أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم المحبشي - موعدنا الليلة في ساقية الصاوي مع السؤال الفلسفي














المزيد.....

موعدنا الليلة في ساقية الصاوي مع السؤال الفلسفي


قاسم المحبشي
كاتب

(Qasem Abed)


الحوار المتمدن-العدد: 6478 - 2020 / 1 / 31 - 14:07
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الفلسفة حوار بين العقل والواقع بين ألانا والآخر بين الشعوب والثقافات. حوار؛ يفتح الأذهان وينمي الأفكار ويصقل ثقافة الإنسان. والعقل هو القاسم المشترك بين الكائنات العاقلة في كل زمان ومكان وأعدلها قسمة بينهم. ولكن العقل المنغلق على ذاته ليس بمقدوره معرفة واكتشاف حدوده وممكناته. ويسلك الناس وفقًا لما يعتقدون. فإذا اعتقدت أن شخصًا أمين فسوف أثق به، وإذا اعتقدت أنه غير أمين فلن أثق به. إننا نسلك وفقًا لما نعتقد. وحينما تكون معتقداتنا صحيحة وصادقة، نستطيع أن نحدث قدرًا كبيرًا من التقدم. أما إذا كانت معتقداتنا خاطئة فإنها تعوق هذا التقدم وتحبط آمالنا، وتعرض الحياة الإنسانية ذاتها إلى الخطر. ولقد ذهب كل جيل ضحية لمعتقداته ولخرافاته وأوهامه وأساطيره الخاصة فحينما اعتقد الصينيون أن الكون ينقسم إلى الين واليانج، أي الأنوثة والذكورة (الـ yang يرمز إلى مبدأ الذكورة والعنصر الإيجابي الفعال المنتج السماوي وعنصر الضوء والحرارة والحياة، والـ yin يرمز إلى الأنوثة العنصر السلبي المنفعل، الأرضي عنصر الظلمة والبرودة والموت). والحقائق كلها يمكن ردها إلى تعارض واتحاد العاملين الأساسيين في الكون، الذكورة الأنوثة أي اليانج والين. كان من شأن هذا الاعتقاد الأسطوري، أن يعمق الهوة بين الرجل والمرأة ويمنح الرجل الذكر مكانة أرفع من مكانة المرأة الأنثى. وحينما اعتقد أهل اليونان أن العقل يحكم الكون، وأن الرجل هو الكائن العاقل الوحيد، وأن المرأة كائن حسي غير عاقل، برروا النظرة الدونية للمرأة. وحينما اعتقد العرب قبل الإسلام بأن الأنثى كائن يجلب العار ويضعف الرجال، شرعوا عادة وأد البنات... وحينما يعتقد بأن جسد المرأة وصوتها ووجهها من العورات فلا بد أن تختفي عن الأنظار وتحتجب عن الغرباء من الرجال. وحينما يعتقد أهل اليمن أنهم أصل العرب وأنا الرسول صلعم ميزهم بالحكمة والإيمان اغلقوا على ذاتهم ولم يتقبلوا شيئا جديدا من الاحتكاك مع الآخرين هذا معناه أن سلوك الناس وتفاعلاتهم وعاداتهم وتفضيلاتهم وأفعالهم وردود أفعالهم ومؤسساتهم ونظمهم وتقاليدهم لا يمكن تفسيرها وفهمها من خلال تمظهراتها المباشرة، بل لا بد من الذهاب إلى ما ورائها، من المنطلقات والأسس العقيدية واللاهوتية أو الفلسفية، كما أن اعتقادات الناس في أي زمان ومكان ليس مجرد أفكار أو تصورات معنوية وكلمات ومفاهيم معرفية مجردة، بل هي نتاج قوى اجتماعية وسياسية وثقافية نشأة وترسخت عبر مسار طويل من الخبرات والتجارب والممارسات في أنماط سلوك وعادات وخبرات أو هابتوس ((Habitus)) عادة أو طبع أو نسق الاستعدادات والتصورات اللاشعورية بحسب بيير بورديو وقد يظل الهابيتوس الثقافي المحلي مهيمنا في مجتمع من المجتمعات لردح طويل من الزمن كما هو حال اليمن التي لم تنفتح بعد على العالم إذ أن الآخر مرآة الذات وقبل إطلاق أي حكم نافذ على مجتمع آخر لا بد أن يبلور الباحث موقفا واضحا قدر الإمكان تجاه مجتمعه نفسه.وسرعان ما سيكتشف أن الطريق الوحيد لتحقيق كشف المحجوب عن الذات إنما يتم بالدراسة المقارنة لذاته في أثناء إنهماكها برصد الآخرين ، وبأن يعي أنماط التشوهات التي ينطوي عليها هذا الموقف بالضرورة ، فرصد الآخرين وتأويلهم هو الوسيلة الناجعة إلى رصد الذات وفهمها. وهذا لا يمكن له أن يتحقق إلا بالحوار والاحتكاك بين الذوات العاقلة والثقافات الحية. وقد يعرف الناس الكثير عن بلد من البلدان مثل اليمن، اسمها وموقعها وجغرافيتها وحضارتها وأصالتها وتاريخها وحروبها وساستها وصادراتها وعاداتها وازاها واشياء كثيرة آخرى لا سيما في زمننا هذه؛ زمن انكماش الزمان والمكان وانكشاف العالم بعض لبعض، ففي عالم كاشف ومنكشف لا شيء مخفي. لقد عرف العالم العربي الكثير عن اليمن، عرفها من القرآن والسنة النبوية. قال تعالى ( لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ ) سورة سبا الآية 15. والحديث الشريف عن الحكمة اليمانية والإيمان. عرف العرب والعالم الكثير عن اليمن المعاصرة؛ أكل القات وارتدى الخناجر المعكوفة وانتشار السلاح بكميات مهولة والحروب الغريبة الأطوار والرؤساء الكثر والنازحين بالملايين والأمراض والمهاجرين وغير ذلك من الصور والرموز السلبية التي تنضح بها اليمن الراهنة. ولكن العالم لم يعرف شيء عن فلسفتها. هل لليمن فلسفة؟ بمعنى هل لدي اليمنيين قدرة على التفكير بعقولهم؟ وما هي طبيعة تلك الفلسفة وهل يمكن تعيينها في عبارات نسقية منطقية هذا هو ما سوف يكون موضوع ندوتنا الليلة في ساقية الصاوي الثقافية بالزمالك الساعة السادسة مساءا بقاعة الكلمة. وتلك ربما هي المرة الأولى التي يتم فيها إستشكال سؤال الفلسفة باليمن بتحفيز من ساقية الصاوي الثقافية ومشرف منتداها الفكري الأستاذ الدكتور الصاوي الصاوي أحمد الصاوي الذي يعود له الفضل في صياغة السؤال وتحفيزي للبحث فيه. سيكون لدينا ما يستحق القول والنقاش وأتمنى من الأصدقاء الأعزاء والصديقات العزيزات مشاركتنا الحوار بهذه السؤال لما سوف يوفر لنا ذلك من تغذية راجعة. وتلك خطوة على طريق الألف ميل. ومن هو شاهد بحثه الشخصي إي واضطرابه الداخلي لا يسعه الشعور بالرضا أبدًا وإذا كان فضلا عن ذلك سقراطيا إي يعرف بانه لا يعرف شيئًا! كمثل حالي فهذا يعني بانني لم آتي لقول حقائق مجملة بل اتيت لكي اعرف المزيد عما زلت أجهله. وهذه هو ما تبيحه وتوفره ساقية الصاوي الثقافية بوصفها فكر بحثا حرا ونقاشا مستمرا للرأي والأفكار بهدف التنوير والتنمية المستدامة. ونحن قطرات عابرة والساقية باقية.



