عدنان الصباح
(ADNAN ALSABBAH)
الحوار المتمدن-العدد: 1570 - 2006 / 6 / 3 - 08:37
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
السيد محمود عباس المحترم
رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية
رئيس منظمة التحرير الفلسطينية
السيد إسماعيل هنية المحترم
رئيس وزراء فلسطين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي الرئيس
سيدي رئيس الوزراء
يشهد الله أنني لم أصوت لقائمة حماس, بل ولم أكن أرغب بفوزها المطلق وأنني حلمت بحكومة ائتلاف لا نجد فيها حزبا واحدا مطلقا بل حزبا أولا يلتزم بالاستعانة بكتل اصغر لتشكيل حكومة تمثل أكثر من لون سياسي ومع ذلك جاءت النتائج كما جاءت عليه وسعدت بالتجربة الديمقراطية العظيمة التي مارسها شعبنا واقتنعت بأننا أهل للحياة وان شعبنا لا زال حيا, وقادرا على الوقوف إلى جانب أرقى شعوب الأرض ومباهاة الجميع بديمقراطيته وقدرته على تطبيقها وبدأت اعد نفسي كيف سأكتب عن تجربتنا الديمقراطية ومتى سيستعين العالم بنا بتعليم الديمقراطية الحقة لباقي الشعوب بل وأقنعت من حولي أننا وجدنا الفرصة الجيدة لتجارة رابحة وهي تجارة تعليم الديمقراطية وأصولها لباقي الشعوب, لكن حلمي تبخر فور الإعلان عن تشكيل حكومة فلسطين من قبل حركة حماس فإذا العالم يكشف عن أنيابه ويبدو على حقيقته كمعاد للديمقراطية, وفجأة توحدوا جميعا ضدنا وانطلق العالم, كل العالم بهجوم عجيب غريب ضد حكومتنا وضد تجربتنا وبدل أن تتلقوا التهاني من زعماء العالم وجدتم نفسكم ووجدنا أنفسنا معكم نتلقى التهديد تلو التهديد ويغلقون الأبواب كل الأبواب في وجوهنا، ومطلبهم واضح ومحدد, على حكومة الشعب الفلسطيني التي تقودها حماس أن تعترف بإسرائيل, ووضعونا أمام مشكلة حقيقية تصل حد أن علينا أن نبيع بلادنا مقابل رغيف الخبز لأطفالنا, ومصيبتنا الأكبر أن بعضنا بات مقتنعا أن حل مشاكلنا يكمن بتنازل حماس لا بتقدم أميركا وإسرائيل باتجاه حقوقنا ونسي الجميع أننا اعترفنا بإسرائيل بدل المرة ألف والنتيجة إمعان أكثر بشطب حقوقنا, وان تنازل حكومة حماس ليس له سوى نتيجة واحدة تخفيض نسبة المطالبين بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني في أوساط أبنائه, ومع ذلك فانا ضد أن تديروا ظهوركم لما يرغب البعض بتسميته" نداء العقل والواقع" وأن على حكومة الحكومة ان تجد طريقا عمليا لتثبت أننا لو تنازلنا عن كل فلسطين فهم لا يريدون السلام لسبب بسيط ان إسرائيل لا تريد فلسطينيا واحدا حيا على الأرض الفلسطينية.
ولكي لا تبقون وكأنكم ضد قوت عباد الله, وان موقفكم هو سبب الجوع والموت والحصار وإنكم يا حكومة الشعب الفلسطيني وحدكم المتهمين الرئيسيين, ولأنني أيضا مع التوافق الوطني والقومي, لهذا كله اسمحوا أيها السيدان المحترمان أن أتقدم منكم ومن خلالكم لمؤتمر الحوار الوطني الذي لا ينتهي ولمؤتمر القمة العربي القادم أبدا, مشروعا للتنازل المطلق عن حقوق شعبنا والاعتراف المطلق بإسرائيل وفق الطريقة التي تريد ويتمثل ذلك باقتراح بسيط يريحنا ويريحكم من عناء الغضب الأمريكي ضد شعبنا وبلادنا, وبدل قصص الحوار التي يمكن لنا أن نشبهها بحالة المثل الشعبي القائل" عمياء تكحل مجنونة والطرشاء تنصت على الباب" والتي لن توصلنا لحل أبدا, وبدل أن ندور في الدعوات المتلاحقة للاعتراف بإسرائيل والشرعية الدولية وخارطة الطريق والمبادرة العربية ونبذ الإرهاب ونزع سلاح المقاومة والتنازل عن القدس واللاجئين والحدود, والتي وان فعلناها جميعها وحسبما يريدون فلن تفضي لنتيجة أبدا, فقد يعودوا لمطالبتنا بالاعتراف بأشياء جديدة لا نتوقعها كأن يصبح علينا اخذ موقف مثلا من قضية دارفور أو الإعلان عن حق إسرائيل بمزارع شبعا كحل فلسطيني للصراع اللبناني السوري, رغم كل ذلك فان إسرائيل لا زالت تعلن على الملأ رفضها لكل شيء فهي لم تعترف أبدا بقرارات الشرعية الدولية رغم أنها الدولة الوحيدة التي أقيمت بقرار من الأمم المتحدة ترفض حتى الآن تنفيذه ومع هذا فإننا لا نجد أحدا يطالبها ولو بشكل مهذب لان تستجيب لقرارات الشرعية الدولية أو لخارطة الطريق أو للمبادرة العربية, انطلاقا من ذلك وإمعانا في الاحترام الزائد لإسرائيل المحترمة أكثر من اللازم وقبولا بحكايات السبي الأول والثاني والمحرقة وعلى قاعدة أننا من يضطهد اليهود وليس العكس وتحقيقا للعدالة الأمريكية العرجاء وإثباتا للعالم أن إسرائيل لا تريد السلام أبدا, فلقد وجدت نفسي ملزما كمواطن فلسطيني على مساعدة حكومة بلادي في البحث عن مخرج لإرضاء هذا العالم الأعور لذا اسمحوا لي أيها السيدين الفاضلين بتقديم اقتراحي دون إطالة وهو كما يلي:
يعلن رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ورئيس الوزراء وكذا من ترغب إسرائيل بوجودهم من العرب والفلسطينيين, استعدادهم للتوقيع المسبق على حق إسرائيل بالحياة ومحاربة كل من يستخدم القوة في وجه إسرائيل حكومة وجيشا وأفراد, وحق إسرائيل بتعيين حدودها من جانب واحد, وتلتزم الدول العربية بالمشاركة بالتوقيع على الاعتراف بذلك وتبادل السفارات فورا وممارسة التطبيع العلني الكامل وفتح أبوابها وأسواقها وبيوتها لكل أبناء عمومتنا الأرفع والأفضل والأعلى شأنا منا.
