|
الشيوعيون والمقاومة: بعض من ...
سعد الله مزرعاني
الحوار المتمدن-العدد: 1569 - 2006 / 6 / 2 - 11:25
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
І- أعلنت الحكومة الإسرائيلية أن مجمل خسائرها في لبنان، قد بلغت، ما بين ايلول عام 1982 (يوم انطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية) و 24 ايار عام 200 (يوم التحرير)، 657 قتيلاً و 2966 جريحاً. - وحسب المصدر المذكور، فإن خسائر الجيش الاسرائيلي ما بين 16 ايلول عام 1982 وآخر عام 1985، قد بلغت 386 قتيلاً و 2326 جريحاً. - عدد العمليات التي نفذها مقاتلو الحزب الشيوعي، أعضاء جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، 1113 عملية. منها: 907 عمليات ضد القوات الاسرائيلية. 206 ضد عملائه.
حصل ذلك ما بين عامي 1982 و 1993 حيث كان آخر شهداء تلك المرحلة المقاومة الرفيق زيد عبدالله. بذلت محاولات، لاحقاً لإستئناف نشاط الحزب في المقاومة واستشهد في نطاق هذه المحاولات كل من الشهيدين بيار أبو جودة (عام1998) وسامي شحّيد (الكسي) عام 1999. بلغت خسائر الحزب الشيوعي في نطاق عمله المقاوم في صفوف جبهة المقاومة 187 شهيداً 1200 جريحاًً. - دخل الى المعتقلات الاسرائيلية حوالي 3000 عضو من الحزب الشيوعي. II- بعض التواريخ - إنسحبت القوات الاسرائيلية الغازية من بيروت، في 26 ايلول عام 1982، أي بعد حوالي عشرة أيام فقط من إحتلالها. وكان جنودها يرجون عبر مكبرات الصوت، أهالي بيروت عدم إطلاق النار عليهم "لأنهم مغادرون". - غادرت القوات الغازية الى حدود نهر الأولي، بعد تصاعد العمليات ضد قواتها وبعد سقوط اتفاق 17 ايار، في ايلول عام 1983. - حصل الانسحاب الكبير الآخر في نيسان عام 1985، حين اخلت القوات الغازية كل مدن الجنوب الساحلية، لتعود الى "الشريط المحتل" الذي كان قد بدأه العميل سعد حداد. وبذلك إنسحبت القوات الاسرائيلية من حوالي 2600 كلم2 كانت قد احتلتها في نطاق غزو 1982. III- بعض ما قاله الغربيون، والاسرائيليون: مسؤولين وصحافة... - كتبت صحيفة "الأوبزفر" البريطانية في 29/3/1985: "لأول مرة منذ عام 1948، يشعر العرب فعلاً، أنهم مقانلون ممتازون كعدوهم، إن لم يكونوا مقاتلين أفضل منه بكثير". وتضيف الصحيفة: " الحروب العربية السابقة وخصوصاً حرب 1967، انتهت قبل أن يتوفر للعرب الوقت الكافي لمعرفة ماذا حدث. والتقدم التكنولوجي والحيوية التي كانت عليه إسرائيل في تلك الحروب، تركا لدى العرب القناعة بأن إسرائيل (لا تقهر). ولكن هذا المفهوم إنقلب رأساً على عقب نتيجة الضربات التي وجهتها جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية للجيش الإسرائيلي. فبالنسبة للعرب، أصبحت إسرائيل فجأة (كياناً قابلاً للتحطيم)"! - وكانت صحيفة ها آرتس (الأرض) الاسرائيلية قد كتبت مقالاً لمندوبها في لبنان، بتاريخ 5/3/1985 جاء فيه "لا مجال للغفران لما فعله المبادرون بالحرب (غزو لبنان)...في لبنان يمكن أن نرى جيشاً عرف بنفسه كيف تصبح القوة العسكرية عاجزة... هذا تماماً ما حدث للأميركيين في فيتنام.. والإنسحاب الذي جرى كان من الضروري حدوثه قبل شهور". VI- بعض التداعيات - في 5 اذار 1984 سقط اتفاق 17 ايار الذي كان قد وقع في 1983. - هرولت القوات متعددة الجنسيات، منسحبة لا تلتفت الى الخلف، بعد أن تكبدت خسائر هائلة: القوات الأميركية والقوات الفرنسية والقوات الايطالية... - إستقال مناحيم بيغن وعانى من اضطرابات نفسية دائمة. - إحيل "صقور" الغزو الى المحاكمة بسبب مجازر صبرا وشاتيلا. - إنهارت نظرية الغزو بمجملها، ولم يعد في حسابات إسرائيل الا مشروع الانسحاب من لبنان يتنافس على تنفيذه قادتها في وعود بنى عليها إيهود باراك كل "نجاحاته". سارع الى الانسحاب قبل موعده، لا يهتم لا بالطابع الذليل لهذا الانسحاب، ولا بسمعة إسرائيل وجيشها، ولا بالعملاء وحياتهم ومصيرهم...