#قاسم_المحبشي (هاشتاغ)       Qasem_Abed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيما يشبه التفسير لمعنى الكلمة ذاتها
- فيما يشبه الاحتفاء بحوارية الروح والجسد
- المعرض الدولي الحادي والخمسين للكتاب بالقاهرة واشياء واشياء ...
- كيف نفهم العلاقة بين العلم والثقافة؟
- مع رولان بارت في ماهية الكتابة ونص اللذة ولذة النص
- في فلسفة التربية والتربية الفلسفية
- الفيلسوف أحمد نسيم برقاوي هو الذي أيقظني من سباتي الدجمائي
-     فيما بين الفلسفة اليونانية والعربية من افتراق واتفاق.
- النظرية الموجية للحضارات عند فيلسوف التاريخ الأمريكي أولفين ...
- الهيجلية رحاب العزاوية تستأنف الدهشة الفلسفية
- الفلسفة من حب الحكمة إلى حكمة الحب.
- مدخل جديد للدراسات التاريخية
- صراع الإنسان من أجل الاعتراف في عام مضطرب.
- متى يتجاوز العرب الحالة الخلدونية؟! مقدمة في استئناف الفعل ا ...
- البارحة مع ديوان معشوقتي في دار الهلال المصرية
- لست راضيا ولم اندم وهذا ما استطعته
- اليوم لي .. فيما يشبه المعايدة بالعام الجديد 2020م
- فيما يشبه التمهيد.. لمقاربة فيلسوف الأنا العربي
- أمس مؤتمر النقد الأدبي بين النظرية والتطبيق، باتحاد أدباء وك ...
- العلمانية ليس ايديولوجيا بل تقنية سياسية ناجعة ومجربة


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم المحبشي - موعدنا الليلة في ساقية الصاوي مع السؤال الفلسفي