أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كورش مدرسي - الاسلام بدون العنف والوحشية ليس باسلام















المزيد.....


الاسلام بدون العنف والوحشية ليس باسلام


كورش مدرسي

الحوار المتمدن-العدد: 27 - 2002 / 1 / 5 - 08:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    





علي جوادي: يحوم الجدل داخل اجنحة الحكومة الاسلامية حول مسالة العنف؛ وقد خصصت مطبوعات بحث خاصة لذلك؛ اذ يطرح خاتمي ان الاسلام دين الرافة؛ ويقول مصباح يزدي ان الاسلام دين العنف؛ فيما يقول خامنئي ان الاسلام دين الرافة وكذلك دين العنف. ان المكانة والدور الذي يتمتع به العنف في المنظومة الحكومية للاسلام واضح الى حد كبير. بيد ان سؤالنا هو ماهي المكانة السياسية التي يتمتع بها هذا الجدل في المجابهات الاجتماعية وفي الاوضاع الراهنة؟

كورش مدرسي: ان العنف هو جزء لايتجزأ من المجتمع الذي نعيش فيه، سواء في الغرب او الشرق ام في اي مكان من العالم. بيد ان العنف القائم في ايران ذو ابعاد اخرى، عنفا يستند الى الاسلام. ان نفس قولهم بوجود جمهورية اسلامية في مكان ما يعني ان هناك عنف سافر ووحشي. ان مجرد وجود الله قد قال شيئا في مكان ما او ان امام ما قد عطس في مكان ما نُصِبَ قانونا وان على الجاهير ان تتبعه، يعد ذلك عنفا. اي لو ان امرء ما احتج على ذلك القانون يستوجب حينها القمع والعقاب التي في ابسط اشكالهما عنفا. ان الجمهورية الاسلامية ايضا ومن اليوم الاول لوصولها للسلطة هي احد اكثر حكومات العالم عنفا. وفي الوقت الذي ينطق جناح الثاني من خرداد وخاتمي اليوم بهذا الكلام، فانه نفسه رئيس القوة التنفيذية لذلك البلد. القوة التنفيذية لذلك البلد يعني تلك التي تنفذ الامور. تطبق القوانين. لازالت النساء يفتقدن الى اكثر الحقوق اساسية، العمال يعيشون في اسوأ الاوضاع، سُلبْ من الاطفال فرحهم، يُقمع الشباب وينفذ اكثر اشكال العنف شراسة في المجتمع امام انظار واشراف السيد خاتمي بوصفه رئيس القوة التنفيذية.
ان يقول طرف ما ان الاسلام عنف وطرف اخر يقول ان الاسلام رأفة بحد ذاته انعكاس على الاقل لطرف ما ان العنف الاسلامي الشديد ليس ذا نفع. اي ان الجماهير لن يخرسها العنف بعد؛ وان مصير الجمهورية الاسلامية في خطر؛ وينبغي التعامل مع الجماهير بطريقة اكثر ملائمة. بالطبع ،يظن الطرف المقابل ايضاً انه بمحض ما ان ترتخي القيود لايبقى اثر من الجمهورية الاسلامية. برايي، انه لبحثاً مُضَلِلاً ان العنف في الاسلام موجود ام لا لان الاسلام يعني العنف في اشرس واسوأ انواعه.

علي جوادي: مع نهاية مرحلة الحرب الباردة، ومع انهيار الكتلة الشرقية، شهدنا ان المفكريين البرجوازيين طرحوا ان مرحلة العنف قد ولَت وان الصراع الطبقي بلغ خاتمته واعلنوا نهاية التاريخ وغيرها. ماهي الصلة، برايكم، بين هذه الابحاث وبين بحث العنف في الجمهورية الاسلامية، أثمة صلة بينهما؟

كورش مدرسي: ليس ثمة اي صلة بينهما. ان ذلك البحث الذي طرحه مفكرو الغرب بعد الحرب الباردة كان بحثا اكثر اساسية يتعلق باساس المجتمع ومعنى العنف والذي كان هدفه استغلال انهيار الكتلة الشرقية لدق مسمار فلسفي على اي نوع للاحتجاج والمساواة. اما الجدل الجاري في الجمهورية الاسلامية فانه جدل سطحي الى حد كبير ويتمتع بخاصية تنفيذية وسياسية ومصلحية يومية بالنسبة لهم. اعتقد ليس هناك احد في مجتمع ايران وفي تلك المنظومة وحتى بين الاجنحة نفسها من يعتقد ان العنف غير موجود وان الاسلام يستند الى الرأفة. انهم يستخدمون ذلك ويوضفوه للاستهلاك اليومي. ومثلما ذكرت ان السيد خاتمي والعديد من قادة الثاني من خرداد هم رؤوساء القوة التنفيذية وان ساسة هذه الحكومة مخضبة اياديهم حتى المرفق بدماء العديد من الجماهير. اذ لازالت المراة والرجل يرجمون بجرم العلاقة الجنسية، لازال الشيوعيين يُعدمون، وان الف بربرية وبربرية لازالت تُرتكب في المجتمع. أيتحدث اليوم الذين يدافعون عما قاموا به من قتل جماعي في الفترة مابين 82- 8991 عن الرافة! انهم لازالوا يذكروا ما قاموا به على انه خلفية وسجل ثوري وان تكرر مرة اخرى سيقوموا بالافعال ذاتها. لهذا اعتقد ان البحثين لايمتان بصلة ببعض. ان ذلك البحث الاول يتعلق بدور العنف في المجتمع و كان مصدره وهدفه هو الهجمة النظرية على الايديولوجيا الاحتجاجية اونشدان المساواة، اما هذا فانه بحث سياسي متدني للاستهلاك اليومي.

