أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - وسام القديس جورج … لقاهر الإرهاب الأسود














المزيد.....

وسام القديس جورج … لقاهر الإرهاب الأسود


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 6479 - 2020 / 2 / 1 - 16:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


دلالاتٌ قوية وراء منح دار أوبرا دريسندن الألمانية "وسام القديس جورج" للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي هذا العام؛ تقديرًا لدوره المشهود في صنع السلام في منطقة شمال أفريقيا، وريادته كرجل دولة يحمل الأمل للقارّة السمراء. أما القديس جورج Saint George، أو جريس، أو جرجس، والمعروف في الأدبيات القبطية باسم "مار جرجس"، وفي الثقافة الروسية باسم "القديس جاورجيوس"، فهو رمز لجيش، أو قائد جيوش، تفانى في خدمة الوطن لإنقاذه من قوى الشرّ المتربصة، ورفع لواء السلام. ولهذا قصة تاريخية معروفة تمثّلُ القديس جورج معتليًا صهوة جواده حاملا رمحه ليدسّه في قلب تنين هائل. وغدت القصةُ رمزًا لسحق الشر، المتمثِّل في ذلك التنين الصريع. وأما الرئيس المصري البطل عبد الفتاح السيسي، فقد استحقّ ذلك الوسام لمحاربته قوى الشر نيابة عن العالم وسحقه يد الإرهاب السوداء؛ التي كانت تنتوي اعتصار عنق مصر والمنطقة العربية بأكملها منذ 2013 وإلى اليوم، حتى يصفو وجهُ الوطن خالصًا لأبنائه دون إرهاب ولا ترويع ولا تفجير ولا تكفير.
ولأن الرئيس السيسي يدرك "آليةَ الإرهاب"، وكيف يبدأ في "العقل" قبل أن يكمن في "فتيل القنبلة"، فقد حاول منذ اليوم الأول محاربةَ الإرهاب في مهده الأول، وهو "العقل والفكر المتطرِّف"؛ ونادى بتجديد وتصويب الخطاب الديني، الذي منه يبدأ الإرهاب، ولا يتبقى إلا ضغط الزناد ونزع فتيل الفتك والويل والدمار وإهراق الدماء. لهذا أكّد في خطابه الأخير على ضرورة تصويب الخطاب الديني، ليس فقط من أجل إنقاذ غير المسلمين من غيلاء التيارات المتطرّفة، بل في الأصل من أجل إنقاذ الإسلام نفسه من التشويه، وإنقاذ المسلمين من الوصم بالعنف والدموية واللاإنسانية، وهي الصفات التي تطال، للأسف، كل مسلم شريف، بسبب دموية الدواعش والإخوان والتكفيريين ممن ينتمون للتيار الإسلامي بكل أسف، ويحملون بالكذب اسم "مسلم"، ونحن المسلمين، والدين الإسلامي منهم بريئون. ولهذا أكّد الرئيسُ السيسي على أن التقاعس عن مواجهة الفكر المتطرف، والتراخي في تصويب الخطاب الديني؛ يترك الساحةَ شاغرةً ليحتلَّها "أشباه العلماء" فيسرقون عقولَ الشباب والناشئة ويزيّنون لهم استباحة الدماء شهوةً للقتل والاعتداء.
والحقُّ أن كلمة "تصويب" أدقُّ من كلمة "تجديد"، وهي ما نحتاجُ إليه الآن حتى ننقذَ مصرَ والعالم من قوى الظلام والإرهاب الأسود.
