أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء اللامي - يوميات المجزرة الديموقراطية /22/ شكرا.. أهل كركوك على نضجكم !















المزيد.....

يوميات المجزرة الديموقراطية /22/ شكرا.. أهل كركوك على نضجكم !


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 452 - 2003 / 4 / 11 - 02:34
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 
                                                       
   دخول قوات البيشمركة الكردية الى مدينة كركوك متعددة القوميات بشكل سلمي اليوم الخميس ، وبعد أن انسحبت أو تلاشت القوات الحكومية ، وما أعقب هذا الدخول من مظاهر فرح وابتهاج رافقته عمليات محدودة من السلب والاستيلاء على الممتلكات العامة ،وهي عمليات  لا يخلو منها مجتمع أي كان في ظروف الحرب وحالات غياب السلطة والقانون ، هذا الدخول وما رافقه ، ثم عودة الهدوء والانضباط ، وعدم حدوث مجازر أو عمليات انتقام ثأرية كانت متوقعة بسبب تعقيدات الحالة الكركوكية ، إن كل ذلك يجعل كل عراقي مخلص لمبادئ إنسانية يشكر أهل كركوك ،ويشعر نحوهم بامتنان عميق لهذا الدرس الذي شاهدناه وكنا عليه شهودا . وأشعر شخصيا اليوم بأن لي ضلعا في هذا الذي حصل أو لنقل بذرة رمل في هذا الجبل التسامحي العراقي الكبير، فقد كتبت الكثير حول موضوع مدينة كركوك وإشكالياتها خلال العوام القليلة الماضية ، وربما أكون قد بالغت قليلا أو كثيرا وبشكل مقصود أو غير مقصود  في التحذير مما قد يحصل في حالة سقوط النظام الفاشي  . أشعر بشيء من الفخر ، وجدوى الكتابة ، إن كنت قد ساهمت بذرة الرمل تلك التي هي التحذيرات والتنبيهات التي وردت في كتاباتي . أقول لك مع أن تلك الحبة من الرمل قد لا تعود لي بل سيكون أي طفل كركوكي ساهم بهدوء عينيه الحالمتين في أحداث اليوم  أولى بها  مني .. يكفيني أن أتذوق عسل الجدوى : جدوى الكتابة ! وأدعو أهل كركوك من تركمان وكرد وعرب وكلدان وغيرهم الى الحافظ على هذا النصر العظيم الذي حققوه ، وليس ثمة نصر أعظم من أن ينتصر الإنسان أو المجتمع على نفسه .
  إن هذه المدينة الحزينة – كركوك -كشقيقاتها العراقيات الأخرى ، يمكن لها أن تكون مثالا وأنموذجا لعراق المستقبل .وقد فصلت القول في هذا الموضوع في مناسبات سابقة ولكنني أود الآن أن أقول إن حماية السلام الاجتماعي وروح التسامح والتآخي الفعلي بين المكونات الإثنية لمجتمع كركوك ،  يتطلب إجراءات ملموسة ومتوازنة ومن أول هذه المتطلبات والمستلزمات : الابتعاد حاليا عن كل ما من شأنه أن يثير الخصومات والأحقاد والكف عن التشفي أو استفزاز  عرب كركوك العراقيين أو غيرهم من أبناء المكونات القومية الأخرى فهؤلاء لا يقلون عراقية عن التركماني أو الكردي الذي يعيش في البصرة أو بغداد ، ثم إن حصتهم من ظلم النظام الاستبدادي وقمعه لم تكن قليلة .كما ينبغي الابتعاد عن تكرار الشعارات القومية المعينة حول هوية المدينة الجغرافية أو العرقية القومية و النسب المئوية للمكونات المجتمعية فيها ، وترك هذه الأمور الى المستقبل والتركيز على وحدة العراقيين على أرض وطنهم . وينبغي تحريم اللجوء الى القيام بتهجير مضاد لبعض سكان المدينة فهذا الإجراء سيكون شديد الخطورة وقد يشعل البلاد بحرب أهلية مدمرة لن يتمكن الأمريكان أو غيرهم من إطفائها .
  أما بخصوص مظاهر الفلتان الأمني والسلب التي حدثت ، فهي كما نقلت وسائل الإعلام محدودة ولفترة وجيزة ، ولا تنبئ بأن الأمور ستسوء كثيرا  ، خصوصا إذا بادرت  قوات البيشمركة الى الانسحاب من المدينة وتشكيل إدارة مدنية لها من سكانها وتمت إعادة الآليات و العربات والمعدات الثقيلة الحكومية التي سلبت ونقلت من قبل أشخاص مدنيين من مدن أخرى  الى كركوك .
