أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - محمد كشكار - ما هي حصيلة نصف قرنٍ من التعريب الإيديولوجي القومي العربي المتعصب الشامل والعاجل في الجزائر؟














المزيد.....

ما هي حصيلة نصف قرنٍ من التعريب الإيديولوجي القومي العربي المتعصب الشامل والعاجل في الجزائر؟


محمد كشكار

الحوار المتمدن-العدد: 6479 - 2020 / 2 / 1 - 20:28
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


بعد الاستقلال، ودون تَبَصُّرٍ أو تَدَرُّجٍ، اتخذت النخبة، فرنسية اللسان المهيمِنة في الجزائر، قرارًا فوقيًّا ومتسرِّعًا بتعريب جميع المواد، الأدبية والاجتماعية والعلمية، في التعليم الابتدائي والثانوي، وأبقت على الفرنسية كلغة أجنبية أولى. عَرّبت تعليمها من أجل فك الارتباط مع المستعمر الفرنسي ومن أجل ترميم "الشخصية الوطنية". لكن، ويا للمفارقة، واصلت هذه النخبة التواصلَ فيما بينها بلغة المستعمر، وذلك للتمايز على الطبقات الشعبية، فأصبحت خطاباتها غير مفهومة من أغلبية الشعب المعرّبة. نخبة انتهازية مخاتِلة، تفرض التعريب على أبناء الشعب وفي نفس الوقت تبعث أبناءها للدراسة في فرنسا.

عملتُ في الجزائر كأستاذ علوم متعاون من سنة 1980 إلى 1988، فصادفت أساتذة علوم معرَّبين. ودون بحثٍ علميٍّ أو تعميم، سأسوق لكم أمثلةً من بعض ما عاينتُ:
1. زملاء، مدرِّسو علوم الحياة والأرض بالإعدادية (يتخرجون بعد عام واحد تكوين وبالعربية بعد الباكلوريا)، لا يتقنون الفرنسية، ويعجزون عن قراءة أي مجلة علمية باللغة الفرنسية مثل (Sciences & Vie ou La Recherche)، وللأسف لا توجد مجلة علمية محترمة واحدة مكتوبة بالعربية في الثمانينيات. كيف سيُحيِّن هؤلاء المدرسون معلوماتهم وبماذا سيُفيدون تلامذتهم؟
2. دراسة الطب في الجامعة مفرنسة، طلبة السنة الأولى القادمون من شعبة علمية تعليم ثانوي معرّبة 100%، لا يتقنون الفرنسية ولا الأنڤليزية، يشتكون من صعوبة الاستفادة من المراجع الطبية في الجامعة وكلها بالفرنسية وبعضها بالأنڤليزية.
3. في 1980، مدير إعدادية زيروت يوسف بقسنطينة، التي اشتغلتُ فيها زمن ذروة التعريب، كان لا ينطق في الاجتماعات إلا بلغة فولتير.

ما هي حصيلة نصف قرنٍ من التعريب الإيديولوجي القومي العربي المتعصب الشامل والعاجل في الجزائر؟ حصيلة ضَحْلَة وهزيلة جدًّا، لا عُمْق فيها ولا حِكْمة!
1. أغلبيةٌ معرّبةٌ لا تتقن الفرنسية ولا الأنڤليزية، فلا تستطيع إذن -حتى ولو رغبت في ذلك- الاطلاع على الإنتاج المعرفي الجيد في مجالات العلم والأدب والفكر والفلسفة والفن، فتتجه مكرهةً إلى المطالعة بالعربية، فلا تجد أمامها إنتاجًا جديدًا يُذكر فيُشكر إلا المؤلفات الدينية، ولكن حتى في هذا المجال الأخير فهي لِفهمه تحتاج إلى الاستعانة بالمقاربات الحديثة في علوم الأنتروبولوجيا والإبستمولوجيا والسيميولوجيا الصادرة بلغة أجنبية، إلخ.
2. وفي المقابل، نخبة مثقفة أغلبها ناطقٌ بالفرنسية، أشهر كُتاب الجزائر اليوم يُبدِعون باللغة الفرنسية، أذكر من بينهم اثنين: كمال داوود، الحاصل أخيرًا على أكبر جائزة أدبية فرنسية، جائزة "ڤنكور"، والروائي يسمينة خضراء، الأكثر شهرةً ومَبِيعًا في العالم، يقول أن عدد قرّائه في سَنْغَفورَة، المدينة-الدولة، يفوق مجموع عدد قرّائه في الشرق العربي الجاهل باللغة الفرنسية. هذا لا ينفي وجود نخبة مثقفة ناطقة وكاتبة بالعربية.

استنتاج: يبدو لي أن حصيلة "تونس التعريب الجزئي والمرحلي" بدأت للأسف تقتربُ من حصيلة "جزائر التعريب الشامل والعاجل"؟

إمضائي
"المثقفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العمومية" فوكو
"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران
"لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين، بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، وعلى كل مقال سيء نرد بمقال جيد" مواطن العالَم

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، السبت 23 ديسمبر 2017.



#محمد_كشكار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تلامذة النموذجي الممتازون (Les “génies” des lycées pilotes)!
- مفردات لغوية عربية نادرة الاستعمال، اعترضتني لأول مرة، وجدتُ ...
- التلميذُ عُكّازٌ لأخيه التلميذِ، لو درّبناهم على التعاون بدل ...
- الإصلاح التربوي: درِّبوا المدرسين (معلمين وأساتذة) وجازوهم ع ...
- العقد البيداغوجي بين الأستاذ والتلميذ: هذا ما كنتُ أقوله لتل ...
- فرحةٌ لا توصَفُ: بعدَ ثمانِ سنوات تقاعد، عدتُ اليومَ إلى متع ...
- عودة الروح!
- لماذا، في بلدي، تتكاثر الرداءة كما تتكاثر الجراثيم في جسم ضع ...
- أطرح عليكم للنقاش مشروع طريقة تقييم إشهادي في نهاية تربّص تك ...
- أي مدرسة أعددنا في تونس للأجيال القادمة سنة 2050؟ جزء 2
- ما الفرقُ بين الأساتذة الجامعيين الذين يدرّسون في الدول المت ...
- ويسألونكَ عن الديداكتيك.. قُلْ هي ليست عِلمًا بل هي أرقَى من ...
- تأويلات منصفة للمرأة في كتاب الشيخ راشد الغنوشي، -المرأة بين ...
- هل يحق للأستاذ أن يتباهَى بتلامذته المتفوّقين الذين تخرّجوا ...
- لماذا بالَغ أولياء التلامذة في شيطنة الأساتذة؟ (Pamphlet)
- سلوكيات بيداغوجية بسيطة ساعدتني كثيرا في التدريس
- نبذة مقتضبة حول حياة ماريا مونتيسوري، رائدة البيداغوجيا العل ...
- هل أنتَ مَعَ أو ضِدَّ حَثِّ الأطفالِ على المطالعة بمقابِلٍ م ...
- حَوَّاءُ هيَ الأصْلُ وليسَ آدَمُ!: تأويلٌ من تأويلات محمد عب ...
- العلم يقول: ممكن الآن تجنيب ابنك وراثة مرض وراثي، لكن الأغني ...


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - محمد كشكار - ما هي حصيلة نصف قرنٍ من التعريب الإيديولوجي القومي العربي المتعصب الشامل والعاجل في الجزائر؟