سليم نزال
الحوار المتمدن-العدد: 6482 - 2020 / 2 / 4 - 09:54
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
لا شك ان ماكس فيبر كان من الرواد فى دراسة اثر الثقافة فى مسائل تخص التقدم الاقتصادى للمجتمعات. و خلاصة افكاره عبر عنها فى كتابه الاكثر شهره, اخلاق البروتستانتية و روح الراسمالية .
لقد قارب الرجل المجتمعات مقاربة سوسيولوجيه بين الطوائف الدينيه فى اوروبا فلاحظ على سبيل المثال ان اصحاب المهن و الاكثر طموحا هم بروتستانت .
لاحظ فيبر على سبيل المثال عدم ميل الكاثوليك المسيحيون الى المغامرة لاجل القفز بوضعهم الاقتصادى و يفضلون الحياة الامنة المريحة بدخل مادى قليل على ان يدخلون فى مغامرات توصلهم الى الغنى . بينما لاحظ ان الاكثر اهتماما بتطوير وضعهم الاقتصادى هم البروتستانت .
و خلص بعدها الى نتيجة مفادها ان المذهب البروتستانى يشجع المؤمنين به على المغامرة و عدم التبدير اى التوفير الامر الدى ادى فى نهاية الامر الى تراكم اقتصادى اسس للراسمالية .
بهدا المعنى افترق ماكس فيبر عن كارل ماركس الالمانى ايضا لان ماركس اعتبر الوجود الطبقى من محددات الوعى بينما اولى ماكس فيبر الاهتمام للثقافة و اثرها فى تحديد وعى و سلوك الافراد و المجتمعات .
و ادا كان كارل ماركس لم يولى اهتماما كبيرا للدين بل اعتبره عاملا معطلا للتطور انطلق ماكس فيبر من الدين كمنظومة تؤثر على سلوك الافراد و دورهم .
اعتبر ماكس فيبر ان الراسمالية ظاهرة غربية بحتة ولدت من رحم الثقافة البروتستانيه .لكن فيبر لم يجب على الكثير من الاسئلة من نوع كيف يمكن تفسير ان المرحلة المركيتليه و ما رافقها من كشوفات بحريه فى العالم الجديد قام بها كاثوليك بالدرجة الاولى الامر الدى يضعف من اطروحته .
مثلما تجاهل ان مسالة تراكم الثروات فى اوروبا التى ادت لنشوء الراسماليه كانت بفعل نهب اجزاء كبيرة من العالم .
لكن رغم كل هده الملاحظات لا شك ان المقاربات اللسوسيولوجيه التى قام بها ماكس فيبر كان لها اثر كبير فى دراسة المجتمعات لناحية تاثير الدين على طرق تفكيرها
#سليم_نزال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