أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - بشار العيسى - لعنة بروكسيل ..... والمعارضة السورية















المزيد.....

لعنة بروكسيل ..... والمعارضة السورية


بشار العيسى

الحوار المتمدن-العدد: 1569 - 2006 / 6 / 2 - 10:58
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


يطيب للفرنسيين مقاربة الشعب البلجيكي كما يقارب السوريون مواطنيهم الحماصنة لجهة خفة الدم والظرافة وسرعة البديهة والذكاء وأشياء اخرى تدل علىالفطنة والدهاء، ربما لهذه الخصلة البلجيكية اعتادت المعارضات السورية، العربية والكردية، ان تحط رحال فطنتها تيمننا باسم عاصمتهم بروكسيل حتى ولو اجتمعوا على حوافي غاباتها المسربلة بالضباب الذي يعمي كما حدث منذ حوالي مائة سنة للإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت، في معركة "واترلو،التي سمى أخواننا الانكليز أشهر محطات قطاراتهم الدولية تيمنا باسمها، بانتصارهم، فيها على نابليون والرؤوس الحامية والعيون المغبشة بالضباب.

السواقي الشاردة، لا تشكل بحرا...
كالصاعقة، نزلت على الرؤوس، من "بروكسيل" قبل أشهر، الخبطة الخدامية ـ الإخوانية، بالإعلان عن اطلاق مشروع "جبهة الخلاص الوطني السوري" في الوقت الذي كان أخوة لهم من النشطاء الكرد يقررون في "واشنطن" اختيار"بروكسيل" محطة قادمة لنشاطهم التوحيدي التمثيلي للحركة الوطنية الكردية بطموحات لم تكن دون طموحات جبهة الخلاص الوطني البروكسيلية. والمقصود بالخلاص الوطني وضع قطار تحريرسورية من الاستبداد على سكة الأخوان المسلمين، والحليف الجديد والمعارض الأجد الأستاذ عبد الحليم خدام النائب السابق للرئيس السوري المقيم في باريس بمعزل أو دون انتظار استكمال الصف الوطني المعارضي السوري. في حين طمح الأخوة النشطاء الكرد في حمية، أحوج ما نكون إليها، إلى هدف إنشاء مجلس وطني تمثيلي لكردستان سورية ـ حسب تعبيرهم ـ يشمل المستقلين والأحزاب السياسية الكردية، كطرفي معادلة الداخل الحزبي والخارج المستقل.

منذ يومين، انفض المجلس الوطني الكردي، المرجو بالوهم، عن قضية خلافية، كردية، سورية، جديدة، بالافتراق الكبير بين الحقيقة والوهم بين الطموحات والواقع بين الميدان والنظري، في شكل مصيدة انقض فيها الجميع على الجميل في وقت كان واضحا أن الجميع يترصد الجميع في مباراة رفعت فيها بطاقات صفراء وحمراء على شكل تسريبات ومؤتمرات صحفية وبيانات وترتيبات أقل ما يقال فيها أنها لا ترتقي جميعا إلى مستوى الهم الوطني الكردي والجلجلة القومية لثلاثة مليون مهمش عن التاريخ والجغرافيا في مهب سياسات استعمارية دولية ووكالات محلية وسياسات عنصرية وخزعبلات عصبوية.

وبانتظار ما سيسفر عنه مؤتمر الخلاص الوطني السوري، القائم التحضير له على قدم مبتورة وساق مشلولة، بالبناء على الباطل الذي لن يأتي إلا بباطل اشد قسوة وأذل، فعلى غرار أخوتهم الكرد يبدو أن الجماعتين الخدامية والأخوانية مستعجلين لا بل متهافتين على إطلاق بالونات ملونة تحيل العمل الوطني من سيرورته النضالية، والتي بالتأكيد لا تخفى إحداثياتها على جماعة مثل الإخوة في حركة الأخوان المسلمين، إلى ملهاة تمضية الوقت الباقي من المباراة لملاقاة الاحتمالات المحتمل أن ينطوي عليه تقرير المحقق الدولي في قضية الحريري آملين أن ينقل ماء غسل وجه إلى طاحونتهم التي توقفت عند لحظة الإعلان عن جبهة خلاصهم الوطنية التي أطلقوها في غفلة عين في "بروكسيل" اللعنة.

