أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - وأخيرا ... إنتهى البعث من حيث إبتدأ ؟















المزيد.....

وأخيرا ... إنتهى البعث من حيث إبتدأ ؟


داود البصري

الحوار المتمدن-العدد: 452 - 2003 / 4 / 11 - 02:09
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                            

سيظل تاريخ التاسع من نيسان/ إبريل 2003  يوما خالدا في ذاكرة العراقيين التاريخية ؟ وستمحو تفاعلات وأحداث هذا اليوم تواريخ كثيرة مزدحمة في الذاكرة الجمعية للعراقيين ، وهي تواريخ إبتدأت من الأحداث الوطنية الكبرى في مطلع القرن الماضي وتطورت مع سلسلة الإنقلابات العسكرية في منتصفه إلى أن جاء الحدث الرهيب الذي أسس للمأساة العراقية الراهنة في السابع عشر من تموز/يوليو 1968 وهو الإنقلاب الكارتوني المدعوم من الدوائر الإستخبارية الغربية والذي دخل البعثيون العراقيون بموجبه وعبر الوانيت/ البيك آب القصر الجمهوري ليسقطوا سلطة الرئيس الضعيف الخائر عبد الرحمن عارف وليضعوا الأساس لمشروعهم السلطوي الجهنمي الدموي الذي فتح بوابات جهنم على العراقيين ووطد أسس الحكم الطائفي العشائري البدائي المتخلف المتلحف بأغطية الشعارات البعثية التدليسية وبمباركة من قائد الحزب التاريخي والمنبوذ ميشيل عفلق الذي رأى في صدام حسين ( هدية البعث للعراق وهدية العراق للأمة العربية )!! وفي واحدة من النكات السوداء في تاريخ الأمة العربية المعاصر المتشح بنقاط سوداء عديدة ؟ ومبعث الغرابة في سلطة البعث العراقي هي الكيفية والآلية الغريبة التي تسلل بها هذا الحزب المنبوذ شعبيا للسلطة ليحتفظ بها لما يقارب الخمسة وثلاثين عاما تكللت مؤخرا بسقوطه الدراماتيكي الفظيع بتأثير الضربات الأميركية وبلعنات العراقيين التي عبرت عن نفسها من خلال لغة الأحذية التي إرتفعت في سماء بغداد والمدن العراقية لتشيع سلطة البعث لمثواها الأخير ولتحاول تعويض وإصلاح مسيرة أكثر من ثلث قرن من العذاب العراقي ومن التخريب المنهجي والمنظم ؟ وهي مهمة ليست باليسيرة في ظل أوضاع إجتماعية وسياسية وإقتصادية ونفسية متدهورة ، وفي ظل مشاريع إقليمية ودولية يقف العراقي العادي حائرا أمام تبعاتها ومسؤولياتها والنتائج المترتبة عليها ؟ فلاشك أن عصرا جديدا قد إبتدأ في العراق والأمة العربية أيضا ، ولاشك أن المرحلة القادمة سوف لن تتشابه مطلقا مع المراحل القادمة ! ، وبدون أدنى شك فإن العراقيين سوف لن يحصدون النتائج الإيجابية للتغيير قريبا بل سيحتاج الأمر لتضحيات ومساومات وكفاح عبر وسائل متعددة وهذه الفاتورة سيكون الشعب الذي أبتلي بالفاشية وحكم التخلف مجبرا على مواجهة إستحقاقاتها أسوة ببقية شعوب الأرض التي عاشت تجارب مماثلة ؟ ولكن كيف تسنى لحزب فاشي ومنبوذ ويفتقد للجماهيرية وللكسب الشعبي أن يهيمن على كافة مناحي الحياة في العراق ويطوعها لصالحه ويصفي كل الأحزاب والجماعات والتيارات السياسية ثم ليزج البلد والشعب في مغامرات طائشة ورهيبة وبنتائج كارثية ثم يستمر كل هذه الفترة الطويلة لينهار على حين غرة كبيت من ورق ويتحول لهشيم تذروه الرياح ، وليكون دمعة في تاريخ من يؤيده من العرب خصوصا بعد أن تلاشى وإنتهى وكأنه لم يقم بكل هذا الخراب الذي نعيش ؟

