدنيا.
وقول الله: ولأجر الآخرة خير للذين آمنواوجمع الأجر أجور: وآتوهنّ أجورهنّ، وهنا كناية عن المهور، وسيأتي شرحها.
والأجر يجري مجرى العقد، ولا يقال إلا في النّفع دون الضّر، قال تعالى: فأجره على الله.
الجزاء= عن عقد وغير عقد، ويقال في النّافع والضّار، كقوله:
وجزاهم بما صبروا جنّة وحريرا. وقوله:
فجزاؤه جهنّم.
وردت كلمة أجر في التنزيل على أربعة أوجه هي:
المهر: اللاتي آتيت أجورهنّ
الثواب: لنجزين الذين صبروا أجرهم.
الجُعل: قل ما أسألكم عليه من أجر.
النّفقة: فإن أرضعن لكم فآتوهن أجورهن.
لست أدري والله في استراحة كل يوم جمعة، من يغادر قطار مسيرتنا، ومن يلتحق به، ومن يتفاعل بمعاني هذه الكلمات، ومن يكتفي بالإعجاب بها، ومن ولّدت عنده هذه المعاني رغبة في تدبّر آيات التنزيل. مجرد أسئلة خطرت ببالى واردت أن أعرضها عليكم. وإنّنا بعون الله نحن سائرون ، ولن يوقف مسيرتنا إلّا أحد معاني آخر كلمة من كلمات الهمزة مع الجيم، وهي كلمة:
" أجل "
" أجل، عمر، نحب"
الأجل= آخر المدّة المضروبة للشّيء. قال تعالى: وبلغنا أجلنا الذي أجّلت لنا.
عُمر= المدّة المضروبة لعمارة البدن في الحياة. قال تعالى: فتطاول عليهم العمر.
نَحْب= العمر مع الواجب الثقيل المصاحب له. قال تعالى: فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر.
وأهمّ كلمة في مجموعتنا هذه هي كلمة "أجل" ، لكثرة استعمالها في أكثر من معنى.
الآجل: نقيض العاجل
الأجيل: المُرجأ، المؤخّر.
أجَلْ: في الجواب كنعم.
الإجل: القطيع من بقر الوحش.
الإجل: وجع في العنق
والآجل والآجلة: ضد العاجل والعاجلة.
قال تعالى: ثم قضى أجلا وأجل مسمّى عنده. أجله في الحياة الدنيا، ثم اجله إلي يوم النشور.
وبلوغ الأجل، في قوله تعالى: وإذا طلّقتم النساء فبلغن أجلهنّ. أي المدّة بين الطلاق وانتهاء العدّة.
المعنى المشترك لكلمة: (أجل)،على خمسة اوجه، وهي:
١ الأجل: الموت. قال تعالى:ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها
٢ الأجل: الوقت. قال تعالى: قال ذلك بيني وبينك أيّما الأجلين قضيت فلا عدوان عليّ
٣ الأجل: العدّة. قال تعالى: فإذا بلغن أجلهنّ.
٤ الأجل: الهلاك. قال تعالى:وأن عسى أن يكون اقترب أجلهم.
٥ الأجل: العذاب. قال تعالى: إن أجل الله إذا جاء لا يؤخّر. وينتهى حديثنا اليوم لنبدأ غدا بإذن الله مع أوّل كلمات الهمزة مع الحاء.
ونلتقي بالهمزة مع الحاء مع الدال، والتي يقول ابن فارس عنها أنها فرع والأصل (الواو) وَحَدَ. وكلمتنا اليوم هي:
"أحد "
"أحد، فرد، وتر، واحد، وحيد "
أحد= ليس معه شريك في العمل. قال تعالى: قل هو الله أحد.
الفرد= ليس معه خليط في وجوده من ولد ووالد يختلط به.قال تعالى: رب لا تذرني فردا.
الوتر= لا يخلفه أحد بعده. قال تعالى: والشفع والوتر.
الواحد= الذي لا يتجزّأ.قال تعالى:هو الله الواحد القهار.
الوحيد= الذي ليس له معين. قال تعالى: ذرني ومن خلقت وحيدا.
الأحد = هو ابتداء العدد، ولكنّه يرجع للأصل، كما قال ابن فارس فيقال: واحد، وفي الخانة العشريّة نقول : أحد عشر. قال تعالى: إنّي رأيت أحد عشر كوكبا.
ويستعمل في النّفي والإثبات على وجوه:
في النفي: كقول الله: فما منكم من أحد عنه حاجزين.
في الإثبات، يكون على ثلاثة أوجه هي:
١ في الواحد المضموم للعشرة. أحد عشر، كما ذكرنا
٢ أن يستعمل مضافا أومضافا إليه.كقوله تعالى: أمّا أحدكما فيسقي ربّه خمرا.
أن يستعمل وصفا مطلقا، ولا يجوز ذلك إلّا في حق الله تعالى. كقوله: قل هو الله أحد.
المعنى المشترك لكلمة:
"أحد":-
١ الله تعالى. (قل هو الله أحد).
٢ النّبيّ. علي لسان المنافقين للكفار. (ولا نطيع فيكم أحدا).
٣ يقال انها لبلال بن حمامة مؤذّن الرسول، والله أعلم. (وما لأحد عنده من نعمة تُجزى).
٤ أحد فتية أصحاب الكهف. (فابعثوا أحدكم بورقكم هذه).
٥ زيد بن حارثة. (ما كان محمد أبا أحد من رجالكم).
٦ أحد أيّ من الخلق كلّهم. (ولا يشرك بعبادة ربّه أحدا).
٧ الملك في قصّة أصحاب الكهف. (وليتلطّف ولا يشعرنّ بكم أحدا).
٨ صاحب الحلم في قصّة النبي يوسف. (قال أحدهما إني أراني أعصر خمرا).
والتأنيث في أحد هو (إحدى): (هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين)و( فتذكّر إحداهما الأخرى).
وسننتقل لكلمة "أخذ"
" أخذ، تناوش، تناول، غرف، قبض، "
الأخذ= هو حوز الشيء وتحصيله لنفسه او لغيره. قال تعالى: قال معاذ الله ان نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده.
التناوش= هو تناول الشيء من الأعلى. قال تعالى: وأنّى لهم التناوش من مكان بعيد.
التناول= الحصول على الشيء بشرط قويّ. قال تعالى: لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون.
الغرف= أخذ بكلتا يديه. قال تعالى: إلا من اغترف غرفة.
القبض= هو اخذ القليل من كثير بقبضة يده وإغلقها عليه، وقد تكون خفية. قال تعالى: فقبضت قبضة من أثر الرسول.
قال ابن فارس، الهمزة والخاء والذال أصل واحد يتفرع منه فروع، متقاربة في المعنى.وفي كلمة أخذ :
(الحوز- الجبيُ- الجمع).
ومجازا يقال: أخذته الحمّى. قال تعالى: وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى.
اما المعاني المشتركة لكلمة( اخذ ) فهي:
الحبس= فخذ أحدنا مكانه
القبول= قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري.
العذاب= وكذلك أمذ ربك إذا أخذ القرى.
القتل= وهمّت كل أمة برسولهم ليأخذوه.
الأسر= قاتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم.
أمّا كلمة( اتّخذ ) فقد وردت في التنزيل على ثلاثة عشر وجها:
اختار= واتخذ الله إبراهيم خليلا.
أكرم= ويتخذ منكم شهداء.
صاغ= واتخذ قوم موسى من بعده من حليّهم عجلا جسدا له خوار.
سلك= واتخذ سبيله في البحر سربا
سمّى= اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا.
نسج= كمثل العنكبوت اتخذت بيتا.
عبد= الذين اتخذوا من دون الله أولياء.
جعل= تتخذون أيمانكم دخلا بينكم.
بنى= والذين اتخذوا مسجدا ضرارا.
رضي= رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا.
تعصرون= تتخذون منه سكرا.
أرخت وأسدلت= فاتخذت من دونهم حجابا.
اعتقد= لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمان عهدا.
في التنزيل الكريم:
وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره. أي أمسك بذؤاب شعر اخيه ولحيته. واللحية من الرأس. فهل آية:
محلقين وؤوسكم ومقصّرين في الحج عند الحلق تشمل الشعر واللحية على أنها من الرأس؟
المآخذة= العاقبة. ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا.
وننهي بها اليوم الهمزة مع الخاء والذال.

وسننتقل لكلمة كلمة:
( آخِر ) آخر، بقيّة، خاتمة، منتهى.
آخِر = بكسر الخاء، مقابل أوّل. قال تعالى : وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين.
البقيّة= ثبات آخر الشيء بعد ذهاب أوّله وربما اكثره. قال تعالى: وبقية مما ترك آل موسى.
الخاتمة= آخر الشيء الذي به يكتمل. قال تعالى: ختامه مسك.
المنتهى= آخر الحركة ،حين تتوقّف.
قال تعالى: وأنّ إلى ربك المنتهى.
أما كلمة آخَر بالفتح:
"آخَر"
" آخر، شبه، مثل، ندّ"
آخر = ما كان قرين الواحد، او أحد الشّيئين. قال تعالى: ثم أنشأناه خلقا آخر.
الشبه = ما كان قرين الحال. قال تعالى : تشابهت قلوبهم.
المثل= ما كان قرين الهيأة. قال تعالى: ليس كمثله شيء. وقوله تعالى: فتمثّل لها بشرا سويّا.
النّدّ = ما كان قرين الجوهر. قال تعالى: فلا تجعلوا لله أندادا.
أمّا قوله تعالى: يُنبّأ الانسان يومئذ بما قدّم وأخّر. ما قدّم فهي معروفة أنا ما أخّر اي ما ترك من سنّة حسنة أو سيّئة وعمل بها من بعده.
والآخرة جاءت بعدة معان حسب السياق:
فهي يوم القامة،
وهي الجنّة
وهي النار
وهي الأخير. كقول الله تعالى: ما سمعنا بهذا في الملّة الآخرة.
ومع كلمة جديدة هي كلمةجديدة هي" أخ "
" أخ، خدن، خليل، صاحب، صديق، رفيق"
الأخ= هو المشارك لآخر في الولادة، وشرعا في الرضاع.قال تعالى: وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي.
الخدن= هو المشارك لآخر في علاقة زوجيّة غير شرعيّة. قال تعالى: ولا متّخذات أخدان.
الرّفيق= المؤنس الناصح في الغربة والسفر. قال تعالى: وحسن أولئك رفيقا.