من الآن والى أن يلتئم مجلسهم الموعود من أجل خلاص سوريا أو لتمضية الوقت أو استباقه إلى ملاقاة بعض المأمول في تداعيات تقرير "براميريتس" بالنيابة، ـ علَ وعسى ـ، نرى بأن الآليات التي تتعامل المعارضة السورية بكل أطيافها وأمراضها وطموحاتها مع مسألة التغيير في سوريا وبناء العملية الديمقراطية على كبر حجمها وتعقيدات مساراتها، وكأنها عمليات إجرائية داخل أحزابها وسهولة إشهار ووأد تحالفاتها، ونقصد، ونعتذر عن المصطلح، بطريقة مقاربة المشاكل المنزلية لزوجين لا زالا في شهر العسل لافتقادهم جميعا ـ وهي خصلة، ليست فيهم ـ، لقلة خبرة ميدانية مطلوبة في هكذا مسألة ولكن لأسباب لا يعلم إلا الله سبحانه وتعالى لماذا هكذا يتصرفون.

نأسف حين نقول بان المعارضة السورية، وهي بالضرورة، حسب رأينا على الأقل، جسد الحركة الوطنية الديمقراطية، تتعامل مع قضيتها الوطنية بعقلية الهواة وهمم الكتل والزمر الوقتية وهي جميعا، إلى اليوم لم ترتق بسلوكها ولا باجتهادها ولا بقدراتها إلى مستوى الكفاحية المطلوبة لاستنهاض الكتلة الشعبية في معركة كسرعظم مع سلطة فاحشة القوة، فاحشة التمركز على مصالحها السلطوية لا غير، سلطة بل قلعة مستميتة ولو على أنقاض الوطن كله والشعب برمته في الإبقاء على سطوتها وسيطرتها.

نقول هذا لأننا رأينا المآل الذي آل إليه " إعلان دمشق " للطريقة الإستباقية وفي الحقيقة استلحاقية، الى ـ ربما ـ أن تقرير ميليس، كان سيفعل فعلا بالنيابة عنهم فحصدوا سرابا، وانقسموا زمرا وكتلا وانفلاشا وطنيا وها هم يعيدونه في صيغة ملهاة، " إعلان دمشق ـ بيروت ، بيروت ـ دمشق" السفر بالأوتوـ ستوب الهيبي.

وعلى غرارهم، يفعل وينفعل الأخوة في"جبهة الخلاص الوطني" في تحديدهم لمؤتمرهم العتيد في لندن وعمليات استجداء الحضورالقائمة خبط عشواء، وفبركة أحزاب وتنظيمات شبحية تحفظ ماء وجه لم يتوفقوا فيه، سابقا. كما فعلوا، في لقاء بروكسيل، عندما تحول في اعلانهم حضورعنيصر كردي واحد ، أكرادأ في صيغة جمع‘ وحضور شيوعي سابق، نصف جلسة، أصبح شيوعيين بالجملة، ونأمل ألا تتكرر المهزلة هذه المرة، وأن يصدقوا الناس، القول بشفافية وحقيقة نـأملها فيهم، بمن حضر بصفته واسمه وتمثيله وألا لأصبحوا الوجه الآخر لعملة السلطة.

نقول هذا ودليلنا هي القراءة التالية التي لا ترى في مؤتمرهم جدوى غير إثارة المزيد من القضايا الخلافية والانشدادات التكتلية العصبوية كما حدث البارحة مع أخوتهم الكرد الذين انتهوا إلى المزيد من تفتيت الجهود والمزيد من الاختناقات العصبوية المتخلفة ، والمزيد من البطش الكلامي ذهبت إلى حد التخوين الكلامي بتعابير يأنفها الخطاب السياسي والوطني ولنا عودة أخرى إلى هذه المسالة بعد أن تبرد النكايات والخصومات ويعود العقل إلى مساره الصحيح.