V- بعض الاستنتاجات - كانت خسائر إسرائيل ما بين 16 ايلول 1982 وأواخر عام 1985 هي الأكبر. - كان نشاط جبهة المقاومة الوطنية في مقاومة الاحتلال هو الأبرز في تلك الفترة. - كان نشاط الشيوعيين، في صفوف المقاومة وجبهتها، هو الأكثر تأثيراً وإتساعاً وفاعلية. - لعب الشيوعيون، بالنتيجة، دوراً باهر في عملية التحرير. - التحرير لم يحصل، إذا، دفعة واحدة. - كان التحرير عملية متواصلة لا يمكن إختصاره بمرحلة، ولا إقتصار قواه على قوة منفردة هي تلك التي واصلت المعركة بكفاءة في المرحلة الأخيرة.
ولقد كتبت في العام 5/7/1997، في مقدمة لكتاب الرفيق "حمزة الأنصاري" الذي حمل عنوان "حرب العصابات في لبنان": يمكن القول بكثير من المسؤولية الوطنية أن الشيوعيين قد طبعوا معظم المرحلة الممتدة بين عامي 82و86 بنشاطهم وأدائهم واسلوبهم. ويذهب الكثيرون الى القول بأن ذلك النوع من المقاومة والأهداف التي كان يخدمها، هما أقرب الى ما يطرح من أهداف داخلية تتعلق بتعزيز وحدة اللبنانين وبمعالجة الكثير من اسباب الخلل التي شابها دائماً المرض الطائفي واتخذ أحياناً شكل حروب اهلية دورية...".
IV- استدراك - لا يقلل ذلك من بطولات المقاومة الاسلامية - لا يعفي ذلك الشيوعيين من نصيبهم في المسؤولية عن التراجع الذي طاول دورهم في المقاومة وفي المعارك الوطنية، عموماً. - تحية للشهداء والاسرى وكل المقاومين... والمناضلين الذين لم يتغيروا، ولم يتركوا الكفاح من اجل وطن حر وسيد ومزدهر وعربي وديموقراطي.
#سعد_الله_مزرعاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مرة جديدة مع تشافيز: ثائر متجدد ومثلٌ على التجاوز والابداع
-
تشافيز يزداد إحمراراً
-
الخلاف مع المعارضة اليمينية استنزف الحزب الشيوعي اللبناني
-
نقاش ودي مع السيد هاني فحص المعارضة الحزبية مسؤولة عن فشل ال
...
المزيد.....
-
رصد طائرات مسيرة مجهولة تحلق فوق 3 قواعد جوية أمريكية في بري
...
-
جوزيب بوريل يحذر بأن لبنان -بات على شفير الانهيار-
-
مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في
...
-
لحظة هروب الجنود والمسافرين من محطة قطارات في تل أبيب إثر هج
...
-
لحظة إصابة مبنى في بيتاح تكفا شرق تل أبيب بصاروخ قادم من لبن
...
-
قلق غربي بعد قرار إيران تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة
-
كيف تؤثر القهوة على أمعائك؟
-
أحلام الطفل عزام.. عندما تسرق الحرب الطفولة بين صواريخ اليمن
...
-
شاهد.. أطول وأقصر امرأتين في العالم تجتمعان في لندن بضيافة -
...
-
-عملية شنيعة-.. نتانياهو يعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي في
...
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|