الخليل= من الخلّة وهي الاختصاص بالمودة المطلقة. قال تعالى: واتخذ الله إبراهيم خليلا.
الصّاحب= هو الملازم للآخر أيّا كان هذا الآخر. قال تعالى: إذ يقول لصاحبه لا تحزن. وقوله: وما صاحبكم بمجنون.
الصّديق= من كان ظاهره كباطنه للآخر. قال تعالى : ولا صديق حميم.
قال ابن فارس: الهمزةوالخاء والواو ليس بأصل، لأنّ الهمزة أصلا مبدلة من الواو.
المعنى المشترك لكلمة:
"أخو" في التنزيل الحكيم على سبعة أوجه وهي:
١ أخ من أمّه وأبيه." فطوّعت له نفسه قتل أخيه"
٢ من قبيلته." وإلى عاد أخاهم هودا"
٣ الأخ في الدّين والولاية في الشّرك." وإخوانهم يمدّونهم في الغيّ.
٤ الأخ في الدّين والولاية." إنّما المؤمنون إخوة"
٥ الأخ في الحي والمودّة." ونزعنا ما في صدورهم من غلّ إخوانا على سرر متقابلين"
٦ الأخ الصّاحب." إنّ هذا أخي له تسع وتسعون نعجة.
٧ الأخ يعني الشّبه." كلّما دخلت أمّة لعنت أختها.
أنهينا الهمزة مع الخاء، ونبدأ بالهمزة مع الدّال، وكلمتنا هي:"إدّ" بالهمزة المكسورة:
" الإدّ، الإمر، النّكر، "
الإدّ = الفعل الخطير الذي يناقض كل الموازين. قال تعالى: لقد جئتم شيئا إدّا.
الإمر = بالكسر، الفعل الشديد الذي فيه خيانة، وغدر، ويمكن تداركه. قال تعالى: لقد جئت شيئا إمرا.
النّكر = الفعل الذي ينكره الجميع لقبحه، ولا يمكن تداركه، كالقتل العمد. قال تعالى: قال أقتلت نفسا زكيّة بغير نفس لقد جئت شيئا نُكرا.
قال ابن فارس: الهمزة والدال في المضاعف
مع الشَّدَّة ،فأصلان:
عِظم الشيء وتكرّره، وهو الأمر العظيم والثاني، هو النّدود.أدّت الإبل أي نَدّت. وكذلك،أدت الإبل رجّعت الحنين في جوفها.
والإدّ والإدّة: الداهية ،والأمر الفظيع، وجمع الإدّة هي: إدد.
.............
ونضيف لها أيضا الهمزة المفتوحة، مع كلمة:
" أدّى "
" أدّى، دفع، وفّى "
أدّى = دفع ما يجب دفعه بوقته. كأداء الأمانة. قال تعالى: إن الله يأمركم أن تؤدّوا الأمانات إلى أهلها.
دفع = " إذا عُدّي بِإلى"
اقتضى سرعة الأداء. قال تعالى: فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموااهم.
وفّى = الأداء الكامل غير منقوص، وفي الوقت المحدد. قال تعالى: وإنّما تُوفّون أجوركم يوم القيامة.
قال ابن فارس: الهمزة والدال والياء أصل واحد، وهو إيصال الشيء الى الشيء، أو وصوله إليه.
الأداة = الآلة، وجمعها أدوات.
آداه = على كذا، إذا قوّاه وأعانه. وأمّا كلمة:
مُوُد= بلا همز فهي من أودى ،أي هلك.
أمّا قوله تعالى: أن أدّوا إليّ عباد الله إني لكم رسول أمين. فهو نداء لهم أن أدّوا إليّ ما هو واجب عليكم من الأيمان واقبلوني واتّبعوا سبيلي، بقبول ما آمركم به. وعليه:
أدّى الشيء = قام به
أدّى الدّين= قضاه
أدّى الصلاة= صلّاها
" أمّا أقام الصلاة فشيء آخر نشرحه بوقته"
أدّى الشّهادة= أدلى بها
أدّى إليه الشيء
= أوصله
قال تعالى: فمن عفي له من أخيه شيء فاتّباع بمعروف وأداء إليه بإحسان ذلك تخفيف من ربكم ورحمة.
والأداء بإحسان هو عدم استغلال التّخفيف بادّعاء الإعدام في حال الإمكان، ولا يؤخّره مع الوجود.
وننتقل إلى كلمة " أَذِنَ ."
" أذن، سمع، أنصت، أصغى، "
أذن = أصاخ السمع طائعا وموافقا. قال تعالى: وأذنت لربّها وحُقت.
سمع = أدرك جمال الصوت بقوّة الأذن. قال تعالى: إنّهم عن السّمع لمعزولون.
استمع = جاء قاصدا ان يسمع شيئا معيّنا، ربما للاهميّة. قال تعالى: الذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه.
أنصت = استمع خاشعا باهتمام شديد. فلمّا حضروه قالوا أنصتوا.
أصغى= استمع مستوعبا.قال تعالى: ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة.
قال ابن فارس: الهمزة والذال والنون، اصلان متقاربان في المعنى، ومتباعدان في اللفظ.
١ أُذُنُ كلّ ذي أُذُن.
٢ العلم،
وعنهما يتفرّع هذا الباب كلّه.
الأُذُن : عروة الكوز
الأذن : الاستماع للشيء.
الأذان: المعروف عند المسلمين وهو اسم للتّأذين.
الأذن: الجارحة، وحي أداة السمع.
وقد تستعمل مجازا. قال تعالى: ويقولون هو أذن قل أذن خير لكم.
وإشارة للجهل وعدم السمع. قال تعالى: وجعلنا على قلوبهم أكنّة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا.
ويستعمل للعلم الذي يُتوصّل إليه بالسماع. قال تعالى: فائذنوا بحرب من الله ورسوله.
المُؤذّن = كل من يخبر عن شيء بالنّداء. قال تعالى : ثم أذّن مؤذن أيتها العير إنكم لسارقون. وقول الله: وأذّن في الناس بالحجّ.
الإذن= إجازة ورخصة وتكون بإرادة وأمر. قال تعالى: وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله.
أمّا قول الله تعالى: وليس بضارّهم شيئا إلا بإذن الله. "هنا تعني بعلمه".
والفرق بين الإذن والعلم، أن الإذن أخصّ، ولا يكاد يستعمل إلا بما فيه مشيئة لله به.
الإستئذان = طلب الإذن. قال تعالى : فإذا استأذنوك لبعض شأنهم فائذن لمن شئت منهم.
إذَنْ =أداة نصب الفعل المضارع، من اخوات: ان، لن، كي، وإذن.
المعنى المشترك لكلمة:
أذن في التنزيل:
١ السّماع:" وأذنت لربّها وحقت"
٢ النّداء=: "وأذّن مؤذن بينهم"
٣الإرادة: وما هم بضارّين من أحد إلا بإذن الله.
٤ الأمر : وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله٠
أمّا آية: عفا الله عنك لمَ أذنت لهم. فإنّه استفهام إنكاري وبيان لما كنّى عنه بالعفو.
وننتقل لكلمة: " أذى".
"أذى، ضرر، سوء، بلاء،"
الأذى = يكون باللسان، ويؤدّي إلى الازعاج. قال تعالى: ومنهم من يؤذون النّبيّ ويقولون هو أُذُن.
الضّرر = الشّر المادّيّ في النّفس او المال. قال تعالى: فكشفنا ما به من ضُر.
*ملاحظة: إذا كانت كلمة :ضُر مرفوعة او مجرورة، فهي ضُرٌّ و ضُرٍّ بضم الضّاد. أما إن كانت منصوبة فهي : ضَرّاً بفتح الضّاد.
قال تعالى: قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرّا، ولا يُقال ضُرًا*
السّوء = الهم الدّائم من الخوف. قال تعالى: إن الخزي اليوم والسّوء على الكافرين.
*وهذه الكلمة هي غير كلمة: السّوء والسيّئات ، المستقبح طبعا او عقلا أو شرعا التي مرت معنا تحت كلمة اثم .*
بلاء = الضّرر الدّائم كالعمى، والسّجن المؤبّد، او الفقر المدقع.
قال تعالى: إن هذا لهو البلاء المبين.
قال ابن فارس: الهمزة والذّال والياء، أصل واحد، وهو الشيء الذي تتكرّهة ولا تقر عليه. كقولك: آذيت فلانا أُوذيه.
المعنى المشترك لكلمة:
أذى = على عشرة اوجه في التّنزيل هي:
١ الحرام: ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض.
٢ القمل،أوغيره: أو به أذى من رأسه.
٣ الشّدّة: إن كان بكم أذى من مطر.
٤ الشّتم: والّذان يأتيانها منكم فآذوهما.
٥ البهتان: لا تكونوا كالّذين آذوا موسى.
٦ العصيان: إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنوا في الدنيا والآخرة.
٧ التّخلّف: فيمن تخلّف عن غزوة تبوك. والذين يؤذون رسول الله.
٨ شغل القلب: إن ذلك كان يؤذي النّبيّ.
٩ المنّ: قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى.
١٠العذاب: فإذا أُوذيَ في الله.
وبها ننهي الهمزة مع الذّال، لنبدأ مع الهمزة والرّاء وكلمة:" أرب ."
" أرب، حاجة، وطر، "
الأرب= الحاجة الخاصّة لمزاج ورغبة صاحبها. يُقال: تأرّبت في حاجتي أي تشدّدت، والإربة: هي الحاجة. قال تعالى:وليَ فيها مآرب أخرى.
وتطلق أيضا: على حاجة الرّجل من المرأة خاصّة. قال تعالى: غير أولي الإربة من الرّجال.
والأرب: أخصّ من الحاجة العامة.
الأرب: الشّدّة والعُقدة التي لا تُحلّ بنفسها.
الأرب: عندما تكون الحاجة من النوع الذي يلزم فيها العقل والتفكير والنّباهة، لجلبها أو نفيها.
أرِب الرجل: أصبح ذا نباهة.
صاحب الإربة : الرجل الذي يشتهي النساء، عند رؤيتهنّ.
الأرب : الداهية
الأرب : التأديب
ذو إربة : ذو أدب
الحاجة= شيء تحبّه وتفتقر إليه، ماديا كان او معنويا. قال تعالى: إلا حاجة في نفس يعقوب قضاها.