في العلل التي لا رجاء لخير منها في هكذا لقاء:
ـ يعاني الوضع السياسي السوري والإقليمي والدولي الخاص بالشرق الأوسط في ضوء المعطيات الراهنة من ميوعة ميدانية وفقدان حيوية معارضية لافتقارها إلى رؤية برامجية واضحة، بحوامل شعبية وجماهيرية.
فالنظام في حالة هروب إلى الأمام ـ في صيغة هجوم قمعي ـ مستقويا بالوضع في العراق والمعادلة الأيرانية الداخلة على الخط الاقليمي والدولي، كالذئب الجريح، والمهان، للطريقة التي طرد فيها من لبنان وهو يعمل المستحيل لاستعادة المبادرة دفاعا عن مصالحه وحفاظا على الذي بقي..

ـ أن المآل الذي آل إليه إعلان دمشق أدت إلى وضع العربة الحراك السياسي، إمام الحصان، لافتقارها إلى حامل شعبي يرتقي به إلى الفعل . والشرخ الذي خلفه فبركة جبهة الخلاص، شكل مأزقا إضافيا لمآزق سابقة عديدة، أفقدت الجميع، بما في ذلك أهل إعلان دمشق، المصداقية، منذ اليوم الأول في موجبات تكوينه، وشكل إخراجه ونتائجه ، للقليل الذي كان قد تآلف. فكانت الجبهة ـ بمثابة فقاعة الصابون، أحرقت العيون ولم تزل ركاما من الشحوم.

ـ الشرخ غير الطبيعي، الذي يزداد ما بين الأخوان والحركة العلمانية يفسخ الجهود المضنية التي بدأها البعض، مشكورين، على أكثر من صعيد بغية الارتقاء بالعمل الوطني إلى حده الوطني فانكفأ سريعا إلى السقوط في الأوهام العصبوية.

ـ أن ورقة الأقليات، التي انبثقت عن حركة الأخوان المسلمين بعيد الإعلان عن جبهة الخلاص بيوم أو يومين أتت على المصداقية الفكرية والتفاهمات التحالفية للجماعة، شكلت تراجعا حتى عن ميثاق الشرف الذي عليه بنت الجماعة خروجها التاريخي من تقوقعها العقائدي، فضلا عن إثارة قضية خلافية تنقصها الفطنة السياسية في غير زمانها ومكانها كما حدث مع مقدمة " إعلان دمشق " النظرية.

ـ عجز الأستاذ عبد الحليم خدام، إلى اليوم، عن إنجاز أي خرق لتاريخه المطعون فيه بلسانه، لجهة تاريخ البعث ودوره في السلطة حتى الأمس القريب وفي تصريحاته وآخرها، حديثه إلى التلفزيون الكردي " روج تيفي "، لقد أثبت الرجل أنه ابن السلطة التي أرسها مداميكها إلى جانب وبمعية زميله ورئيسه حافظ الأسد، ولا يشفع له في ذلك، انشقاقه الناقص، فهو إلى اليوم لم يقم بمراجعة ذكية تعطيه مصداقية تؤهله الانضمام المفيد إلى العمل الوطني الديمقراطي، ليأخذ مكانه الطبيعي بين ضحاياه على مدى خمس وثلاثين سنة، من مشاركته سلطة الأسد كل كبيرة وصغيرة، مراجعة تؤهله النظر في عيون الضحايا لذا أتى انضمامه إلى جبهة الخلاص وكأنه بدل أن يخلخل النظام، خلخل المعارضة ووضع الأخوان إمام المجهول والدفاع عن أفعاله لا الإستقواء بموقفه.

