أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ثائر الناشف - أميركا:الخطاب الديني المتقلب














المزيد.....

أميركا:الخطاب الديني المتقلب


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 1570 - 2006 / 6 / 3 - 08:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ظهر الخطاب الديني الأميركي الدفين بعد وفاة الحبر الأعظم البابا يوحنا بولس الثاني الذي وصف برجل السلام والحرية وقبل ذلك كان الخطاب الديني قائم على فلسفة كالفينية تنادي بإصلاحات دينية لجذب التيارات الدينية الأخرى تحت لوائها لتتحول لاستراتيجية مؤرقة لكل ما من شانه أن يقلق الولايات المتحدة ويبدد طموحاتها التوسعية.
وتجلى ذلك الخطاب بالانحياز الأميركي الكامل لإسرائيل باللجوء إلى نفوذ الكنيسة البابوية للحصول على ضمانات سياسية بمستقبل القدس والديار المسيحية المقدسة في فلسطين وقد اتبعت الولايات المتحدة في عهد الرئيس كارتر لتحقيق ذلك وسائل غاية في التمويه والمراوغة لاضعاف سلطة الفاتيكان الروحية أمام العالم المسيحي بالتنازل والإذعان للمطالب الأميركية.
ولعل سياسة الانفتاح والتسامح التي تعامل بها الفاتيكان مع اغلب دول العالم خصوصا الدول التي لازالت ترزح تحت الضغوط الأميركية المتزايدة وسع حدة الخلاف الديني مع الإدارة الأميركية التي لا يرضيها هذا النمط من التعامل الدولي مع دول تعتبرها خارجة عن السيطرة الأميركية لتهربها من الرغبة الأميركية التي تريد الحصول على كل شيء, الأمر الذي دفع الفاتيكان إلى مقاطعة الخطاب الأميركي المتشنج حيال بعض الدول ككوبا التي لا تقيم وزنا للولايات المتحدة بسبب الخناق الاقتصادي المفروض عليها منذ عشرات السنين وغيرها من الدول كالعراق التي عارضتها إدارة بوش خشية أن يتولد الدعم البابوي للنظام العراقي السابق المحاصر بعقوبات دولية ومن هنا, فان الخطاب الديني الأميركي يمثل حالة متقلبة مع تقلب الظروف والمصالح الكبرى ولا ينفصل عن الخطاب السياسي المبني على تقارب الرؤى مع الآخر الذي يسير على سكة المصالح الأميركية فبالأمس كانت الولايات المتحدة تشيد بمواقف البابا النبيلة وشجاعته في تحدي النظام الشيوعي التي التقت مع حالة الضعف و الانهيار في المعسكر الشرقي الذي أشاد به الرئيس رونالد ريغين, فكان من الطبيعي أن يثني بوش الابن بمواقف البابا وفضائله عليه سيما بعد الزيارة الأخيرة التي قام بها إلى الفاتيكان لإذابة الجليد بينه وبين البابا حول حربه على العراق ولاستمالة الكنيسة الكاثوليكية في حملته الانتخابية نظرا لما تحتويه من ناخبين كاثوليك.
وقد تحقق له ذلك كما فعل بوش الأب الذي قطف الثمار السياسية لانهيار الاتحاد السوفيتي بمباركة الكنيسة, فالخطاب الديني الأميركي لن يختلف كثيرا في المرحلة القادمة سيما إذا تفهم البابا الجديد بنديكيت السادس عشر فحوى الخطاب وأتقن الدور المنوط به.
وبالاتجاه الآخر, يبدو أن الخطاب الديني متجها بنفس الاتجاه الذي سلكته أوروبا في السابق عندما فتحت ذراعيها للمنشقين من الكتلة السوفيتية وبنفس السيناريو تلعب واشنطن الدور نفسه ولكن بمد يدها هذه المرة للمسلمين المعتدلين من العرب بعد أن تبين لها استحالة استخدام الطرق العسكرية في إحداث التغيير المنشود الذي أعلنت عنه بعد احتلالها العراق وما صاحبه من فشل ذريع تجاه حلفائها العلمانيين الذين استبشرت بهم خيرا, لذا, فان دعوة كونداليزا رايس بفتح قنوات الحوار مع الإسلاميين العرب كبديل عن لغة الحرب من شأنه أن يغير نظرة المسلمين تجاه الولايات المتحدة وصولا إلى الدخول في مصالحات مرضية تصب في نهاية المطاف باحتواء روح العداء المتنامي بين كلا الطرفين.



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عقد الاستبداد العربي وعقليات إنتاجه
- السفينة العربية المضادة للغرق تغرق نظرية أرخميدس
- الإعلام العربي بين الماركسية والنيوليبرالية
- من يحكم من..الحكومات أم الحركات..؟
- حول دمقرطة الإسلام السياسي
- بين مطرقة السادية وسندان المازوخية
- على أهلها جنت براقش
- ميثولوجيا الحداثة .. وشبح الأصولية
- إصلاح أم تجميل..؟
- ثورة هوية أم أزمة وطنية ..؟
- ًالعروبة .. ومبتكراتها المستحدثة عالميا
- سيكوباتية السلطة وعقدها الثورية


المزيد.....




- -المقاومة الإسلامية في العراق-: تنفيذ عملية مشتركة مع الحوثي ...
- «حدثها الآن» إليك تردد قناة طيور الجنة بيبي نايل سات 2024 ال ...
- بزشكيان: دعم إيران للشعب الفلسطيني المظلوم مستمد من تعاليمنا ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن استهداف إيلات وميناء حيف ...
- المقاومة الاسلامية بالعراق تستهدف إيلات المحتلة بالطيران الم ...
- اضطهاد وخوف من الانتقام.. عائلات كانت مرتبطة بتنظيم -الدولة ...
- في البحرين.. اكتشاف أحد أقدم -المباني المسيحية- في الخليج
- “ولادك هيتجننوا من الفرحة” ثبت الآن قنوات الأطفال 2024 (طيور ...
- إيهود باراك: على إسرائيل أن توقف الحديث عن ديمونا
- مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى


المزيد.....

- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ثائر الناشف - أميركا:الخطاب الديني المتقلب