وطر= النّهمة القويّة، والرغبة وحاجة الفرج أو البطن. قال تعالى: فلمّا قضى زيد منها وطرا زوّجناكها.
قضى منها وطره : أي شبع وأُتخم ولم تعد له رغبة فيها.
قال ابن فارس: الهمزة والرّاء والياء، لها أربعة أصول، إليها تجمع الفروع وهي: الحاجة، العقل، النّصيب، والعقد. ولا تفصيل أكثر فيها.

وإذا انتقلنا لكلمة:" أرض"
"أرض، بوار، قيعة، جرز، ربوة، ساحة غائط"
الأرض= الجرم المقابل للسماء. قال تعالى : أنزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضرّة.
البوار= أرض لا تصلح لشيء. وتستعمل مجازا، صال تعالى: وأحلّوا قومهم دار البوار.
القيعة= مؤنث قاع، مثل جيرة وجار، وهي ما انبسط من الارض واتّسع، ويُرى فيها السراب كثيرا، ولا يوجد فيها حياة. قال تعالى: أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظّمآن ماء.
الجرز= الأرض التي لم يصلها المطر. قال تعالى: أو لم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز فنخرج به زرعا.
الرّبوة= الأرض الضّيّقة مع ارتفاع فيها. قال تعالى: كمثل جنّة بربوة أصابها وابل.
السّاحة= الأرض المعدّة للاستعمال الخاص. فإذا نزل بساحتهم فساء صباح المُنذرين.
الغائط= الأرض المنخفضة الهابطة على سكون. وكانت تستعمل لقضاء الحاجة والتغوّط. قال تعالى: أو جاء أحد منكم من الغائط.
قال ابن فارس: الهمزة والرّاء والضّاض، ثلاثة أصول، يُتَفَرّع منها، وتكثر. وأصلان منها لا ينقاسان، بل كل واحد موضوع حيث وضعته العرب.والاصلان هما: الأرض الرّكمة،ورجل مأروض أي مزكوم. والثاني: الرّعدة ويقال بفلان أرض، أي رعدة.
أمّا الأصل الأوّل فهو كل شيء يسفل، ويقابل السماء، ويقال لأعلى الفرس سماء، ولقوائمها أرض.
*ولم تجىء في كتاب الله كلمة أرض بصيغة الجمع*.
الأرض: مؤنثة وهي إسم جنس.
المعنى المشترك لكلمة أرض في التّنزيل الحكيم على وجوه منها :
١ الجنّة: ٢ : بيت المقدس٣ أرض المدينة خاصّة٤ مكة٥ مصر ٦ ارض الإسلام ٧ كل الأرض ٨ القبر ٩ أرض التّيه.
ونذهب إلى كلمة " أريك "
"أريك، سرير، عرش، كرسي، مهد،"
الأريكة= حجلة اسطوانيّة توضع على السرير ، وجمعها أرائك. قال تعالى: متكئين فيها على الأرائك.
السّرير= ما يُتّكأ عليه ساعة الراحة والسرور.قال تعالى: متكئين على سرر مصفوفة.
العرش= كرسي السلطان او الملك. قال تعالى : ورفع أبويه على العرش.
الكرسيّ= مجلس القضاء أو نحو ذلك من الوظائف القياديّة. قال تعالى: والقينا على كرسيّه جسدا ثم أناب.
المهد= ما يوضع فيه الطفل الرضيع. قال تعالى: قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا.
قال ابن فارس: الهمزة والراء والكاف، أصلان،
أحدهما: شجر.
الآخر: الإقامة.
الأراك: شجر معروف، ومنه يؤخذ السّواك
الحجلة والسرير: أريكة. والسرير وحده لا يسمّى أريكة.
أمّا كلمة "إِرَم" فقال ابن فارس : الهمزة والرّاء والميم : أصل واحد.
الأَرْم : ملتقى قبائل الرأس.
الإِرِم : حجارة مجتمعة كأنّها رجل قائم
الأُرُمة: أصل الشجرة، أصل الحسب : أرومته
قال تعالى: ألم تر كيف فعل ربك بعاد* إرم ذات العماد.
واختُلف فيها أهي قوم أو بلدة. ولا حاجة لنا في متاهات لا دليل عليها، والله حتى الآن أعلم بها إلى أن يتبيّن للناس دليل عليها أو أثرة من علم.
............
وننتقل الى كلمة أخرى وحرف آخر في كلمة:" آزر "
"آزر، أعان، أغاث، أيّد، نصر".
آزر= قوّاه وهو ضعيف في جانب معيّن. قال تعالى: اشدد به أزري.
أعان = قوّاه في أمر لا يقدر عليه وحده. قال تعالى: فأعينوني بقوة أجعل ببنكم وبينهم ردما
أغاث = قوّاه وهو على وشك الهلاك. قال تعالى: فاستغاثه الذي هو من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه.
أيّده = قوّاه بشكل دائم. بال تعالى: والله يؤيّد بنصره من يشاء.
نصر = قوّاه حال التحامه مع خصمه،. قال تعالى: ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أقلّة.
من ناحية لغويّة....
آزر: شدّ واستقام بحيث لا عوج فيه.
أيّد: أشعر بالقوّة.
أمدّ: ومنها المدد على التوالي، دفعة وراء دفعة. وتستعمل كلمة:
أمدّ : للخير والشّر
نصر: عند التحام الجيوش، أو بين الحق والباطل.
أعان: على مهنة أو حرفة أو عمل ما.
بعث : بمعنى إثارة الشيء وتوجيهه. فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا.
قال ابن فارس: الهمزة والزاي والراء أصل واحد، وهو القوة والشّدة، يُقال: تأزّر النّبت: إذا قوي واشتدّ، والأزر: القوّة.
وننتقل الآن إلى كلمة:"أزّ".
"أزّ، دمدم، غلى، عصف، قرع، قصف،".
أُزّ = هو صوت غليان القدر. قال تعالى: ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزّهم أزّا.
دمدم = صوت الهدّة. قال تعالى : فدمدم عليهم ربهم بذنبهم.
غلى = صوت القدر إذا طفحت بعد الأُزّ . قال تعالى: كالمهل يغلي في البطون.
عصف = صوت الريح الشديدة أثناء هبوبها. قال تعالى: جاءتها ريح عاصف.
قصف = قصف الريح وهي تضرب الشّجر وتقصفه. قال تعالى: فيرسل عليهم قاصفا من الرّيح.
قرع = صوت ضرب الحديد بالحديد، ومنها قرع طبول الحرب. قال تعالى: كذّبت ثمود وعاد بالقارعة.
قال ابن فارس : الهمزة والزاي يدل على التحريك.
الأزيز : صوت" الرعد، غليان القدر،"
الأزّ : هو الإغراء والتّهييج. قال تعالى: أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزّهم أزّا.
دمدم : الدمدمة: الغضب، وإرجاف الأرض، وإطباق العذاب، مجتمعة او منفردة.
وحيث لا توسع أكثر في معاني هذه الكلمات، فننتقل لكلمة أخرى، وكلمتنا هي :
"أزف"
" أزف، اقترب، حان، "
أزف = شدّة الاقتراب، وضيق الوقت. قال تعالى: ازفت الآزفة.
اقترب = جاوز المنتصف،قال تعالى: اقترب للناس حسابهم.
حان = وقت حصول الشيء. قال تعالى: فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون.
قال ابن فارس: الهمزة والزاي والفاء، يدل على الدنوّ والمقاربة.
وكلمة أزف مرّت معنا عند بحث كلمة " أتى "
وقيل في الآزفة أقوال كثيرة، وكلها تخمينات مفسّرين، وعندما أجد قيل كذا، وقيل كذا، أقف عن نقل ماقالوا، وأكتفي بالمعنى، ليُعمل القارىء عقله، ويتدبّر الآية بنفسه، وفوق كل ذي علم عليم.
وننتقل إلى كلمة " أسر ."
"أسر،حبس،رهن،وقف"
الأسر = حبس المحارب مقيّدا. قال تعالى: وشددنا أسرهم.
الحبس = منع الشيء من الانبعاث والتداول بحكم حاكم. قال تعالى: تحبسونهما من بعد الصلاة.
الرّهن = حبس الشيء لضمان حق على من يؤدّيه. قال تعالى: كل نفس بما كسبت رهينة.
الإيقاف = حبس على ذمّة التّحقيق. قال تعالى: وقفوهم إنهم مسئولون.
ومنها الوقف في سبيل الله، والوقف الذرّي الخ.
قال ابن فارس: الهمزة والسين والرّاء، أصل واحد وقياس مطّرد، وهو الحبس، اي الإمساك. من ذلك الأسير،وكانوا يشدّونه بالقِدّ، وهو الإسار، فسمّي كل أخيذ أسير وإن لم يُؤسر. ولا زيادة عن ذلك في المعاني، فننتقل لكلمة اخرى وهي كلمة:
"أساس"
"أساس، أصل، عمود، إمام، قاعدة، "
الأساس = ما يلامس الأرض، وهو أوّل البناء. ومجازا: قال تعالى: أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به .
القاعدة = ما يقوم على الأساس من البناء. قال تعالى: وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل.
العمود = ما يُرفع عليه البناء بعد القاعدة. قال تعالى: الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها. "وللتّدبر، نرى أن الآية تحمل معنيين:
١ أنّ السماوات مرفوعة على أعمدة ، كحاجة أي سقف، ولكنّها غير مرئية لنا.
٢_ أن السماوات مرفوعة بغير أعمدة، أي بقوّة أخرى ويدعونا للبحث عنها، وكيف تعمل. ولا نُحمّل الآية
أكثر مما تحتمل ولا نلوي عنقها لنصل الى معني غير موجود، وهنا يأتي التّدبّر الصّحيح."
الأصل = ما يتفرّع عنه وجود شيء لم يكن. قال تعالى: كشجرة طيّبة أصلها ثابت وفرعها في السّماء. وتستعمل على الحقيقة وعلى المجاز.
قال الخليل: الأُسّ: أصل تأسيس البناء، والجمع : أساس. وقول آخر: الأسس، والجمع: آساس، ممدود .
أس الرّماد، ما بقي في الموقد.
الأساس: هو أول البناء، والذي يضع عليه حجر الأساس، ومهمّة الأساس أن يكون على أرض صلبة كالصّخر، ويتّسم بالقوة والصلابة
الأساس: شرعا، أن تقيم دعواك على حق شرعي لك ، لا لبس فيه، وخال من غش أو تزوير.
