فلاح أمين الرهيمي
الحوار المتمدن-العدد: 6484 - 2020 / 2 / 6 - 11:40
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الدستور وثيقة (عقد) بين الشعب والدولة يضمن لكل منهما حقوق وواجبات على الآخر. والدستور العراقي ضمن للشعب حق التظاهر وحرية التعبير وحرية الاجتماع وغيرها ... وبعد أن لمس الشعب أن حقوقه أصابها خلل وإجحاف من الدولة فاستعمل حقه في التظاهر ومطالبة الدولة بما له من حقوق ضمنها له الدستور ... استمر الشعب يستعمل حقه في التظاهر ضد الحكومات المتعاقبة منذ عام/ 2003 ولحد عام/ 2019 ولم يستجاب لمطاليبه المشروعة وكانت هذه المظاهرات تقام ويطالب بها أحزاب وتكتلات في السابق.
الشعب تعرض في الفترات التي تعاقبت فيها الحكومات منذ عام/ 2003 وأدت إلى تراكمات سلبياتها من الجوع والبطالة والإهمال والطائفية والفساد الإداري وأصبح فيها المجتمع العراقي يتكون من طبقتين طبقة تمتلك القوة والمحسوبية والمنسوبية فتدرك ما تريد وترغب به من حقوق وواجبات أتخمها الفساد الإداري فتستقر وترتاح وطبقة أخرى لا تملك القوة والمحسوبية والمنسوبية أنهكها الجوع والفقر والحرمان والقهر أصبحت تركض ليل ونهار من أجل توفير رغيف الخبز لهم ولأفراد عائلتهم وبسبب هذه الظروف التعسة أصبح رب العائلة يسحب أبناءه من كراسي الدراسة ويدفع بهم إلى السوق (عتالين) أو يبيعون أكياس النايلون في الأسواق أو متسولين يطلبون الصدقة فانتشر بينهم المرض والفقر والجهل والأمية إضافة إلى هذا التفاوت الطبقي في المجتمع يوجد تفاوت في الرواتب للموظفين والمتقاعدين منهم من يستلم الآلاف من الدنانير ومنهم من يستلم الملايين من الدنانير ... هذه الظاهرة المنفلتة والمتسيبة دفعت أبناء الطبقة المسحوقة إلى التظاهر العفوي والسلمي منذ اليوم الأول من شهر تشرين الأول/ 2019 ولا زالت إلى يومنا هذا تطالب بالعيش الكريم ومكافحة المحاصصة الطائفية والفساد الإداري والرجل المناسب في المكان المناسب من أصحاب التاريخ الأبيض النظيف ... فقوبلت هذه الجماهير الغاضبة بالعنف المفرط والرصاص الحي وعبوات الدخان القاتلة وذهب ضحية هذا العنف المفرط أكثر من ثلاثين ألف بين شهيد ومجروح ومعوق ... والآن دفعت المصالح بعض الكتل التي كانت مصطفة مع الفقراء والمحرومين والجياع إلى التجرد عنهم والاصطفاف مع كتل أخرى لازمت العداء والخصومة للجماهير المتظاهرة وما يؤسف له أن أفراد هذه الكتلة أخذت تمارس الاعتداء والضرب ومحاربة المتظاهرين العزل والمسالمين ... وما يؤسف له أيضاً أن بعض رجال الدولة التي صرحت مراراً بمساندة المتظاهرين وحمايتهم وقفوا يتفرجون كيف يقتل ويعتدي على المتظاهرين !!! وإذا تجاوزنا كل تلك القوى التي اصطفت ضد المتظاهرين فعتبنا وحسرتنا على نواب الشعب الذين وجدوا أصلاً من أجل الدفاع عن حقوق الشعب نجدهم الآن المصالح الأنانية تدفعهم بالاصطفاف إلى جانب أعداء وخصوم والمعتدين على المتظاهرين ... إنهم أجحدوا وتنكروا للشعب الذي أوصلهم إلى قبة البرلمان، والمتظاهرين أقسموا بعدم التخلي عن حقوقهم المشروعة وحملوا شعار (أما أن نسعد أو نفنى).
#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