|
الجزائر : ما لم و لن يستطيع السيد تبون تغييره في بنية للنظام مغلقة
حمزة بلحاج صالح
الحوار المتمدن-العدد: 6485 - 2020 / 2 / 7 - 23:04
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
نشرت على صفحتي الإفتراضية مقالا بسيطا مباشرة بعد تنصيب السيد تبون رئيسا للجمهورية الجزائرية بعنوان " بعض ما على تبون فعله و عدم إهماله "...
وهو في تقديري ما لم يستطع في النهاية التخلص منه و لن يستطيع كما أظن و أرجو أن أكون مخطئا...
فقمت بنقل نفس المقال بعنوان جديد مذكور أعلاه و هو أي المقال محين و متصرف فيه قليلا و هو كما يلي ...
" بعض ما على تبون فعله و عدم إهماله "
إذا تمكن عبد المجيد تبون من التخلص من جزء كبير من محيطه و من قاموا بالتجند معه في " حملته الإنتخابية "..
و تمكن من تجاوزهم نحو الكفاءات العالية و النادرة و الجادة في توزيع الحقائب الوزارية والوظائف العليا من مستشارين و أمناء عامين بالوزارات و الرئاسة و مكلفين بمهمة في الرئاسة و ولاة و مديرين تنفيذيين و غيرهم..
إن الحوكمة الراشدة ليست محاصصات و ولاءات و كسب ود و توصيات و ولاء لتحقيق توازنات جهوية و شخصية و جماعاتية ولا هي إستمالات و شعبوية و قسمة غنائم..
إذا لم يتمكن السيد تبون من التحرر من الأساليب البالية القديمة لن يستطيع أن ينال قيد أنملة و ذرة مصداقية عند من يفترض أن بعض الأمل بقي لديهم من الناس..
و اذا لم يتحرر من التقسيمات الخطيرة في المجتمع و التي تسوق لخطاب التشبيب الديماغوجي و التوازن النسوي و الإثني و الجهوي ...
و إذا لم يقدر على الموائمة و الجمع الفعال بين الأجيال حتى نتجنب هذه الإنقسامات الفئوية الحادة و الجنسية التي تستخدم مثلا لا حصرا المرأة للتسويق السياسوي و الشباب و الجامعيين ما يعود عند إغفال الكفاءة كمقاربة والإرتهان للتصنيفات و القيتوهات و
الخنادق و المخانق...
و إذا أهمل حال المناطق النائية و المنهكة في الصحراء المهمشة و في بعض المناطق بالشرق و الغرب و الشمال ومنطقة القبائل..الخ ليس بتوزيع الحقائب الوزارية و المناصب و الوظائف على حساب الكفاءة الفعلية فذلك لن ينفع..
و إذا تجاهل النخب الفعلية لا من يسمون مثقفين من " المشامشية " و من يعشقون التطبيل و التسلق تماما كما فعل عز الدين ميهوبي و غيره بالقناطير و الملايين...
و إذا حاول إستمالة الأرانب المرشحة معه للرئاسيات ليكافئهم بوظائف في الدولة أو الديبلوماسية ..
و إذا منح حقيبة وزير التربية لطرطور و أحادي اللسان و لا يفهم المجتمع الجزائري و مكوناته و ليس لديه اطلاع على التجارب التربوية الناجحة في العالم لا صلة له بعلوم التربية و سياساتها و رجل قابل ليساق أو لا صلة له بفهم القطاع و الحفر فيه و مقاربته
نسقيا ..
و كذلك حقائب وزارات الشؤون الدينية و الثقافة و الإعلام و البيئة و العمل و التشغيل و الضمان الإجتماعي ..الخ و قام بالسماح بتكوين حكومة يقال عنها " تقنوقراط " بالتوصيات تثقل كاهل الميزانية عددا و تعيق الحوكمة الراشدة و المرنة و الفعالة...الخ كأنها
جيش إنكشاري بأعداده أو جيش يحضر لإعادة فتح طليطلة ...
و تعيق كذلك تسيير المؤسسات الرئيسة و قام بالسماح بتشكيلة قيادة سوناطراك و رئيسها المدير العام و نوابه و المديرين العامين و التي تحتاج الى مراجعة و إعادة نظر بما فيها منصبي مدير الإنتاج و منصب مدير الموارد البشرية في هيكل المديرية العامة..
و إذا أهمل ضرورة الإلتفات إلى مسألة الإحتراس الإستراتيجي و المعلوماتي و التنافسي و مسألة الأمن القومي ومنه الأمن الفكري في سياق الحريات و حقوق الإنسان و التثاقف كعصب و أساس من أسس الأمن القومي...