١أساس الدّين: الوحي والتّنزيل. قال تعالى: إنّما أُنذركم بالوحي.
٢ يخاطب العقل في الإنس والجنّ: قال تعالى: أفلا يعقلون، أفلا يتدبّرون، الخ...
أساس المسجد: التقوى
أساس البيت: الفرشة الخرسانيّة.
أساس الجبال: ثلثاها تحت الأرض.
الأصل: البناء الذي فوق الاساس، نصفه غالبا يكون تحت الأرض والآخر فوقها.
أصل الشجر: الجذور الممتدة في الأرض.
الأساس واحد، والأصول قد تكون متعدّدة.
القواعد: هي الشُّمع التي ترفع ليقام عليها السّقف. وكلما ارتفعت القواعد ارتفع البناء.
القوّة الخفيّة في الدّولة: " المستشارون، أهل الخبرة وهم: أولى الأمر" ، اصحاب النصيحة المخلصة، " الجنود المجهولون" " مجلس الأمن القومي"، الإقتصادي، والإجتماعي" لا كما يفسّرها البعض، هم ولاة الأمور، وكما سبق وقلنا إنّ كلمة "أولي" لا مفرد لها في اللغة، بينما ولاة الأمور مفردها وليّ الأمر. فاقتضى التنبيه والتّذكير.
الجيش: أهم أسباب المنعة، إذا كان قويا مسلحا فكريا وقتاليا، وله عقيدة قتالية صحيحة.
العلماء: ودور العلم بكلّ تفرّعاتها.
السلاح: أدوات الجيش وليس لها حدود إلا ما لا يقبله العقل والإنسانية ويتنافى مع ما أمر الله.
الأقتصاد والسياسة: والتفصيل فيهما كبير، وكل ما ذكرنا أساسه العلم، والسياسة، والاقتصاد.
وننتقل إلى كلمة "أسف"
"أسف، آسى، حزن، ابتأس، ، بث ، هم، غم، جزع، حسرة، ندم، "
وكلّ هذه الكلمات، يجمعها رابط الحزن.
الاسف = هو النّدم مع غضب . قال تعالى: يا أسفي على يوسف وابيضّت عيناه من الحزن فهو كظيم. وقوله: فرجع موسى غضبان أسفا.
الإبتئاس = الأسف مع ألمٍ نفسي. قال تعالى: فلا تبتئس بما كانوا يفعلون.
الحسرة = الأسف مع يأس على ما فات ولن يعود. قال تعالى: ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم.
النّدم = الرأي في أمر فات. قال تعالى = قال عمّا قليل ليصبحنّ نادمين.
قال ابن فارس: الهمزة والسين والفاء، اصل واحد يدل على الفوت والتلهّف. والأسِف: هوذ الغضبان
وقال الخليل: الأسف الحزن في حال والغضب في حال.
المعنى المشترك لكلمة: أسف :
١ الحزن: قال تعالى:وتولّى عنهم وقال يا أسفي على يوسف وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم.
٢ الغضب، قال تعالى: فلمّا آسفونا
الأسف: على من هو أقلّ منك درجة، هو" أسف". وعلى من هو أعلى منك درجة هو:
"حزن عميق".
الحزن = هو الانفعال السلبي بشيء يسوء من غير قيد وغير قدر، وهو أوّل درجات الانفعال، مما يؤدي الى خشونة في النّفس ووحشة تبعث على البكاء. قال تعالى: تولّوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا.
وله نوعان:
أ- الحزن السّلبي، وهو مطلق الانفعال
ب- الحزن الإيجابي، وهو من أكرم العبادات. قال تعالى: ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق ممّا يمكرون.
الأسى = الحزن على فقد عزيز، وإذا تطوّر الحزن على شيء لم يقع وكنا نريده أن يقع.
قال تعالى: فلا تأس على القوم الكافرين. وقوله تعالى: ولا تأسوا على ما فاتكم.
ملاحظة: كل أسى هو حزن وليس كل حزن هو أسى.
البثّ = عندما تعجز عن كتمان الحزن العميق.، من مشاعر وانفعالات.وهو المجاهرة بالحزن الذي يشتت الفكر قال تعالى: إنما أشكو بثّي وحزني إلى الله.
الهمّ =هو انشغال البال بحزن قادم يؤدّي إلى ضعف الجسم وهزاله، وإلى النحول. قال تعالى: وطائفة قد أهمّتهم أنفسهم.
الغم = الحزن الشديد من كربة شديدة مضت والذي يخالطه الإحساس بالخوف.قال تعالى: ثم لا يكن أمركم عليكم غُمّة. وقال تعالى: ونجّيناه من الغمّ وكذلك ننجي المؤمنين.
وقوله تعالى: وقتلت نفسا فنجّناك من الغمّ.
الجزع = هو حزن لعدم احتمال الألم. قال تعالى: سواء علينا أصبرنا أم جزعنا ما لنا من محيص.
ولنذهب إلى كلمة "أشر"
"أشر، بطر، سفه،"
الأشْرُ = شِدّة البطر، بالترفع والعلو على النّاس، بما يُدّعى فيه من كذب،مع الاستمرار فيه، بحيث يؤدّي أحيانا، إلى الاعتداء على الغير، مع الكفر بالنّعم، والاستهتار بالنّاس. قال تعالى: سيعلمون غدا من الكذّاب الأشر.
البَطَر = الطغيان عند النّعمة،مما يؤدّي إلى سوء استعمالها، والاستمرار في هذا السلوك، متناسيا من يقوم به، أنّه سيحاسب، في الدنيا أو الآخرة. قال تعالى: ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس.
السُّفْهُ = الاستهانة المرذولة، بالمال والنّعمة. قال تعالى: ولا تُؤتوا السفهاء أموالكم.
وقد أستغلّها البعض، لأكل أموال النساء في الميراث وغيره، اعتمادا على بعض التفاسير أنّ المرأة سفيهة، وتضيّع الأموال، فيما لا يفيد.
قال ابن فارس: الهمزة والشين والراء، أصل واحد يدل على الحِدّة،
وقال الخليل: الأشر: هو المرح والبطر.
قال تعالى: بل هو كذّاب أشر.
مثال: إن تحقيق السلطة، إذا تطوّر ليصبح بطرا، ويصبح مرغوبا فيه، ويصبح تحقيقها تشفّيا بالنّاس، وبطشا بهم،وإذلالا وتعذيبا لهم، فهو: "أشر".
الزّوج إذا نكّل وتعسّف بزوجته وأولاده، يكون في هذه الحالة: "بطر و أشر"
الكذب : كله مذموم "إلا في حالة الكذب على العدوّ أضطرارا إذا لم تُجْدِ التورية والتعريض،" أما إذا نُسج نسجا وأصبح يعمل به في أذيّة الناس، والدين والوطن، فمن يعمل ذلك فهو: "بطر أشر". وسيأتي شرحه مع كلمة الإفك.
الكِبر : "شوفة النّفس"هي نوع من البطر.
أمّ بالنسبة لكلمة " أوصد " "أوصد، أغلق، أقفل، "أوصد = أغلق الباب من الأمام. قال تعالى : عليهم نار مؤصدة.
الإغلاق = يكون من الدّاخل، أي الخلف. قال تعالى: وغلّقت الأبواب وقالت هيت لك.
الإقفال= هو إغلاق بقفل. يقال أقفلت الباب. قال تعالى: أم على قلوب أقفالها.
قال ابن فارس: الهمزة والصّاد والدّال، شيء يشتمل على الشيء، يقولون للحظيرة: "أصيدة". لاشتمالها على ما فيها. ومن ذلك:
"الأصْدة": قميص صغير يلبسه الصّبايا، ويُقال: صبيّة ذات مُؤصَد.
قال الخليل: الإصاد والإصد: الإطباق. وأصدت عليهم، وأوصدتُ،الباب اي أغلقته. والهمزة،"أعرف"، لغةً.
وحيث لا تَوسّع في هذه الكلمة، ننتقل إلى كلمة أخرى، وكلمتنا:
"إصر"
"إصر، إلّ، ذمّة، عهد، ميثاق، "
الإصر = العبء الثّقيل الشّاق إذا حُمِل، والعهد إذا أُخِذ. قال تعالى:ربنا ولا تحمل علينا إصرا كم حملته على الذين من قبلنا.
الإلّ = كل سبب بين اثنين، يفرض حقا لأحدهما من قرابة، أو فضل، أو سنّ، الخ. قال تعالى: لا يرقبون في مؤمن إلّا ولا ذمّة.
الذّمة = حق القرابة من أبوين أو رحم. قال تعالى: إلا ولا ذمّة.
العهد = الموثق اللازم الوفاء، دينا وأخلاقا. قال تعالى: أطّلع الغيب أم اتخذ عند الله عهدا.
وقوله تعالى: وأوفوا بالعهد إنّ العهد كان مسئولا.
الميثاق = عقد موثّق بيمين أو عهد. قال تعالى: وأخذن منكم ميثاقا غليظا. وقوله تعالى: حتى تؤتوني موثقا من الله.
قال ابن فارس : الهمزة والصاد والراء، أصل واحد يتفرع منه أشياءمتقاربة.
الإصر: الحبس والعطف، فيقال للعهد إصر، والقرابة،آصرة، والباب كله واحد.
قال تعالى: ويضع عنهم إصرهم والأغلال.

وننتقل إلى كلمة "أصل"
"أصل، أساس، عمود، إمام، قاعدة"
الأصل = هو ما تفرّع عنه شيء لم يكن. قال تعالى: كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السّماء.
الأساس: ما يلامس الأرض وهو أول البناء. قال تعالى : أفمن أسس بنيانه على تقوى.
وقد مرّت معنا مع كلمة: "أسس" وكذلك الكلمة التي بعدها وهي:
القاعدة = وهي ما يقام على الأساس. قال تعالى: وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت.
وشرحناهما بالتّفصيل.
العمود= ما يرفع عليه البناء بعد القاعدة. قال تعالى : الله رفع السماوات بغير عمد ترونها. وشرحنا هذه الكلمة أيضا.
الإمام= الطّريق المتّصل، تتفرّع عنه طرق كثيرة. قال تعالى : وإنها لبإمام مبين.
قال ابن فارس: الهمزة والصاد واللام،أصول متباعد بعضها من بعض. احدها أساس الشيء. والثاني الحيّة. والثالث ما كان من النهار بعد العصر للمغرب ، ومنه الأصيل.
