أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راوند دلعو - الإبهام المُطلق للخطاب في النص الديني














المزيد.....


الإبهام المُطلق للخطاب في النص الديني


راوند دلعو
(مفكر _ ناقد للدين _ ناقد أدبي _ باحث في تاريخ المحمدية المبكر _ شاعر) من دمشق.

(Rawand Dalao)


الحوار المتمدن-العدد: 6483 - 2020 / 2 / 5 - 14:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    




إن أعلى درجات احترام القارئ هي أن تُقدِّمَ له خطاباً عقلانياً منطقياً واضحاً يسهل عليه فهمه .... فأنت تخاطب بذلك عقله أي الجزء الذي يميز إنسانيته ...

أما أكثر درجات احتقار القارئ هي أن تُقدِّم له خطاباً لا معنى له ، ثم تطلب منه تبنيه أو تنفيذ محتواه ... كأن تقول له : ( هتل تلغب ننعل تى منبا كرنت هنوة ال ) ...

فأنت هنا تخاطب حاسة السمع دون العقل الذي وراءها ... فكأنك تلغي وجود هذا العقل و تحتقره و تزدريه ... !

و بالتالي يزداد النص احتراماً للقارئ كلما ازداد وضوحاً و منطقية .... و يزداد النص احتقاراً للقارئ كلما ازداد غموضاً و عشوائية و لامنطقية.

مثال :

إن فطرة الأطفال لا تكذب ، و بالتالي فلتطلب من ابنك في بيتك أن يحضر لك تفاحة من البراد فستجده مسرعاً إلى تلبية طلبك ... و ذلك لأنك احترمت عقلانيته و خاطبته بطريقة يفهمها بمنتهى الوضوح ...

أما لو طلبت من ابنك بأن يقوم بال ( غقث بسا كما اى لللات) فسينظر إليك شزراً باستغراب و تجَهُّم و استهجان ... و ذلك لأنك خاطبته بطريقة غير مفهومة فكأنك احتقرت عقله و همشته .... !

جميع الناس بلا استثناء سيوافقونني على الحقيقة السابقة الواضحة و البسيطة و المُجربة ...


أما لو جئنا إلى الحروف المبهمة في بداية سور القرآن ( طسم _ ألم _ كهيعص ...) لغيَّرَ المؤمنون رأيهم ... و بات هذا إعجازاً رهيباً لا احتقاراً للقارئ و لا ازدراءً لعقل المتلقي .... !

#الحق_الحق_أقول_لكم ....

إن مؤلف القرآن لَأكثرُ المؤلفين احتقاراً للقطيع الذي يتبعه ... لدرجة أنه أبهم في خطابه فكتب لهم آيات متشابهات تتناقض مع بعضها و مع العقل ، ثم رفع درجة الإبهام إلى الدرجة القصوى كمبالغة في الاحتقار ، فوضع لهم حروفاً لا معنى لها في بداية بعض السور ، هذه الحروف التي تمثل استغلاقاً كاملاً و إبهاماً كلياً : ( ألم _ طسم _ كهيعص ...) ... و لسان حال كاتب القرآن يقول : إن عقولكم لا تهمني فمهما تَرَدَّى مستوى خطابي في درك اللامنطقية فستقولون آمين و ستتبعون و ستقلدون رغماً عن أنوفكم ... فأنا لا أكترث لعقولكم و لا تهمني !

لذلك تراهم و هم يجهدون أنفسهم في تفسير و استنباط المعاني الخُلَّبِية من هذه الحروف الساذجة التي استحمقتهم و استجدبتهم و استغبتهم ، بل و يختلفون على عدة آراء و كل رأي أحمق من أخيه 😂 .... !

أي احتقار للعقل البشري هذا !

أي تدنيس للفطرة هذا !

إن لهذه الأحرف المطلسمة تفسيراً واحداً مفاده ... أن مؤلف القرآن أعلنها حرباً على العقل البشري منذ البداية ... فعطله و دمره و ألغاه ... خاصة و أن هذه الحروف إنما جاءت في سياق النص المقدس كما يفترض ! و بالتالي ينبغي أن تتمتع بأعلى درجات الصفاء و الجلاء و الوضوحية لأنه رتب على عدم الإيمان بما جاء فيها عذاباً أبدياً.

و هذا التصرف المستهتر من مؤلف القرآن طبيعي جداً ، فعندما أُلغِي لك عقلك عزيزي القارئ فأنا أقوم بتهْيِئَتِك لكي أُلغي إنسانيتك المبنية على العقل ، لأن العقل هو الذي يميز الإنسان ، و عندها لن تستنكر أمري لك بالسطو و الاعتداء على جارك تحت مسمى ( جهاد الطلب) .... و لن ترفض إباحتي لنكاح الأطفال و سبي النساء و ضرب الزوجات و قطع الأطراف و تجسيم الخالق و تلبية الغرائز الجنسية لصاحب الرسالة عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم ...!

يؤكد الباحثون أن المصاب بمتلازمة استوكهولم يزداد طاعة و تبعية لمُستعبده كلما زاده إذلالاً و استعباداً ... بل إن إذلال المستعبد للعبد يخلق في نفسه حاجة إلى مزيد من العبودية و الاحتقار و يبعث في نفسه مزيداً من تقديس المُذِل ... فحتى لو خاطبته بأحرف في قمة الإبهام تراه جالساً محاولاً تفسيرها مستزيداً من احتقارك له !!



#راوند_دلعو (هاشتاغ)       Rawand_Dalao#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذا الموت من هذا الجمال !
- وظيفة الكهنة و الشيوخ المحمديين ، تحت المجهر
- الشمودوغمائية أخطر أمراض الفكر البشري
- المخابرات الناعمة
- مُعضِلة الدين س
- انتحار
- الواقعيّة على مذبح العقل
- وهكذا
- حرية س الحي ، في نقد ع الميت ..
- الحربان العالميتان حربان طائفيتان !!
- خذوا آلهتكم و ارحلوا
- قيامة العقل _ رسالة إلى كل أصولي
- مسائيَّاتٌ سَكرى
- القرآن في محكمة الإنسان
- الدين وحش يلتهم الطفولة
- مَلَامِس الرومنس
- فيه اختلافاً كثيراً_ أخطاء قرآنية واضحة في السجعية رقم 7 من ...
- لعبة الصناديق _ اللعبة الأخطر في الوجود
- هل نحزن أم نفرح لمقتل قاسم سليماني ؟
- قصيدة بلا عنوان


المزيد.....




- البندورة الحمرة.. أضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سا ...
- هنري علاق.. يهودي فرنسي دافع عن الجزائر وعُذّب من أجلها
- قطر: تم الاتفاق على إطلاق سراح أربيل يهود قبل الجمعة
- الفاتيكان يحذر من -ظل الشر-
- عاجل | مصادر للجزيرة: الشرطة الإسرائيلية تعتقل الشيخ رائد صل ...
- الفاتيكان يدعو لمراقبة الذكاء الاصطناعي ويحذر من -ظلاله الشر ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون الأقصى ودعوات لتكثيف الرباط بالمسجد ...
- قائد الثورة الاسلامية: لنتحلّ باليقظة من نواجه ومع من نتعامل ...
- قائد الثورة الاسلامية: العالم يشهد اليوم المراحل الثلاثة للا ...
- قائد الثورة الاسلامية: المقاومة التي انطلقت من ايران نفحة من ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راوند دلعو - الإبهام المُطلق للخطاب في النص الديني