|
هولوكست اطفال العراق
جمال محمد تقي
الحوار المتمدن-العدد: 1570 - 2006 / 6 / 3 - 06:55
المحور:
حقوق الاطفال والشبيبة
" كل المحارق نعيم ، امام جحيم محرقة اطفال العراق !"
لعنة الله عليكم ، الله يجعلها بكم ، وبمن على دربكم من بعدكم ، الله يجعلها بصحتكم ، وعافيتكم وبما هو عزيز عليكم ، الله ينتقم منكم ، الله سينتقم منكم ، لعنة الله عليكم . امرأة لا حيلة لها كانت لا تقول كلاما بل تصب لعنة الغضب الذي يجمل المأساة ويكثفها ، ثم يجعلها حرة بما تقول وتفعل فقد خرجت لتوها خارج الزمن مع اطفال مذعورين جائعين خائفين يقتل بعضهم ، ويتشرد اخر، وتجف في ارواح الاخرين منهم ملامح الانسان ، أشلاء بشر ، انتظروا برهة ، سينقلب هؤلاء الى اسلحة دمار شامل يفجرون وبلا رحمة كل الحصون العدوة والصديقة ، سيكونون وقودا لحريق شامل ، سيكونون جيلا لا يلد الا الكوارث لانه لا يعرف سواها ! نعم ايتها الام والزوجة والاخت ، نعم ايها الاب والزوج والاخ ، قولوا وافعلوا كل شيء ، فانتم احرارا وانتم محقون ، من اجل ان لا يكون الغد اسود ، اطلقوا صرخاتكم ولعناتكم ، اطلقوها رسائل لكل من يهمه الامر ، لقد طفح الكيل ، وما عاد السكوت ممكنا ! امرأة تشق زيجها وتضرب راسها ، ولا تعرف ما تفعل ، وابنتها الصغيرة تميل معها مذهولة منكسرة ، اي خراب هذا ، اي جحيم ؟ داست دبابة امريكية على سيارة الاجرة التي يعمل عليها زوجها ، فهرسته ، ولا تتعجبوا اذا قلنا ان ماحدث حدث والامر يهون ، المصيبة انها لا تملك ما يمكن ان يجعلها تواصل ، خمسة اطفال أثنان معوقان ، وثالث بمرض مزمن ، اي انتقام يا ربي أي انتقام ؟ امرأة اخرى في كركوك من سكان رحيم اواى انتحرت لانها لا تريد ان ترى اطفالها يتعذبون ، أي لعنة حلت بنا يا ربي ؟ امرأة اخرى طلبت من الاخرين تبني اطفالها ! سبعة اطفال ابرياء مجندلين ينامون نومتهم الابدية قضوا في مجزرة بشعة مع عشرات اخرين من المدنيين الابرياء وهم في بيوتهم ، بقتل عشوائي في حديثة ! رجل يبيع ابنه ! تقول بسمة التي لم تبتسم منذ ولادتها : وين انروح ، عمو انا خايفة ؟ ايتها الايات المتحجرة القابعة في سراديب العز واكل الوز ، هل تعرفون بسمة ؟ ايها السفلة في المنطقة الخضراء يا احزاب العار هل سمعتم عن بسمة ؟ ايها الاغوات التفهة في الشمال هل سمعتم عن اطفال الجوع والسل في حلبجة واربيل ودهوك؟ ايها الامريكان القتلة ، لاتقتلوا بسمة . ايها الجيش اللاوطني لا تقتل بسمة . ايتها الميليشيات الشائشة الطائشة لا تقتلي بسمة . الله ينتقم منكم بجاه نبيه محمد وبجاه امير المؤمنين ، الله يشلكم جميعا بجاه الصحابة الابرار وبجاه الحسن والحسين ، الله يجعلكم فرجة للعالمين بجاه كل الانبياء والاوصياء والمرسلين ، الله يحرمكم من كل سلطة وجاه بجاه مريم العذراء وفاطمة الزهراء ، الاطفال احباب الله ايها الكفرة المنافقون ! دعاء الامهات الموجوعات ، دعاء الاباء المغدورين ، دعاء كل المتعففين . " نعاوي الكوالات " تعديد المعددات ، صرخات صرخات . . صرخات " اريد احجي عليهم حيل ما بية ، اريد ابجي على الشبان جمعية ، اريد احجي على اللي صار واللي صار ما ينجاب طارية ، اريد اردس على اليزمطون ، لون ازماطهم موت احمر توالية ، بيت انهدم على راس راعية ، مالكم حوبة يا اهل البيت ، ما لكم حوبة يا اهل البيت ؟ " " اسم الله اسم الله اسم الله ، دللول دللول عدوك عليل او ساكن الجول " نسيت الامهات المناغاة ، والكركرة ، نسيت الامهات الرضاعة ، لقد جفت اضرعهن ، وصارت الحياة فقاعة !