ولا حاجة لزيادة الشرح اكثر. وننتقل الى كلمة أخرى وهي: "أُفّ"
"أُفّ،بئس،تعس،قبح "
أُفّ = إسم فعل لما يُستقذر. قال تعالى: أفّ لكم ولما تعبدون.
بئس = إسم فعل لما يُحتقر بشدّة. قال تعالى : بئس الرفد المرفود.
تَعُس = لما ينكسر بشدّة. والذين كفروا فتعسا لهم.
القبح = لما ينبو عنه البصر من الأعيان،والنفس عنه من الصّفات. قال تعالى: ويوم القيامة هم من المقبوحين.
قال الخليل: الأفّ من التأفف
ابو زيد: الأف: وسخ الأذنين.
ابن الأعرابي: الأف: الضجر.
أمّا قول الله تعالى: فلا تقل لهما أفّ ولا تنهرهما، فاختلف أهل المعرفة باللسان العربي ،في معنى أفّ من ناحية الغلظ في الكلام.
"أُفق"
" أُفق، مشرق، مغرب، قطر، طرف، "
الأفق = هو ملتقى السّماء والأرض، في عين النّاظر، وجمعها: آفاق، وتحيط الإنسان من كل جانب نظر اليه. قال تعالى: سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم.
المشرق والمغرب= ناحيتا شروق الشمس وغروبها. قال تعالى: ربّ المشرق والمغرب.
القطر = أوّل حدود البلد، في الأرض أو السّماء. قال تعالى: يا معشر الجن والانس إن اسطعتم أن تنفذوا من أقطار السّماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلّا بسلطان.
الطّرف = جانب الشيء وحافّته. قال تعالى : أوَلم يروا أنّا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها.
وهذه الكلمات ليست من المترادفات، كما مرّ معنا في كلمات سابقة، مثل: أبد، أمد، سرمد. ومثل: اريك، سرير، عرش.
قال ابن فارس: الهمزة والفاء والقاف، أصل واحد يدل على تباعد ما بين أطراف الشيء واتّساعه، وعلى بلوغ النهاية
قال الخليل: أفِقَ الرجل اي ركب رأسه فمضى في الآفاق.
ومن ذلك الآفاق: وهي النواحي والأطراف
آفاق البيت: نواحيه دون سمكه. و..
أفُق وأفْق: في النّسبة اليه، يُقال: أفقي.
وتربط بين الكلمات تلك، المكانيّة والتّموضع.
ولا زيادة على ما شرحنا، فننتقل الى كلمة وحرف جديد، وكلمتنا هي:

وننتقل ألى كلمة "إفك".
"إفك، بُهت، خرص، زور، افتراء، كذب"
الإفك = العدول عن الحق لجهة الباطل عنادا. قال تعالى: أئِفكا آلهة دون الله تريدون.
البهت والبهتان = كذب يدهش الآخرين لغرابته. قال تعالى: هذا بهتان عظيم.
الخِرص= كذب يقوم على الظّن والتّخمين. قال تعالى : قُتل الخرّاصون.
الزّور = تزييف الحقيقة، بصيغة مزوّرة. قال تعالى: فقد جاءوا ظلما وزورا
الإفتراء = الكذب المنسوج بعناية واحتراف. قال تعالى : ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما
الكذب= التعمّد في صرف الكلام عما ينبغي أن يكون عليه. قال تعالى: والله يشهد إن المنافقين لكاذبون.
قال ابن فارس: الهمزة والفاء والكاف، أصل واحد يدل على قلب الشيء وصرفه عن جهته، ويقال:
أفِكَ الشيء، انقلب وانعكس.
وأفك الرجل: كذب.
والإفك : كذب متعدد الجوانب والأنواع، ولكلٍّ علم خاص به، ويقع تحت مظلّة واحدة هي: خلاف الواقع
وكل هذه الكلمات تنتظم بحبل قصير :هو الكذب: وهو أن تخبر غير الحقيقة.
الكذب : كله مذموم "
الكذب: حتى إبليس أنف من الكذب، وصدق حين قال لله على لسانه: إلا عبادك منهم المخلصين.
البُهت والبهتان: هو كذب يثير اندهاشا وتعجبًا ويكون غير متوقّع. وقولهم على مريم بهتانا عظيما.
الإفك: كذب في أمر يستحيل حدوثه. قال تعالى: إن الذين جاؤا بالإفك عصبة منكم.
الإفك: ما يكون الدّليل العقليّ والمنطقيّ والواقعي خلافه.
المعنى المشترك لكلمة إفك: جاءت على سبعة أوجه في التّنزيل هي:
١ الكذب: فسيقولون هذا إفك قديم.
٢ عبادة الأصنام: أئِفكا دون الله تعبدون.
٣ إدّعاء الولد لله: ألا إنهم من إفكهم ليقولون* ولد الله وإنهم لكاذبون
٤ قذف المحصنات: إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم.
٥ الصّرف عن: أجئتنا لتأفكنا عن آلهتنا.
٦ التّقليب: والمؤتفكة أهوى.
٧ السّحر: وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون.
وفي علم المنطق عندما تنقلب الحقيقة في النتيجة، حسب المقدّمات. مثال :
مقدمة ١: محمد ناجح- كذب
مقدمة ٢: كل ناجح محبوب، بهتان
النتيجة: محمد محبوب، إفك
والأمثلة أكثر من أن تُعدّ وتحصى في علم المنطق، فيجب أن تكون فيه المقدّمات الصغرى والكبرى، حقيقية وصادقة، لتكون النتيجة، حقيقية وصادقة. واستعمله الفلاسفة والمتكلّمون، لإثبات نظريات بُنيت على فرضيّات، منها الصحيح، ومنها الخاطىء. وهذا ليس بحثنا.
الإفتراء : هو إفك متقصّد.
الفِري : هو تفصيل الكذب في الشّر تفصيلا دقيقا، " على المقاس". لا زيادة ولا نقصان. قال تعالى: ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهنّ وأرجلهنّ.
وننتقل إلى كلمة "أفل"
" أفل، غرب، غاب، توارى "
الأفول = غياب الشيء الكبير بعد أن يصغر شيئا فشيئا. قال تعالى: فلمّا أفل قال لا أحبّ الآفلين.
الغروب = هو لضرورة أن يكون في مكان آخر. قال تعالى: حتى إذا بلغ مغرب الشّمس.
الغياب = هو الاختفاء عن مدى البّصر.
وما من غائبة في السماوات والأرض إلّا في كتاب مبين.
التّواري = الإستتار عن المشاهدة. قال تعالى: حتّى توارت بالحجاب.
وقوله: يتوارى من القوم من سوء ما بُشّر به.
الأفول: هو بداية ساعة الغروب، ولا تزال الشمس بعد تلوح بالأفق، كشبح شاحب،ونقول مجازا : أفل نجم فلان.
الغروب : هو أن تغيب الشمس في موعدها المعتاد، ومنها جاء وقت المغرب، وناحية الغرب.
الغياب: للشمس لأمر طارىء، كالغيم، أو وقوع كسوف.
ملاحظات.....
ربّ المشرق والمغرب:هو مدّة يوم، من شروق الشمس إلى غروبها.
ربّ المشرقين وربّ المغربين: نصف الكرة الأرضيّة مضيء والآخر مظلم.
ربّ المشارق والمغارب:هي أربع فصول السّنة.
الغيب = هو كل ما غاب عن نظرك،أو عن ذهنك. قال تعالى: الذين يُؤمنون بالغيب.
والغيب أقسام:غيب مطلق: لا يعلمه إلّا الله تعالى.قال تعالى: يسألونك عن الساعة أيّان مرساها قل علمها عند ربّي لا يُجلّيها لوقتها إلّا هو ثقلت في السّماوات والأرض لا تأتيكم إلّا بغتة.
غيب مؤقت : قد يُعلم مع الزّمن. قال تعالى: سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم. وقوله: وليعلمنّ نبأه بعد حين.وقوله: لكلّ نبأٍ مستقرّ وسوف تعلمون.
غيب منقول : كان غيبا فكشفته لنا آيات التّنزيل.كأقوام عاد وهود وأصحاب الرّسّ وثمود.
غيبٌ مُعلّم : يهبه الله لإنسان دون إنسان، وليس بالضرورة أن يكون رسولا أو نبيّا : ويسمى: العلم اللّدُنِيّ. قال تعالى: في قصّة الرجل الصالح مع النّبيّ موسى : فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلّمناه من لدنّا علما.
الفراسة : أن ترى بالبصر وبالبصيرة، باطن الأمور، وهذا نوع من الخبرة والذّكاء، لا يتوفّر إلا عند فئة خاصّة من النّاس.
قال ابن فارس: الهمزة والفاء واللام، أصلان: أحدهما الغيبة، كَ: أفلت الشمس، ونجومُ أُفّل، وكل شيء غاب فهو آفل.
والثاني: هو الصِّغار من الإبل. ويقال للصغير: الأفيل، والجمع: إفال،وأفائل.والأنثى أفي.
وننتقل إلى كلمة " أكل ".
" أكل، رزق، زاد، طعام، نزل، ميرة "طعم، ذاق"
الأَكل = بالفتح، هو تناول الطعام. قال تعالى: فإنهم لآكلون منها فمالئون منها البطون.
الأُكل = بالضّم، هو كل ما يُؤكل. قال تعالى: أُكُلها دائم وظلّها.
الرّزق = هو طعام وجبة واحدة. قال تعالى: فليأتكم برزق منه وليتلطّفّ.
الزّاد = هو الطعام المُدّخر. حقيقة ومجازا قال تعالى: فإن خير الزاد التّقوى.
الطعام = هو ما يُتناول ساعة الأكل. قال تعالى :ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا
النّزل =هو ما يقدّم للضيف من طعام. قال تعالى: أذاك خير نزلا أم شجرة الزّقوم. وقوله تعالى: هذا نزلهم يوم الدّين.
الميرة = عطاء الدولة المجّاني. قال تعالى : ونمير أهلنا ونحفظ أخانا ونزداد كيل بعير.
قال ابن فارس: الهمزة والكاف واللام باب تكثر فروعه.والأصل كلمة واحدة معناها التّنقّص.
الأكل : غير الأفتراس، فقد يفترس الفهد الغزال، بكسر فقرة رقبته وخنقه، وتأكله الضباع. فالأفتراس لا يعنى الأكل.
المعنى المشترك لكلمة أكل : جاءت على تسعة أوجه هي:
١ الأُكل بالضم، أي الثمرة. كلتا الجنّتين آتت أكلها.
