أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - طارق حربي - كلمات-14-














المزيد.....

كلمات-14-


طارق حربي

الحوار المتمدن-العدد: 453 - 2003 / 4 / 12 - 06:25
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


  كلمات
-14-


إلى صنم الطاغية في ساحة الفردوس ببغداد ، وفي غمرة الإحتفالات بيوم عرس العراقيين جميعا، تسلق شابان عراقيان صنم الطاغية لربط رقبته بحبل، لكنهما للأسف لم يفلحا، عيوننا نحن الذين كنا في ساحة الفردوس وفي المنافي، كانت مشدودة إلى الشابين والحبل والرقبة التي سمنت من أرواح العراقيين المزهوقة، حاول الشابان مرات لكنهما لم يفلحا كذلك، إما أن السبب كان في ضخامة الرقبة وقصر الحبل، أو في شدة حماس الشابين وسط التصفيق والهتافات بنهاية الطاغية.
من بين الفضائيات التي نقلت الحدث نقلا مباشرا، فضائية الجزيرة القطرية، وعلق مذيعها المدعو ماهر عبد الله على فشل الشابين باستخفاف: يبدو أن العراقيين لاقدرة لهم على الحل والربط!!، ثم أردف بعد قليل: لقد كلَّتْ سواعد العراقيين عن إسقاط نظام (( الرئيس صدام حسين)) فاستعانوا باالأمريكان ليحلوا ويربطوا!!(التعليق منقول حرفيا)
ياماهر عبد الله هذا كلام معسول تتعدى دلالته ربط رقبة صنم طاغية إلى النيل من كرامة الشعب العراقي كله، وهو كلام
لايدخل في باب التهذيب، من مراسل تلفزيوني يفترض فيه نقل الخبر بأمانة وحيادية، وجعل المشاهد يقرر وينحاز، وبهذا المعنى كلامك هو جزء من مصادرة حرية المشاهد في التحليل والإستنباط.
كيف تجرؤ ياماهر عبد الله على شعب عظيم في ساحة عامة ببغداد، بين أهلنا وفي يوم عرسهم العظيم، سقوط الطاغية!؟
 يعرف الجميع بأن الشعب العراقي عاش مكبل اليدين طوال حكم البعث المجرم في العراق، ماسهل الطريق عبر سنوات لأن تتحامى علينا أقدار عجيبة، جعلت كل من هب ودب يتقول عليه، على ماضيه وحاضره ومستقبله، محاولين أفراغ الشخصية العراقية من مواطن القوة فيها، جوعوها وأذلوها ونفوها وووو، وبسبب سياسات التخادم السياسي بين النظام الساقط من جهة، والغرب والولايات المتحدة من جهة ثانية، نفذ الطاغية مخططاتهم في الحروب، وحكم الشعب العراقي بالحديد والنار، وانتهى المخطط الإجرامي بعودة الإستعمار البغيض إلى وطننا!
 دول عربية تآمرت علينا ومخابرات ووزارات دفاع وأخيرا الفضائيات المأجورة المنحازة إلى خطاب عروبي شوفيني، ادعاه الطاغية لإدامة نظام حكمه البغيض، فتلقف كادر الجزيرة من بعثيين وقوميين وعروبيين ذلك الخطاب، ووظفوه لصالح سياسات عدوانية تخريبية تغمز من قناة الشعوب العربية، وتعلي من شأن حكامها، فعلى شاشتها استضافت الجزيرة رموز النظام، وعربا مأجورين من باعة الضمير قبضوا من الطاغية أموالا من قوت شعبنا ومستقبله، ولم تكتفِ بذلك فنالت الجزيرة من المعارضة العراقية بتشويه سمعتها، وتأجير ضمائر لسحقها وتدميرها، ولم تسلم الأخيرة من كيد الجزيرة حتى بعد سقوط الطاغية، فلاحقت المعارضة الوطنية على أرض العراق، ناقدة ومتشفية وغير مصدقة خبر نعي الطاغية الرسمي عبر سحل تماثيله وإذلالها في الشوارع. 
وجاء الرد على ماهر عبد الله صاعقا وقويا، متحضرا وهادئا، من ساحة الفردوس نفسها، إذ طاف شابان عراقيان بيافطة   ) GO HOME (
طافوا بها بين جنود المارينز المنتشرين في الساحة، وكان هذا هو صوتنا الحقيقي ياماهر عبد الله :لاللإحتلال ولاللغزو ولاللإذلال، ونحن العراقيين أهل الحل والربط، فكفوا عنا أذاكم!
 بعدما خسرت فلذة كبدها الطاغية وجولتها في العراق، لن يهنأ للجزيرة بال، أراهن على أنها-استمرارا لدورها التحريضي التدميري ونشر الفتن السياسية- ستلاحق المعارضة العراقية بعدسات غير محايدة، كما أراهن أيضا على أنها ستجد إمعة جديدة، فاز في الإنتخابات الرئاسية بنسبة 99،99% ، لكي تقضي معه أجمل الأوقات وأسعدها، هي تتسلى به وتلعب معه من أجل الأكشن وسرقة الأضواء من شاشات منافسة، أما هو فيطول عمره واستبداده، إلى أن يأتي اليوم الذي يضع فيه شعبه الحبل حول رقبته، وتخسر قناة الجزيرة جولة جديدة.

11.4.2003
[email protected]



#طارق_حربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمات -13 -
- سقط الطاغية
- كلمات-10
- كلمات - 12


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - طارق حربي - كلمات-14-