لا يسعف بعض من قاموا بدعم السيد تبون في حملته و إلتفوا حوله أن يقوم بمكافئتهم بوزارة مثلا التعليم العالي أو وزير السكن أو وزير الإعلام أو وزير المجاهدين و غيرها..الخ فليس كل من دعم حملته و منح الولاء قدير و مؤهل و ليس كل دكتور و
بروفيسور مؤهل و جدير بقيادة الحوكمة الراشدة في مفصل هام من مفاصل الدولة ...
اذا أهمل تبون إلغاء بعض الوزارات و إلغاء الرواتب المرتفعة للنواب في الغرفتين بل غذا استطاع إلغاء غرفة و إلغاء الحوافز الخاصة برؤساء البلديات و أيضا الوزراء و المديرين التنفيذيين و الولاة و المنتخبين ..الخ
حتى يعاف الوظائف العليا كل إنتهازي وصولي و لا يطمع في امتياز ما و لو صك بنزين ...الخ فلا يقصدها أي الوظائف إلا نزيه شريف و وطني خالص ...
و يرفق كل هذا برقابة مستمرة و صرامة تحمي المسؤول من الشعبوية و الرسائل المجهولة و تصفية الحسابات و تراقبه و تحاسبه و تعزله من غير تدخل فلان و علان أو ذلك العسكري و الجنرال أو تلك الهيئة ...
نحن لسنا في حاجة إلى حكومة بعدد كبير و مفزع من الوزراء كأننا سنفتح طليطلة و لا باستحداث وزارات عبث كوزارة الإستشراف يتلهى فيها وهما و سرابا من يطالعون بعض كتب المستقبليات و أين نحن منها لتبقى خطابات فجة و حديث عن المؤسسات
الناشئة و جوائز تمنح للبحوث الجيدة في الجامعات هول خيار اقتصادي تم تلقفه من ندوة صحفية لرئيس الجمهورية ...
هل لنا من الوقت لهذه الأنشطة الهاوية التي لا تعني وزارة اليقظة و الاحتراس و تسيير المخاطر من المفترض و التوقع الفعلي لما نكون أمام حالة يمكن القبض عليها...
إن هذا لهدر للمال و الوقت و الوسائل و المورد البشري و تزييف للعلم و تزوير في حق الشعب...
إذا أهمل تبون مراجعة كل من السياسة و الإستراتيجية التربوية و التكوين المهني و الجامعة و البحث العلمي...
فإنه لن يتمكن من بلوغ مراده و لن يشهد إستقرارا في تقديري و لا كسب ثقة الشعب و حراكه الشعبي و لو بالنزر اليسير ..
لا يكفي الحكومة و رئيس الجمهورية أن يكون في فريقهم بعض نشطاء الحراك بدلوا مواقفهم من غير أن يبقوا على صلة و تشاور و تنسيق و تأييد من الحراك الشعبي السلمي ...
بل ان الخلاص في أن تتحول الحكومة و نشاط الرئيس الى تحقيق أمن الجزائر و الإستجابة الى مطالب شعبها ..و الله الموفق ..
مفكر جزائري حر و باحث مستقل و خبير تربوي و ناشط حقوقي معارض منذ الثمانينيات من القرن الماضي
#حمزة_بلحاج_صالح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أبو تمام ..إرتقوا ..أنا لا أنزل..
-
في نكبة و حال نخبنا القديرة من حال جامعاتنا
-
معنى الجوع و الظمأ عند النخب القديرة و المتميزة و الشريفة
-
في إيران و الشيعة و نخب السنة و الحالة الجزائرية
-
لا وثنية في شعائر الحج
-
فكر جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بين التقديس و الشيطنة
-
موضوع الثورة و الإستقلال موضوع فلسفي بامتياز لمن جهل هذا
-
في سجن العقل بعنوان جزأرة الإسلام ..
-
العمل الجماعي ..الفريضة الغائبة ..
-
لا فهم للفلسفة و الفكر بالوكالة .. إقرأ حتى لا يقرأ لك غيرك
...
-
كلمة في النخب و عامة الناس (1)
-
أنوار النفر و ظلمات السرب
-
المشتغل بالفلسفة و الفيلسوف و بينهما المتفلسف
-
في فلسفة الربيع ميمون و مقاربة - القيمة - ظاهراتيا من خلال خ
...
-
سعيد جاب الخير ..ابو جرة سلطاني ..الاسلام ..شحرور و اركون..
-
نص حول المثقف الجزائري للشاعر و المثقف ميلود خيزار
-
في أصول الإستبداد العربي الإسلامي..و كيف صنع طاغية اليوم تار
...
-
الهوية بين طرفي نقيض
-
في الضجيج المانع للرؤية في الفضاء العام الجزائري
-
محن الماضي و التاريخ تفرقنا و لا تجمعنا فلنستبصر في المشتركا
...
المزيد.....
-
مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي
...
-
أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع
...
-
الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى
...
-
الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي-
...
-
استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو
...
-
في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف
...
-
ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا
...
-
فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي
...
-
استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس
-
ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على النايل سات لمتابعة الأغاني
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|