٢ الأكل بعينه. وكلا منها رغدا
٣ الحرق. إن الله عهد إلينا ألا نُؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار.
٤ الابتلاع. إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهنّ سبع عجاف.
٥ الإستئصال. ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدّمتم لهنّ.
٦ الإفتراس مع الأكل. وأخاف أن يأكله الذّئب.
٧ أخذ الأموال ظلما، وهو مجاز. يأكلون أموال اليتامى ظلما.
٨ الانتفاع بالأكل والشراب واللباس. يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيّبا.
٩ الرّزق. لآكلون من فوقهم ومن تحت أرجلهم.
الأكل : هو استنفاذ ما يصلح للأكل أمامك.
الأكل : هو عملية تناول الغذاء بكل أشكاله ووسائطه وكيفيّاته، فعلا ومجازا.
كقولنا:
النار تأكل الحطب.
والغيبة تأكل الحسنات.
أكّالون للسحت.
كعصف مأكول.
طَعِم، الطُعم : هو طبيعة الأكل، وطريقة تذوّقه. ويطعمون الطعام على حبّه.
ذاق، الذّوق : التجربة مرة. لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى.
ذاقوا وبال أمرهم.
ليذوقوا العذاب: اي ليتذوّقوا العذاب كل ساعة بشكل وطعم جديد لم يجرّبوه قبلا.
وننتقل إلى كلمة "ألتَ".
"ألت، نقص، بخس، وتر، ضيز، تخوف،
طفّت، أخسر"
ألت = ألِتَه حقّه، صرفه عما في حقه من نقص وبهتان. قال تعالى: وما ألتناهم من عملهم من شيء.
النّقص = أنقصه حقّه، اي حطّه قليلا عن الاستحقاق. قال تعالى : وإنّا لموفّوهم نصيبهم غير منقوص.
البخس = بخسه حقه، أعطاه القليل منه. قال تعالى : وشروه بثمن بخس دراهم معدودة.
وتر= وتره = أصاب ماله بالضرر عمدا.والله معكم ولن يتركم أعمالكم.
الضيز = النقص في السهم عند القسمة. قال تعالى: تلك إذا قسمة ضيزى.
التّخوّف = النقص في الأفراد والجماعات، واحدا بعد الآخر. قال تعالى: أو يأخذهم على تخوّف.
الطّفّ = النقص في الكيل. قال تعالى : ويل
للمطففين.
الخُسر = النقص في الميزان. قال تعالى : وأقيموا الوزن ولا تُخسروا الميزان. ومجازا قوله تعالى : قل هل ننبّئكم بالأخسرين أعمالا.
قال ابن فارس: الهمزة واللام والتّاء، كلمة واحدة،تدل على النقصان
ولا زيادة على ما ذكرنا
فننتقل الى كلمة أخرى، وكلمتنا هي:

"ألّف"
"ألّف، جمع، وفّق، ضم،"
ألّف = ضم بعض الشيء إلى بعض بتوافق وإلصاق. قال تعالى: إذ كنتم أعداء فألّف بين قلوبكم.
التألّف، والتّآلف
التألف = ينتج عن اتفاق فكري وعاطفي. قال تعالى : لو أنفقت ما في الأرض ما ألّفت بين قلوبهم.
التآلف = يكون قلبيا.
ملاحظة: أي اجتماع مكاني+ اتفاق فكري عقلي+ تآلف عاطفي وقلبي : قديؤدي الى الوحدة، وهي غاية كل ما سبق من معانٍ.
جمع = ضمّ الشيءإلى الشيء في المكان. قال تعالى: يوم يجمعكم ليوم الجمع.
وهو تقريب أشياء أو أشخاص، في مكان واحد، ويكون لهذا الجمع غاية، ولا يلزم وجود اتفاق أو محبة بين المجتمعين ولا تجانس. قال تعالى: سيهزم الجمع ويولّون الدّبر.
الجمع: يكون دائما مكانيا. قال تعالى: ذلك يوم الجمع.
اللقاء = إذا كان الاجتماع بلا غاية، "صدفة،لقاء في موقف باص، في مطار.
وَفّق = والتوفيق= عندما يؤدي الاجتماع الى اتفاق ومطابقة الآراء والقناعات لبعضها، اقتناعا أو تنازلا.
التوفيق = يكون عقليًا.
قال تعالى: إن يريدا إصلاحا يوفّق الله بينهما.
الضَّمّ = جعل الجزء مع الكلّ. قال تعالى: واضمم يدك إلى جناحك.
قال ابن فارس: الهمزة واللام والفاء، أصل واحد، يدل إلى انضمام الشيء إلى الشيء والى الأشياء.
وقال الخليل: ألف في العدد،اي عشر مائة.والجمع آلاف.
والأُلفة : مصدر الائتلاف.
الألِف : أوّل حروف التهجي.
ألِفت فلانا: أنست به.
قال تعالى: لإيلاف قريش إيلافهم. وقوله: ألم تر أنّ الله يزجي سحابا ثمّ يؤلّف بينه.
وننتقل إلى كلمة "ألم"
"ألم، سقم، عذاب، عيّ، قرح، كبد، كدح، لغب، مرض، نصب، نكد، "
الألم = شدّة الوجع. قال تعالى : إن تكونوا تألمون فإنّهم يألمون كما تألمون.
السّقم = ألم يخترق الجسم نحافة. قال تعالى : فنظر نظرة في النّجوم* فقال إني سقيم.
العذاب = الإيجاع بآلة أو نحوها. قال تعالى : لأُعذّبنّه عذابا شديدا.
العيّ = عجز يعقب تولّي أمر ثقيل. قال تعالى : الله الذي خلق السّماوات والأرض ولم يعيَ بخلقهنّ.
القُرح = بالضم،أثر الجراحة من الخارج.
القَرح = بالفتح، أثر الجرح من الدّاخل. قال تعالى : إن يمسسكم قرح فقد مسّ القوم قرح مثله.
الكبَد = شدّة المشقّة واستمرارها، في التعامل مع فعل. قال تعالى : لقد خلقنا الإنسان في كبد.
الكدح = دوام العناء من ضعف القدرة.قال تعالى : يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه.
اللغب = ألم ينتج من شدّة الشعوربالتّعب. قال تعالى : ولقد خلقنا السماوات والارض وما بينهما في ستّة أيّام وما مسّنا من لغوب.
المرض = داء يصيب الجسد أو النّفس. قال تعالى : في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا.
النّصَب = نصب جسماني إثر تعب. قال تعالى : لا يمسّنا فيها نصب.
النّكد = الم الحصول على المطلوب مشوّها. قال تعالى : والذي خبث لا يخرج إلّا نكدا.
قال ابن فارس: الهمزة واللام والميم، أصل واحد وهو الوجع.
وكل هذه الكلمات ترتبط بها، بالمعنى العام، وتقع تحتها.
وننتقل ألى كلمة "إله"
"إله، الله، ربّ، وليّ، مولى"
الإله = هو معبود المؤمنين فقط. قال تعالى على لسان فرعون: قال آمنت أنه لا إله إلّا الذي آمنت به بنو إسرائيل.
الله = إسم الله الأعظم الذي لم يطلق على أحد غيره. قال تعالى : قل هو الله أحد.
الرّبّ = المتكفل بشئون المخلوقات.قال تعالى: الحمد لله رب العالمين.
الوليّ = الناصر لمن هم في ولايته. قال تعالى : والله وليّ المؤمنين.
المولى = الموالي لمن هم في ولايته. قال تعالى : نعم المولى ونعم النّصير.
قال ابن فارس: الهمزة واللام والهاء، أصل واحد وهو التعبّد، وتألّه الرّجل أي تعبّد، أما قولهم في التّحَيّر: ألِهَ يألَهُ، فليس في هذا الباب، لأنّ الهمزة أصلها واو قلبت همزة. وقد شرحنا ذلك مع كلمة : أحد : التي أصلها وَحَدٌ.
وقال الخليل: كلمة الله، لا تُطرح منها الألف ولا يُشتَقّ منها، ككلمة، الرحمان والرّحيم.
واستعملت كلمة: الرّب: لغير الله. قال تعالى: اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله. وكذلك كلمة: إله : قال تعالى: أإله مع الله.
ونكتفي بهذا الشرح، لننتقل الى كلمة: " آلَى"
" آلى، حلف، أقسم، "
آلى = حلف غاضبا. قال تعالى: للذين يُؤلون من نسائهم.
الحلف = اليمين التي تؤكّد شيئا مضى. قال تعالى: ويحلفون بالله إنهم لمنكم.
القسم = اليمين التي تؤكد شيئا مستقبلا. قال تعالى: إذ أقسموا ليصّرمنّها مصبحين.
قال الخليل: الأليّة: اليمين، والفعل ألَيْتُ، إيلاءً.
وقال الجوهري: ألا، يألو، اي قصّر. ويقال فلان لا يألوك نصحا.
وأُضيف هنا كلمة:
"إلّ ياسين"
" إلّيسع "
"إلياس"
قال تعالى :
سلام على إل ياسين.
وإسماعيل واليسع.
وإن إلياس لمن المرسلين.
أسماء أنبياء ، ويكفينا ان نعلم أنّهم كذلك.
وننتقل إلى كلمة "أمت".
" أمت، رابية، جبل، كثيب، طود، "
الأمت = ما ارتفع من الأرض من تكدّس التراب والماء. قال تعالى: لا ترى فيها عوجا ولا أمتا.
الرّبوة = الكتلة الصّلبة المرتفعة ارتفاعا ممدود الحدود عن ظاهر الأرض. قال تعالى: وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين.
الجبل = الكتلة الصخرية الكبيرة والتي يكون ثلثاها في باطن الأرض وثلثها ظاهرا بارتفاع. قال تعالى : والجبال أرساها.
الكثيب = الكتلة الترابية الرّملية المتراكمة. قال تعالى: وكانت الجبال كثيبا مهيلا.
الطّود = الجبل العظيم ارتفاعا. قال تعالى: كالطّود العظيم.
قال ابن فارس: الهمزة والميم والتاء،أصل واحد لا يقاس عليه، وهو: الأمت.
واختلف أهل التأويل في العوج والأمت، وعند الاختلاف أقف عن التوسّع والاستطراد، وأنتقل إلى كلمة جديدة، وكلمتنا التالية هي: "أمد"
"أمد، ،أبد، حقبة، سرمد، فترة،"
وقد شرحناها كاملة عندما شرحنا كلمة: أبد ابتداءً.