ـ منذ سنة، وظاهرة طفيلية نشوء التنظيمات والأحزاب، بفوضى لا تعبر عن الحراك الشعبي الخامد في سوريا تطرح أكثر من سؤال على مصداقية محتضني هؤلاء اللاعبين بالعمل الوطني أمام الرأي العام الدولي و الكتلة الشعبية. أن ما يبنى على هذه التشكيلات التنظيمية الخلبية الباطلة لن يأتي إلا بباطل يضر بالعمل الوطني والكفاحية الشعبية.

ـ في ظل غياب حراك جماهيري أو كمون ثوري فعلي وغياب مبادرات إقليمية أو دولية أو عقد استعصائية داخل هرم السلطة وقاعدتها، سيجعل من كل نشاط ائتلافي أو تجمعي غير ناضج، نوعا من القفز في الفراغ الذي يزيد من أحباط الناشطين ويفقد القوى المعارضة الرصيد الوجداني البسيط الذي حفرته بتضحيات كبيرة وأليمة لدى الناس.

ـ أن أي تحرك هوائي لذرالرماد في العيون لن يكون في نهاية المآل، إلا لمصلحة السلطة، وطابورها الخامس، وما أطوله من طابور.

ـ من الطبيعي أن تنتشي الحركة الأخوانية في وهم انتصارات الآخرين في مصر وفي الأراضي الفلسطينية ولكن لا يجوز لها أن تصبح ضحية هذا الوهم وهذه النشوة البرانية، فلكل ساحة مفاعيلها وعوامل حراكها تبعا لشكل سلطتها وكفاحية قواها ودرجة نضوج جماهيرها، فالسواقي الصغيرة لا تشكل بحرا فعلينا ألا نسبح في رمال بحر السراب.



#بشار_العيسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العريضة الدولية،* وسهو الخطيئة بحق المعتقلين: خليل حسين، ومس ...
- أوراق النعوة الطائفية تعتقل الكاتب ميشيل كيلو
- هل علينا أن نعتذر من السيد خدام؟ لنغفر له ذنوبه
- المعارضة السورية، والحائط المسدود بالعجز الحزبي، والبسطات، ا ...
- دع الحثالة تفعل عنك الأعمال القذرة
- من المسؤول عن نشوء واستمرار الاستبداد في سورية؟
- مشكلة الكرد وكردستان في سوريا، في بعدها السياسي والجيو تاريخ ...
- بشار الأسد: الخطاب الهارب من قفص صدام حسين
- النظام العربي والاصلاح السياسي
- لكن أين هي القوى السورية الجدّية؟
- ما أسرع ما استهلك - الابن - ارث أبيه
- العربـــي التــائـــــه (*) والتيّــــه في العتـــاب
- النسـاء، منتـوج سـوريا الذي لا يحتـاج الى تغليـف ؟!
- اغتيال الشيخ الخزنوي / حكام دمشق من الاسـتبــداد السـيا ســي ...
- ملاقاة الحـوار الوطنـي بالمصارحـة الوطنيـة
- مصيدة الكشتبان
- القضية الكردية والضرورة الديمقراطية في سوريا
- هزيمة التماثيل/الخروج السوري من لبنان
- رسالة إلى بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية المحترم
- المحفل العربي على ايقاعات التنافس السوري المصري


المزيد.....




- رصد طائرات مسيرة مجهولة تحلق فوق 3 قواعد جوية أمريكية في بري ...
- جوزيب بوريل يحذر بأن لبنان -بات على شفير الانهيار-
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في ...
- لحظة هروب الجنود والمسافرين من محطة قطارات في تل أبيب إثر هج ...
- لحظة إصابة مبنى في بيتاح تكفا شرق تل أبيب بصاروخ قادم من لبن ...
- قلق غربي بعد قرار إيران تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة
- كيف تؤثر القهوة على أمعائك؟
- أحلام الطفل عزام.. عندما تسرق الحرب الطفولة بين صواريخ اليمن ...
- شاهد.. أطول وأقصر امرأتين في العالم تجتمعان في لندن بضيافة - ...
- -عملية شنيعة-.. نتانياهو يعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي في ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - بشار العيسى - لعنة بروكسيل ..... والمعارضة السورية