كل شيء يمكن اعادة اعماره الا الطفولة ! :
منذ ايام الحصار الظالم واطفالنا يتمتعون ويتميزون ، بسوء التغذية ، وترك مقاعد الدراسة ، وما لذ وطاب من اصناف السرطانات الاشعاعية " بسبب استخدام لاسلحة المشبعة باليورانيوم المنضب " وامراض الربو المزمنة والسحايا والتشوه الخلقي وو وقد حصلوا على مكاسب ثابتة وجديدة ، كاليتم والتشرد والتسول والانحراف والخوف وعقد التحسس النفسي والتنفسي والصرع والكآبة والتبول السريري المزمن ، هذه هدايا وعطايا العراق الجديد لاطفاله ! يمكنهم تبليط شارع او بناء مساكن وجوامع ، او اقامة فدراليات بين العشائر ، او تصليح مرقد الامامين العسكريين ، ويمكنهم اقامة لكل حزب محطة فضائية خاصة به ، يمكنهم ان صدقوا في نواياهم ان يعمروا كل شيء الا الطفولة ، فهي ان تهدمت لا يمكن تصليحها ، لان التعلم منذ الصغر كالنقش على الحجر . كل شيء قد يعاد تعميره ، كل شيء قد يعوض ، الا الطفولة ، وعليه فان من يدعي اعادة اعمار العراق ، كاذب كاذب ، انه يعيد دورة الدمار بتدمير الطفولة ، تدمير مستقبل العراق .
انقراض الطفولة في العراق انقراض للعراق :
ايها المغفلون الطوفان السرطاني والتلوث البيئي الاجتماعي والصحي والتعليمي والنفسي ، لايعرف حدودا للشمال والجنوب والوسط ، لا يعرف تمييزا بين طفل شيعي وسني وعربي وكردي وتركماني وصابئي ومسيحي ، او فرقا بين هواء الوزير والسفير والغفير " رغم ان عوائل الوزراء والسفراء والمدراء يعيشون في رغد اوروبا ، فقط اولاد الغفير محاصرون ولا دية لهم " ، ايها المغفلون انقذوا انفسكم واولادكم ان وجدوا في العراق ! انقذوا اطفال العراق ! ان مقتضيات الكوارث هو التوحد والتضامن ، وليس الهروب الى حدود مصطنعة لا تحمي احدا، كل يم يسقط فيه طفل او يمرض طفل بالعضال ، يزداد العراق شيخوخة . اما الاطفال الذين يحالفهم الحظ فقط في البقاء على قيد الحياة ، انهم ليسوا باطفال ،انهم بشر معاقون ومحملون بدرنات ستطرح نفسها غابة ، فور هدوء العاصفة ! لاول مرة في تاريخ العراق هناك جيل كامل سيطبع بصماته على عراق المستقبل بارتداد قهري مضمون انهم جيل اطفال الشوارع في العراق ! لاتقولوا في الشمال لا توجد دبابات امريكية تدهس الاطفال اواولياء امورهم ، اذهبوا الى قلعة اربيل القديمة ، وانظروا بانفسكم كيف تقتل الطفولة بخيسة العوز والجهل والمرض ، اغلب العوائل تريد الهروب باطفالها الى خارج العراق من زاخوا الى الفاو ! اذهبوا الى مدينة الثورة والحرية والشعلة وو ، اذهبوا الى مستشفيات الموصل والبصرة اذهبوا الى مدن وارياف العمارة والناصرية ، سوف لن تجدون طفولة تعرفوها ! لننقذ مستقبل العراق لننقذ اطفال العراق ، بالخلاص من الاحتلال وعصابات الاحزاب . ان حماية الاطفال اهم الف مرة من حماية المسؤولين مهما ثقل وزنهم ، ومن الجبن ان يحتمي اشباه الرجال بعشرات المسلحين في حين يركب الاطفال المخاطر وهم عراة ! لنصرخ باعلى اصواتنا من اجل حماية اطفال العراق .