وننتقل إلى كلمة " أمر"
"أمر، شأن، خطب، بال"
الأمر = الحال السريعة المفاجئة إذا ظهرت في أيّ شيء. قال تعالى : بل سوّلت لكم أنفسكم أمرا
الشأن = الحال العظيمة المتقنة من أعمال الملوك. قال تعالى: كلَّ يوم هو في شان، فكيف بملك الملوك.
الخطب = الحال العسيرة تقتضي التخاطب مع الآخر للنّجاة، او مد يد العون. قال تعالى: قال ما خطبكما.
البال = الحال المتّبعةللإنتباه. قال تعالى: ما بال النّسوة اللاتي قطّعن أيديهن.
البال: الحالة النفسية العاطفية. وَأصلح بالهم.
قال ابن فارس: الهمزة والميم والرّاء،أصول خمسة:
١ الأمر من الأمور.
٢ الأمر ضد النّهي.
٣ الأمَر، بفتح الميم: النّماء.
٤الأمر البركة.
٥ الأمر المَعلَم
أمر، إمارة، صار أميرا.
الأمر: الحال الفريدة، قال تعالى: وما أمر فرعون برشيد.
الأمر= الشأن
الأمر، والإئتمار : التآمر
الإِمر : بكسر الهمزة، الشيء العجيب، او المنكر إذا ظهر.
قال تعالى: لقد جئت شيئا إمرا.
المعنى المشترك لكلمة : "أمر" في التنزيل على وجهين هما:
١ الأمر بالمعروف الآمرون بالمعروف، أي: التّوحيد. والناهون عن المنكر، اى: الشرك.
٢الأمر بالمعروف، اي اتباع النّبيّ. والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر.
أمّا المعنى المشترك ،كما وردت في التّنزيل الحكيم، فجاءت على ستة عشر وجها هي :
١ الدّين. حتى جاء الحق وظهر أمر الله.
٢ القول.إذ يتنازعون أمرهم بينهم.
٣ العذاب. وقال الشيطان لما قضي الأمر.
٤عيسى بن مريم. إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون.
٥ القتل ببدر. فإذا جاء أمر الله قضي بالحق.
٦ في بني قريظة. فاعفوا واصفحوا حتى يأتى الله بأمره.
٧ فتح مكة: فتربّصوا حتى يأتي الله بأمره.
٨ القيامة. أتى أمر الله فلا تستعجلوه.
٩ القضاء. يدبّر الأمر
١٠ الوحي. يدبر الأمر من السماء إلى الأرض.
١١ الأمر بعينه. إنّ الله يأمر بالعدل والإحسان.
١٢ الذّنب. ليذوق وبال أمره.
١٣ النّصر. قل إن الأمر كلّه لله.
١٤ الفعل والشأن: وما أمر فرعون برشيد.
١٥ الغرق. لا عاصم اليوم من أمر الله.
١٦ أمرنا بالتخفيف، وآمرنا بالمدّ، : أكثرنا. "أمرنا مترفيها"
أمّرنا، بالتشديد: جعلناهم أمراء.
وهناك لله عالمان لله، الذي له كل شيء، كثير من العلماء لا يفرقون بينهما، وهما:
* عالم الخلق
* عالم الأمر
قال تعالى: له الخلق وله الأمر.
فمن عالم الأمر،" الروح"،، ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي.
التنزيل الحكيم. وأنزلنا إليك روحا من أمرنا. والنفس كذلك....أما نحن فمن عالم الخلق. إني خالق بشرا من طين.
بقي شيء واحد،"للعلم فقط" وهو أن فعل الأمر لغة، جاء أيضا على ستّة عشر وجها، ليس فيها للوجوب إلا واحدا، والباقي جاء بصيغة الأمر وليس فيه وجوب. فهو الإباحة، أو الاستهزاء والتعجب، إلخ ... ولا مجال لشرحه الآن.
أمّا الكلمة التي لا مرادف لها فهي كلمة: "أمس"
قال الخليل: أمس، ظرف مبنيّ على الكسر وينسب إليه: إمسِيّ
وقال الزّجّاج: إذا جمعتَ أمس على أدنى عدد، قلتَ: ثلاثة أمسِ
وهذه هي الكلمة في اللسان العربي التي قيل فيها:
إذا عُرّفت نُكّرت
وإذا نُكّرت عُرّفت
ولم تأت في التنزيل إلا معرّفة. قال تعالى: وأصبح الذين تمنّوا مكانه بالأمس.
ولا زيادة على ما ذكرنا،
فننتقل لكلمة: "أمل"
أمل، طمع، رجاء،تمنّي
الأمل = طلب ما يُستبعد حصوله. قال تعالى : ذرهم يأكلوا ويتمتّعوا ويلههم الأمل.
الطّمع = طلب ما يقرب حصوله. قال تعالى : والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدّين.
الرّجاء = طلب حصول ما يكون فواته مخيفا. قال تعالى : يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه.
التّمنّي = طلب حصول ما تعجز عنه. قال تعالى : ولقد كنتم تمنّون الموت من قبل أن تلقوه.
قال ابن فارس: الهمزة والميم واللام أصلان،
* التَثبُت والانتظار.
* الحبل من الرّمل.
وخلاصة القول في الأمل: هو ما يتطلّع إليه الإنسان مما لم تكن به حالته، حتى إن كان لديه خير تطلّع إلى إلى ماهو أعلى، فيدخل الطمع، والرجاء، والتمنّى.
وليس لدينا ما نزيد عليه.
فننتقل إلى كلمة مهمّة: "أمّ"
"أم، والدة"
الأمّ = باعتبار حسن الرعاية والعناية والمعاناة. قال تعالى : وأوحينا إلى أمّ موسى أن أرضعيه فإن خفت عليه فألقيه في اليمّ.
الوالدة = مكان تكوين الإنسان وإرضاعه. قال تعالى : والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين.
قال ابن فارس: الهمزة والميم أصل واحد يتفرع منه أربعة أبواب هي:
* الأصل* المرجع* الجماعة* الدّين.
وبعد ذلك، فلها أصول ثلاثة، هى: القامة، والحين، والقصد.
وتقول العرب في المدح والذمّ: "لا أمّ لك"
وقال الخليل: كل شيء يضم اليه ما يليه. والعرب تسمي ذلك الشيء : أُمًّا. ومن ذلك:
أم الرأس= الدماغ
أم الشيء= أصله
أم القرى = مكة
المعنى المشترك لكلمة:
أُم : خمسة أوجه، هي:
* الأصل. قال تعالى: هنّ أم الكتاب
* المرجع والمصير. قال تعالى: فأمّه هاوية.
* الوالدة. قال تعالى: فرجعناك إلى أمك.
* المرضع.قال تعالى: وأمّهاتكم اللاتي أرضعنكم.
* أمهات المؤمنين. قال تعالى: وأزواجه أمّهاتهم
المعنى المشترك لكلمة،
أمّة: عل عشرة أوجه:
- عصبة. ومن ذرّيتنا أمة مسلمة.
- مِلّة.كان الناس أمة واحدة.
- سنون معدودة. ولئن أخّرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة.
- القوم. أن تكون أمة هي أربى من أمة
- الإمام يقتدى به. إن إبراهيم كان أمّة.
-أمّة خالية. ولكل أمة رسول.
- أمة محمد. كنتم خير أمة أخرجت للناس.
- الكفّار خاصة. كذلك أرسلناك في أمة قد خلت من قبلها أمم.
- خَلْقٌ. وما من دابّة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلّا أمم أمثالكم.
- القصد. ولا آمّين البيت الحرام.
ملاحظة: الأم، من فعل: أمّ، والأبّ، من فعل: اب.ولا علاقة لهما البتّة بفعل وَلَدَ.
حتى الآن، الوالد هو صاحب الحيوان المنوي، والوالدة هي صاحبة البويضة. قالت رب أنّى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر.
مرحلة الجنين: سماها التنزيل: مرحلة الحمل.
فلما تغشاها حملت حملا خفيفا. وإذ أنتم أجنّة في بطون أمهاتكم.
تعريفات:
الأمّ الواضعة: التي حملت في رحمها، أهي من المحارم بغض النظر عما إذا كانت البويضة منها أم لا، متى تكون ومتى لا تكون.
الأم المرضعة: من المحارم حتى ولو لم تكن هي ذاتها الوالدة.
أم المؤمنين: من المحارم، رغم أنها ليست والدة.
الامّ المربية: في حال كونها ليست الوالدة،متى تكون من المحارم ومتى لا تكون.
الأمّيّ : هل هو الذي لا يقرأ ولا يكتب؟ وهل عندما نزل جبريل على الرسول عليه السلام وقال له: إقرأ. هل قرأ؟ أم لم يقرأ؟.الذين يتبعون الرسول النّبيّ الأمّيّ
الأميّون: ومنهم أميّون لا يعلمون الكتاب.
وننتقل إلى كلمة: "أمن"
" أمن، اطمئنان، سكن، سلم، نجاة، "
الأمن = زوال الخوف الشّديد. قال تعالى: الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف.
الاطمئنان = هدوء القلب بعد قلق شديد. قال تعالى : قال بلى ولكن ليطمئنّ قلبي.
السّكن = الهدوء بعد الحركة الشّديدة. قال تعالى : وجعل الليل سكنا.
السّلم = الخلاص من الخطر المتوقع. قال تعالى : ادخلوها بسلام آمنين.
النّجاة = السلامة بعد وقوع الخطر الداهم فعلا. قال تعالى : إنا مُنجّوك وأهلك إلّا امرأتك.
قال ابن فارس: الهمزة والميم والنّون، أصلان متقاربان احدهما: الأمانة والتي هي ضد الخيانة، ومعناها سكون القلب. والآخر: التّصديق.
قال الخليل: الأمن ضد الخوف.
قال الجوهري: الإيمان من الأمن، وهو التصديق.
المعنى المشترك لكلمة :
أمن : في التنزيل وردت على ثلاثة أوجه:
* الإيمان والإقرار باللسان. ذلك أنهم آمنوا ثم كفروا.آمنوا باللسان ثم كفروا سرا.
* الإيمان والتصديق سرًا وعلانية. إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات هم خير البريّة.
* التوحيد. ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله.
* الإيمان المشوب بالشرك. وما يؤمن أكثرهم إلا وهم مشركون.