في حين تعطى إسرائيل حق وضع البنود التي ترغب بها وبالشكل الذي ترغب به فان رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ورئيس حكومتها وحماية لحقوق إسرائيل والتزاما مسبقا منا بتنفيذ رؤيتها المعلنة للسلام فإنهم يشترطان فقط أن تلتزم حكومة إسرائيل بالبنود التالية والتي تأتي انسجاما مع مطالبتها بالتطبيع والسلام الكامل:
1- تلتزم حكومة إسرائيل وحكومات الدول العربية وفلسطين بفتح كامل حدود بلادهم للسياحة الكاملة من الطرفين بدون اية قيود او شروط وتلغى الفيزا او اية اشتراطات تنقل متبادلة.
2- في سبيل خلق لغة مشتركة للتفاهم فان الدول العربية مجتمعة تلتزم وعلى نفقتها بتعيين مدرس عربي للغة العربية في كل مدرسة عبرية في أي مكان في العالم, وتلتزم حكومة إسرائيل بتعيين مدرس يهودي للغة العبرية في كل مدرسة عربية في أي مكان في العالم وفي حال اعتبرت إسرائيل ذلك عبئا ماديا كبيرا فان العرب ملزمون بتوفير أجور أولئك المعلمين وكذا المساكن لهم ولأسرهم.
3- من جانب واحد ومن باب حسن النوايا تعلن الدول العربية عن حل جيوشها وبيع كافة أنواع الأسلحة التي بحوزتها وتحويل أثمانها إلى مصاريف تستخدمها الجيوش العربية بدل سياحة لأفرادها لزيارة إسرائيل والإقامة بها بالتناوب أسبوع لكل عربي بهدف صرف اكبر قدر ممكن من المال العربي في إسرائيل تعويضا لهم عن الرفض الذي مارسناه بحقهم طوال السنوات الماضية.
4- يلتزم كل عربي يزور إسرائيل باستخدام راديو بأغاني عربية طوال الوقت بهدف إسعاد اليهود والترفيه عنهم وتعويضهم عن مأساتهم في معتقلات النازية وعن أية أخطاء ارتكبت بحقهم في التاريخ.
5- يلتزم العرب مسلمين ومسيحيين بالصلاة في الشوارع في كل أوقات الصلاة وبأصوات مرتفعة شكرا لله وإثباتا لأمريكا والعالم أننا سعداء بحالة السلام التي ننعم بها مع أبناء عمومتنا.
6- حرصا من كل العرب على التسريع بالتعايش والتطبيع فان السائحين العرب يتنازلون عن الإقامة في الفنادق ويوافقون طواعية على مشاركة الأسر اليهودية بيوتها مقابل دفع تكاليف الإقامة كاملة وبأفضل الأسعار.
7- تأكيدا على حرص الأمة العربية على إقامة أوسع الروابط الثقافية مع حكومة إسرائيل فإنها تلتزم بإقامة سفارة لكل دولة بأكبر طاقم ممكن وقنصلية في كل مدينة ومركز ثقافي في كل مدينة ويلتزم الشعراء والأدباء والمغنين والنحاتين والرسامين ولمدة لا تقل عن عشرة أعوام بإقامة معارضهم وحفلاتهم ونشاطاتهم في إسرائيل.
8- تلتزم الدول العربية بان لا يقل عدد السائحين العرب في إسرائيل عن عشرة ملايين سائح طوال الوقت.
أيها السيدان المحترمان:
أود أن الفت انتباه حضراتكم أن مشروعي ليس مجرد نكته وان بالإمكان تقديمه للتوافق عليه لحواركم الدائر منذ الازل والى الأبد راجيا من حضراتكم تقديم اقتراحي للقوى والفصائل التي لم اعد قادرا على تعدادها لعل وعسى أن يكتشفوا أن للنكتة معنى أكثر بكثير مما هم فيه.
#عدنان_الصباح (هاشتاغ)
ADNAN_ALSABBAH#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