#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بصرتنا لم تعذب محب ، لكن النفط عذبها
-
في حاج عمران حصان طروادة امريكي يترصد ايران
-
اربيل وبغداد شهدت (مولد) حكومي صاخب ، صاحبه غائب
-
دولة الفشل المذهل !
-
من هم الارهابيون ؟ من المطالب بتزكية نفسه ، المقاومة ام الاح
...
-
هنري كسينجر يطالب بالانتقام من العراق
-
المقاومة الرقم الاصعب في المعادلة العراقية
-
في داخل العراق ازمة شعر وشعراء
-
حزورة المليشيات في العراق
-
البنتاغون يتأبط حربا جديدة
-
الطبقة العاملة العراقية العدو الاول للاحتلال
-
لقطات
-
القيادات الكردية العراقية مدمنة على التصيد في المياه العكرة
-
اليُتم اليساري في العراق
-
الاعلام العراقي بين التخلف والتزلف
-
بين الاستهتار الامريكي والخبث الايراني
-
الجحيم لم يأتي بعد العقدة والحل
-
الطينة الفكرية لرجالات العهد الجديد في العراق
-
نقطة نظام - حالة الدجيل مسببة حسب القانون العراقي وقتها
-
احتلال المرأة
المزيد.....
-
لندن: اعتقال ستة أشخاص خلال مظاهرة لدعم زعيم منظمة يمينية مت
...
-
تبادل الأسرى بين غزة وإسرائيل.. خطوات منظمة تحت إشراف الصليب
...
-
العراق يوافق على توصيات مجلس حقوق الإنسان الدولي
-
الفلسطينيون يستقبلون المزيد من الأسرى
-
البنتاغون يرحل المهاجرين إلى غوانتانامو خلال أيام وفنزويلا ت
...
-
الضفة المحتلة تستقبل الأسرى المحررين.. فرحةٌ منقوصة وشهادات
...
-
الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين.. تهدئة أم تصعيد قادم؟
-
اتهام نتنياهو بمحاولة إفساد صفقة تبادل الأسرى.. والبيت الأبي
...
-
القسام تبث مشاهد تسليم الدفعة الرابعة من الأسرى الإسرائيليين
...
-
الأسرى المحررون يكشفون التعذيب الوحشي في سجون الاحتلال
المزيد.....
-
نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة
/ اسراء حميد عبد الشهيد
-
حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب
...
/ قائد محمد طربوش ردمان
-
أطفال الشوارع في اليمن
/ محمد النعماني
-
الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة
/ شمخي جبر
-
أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية
/ دنيا الأمل إسماعيل
-
دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال
/ محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
-
ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا
...
/ غازي مسعود
-
بحث في بعض إشكاليات الشباب
/ معتز حيسو
المزيد.....
|