علي جوادي: دعنا نتناول تلك المسألة التي يطرحها المفكرون البرجوازيون بكون العنف يأتي من الجماهير المحتجة والحركات الاحتجاجية على النظام القائم؛ ويعتبروا ان مصدر العنف هو احتجاج الجماهير في المجتمع واؤلئك الذين يبغون تغيرات جدية في المجتمع القائم. ماهو ردكم على هذه الانتقادات؟

كورش مدرسي: من المؤكد ان مصدر العنف في المجتمع لايأتي من أؤلئك الذين يحتجون. ان العنف يأتي من نفس المجتمع، الدولة تعني العنف. قوانين تُقر وتُفرض بالقسر عليهم.مثلما اعلنت شركة بي ام انها تنوي بيع معمل روفر في بريطانيا. ان مثل هذا العمل يحيل مايقارب من خمسين الف عامل الى طوابير البطالة. اذا لم يسموا هذاعنف ، ماذا يسموه اذن؟ يسحقون حياة خمسون الف عائلة ويدوسوا على حياة اطفالهم، ويضربون عرض الحائط بمجمل امالهم. أترى عنفاً اكثر سفوراً من هذا في المجتمع؟ إن اراد عامل ما الدفاع عن نفسه وتطاول على مسبب هذا العنف اي ملكية شركة بي ام عندها بوسعكم رؤية الابعاد الاخرى للعنف. قانونا يمنع حريات الجماهير، او بمجرد ان لايملك الاب والام مالاً حتى يستحيل على الابن ان يحصل على ادوات اللعب التي هي حقه المشروع، ماذا يسمى هذا غير عنف؟ اثمة عنف اكثر من القانون الذي لايدع الشاب بسبب الفقر وقلة الدخل اوالدين او اي خزعبلات اخرى من التمتع بحياة مفعمة بالخلاقية الفيزيقية والمعنوية؟ تضع الحجاب على راسها اوتحدد علاقاتها الجنسية اولاتدع الشباب فعلاً يستفادون من الامكانات. يُجبر الاشخاص على دفن انفسهم بالعمل من الصباح حتى المساء لتأمين لقمة عيش لهم ولعوائلهم، بل وحتى لاينالوا سوى جزءاً ضئيلاً من ثمار عملهم اما بقيته فتأخذه حفنة لسوق البورصة ويحولوه الى ثروات خرافية في جيوبهم. ان هذا عنف في اسوأ اشكاله. العنف ليس شيئاً غير هذا وان المعتقلات والجيش والشرطة جميعاً ادوات ممارسة هذا العنف. ان للعنف ابعاد اكثر اتساعاً من ذلك. ان عوائل يجروها الى ذلك الحد من الاغتراب والعلاقات بين المراة والرجل، والى تلك الدرجة من الابتذال بحيث يصبح العنف جزءاً لايتجزء منها. انها ابعاد فظيعة من العنف يفرضها المجتمع الراسمالي اليوم على البشر.



#كورش_مدرسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الجنة الدولية للصليب الاحمر تتسلم الاسير الاسرائيلي كيث سيغا ...
- الجنة الدولية للصليب الاحمر في خانيونس تتسلم الاسير الثاني
- الجنة الدولية للصليب الاحمر في خانيونس تتسلم الاسير الاسرائي ...
- إطلاق نار على قوات إسرائيلية في سوريا وجبهة المقاومة الإسلام ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد بجودة HD على جميع الأقمار الصناع ...
- بدء احتفالات الذكرى الـ46 لانتصار الثورة الاسلامية في ايران ...
- 40 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- 40 ألفاً يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- تفاصيل قانون تمليك اليهود في الضفة
- حرس الثورة الاسلامية: اسماء قادة القسام الشهداء تبث الرعب بق ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كورش مدرسي - الاسلام بدون العنف والوحشية ليس باسلام