كيف تمكنت زمرة من البعثيين العاطلين والفاشلين دراسيا وأنصاف الأميين والعرفاء العسكريين أن تقود المجتمع العراقي  وهو مجتمع معقد وحيوي ويضم طاقات بشرية وعلمية هائلة ؟ وكيف تمكنت مجموعة أتت من شوارع العراق الخلفية لتتحكم في إقتصاديات السياسة النفطية ولتدخل في السياسات الإقليمية والدولية ؟ ولتمارس أدوارا إقليمية ودولية وتحالفات مع قوى عظمى ؟ بل وتمكنت من جر بعض تلك القوى لتأييد مشاريعها العدوانية والسكوت التام عن كل التجاوزات الرهيبة على الإنسانية في العراق ؟ فليس سرا إن غالبية القيادات البعثية والتي كانت حتى الأمس تتحكم بمصير العراق والمنطقة تنحدر من مستويات علمية منحطة ومن أوساط إجتماعية دنيا معروفة في الشارع الشعبي العراقي بأنها من ( الشقاوات )!! أي ( الفتوات ) بلهجة إخواننا المصريين ؟ هؤلاء الشقاوات الذين ضمهم البعث تحت جناحه لخوض حرب المقاهي والشوارع ضد القوى السياسية العراقية الأخرى وخصوصا اليسار العراقي والذي خسر معارك الشقاوات كما خسر معارك السياسة الداخلية ؟ أولئك الشقاوات الذين إستطاعوا لوي ذراع المجتمع العراقي ، وتعدوا على كل مؤسسات الدولة السياسية والقضائية والعلمية ، وتغلغلوا في كافة مناحي الحياة وأفسدوا حتى الجيش العراقي العريق مسلكيا وإنضباطا وحيث إمتلأ بالعناصر والرتب المتدنية والفقيرة علميا ليتحولوا برمشة عين لجنرالات وأساتذة كبار في الإستراتيجية والتخطيط وليحملوا على صدورهم شارات عديدة لحروب وهمية كانت تتم في المقاهي وليس في سوح الوغى ؟ ترى أليس غريبا أن يكون مرافق ( المارشال ) صدام والذي يسحب الكرسي ويقدم الشاي للرئيس برتبة ( عميد ركن )! أي بريغادير ؟ وأليس غريبا أن يتحول بائع الثلج شبه الأمي عزة الدوري لجنرال بخمسة نجوم يكلف بقيادة الجبهات وترويع المواطنين وإعدامهم ؟ وأليس مضحكا وشاذا أن تسبغ رتبة الجنرالية على عريف فاشل لايفك الخط كعلي كيمياوي ليكون وزيرا للدفاع وقائدا للجيوش البعثية ؟ وأليس رهيبا أن لايكتفي الرئيس السابق صدام بصلاحيات الرئاسة الأبدية والمطلقة بل ليتطفل على العسكرية وينصب نفسه مارشالا وقائدا للجيوش ومنظرا إستراتيجيا وهو الذي رفض السلك العسكري قبوله كشرطي في بداية حياته مجرد شرطي ثم ليكون كاسرا لأعناق الجنرالات ومطيحا برقابهم الغليظة وقائدا عاما أوحد للجيوش العراقية التي ذاقت في عهده هزائم تاريخية لن تزول من ذاكرة العراقيين وستظل ذكراها محفورة في نفوس الأجيال لعقود وعقود؟

واليوم وبعد تنظيف بغداد ومدن العراق يعود البعثيون للطريق الذي قدموا منه ؟ أي من الشوارع الخلفية ، ويتحولوا في واحدة من أغرب مفارقات التاريخ لبؤساء ومطاردين يلتمسون الأمان لايجدونه ؟ ويبحثون عن الراحة ولايلاقونها ؟ وليخسروا اللعبة وليبكوا دما عبيطا على أطلال نظام ماعرف الرحمة قط ولم يؤسس لقيم الخير والتسامح وسيادة القانون ؟ ولم يعترف بآدمية العراقي وحقه في العيش بكرامة وسلام ، فمن الشارع جاء البعث العراقي ليسوس العباد والبلاد بلغة الكرباج ... وإلى الشارع يلقى اليوم هذا الحزب وقياداته التي سيكون مصيرها درسا لكل الطغاة والمهووسين ؟ .

ولاعزاء للقتلة وهم يعيشون تيههم الكبير.

 



#داود_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقوط أصنام الهزيمة ... البعث الذكرى والمأساة ؟
- هلوسات بعثية ... وزير الأكاذيب وآخر كذبة ؟
- حديقة ( البعث ) الجوراسية ؟
- الإنتحاريون العرب والموقف السوري ... إقتراح قومي ؟
- قناة الجزيرة .. تسويق الإرهاب عربيا ؟
- السوريون وصدام ... ودموع الأطفال ؟
- تنظيف العراق .. إضمحلال البعث .. ومعركة المصير الواحد ؟
- موسم إصطياد البعثيين ؟
- أفعى ( الصحاف ) ... و( جيب المحمرة المهلك ) .. سوابق للأكاذي ...
- تظاهرات أنظمة الإستنساخ العربية ... والدماء العراقية ؟
- صدام فوق البركان ... كوميديا ماقبل السقوط ؟
- صدام - إيران – حزب الله ... ثلاثية الثأر المقدس ؟
- باي ... باي ... عمرو موسى ؟ ... جامعة على الخازوق ؟
- بين رعب ( أم القنابل ) وهشيم ( أم المعارك ) ... أمة في مهب ا ...
- العقل السياسي العربي بين زايد بن سلطان .. ومفتي الجزيرة الهم ...
- شيعة العراق آفاق المستقبل ... والدور الإيراني ؟
- النظام العراقي ... والحرب القادمة ... أفواه وشوارب ؟
- الإتجاه المعاكس - .. في قمة الدوحة الإسلامية ؟
- أحاديث المبادرة الإماراتية ... وتنظيرات أهل الإرتزاق العربي ...
- الباقي من الزمن ساعة .. النظام العربي ومبادرة الشيخ الرئيس ؟


المزيد.....




- قرار الجنائية الدولية.. كيف يمكن لواشنطن مساعدة إسرائيل
- زيلينسكي يقرّر سحب الأوسمة الوطنية من داعمي روسيا ويكشف تفاص ...
- إسبانيا: السيارات المكدسة في شوارع فالنسيا تهدد التعافي بعد ...
- تقارير: طالبان تسحب سفيرها وقنصلها العام من ألمانيا
- لبنانيون يفضلون العودة من سوريا رغم المخاطر - ما السبب؟
- الدوري الألماني: ثلاثية كين تهدي بايرن الفوز على أوغسبورغ
- لحظة سقوط صاروخ إسرائيلي على مبنى سكني وتدميره في الضاحية ال ...
- سلسلة غارات جديدة على الضاحية الجنوبية في بيروت (فيديو)
- مصدر مقرب من نبيه بري لـRT: هوكشتاين نقل أجواء إيجابية حول م ...
- فريق ترامب الانتقالي: تعليق القضية المرفوعة ضد الرئيس المنتخ ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - وأخيرا ... إنتهى البعث من حيث إبتدأ ؟