فحين يظهرُ رجلٌ بملء عضلاته ولسانه السليط على شاشات التليفزيون ليقول باطمئنان: "المسيحيون كفّار" (وهو يعلمُ عواقبَ ذلك من تفجير للكنائس وذبح للمسيحين)، ولا يُعاقَب ويعود إلى بيته ليكرّر قوله المفخّخ على صفحته، فيكبِّرُ مريدوه ويتناقلون التكفيرَ على صفحاتهم وفي مجالسهم، حتى تعمَّ البغضاءُ بين أبناء الوطن الواحد؛ فنحن إذن بحاجة إلى "تصويب" الخطاب الديني، وليس تجديده. وأنْ يُعلّقَ أحدُ محالّ الأطعمة يافطة رخيصة تقول: “مطلوب موظفون، والمسيحيون يمتنعون"، ثم لا يُغلق محلُّه؛ فنحن بحاجة إلى "تصويب" الخطاب الديني، وليس تجديده. وأنْ يخرجَ رمزٌ إسلاميٌّ ورسمي كبير في إعلان تليفزيوني قائلا: “تبرّعوا لمستشفى كذا، لأنها تعالج أطفال المسلمين"، ثم لا يعتذرُ ولا يُلفت نظره؛ فنحن إذن بحاجة إلى "تصويب" الخطاب الديني، وليس تجديده. أنْ يقومَ معلّمٌ جهولٌ بتوبيخ تلاميذ فصله المسيحيين قائلا: “هو انتو عندكو دين؟!، وغيرها من الجمل الشبيهة، ثم يستمرُ ذاك المعلمُ في عمله ولا تتحول الفضيحةُ إلى قضية رأي عام لكيلا يتكرر ذلك الهراء؛ فنحن إذن بحاجة إلى "تصويب" الخطاب الديني، وليس تجديده. أنْ نظلَّ متمسكين بالمادة الثانية في الدستور المصري، التي أُدخلت عُنوةً بمقايضة، بدلا من تكريس مبدأ "المواطنَة"؛ فنحن إذن بحاجة إلى "تصويب" الخطاب الديني، وليس تجديده. أنْ يكونَ بوسع شخص تكرار عبارة: "أهل الذمّة" دون أن يُعلَّمَ أن العبارة لا محلّ لها في مفهوم "دولة المواطنة"؛ فنحن بحاجة إلى "تصويب" الخطاب الديني، وليس تجديده. أنْ يتفوّقَ طالبٌ مسيحيٌّ ويكون أول دفعته، ثم لا يُعيَّـنُ معيدًا لتعسّف رئيس القسم وتطرفه، ثم لا يُقالُ المتطرفُ؛ فنحن إذن بحاجة إلى "تصويب" الخطاب الديني، وليس تجديده. وليت المقالَ من ألف صفحة لأعدِّدَ ظواهرَ مريرةً تستوجب التصويب لا التجديد. طوبى لمصر التي تحاربُ الإرهاب نيابةً عن العالم. ودائمًا “الدينُ لله، والوطنُ لمن يحبُّ الوطن.”
***



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معرض القاهرة الدولي للكتاب 2020
- معرض القاهرة الدولي للدواء 2020
- أوسكار فاروق حسني
- صحنُ قلقاس أخضر … على مائدة قبطية
- الرئيس والبابا … وباقةُ زهور بيضاء
- الحَجُّ العالميُّ إلى أرض مصر
- أطرق باب بيت ... لا يعرف الحزن
- لا أملكُ إلا ابتسامتي!
- على عتبة الطفل الصامتٍ
- قُبلةُ حبيبي … بألفِ عام
- جيشُ مصر العظيم ... هو جيش العرب
- 100 مليون مقاتل مصري ... في وجه الغزو العثماني
- ميري كريسماس … بأمرِ الحُبِّ وحِمى القانون
- 51 بحبّه!
- العشبُ الداعشيُّ … والأراضي البور
- الجميلةُ ... المَنسيّة!
- الغرابُ الجميلُ … المجنيُّ عليه!
- مصرُ الطريق … في باريس
- موتُ الكاتب …. وازدراءُ الأديان
- فتحي فوزي مرقس … طبيبٌ برتبة فارس


المزيد.....




- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - وسام القديس جورج … لقاهر الإرهاب الأسود