أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل قانصوه - شبه الدولة التي لا يمكن إصلاحها ، لا لزوم لها














المزيد.....


شبه الدولة التي لا يمكن إصلاحها ، لا لزوم لها


خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)


الحوار المتمدن-العدد: 6482 - 2020 / 2 / 4 - 13:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لو حاول المراقب العادي للشأن اللبناني إفهام طبيعة الدولة اللبنانية التي أنشأها الاستعمار في سنة 1920 ،تحت أسم " لينان الكبير" بعد أن ضم إلى متصرفية جبل لبنان المدن الساحلية و البقاع وجبل عامل و سهل عكار، لقال عنها أنها هدية ملغومة ،قدمها المستعمر لكي يبقى " لبنان الكبير" تحت وصايته الدائمة ، تجسد ذلك بتعميق انقسام أهله من خلال نظام طائفي جعله في صلب القانون الأساسي للدولة التي تسلّم مقاليد الحكم فيها متزعمون من الطائفتين المارونية و السنية (المتزعمون و ليس الناس ) الأكثر عددا بين الطوائف الأخرى بحسب إحصاء أجرته سنة 1932 سلطات الانتداب الفرنسي حيث كان تعداد سكان البلاد آنذاك أقل من مليون نسمة .
لا بد هنا من الإشارة وضعا للأمور في نصابها الصحيح ، إلى أني لست بصدد التفكر في المسألة اللبنانية بوجه عام و أنما في عقم السيرورة التي قادها متزعمو الطوائف في وضع دعائم لركائز دولة وطنية حقيقية . هذا من و جهة نظري أمر طبيعي لأن التمسك بالكيان الطائفي يتعارض مع الدولة الوطنية وانغماس متزعم الطائفة في إدارة الدولة مناقض للمصلحة الوطنية لأنه يستمد السلطة من الطائفة وبالتالي عليه أن يولي اهتمامه أولا ، للأساليب و الوسائل التي تمكنه من تقوية هذه السلطة وإضعاف خصومه المحتملين و منعهم من توسيع قواعدهم .
الرأي عندي أن بوادر الخلل و الوهن بدأت تظهر على سلطة الطائفتين المارونية و السنية ، في منتصف سنوات الخمسين ، توازيا مع أصداء احتدام المواجهة بين الناصرية و بين القوى الاستعمارية ليس في مصر وحدها ولكن في كافة البلدان العربية أيضا . ومن المعلوم أن ذلك كله ترافق مع نهوض الأحزاب والحركات الوطنية العلمانية . نجم عنه تغييرا في ميزان القوى لصالح الذين كان لهم في الواقع مصلحة في أن يكونوا مواطنين و أن يكون لبنان وطنا لهم . بكلام آخر أدى نهوض حركة التحرر العربية تحت قيادة مصر في عهد الرئيس جمال عبد الناصر و الأحزاب القومية و الوطنية العلمانية ، إلى تقلص قاعدة متزعمي الطوائف في السلطة فصار خصومهم أكثر من أنصارهم !
هكذا دخلت البلاد مثل غيرها من الدول العربية ابتداء من سنوات 1960 في دوامة الاضطرابات مقابل تراجع سلطة الدولة تدريجيا . و صولا إلى حرب حزيران 1967 ووفاة عبد الناصر في سنة 1970 ، و هما حدثان سرّعا بالقطع أتخاذ نظم الحكم المهزومة منحى الدول الخليجية و الولايات المتحدة الأميركية ، حفاظا على سلطتها !
بالعودة إلى لبنان أقتضب فأقول أن الاقتتال الداخلي ، نشب من جديد ، كالعادة عندما يشعر نظام الحكم بأن قواعده تتزعزع فيستنصر حلفاءه في الخارج .استمر هذا الاقتتال كما هو معروف حوالي عشرين سنة ، نتجت عنه متغيرات و متبدلات فارقة . من البديهي أن هذا الموضع لا يتسع للخوض في تفاصيلها ، لذا أكتفي بالإشارة إلى عامل أعتقد أنه دو أهمية كبيرة ، و هو سقوط الزعامة الشيعية الإقطاعية و حلول زعامة طائفية مكانها ، تمكنت من تعديل ميزان القوى لصالح سلطة الحكم مقابل مشاركتها فيها كطرف ثالث كامل الحقوق . الرأي عندي أن الزعامة الشيعية الاقطاعية لم تكن في الواقع شريكة في الحكم و أنما كانت تضطلع حتى بداية سنوات 1980 والاحتلال الإسرائيلي بدور وظيفي في خدمة السلطة المارونية ـ السنية .
لا مفر في الختام من القول إن متزعمي الشيعة عملوا على ضرب الحركة الوطنية بإخراج أبناء الشيعة ، بالترغيب أو الترهيب من الأحزاب و التيارات الوطنية . الأمر الذي افقد أنصار الدولة الوطنية العلمانية قوة دفع كبيرة . فأغلب الظن أن الأمل بإصلاح الدولة ، كما حلم به الوطنيون في منتصف سنوات 1970 تبخر نهائيا ، و لكن هذا لا يعني أن" شبه الدولة " التي صادرها متزعمو الطوائف الثلاث هي بخير . و لكن أتضح أيضا أنه لا لزوم لها .



#خليل_قانصوه (هاشتاغ)       Khalil_Kansou#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اشتموا كوشنير!
- صفقة القرن و دولة الأباتهايد
- صفقة القرن و دول العصي
- دولة العصا و أحزاب العصا
- الهوية الوطنية و الهوية الفئوية
- إن الصراع هو على لبنان و ليس في لبنان
- الذين يادروا إلى شن الحروب لم ينتصروا
- معادلات السنين العجاف
- الامبريالية الأميركية الإسرائيلية (4)
- عبثية معاونة الأكراد للولايات المتحدة الأميركية في سورية
- الإخوان بين الأمس و اليوم
- هل انتقمت الصواريخ في سورية للطائرة التي اسقطها الإيرانيون ؟
- غارات إسرائيل و نهاية الإمارة
- الأملريالية الجهادية و التوراتية
- فكان لهم على البحرين مؤتمر
- أوصياء اللاجئ و النازح و الرازح تحت و طأة المحتل !
- ملحوظات عن مفخرة أسمها الجزائر
- الناس على دين ملوكهم ( الشق الثاني)
- الناس على دين ملوكهم ( الشق الأول )
- الإمبريالية الأميركيةالإسرائيلية (3)


المزيد.....




- -لا مؤشرات على وجود حياة-.. مشاهد صادمة تلاحق الفلسطينيين مع ...
- كيف تضغط العقوبات النفطية الأمريكية على أساطيل الظل لروسيا و ...
- رؤساء سوريا عبر التاريخ: رئيس ليوم واحد وآخر لأكثر من عقدين ...
- السودان.. حميدتي يقر بخسائر قواته ويتعهد بطرد الجيش من الخرط ...
- الجيش الإسرائيلي: إطلاق صاروخ اعتراضي نحو هدف جوي تم رصده م ...
- برلماني مصري من أمام معبر رفح: الجمعة القادمة سنصلي في تل أب ...
- السودان.. قوات الدعم السريع تتوعد بـ-طرد- الجيش من الخرطوم
- السلطات النرويجية تبلغ السفارة الروسية بعدم احتجاز طاقم السف ...
- الخارجية الأمريكية: إدارة ترامب تعتبر قناة بنما أصولا استرات ...
- قوات كييف تهاجم مدينة إنيرغودار مجددا حيث تقع محطة زابوروجيه ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل قانصوه - شبه الدولة التي لا يمكن إصلاحها ، لا لزوم لها