الأمن : ضد الخوف المحتمل مستقبلا، فإذا زال فأنت آمن، والخوف من المستقبل، لا يجعلك آمنا، والأمن جعله الله أوّل نعمة، على الأرض في الدنيا، وفي يوم القيامة، ولا قيمة للحياتين، بغير أمن. أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف.
ادخلوها بسلام آمنين
الحرم المكّي : مثابة للناس وأمنا
الأمن : من أعظم العبادات.
إذا أمّن الحاكم رعيّته، ولم يكن سيفا مسلطا عليهم.
إذا أمّن الرجل أهل بيته وأولاده وجيرانه، ولم يكن جبّارا عليهم، أمن المجتمع كله.
السّكينة: ضد الخوف الواقع فعلا.فإذا ذهب سكنت النّفس. ثم أنزل سكينته عليكم.
السّكون : ضد الحركة.
الإسكان : التّوطين وله ما سكن في الليل والنهار.
ربّ إني أسكنت من ذرّيّتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرّم.
الأمن والسّكينة من أمر الله. أما الطمأنينة فهي من أمور البشر وصنعهم.
إذا اهتزّ إيمان الواحد منا بعقيدته،او بشخص آخر، أو بشيء، ثم زال ما اعتراه من ريب، أو شك، تعود له الطمأنينة.
الطمأنينة : قضيّة عقليّة. ألا بذكر الله تطمئن القلوب.
والذكر: ذكر لساني، وذكر قلبي، وذكر عقلي.
ونزيد على ما سبق كلمة أخرى هي كلمة: "آمن"
"آمن، أسلم،صدّق، أيقن".؟
الإيمان = ما وقر في القلب بعد اقتناع عقلي، وصدّقه العمل، وظهر فعلا على الجوارح.
قال تعالى: ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه إلى الله وهو محسن.
الإيمان نوعان:
* إيمان عام: وهو ما أغلبنا عليه.
* إيمان خاص: وهو حق الإيمان، وهو التفاني.
الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم. "انفعال"وإذا تُليت عليهم آياته زادتهم إيمانا." تفاعل "وعلى ربّهم يتوكّلون." فعل " أولئك هم: " المؤمنون حقا."
المؤمن الحقّ : الذي يصل إلى درجة التّقوى، التي هي مربوطة بالإيمان. الذين آمنوا وكانوا يتّقون.
المتّقون : الذين أسلموا" لأن الأسلام يسبق الإيمان" ثم آمنوا إيمانا عاما، ثم إيمانا خاصّا.
أسلم = الإسلام: هو إعلان التوحيد قولا باللسان، بغض النظر عما يضمر في القلب، وهو أول خطوة بعد الكفر والشرك نحو الإيمان. قالت الأعراب آمنّا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولمّا يدخل الإيمان في قلوبكم.
وكلّ موحّد مسلم.مهما كانت ديانته.
الإسلام : قد يكون "وصفا" ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما.وكل من سبق محمدا عليه السلام من الأنبياء والمرسلين ومن آمن معهم حقا هم مسلمون.
والإسلام : قد يكون "إسما" هو سمّاكم المسلمون.
صدّق = الصّدق: كل فضيلة تساوى فيها الظاهر والباطن.قال تعالى: من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ثم لم يرتابوا "تساوى عندهم الوجهان" .
أيقن = اليقين: هو درجة أعلى من درجة الصدق والتّصديق. قال تعالى: الذين يؤمنون بالغيب وبالآخرة هم يوقنون.
ملاحظات وتعريفات :
* الإيمان بالغيب متفاوت بين النّاس. لأنّه مكتسب وليس بالفطرة.
* علم اليقين : علم+ معرفة.
*اليقين : استقرار وسكون النفس مع ثبوت الحكم.
* عين اليقين: علم + معرفة مبنيّان على رؤية العين.
*الصّادق : الذي لا ارتياب بصدق ما يقول
*اليقين : الذي لا ارتياب بذاته. قال رب أرني كيف تحيي الموتى." عين اليقين"
* حقّ اليقين: عندما قام بعملية الإحياء بنفسه، وبيديه، ورآى العملية كاملة. وأيضا:
* حق اليقين: مجموعة الخوارق في الأرض.
وننتقل إلى كلمة "أنثى"
"أنثى، امرأة، زوجة"
الأنثى = رديفة الذّكر، في جميع المخلوقات الحيوانية، النباتية، ومما لا نعلمه الآن. قال تعالى : وانّه خلق الزّوجين الذّكر والأنثى.
امرأة = أنثى الرجل خاصّة.وكانت امرأتى عاقرا. اي مقابل كونه زوجها.
امرأة = يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء. وذلك باعتبار" المروء " في كليهما، وهو مجموع الخصال الكريمة.
الزّوجة = قرينة الذّكر بأي عقد معترف به في أي مجتمع.قال تعالي: فلما قضى زيد منها وطرا زوّجناكها.
قال الخليل: الأنثى خلاف الذكر من كل شيء.
الأنثيان = الخصيتان، والأذنان.
الإناث : جماعة أنثى، وجاء في الشعر أناثيّ.
وقال ابن الاعرابي: أرض أنيثة اي سهلة. ويقال للرجل أنّثت في أمر مّا، أي تساهلت ولم تتشدّد.
ومن المجاز: رجل مخنّث، او مؤنّث.
المعنى المشترك لِكلمة أنثى في التنزيل على ثلاثة أوجه هي:
* البنات. ألكم الذكر وله الأنثى.
* إناث الأنعام. قل ءالذكرين حرم أم الأنثيين.
* الأصنام أو الأوثان. وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمان إناثا أشهدوا خلقهم.
وننتقل إلى كلمة أخرى:
"أنَس"
"إنس، إنسان، بشر"
الإنس = جماعة النّاس بخلاف جماعة الجنّ. قال تعالى : وما خلقت الجنّ والإنس إلا ليعبدون.
وسنفصّل في كلمة "عبد" عندما نصل إليها، فهي تحمل المعنى وضدّه، إذ معناها : أطاع
ومعناها: عصى
فهي من الاضداد.
الإنسان= الحيوان المستأنس بعقله وشهوته.
البشر = باعتبار عدم اكتساء جلده بالريش، او الشعر، أو الصوف، أو غيره.
وقد شرحنا كلمة انسان وبشر عند شر كلمة آدم.
قال ابن فارس: الهمزة والنون والسين،أصل واحد، وهو ظهور الشيء، وكل شيء خالف طريقة التوحّش.
وسُمّوا إنسًا لظهورهم، والجن جنّا، لاختفائهم وعدم ظهورهم، واختفائهم، وسُمّيت الجنّة جنّة، لكثرة أشجارها ونباتها، واختفاء من يدخل فيها،فلا يرى من الخارج.
والأُنسي ما كان من جهتك، والوحشيّ ما ادبر عنك.
الآنسة: الجارية الطّيبة النفس.وااتي تحب قربها، وحديثها.
قال تعالى: فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم اموالهم.
الإيناس : الإستيضاح، واستعيرت للتبيين.
إنّي آنست نارا: وجدت، ورأيت.
الأناسيّ : جمع إنسيّ، وإنسان.
وننتقل الى كلمة "آنفا"
"آنفا، الآن، السّاعة"
آنفا = هو الوقت ما قبل الآن مباشرة. قال تعالى: ماذا قال آنفا.
الآن = الوقت الذي أنت فيه. قال تعالى : ءالآن وقد عصيت من قبل.
السّاعة = مابعد الآن مباشرة. قال تعالى: الذين اتّبعوه في ساعة العسرة.
تقول: لقد جاء أبي السّاعة.
قال ابن فارس،الهمزة والنون والفاء،اصلان،منهما تتفرع مسائل الباب كلها وهما:
الأول: أخذ الشيء من أوّله.
الثاني: انف كل ذي أنفٍ، وقياسه التّحديد.
قال الخليل: الانف، معروف،والجمع: انوف.
الأنف= الحميّة
الأُنُفُ: من المراعي التي، لم يُسبق لها أن رُعيت.
رجل حميّ الأنف: لا يُضام.
أرغم أنفهم: أذلّهم.
امرأة أنوف: طيّبة الأنف، شكلا وريحا.
ولا توسّع أكثر، فننتقل إلى كلمة أخرى هي:
"أنم"
" الأنام، الشعب، الملأ، الأمّة، القبيلة، الفصيل، العيلة، "
الأنام = ما على ظهر الأرض من خلق. قال تعالى: والأرض وضعها للأنام.
الشعب = مجموعة من قبائل شعبيّة. قال تعالى : وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا.
الملأ = جماعة يجتمعون على رأي. قال تعالى: ألم تر إلى الملأ من بني إسرائيل من بعد موسى.
الأمّة = مجموعة شعوب من اصل واحد. قال تعالى : إن هذه أمتكم أمة واحدة.
القبيلة = مجموعة فصائل. إنّه يراكم هو وقبيله.
الفصيل = مجموعة عوائل. قال تعالى وفصيلته التي تُؤويه.
العائلة = زوجان، وأولاد، وأحفاد.
قال الخليل: الانام،ما فوق الارض من جميع الخلق. ويجوز في الشعر قول: الأنيم.
قال الكوفيّون: مفرد الانام: نيمٌ، ولم يعرفه البصريّون.
وربّما علماء الإجتماع والسياسة يختلفون، في مثل هذه التعاريف، ونحن نلتزم بالمعنى لغة، وبما ورد في التنزيل الحكيم.



#عزالدين_أبو_ميزر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قال ترامب وقال الرب-قصيدة
- براءة وميثاق
- مع كتاب رحلة قمر
- الخاصرة الرخوة، للكاتب الجميل، جميل السلحوت.
- التنزيل الحكيم لا ترادف فيه-3-
- صَرْخَةُ أَلَمْ -قصيدة
- التّنزيل الحكيم لا ترادف فيه.-2-
- التنزيل والترادف-1-
- قراءة في كتاب -من بين الصخور-
- يا غزة الخير-قصيدة
- حور عين في ندوة اليوم السابع
- صرخة..قبل الزوال-قصيدة
- قراءة في رواية-الحائط-
- ذكرى - قصيدة
- الشاعر العابد
- فراشة
- قراءة في ديوان: ما يشبه الرثاء
- الغفلة-قصيدة
- المواطن-قصيدة
- أنثى الياسمين-قصيدة


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عزالدين أبو ميزر - لا ترادف في التنزيل-الفصل الأول