  وبهذا الخصوص أيضا ، فلا يمكن المرور مرور الكرام على الدور المحرض والمتفرج للقوات الغازية البريطانية والأمريكية على ارتكاب وانتشار عمليات السلب والنهب ، وكأنها تتعمد فعل ذلك لتعطي للعالم الصورة التي تريدها هي عن العراق وليس الصورة التي يعرفها العالم عن عراق متحضر ومبدع وخلاق ( كما نافق اليوم بوش وبلير في رسالتيهما التفلزية المشتركة الى العراقيين ) وتلك فضيحة أخرى ينفذها الغزاة وسط صمت مريب من عملائها في المعارضة المتعاونة معها، الأمر الذي حرك العديد من الشخصيات العراقية التي لا علاقة  لها بالنظام الفاشي الزائل ، والتي لم تغادر العراق ، فقد رأينا محامين وأطباء ومدرسين  وربات بيوت يتهمون الغزاة بالتحريض أو تسهيل أو التفرج على عمليات السلب والنهب وفقدان الأمن في المدن التي سيطرت عليها قواتهم . إن محاولات الغزاة الخسيسة هذه لن تنقص من عمر العراق الحضاري ذي السبعة آلاف سنة شيئا ، ولن تجعل زبل الحضارات الأمريكان أكثر  مما هم في واقع الأمر ، وكما تنظر إليهم شعوب العالم أجمع بوصفهم : لملوم  من مجاميع وأعراق مختلفة أقامت مجتمع مهاجرين على جثة أمم الهنود الحمر ، وتحولت الآن الى قوة عسكرية دموية فائقة القدرة التدميرية تذل شعوب الأرض وتحط من كرامتها وخصوصياتها الثقافية والإنسانية .
 يحدث هذا وغيره في العراق المثخن بالجراح ، في حين يصول ويجول أصدقاء أمريكا من المعارضة العراقية بين معسكرات الغزاة  والمناطق التي يسيطرون عليها ويلقون الخطب في الجماهير التي يجمعها لهم جنود المارينز، ثم يجبرون الناس على الجلوس أرضا لخوفهم منها وبهدف إذلالها . ففي مدينة الناصرية نقلت شاشات الفضائيات مشهدا يظهر فيه العميل الأمريكي وسارق البنوك المعروف أحمد الجلبي  تحيط به زمرة من أتباعه المتكرشين ، وهو يخطب في مجموعة من الشباب الذين أجلسوا أرضا ، وبعد ثوان يتعالى الصياح والهرج ولا يتمكن المشاهد من فهم مجريات الحلفة الجلبية في جماهير الناصرية . الأكيد أن الناس الذين أحضروا من بيوتهم أو من معسكرات أسرى الحرب  قد قارنوا بين إجبارهم سابقا  على الوقوف والتصفيق للطاغية صدام حسين ، و بين إجبارهم  اليوم على الجلوس على الأرض الجرداء والاستماع لأحمد جليبان . والأكيد أيضا ، أن الناس الذين انزاح عن صدورهم كابوس الدكتاتورية التي دامت أكثر من ثلاثين عاما ، سوف يفاجئون هذا الخطيب المنقول بطائرة العدو العمودية برد فعل يتقنه الأحرار في وجه العملاء والمتعاونين مع الغزاة . سيلحق أحمد الجلبي بصاحبه العميل الآخر  قريبا وأنا هنا لا أتشفى فالحر لا يتشفى بخصمه الميت بل أحذر فقط .  هذه هي بديهيات الشعوب وخلاصات التاريخ التي لا تنفع في طمسها أو إلغائها دعوات كاتب هذه السطور  وغيره من جماعة ثقافة اللاعنف ودعاة المقاومة السلمية ، وربما لا يعدو كل ما أفعله واكتبه وأدعو إليه  هنا هو إطلاق جرس الإنذار في آذان المخطئين والراكضين في ركاب الغزاة ،وإطراء وامتداح أولئك الذين ضربوا المثال اليوم بممارساتهم التسامحية وانضباطهم الإنساني في كركوك ولهؤلاء أكرر التحية ، وللمسلحين الذين أرغموا على التقدم نحو كركوك مع أو قبل  قليل من تقدم الغزاة قد نبدي تفهمنا وعتبنا ونقدنا ،  أما أحمد الجلبي وربعه ، فسأكتفي بأن أنقل لهم الهوسة الجديدة التي خصصها لهم  الصديق سوادي العراقي فقد قال بعد أن شاهد حفلة أحمد جليبان في الناصرية :

وقف بالناصرية  يخطب جليبان
حراسه  بني  صهيون و امريكان
وذلوا له الشبيبة بقعدة الأحزان
الجلب يوقف - عجيبة - والينام حصان !
أها .. أها ...أها .
الجلب الخاين ، قص ذيله .. الجلبي الخاين ، قص ذيله ..


والمعنى : وقف أحمد الجلبي( كليبان )  ليخطب في مدينة الناصرية وكان حرسه من الصهاينة والأمريكان وهم الذين أذلوا له شباب المدينة عندما أجبروهم على تلك الجلسة المحزنة ثم يتعجب الشاعر ويقول من العجيب أن يقف الكلب على ساقيه ويجبر الحصان على النوم والانبطاح والكلبي الخائن نقص ذيله ..مع الاعتذار الشديد للكلب الحقيقي الذي قاوم الغزاة في البصرة وتطرقنا الى قصته في حلقة سابقة ..
 

 




#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوميات المجزرة الديموقراطية /21/ سقط الصنم وستلحق به أصنام !
- يوميات المجزرة الديموقراطية /20/ مجزرة الصحفيين كمقدمة لمجزر ...
- يوميات المجزرة الديموقراطية /19/ جماعة الجلبي ، مترجمون بملا ...
- حديد أمريكي ساخن على لحم البصرة ! - الى أمير الدراجي
- يوميات المجزرة الديموقراطية / 18/ دروس الجولة الأولى من المج ...
- يوميات المجزرة الديموقراطية /17/ جئناكم باطحين لا محررين !
- يوميات المجزرة الديموقراطية /16/ شجاعة جماهير النجف وجبن الح ...
- ملحق بالحلقة 16 من يوميات المجزرة : ثورة العشرين الثانية قاد ...
- أسئلةُ جاسم ..
- يوميات المجزرة الديموقراطية /15/ الخوئي: من دلال سياسي الى د ...
- يوميات المجزرة الديموقراطية /14/ منطق معاوية في خدمة المعارض ...
- يوميات المجزرة الديموقراطية /13/ تعثر الخزرجي فحركوا الباججي ...
- يوميات المجزرة الديموقراطية /12/ مشعان يفكر إذن هو موجود !
- ملامح الخطاب السياسي عند الأمام الخالصي :إشكالات العلاقة مع ...
- يوميات المجزرة الديموقراطية /11/موسيقى من أجل كنعان مكية !
- ملحق بالحلقة العاشرة من يوميات المجزرة / قائمة بالصحافيين ال ...
- ملامح الخطاب السياسي عند الإمام الخالصي :الموقف من الديموقرا ...
- يوميات المجزرة الديموقراطية /10/ مشاهد من داخل الناصرية البا ...
- ملامح الخطاب السياسي عند الأمام الخالصي : بدايات الخيار الثا ...
- يوميات المجزرة الديموقراطية /8 : نصيحة بالكردي الفصيح !


المزيد.....




- معالجات Qualcomm القادمة تحدث نقلة نوعية في عالم الحواسب
- ألمانيا تصنع سفن استطلاع عسكرية من جيل جديد
- المبادئ الغذائية الأساسية للمصابين بأمراض القلب والأوعية الد ...
- -كلنا أموات بعد 72 دقيقة-.. ضابط متقاعد ينصح بايدن بعدم التر ...
- نتنياهو يعطل اتفاقا مع حماس إرضاء لبن غفير وسموتريتش
- التحقيقات بمقتل الحاخام بالإمارات تستبعد تورط إيران
- كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء اللامي - يوميات المجزرة الديموقراطية /22/ شكرا.. أهل كركوك على نضجكم !