أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علاء الدين الظاهر - الله هو الحقيقة والحقيقة هي الله؟













المزيد.....

الله هو الحقيقة والحقيقة هي الله؟


علاء الدين الظاهر
استاذ رياضيات

(Alaaddin Al-dhahir)


الحوار المتمدن-العدد: 6478 - 2020 / 1 / 31 - 14:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كثيرا ما يردد البعض مثل الببغاء جملا وتعابيرا من دون ان يدرك معناها او يفكر في ما تعنيه. اليوم وأنا اتنقل بين الفضائيات وجدت مقابلة مع اعلامي عراقي صوفي النزعة اسمه سعدون محسن ضمد وكما فهمت منه انه يعد ايضا اطروحة دكتوراه عنوانها (صورة الله في الاديان العراقية).
اثناء المقابلة ذكر الجملة التالية: (الله هو الحقيقة والحقيقة هي الله). اذا اخذنا في الاعتبار ان في معتقدات المؤمنين بأن العربية هي لغة القرآن ولغة الجنة فإن الله وفقا لهذه العبارة هو مذكّر ومؤنّث في آن معا. اعتقد ان تأنيث الله سيرعب المؤمنين قبل غيرهم بسبب موقف الاديان وموقفهم من المرأة. وقبل ان اناقش هذه العبارة التي قد تحتاج الى كتاب للرد عليها دعني اذكر ان الحقيقة في اللغة العربية هي نفسها The Truth و The Fact في اللغة الانكليزية والعديد من اللغات الاخرى. وهناك فرق بين الاثنتين. الاولى تحمل معنىً فلسفيا وتعتمد على قدرة الانسان على الفهم والثانية تعني حدثا او فعلا ما. على سبيل المثال ان صدام كان رئيسا للعراق هي حقيقة بمعنى Fact لا تقبل الجدل بينما القول انه كان مجرما قاتلا هو امر جدلي يعتمد على موقفك من صدام فقد تنكر هذا او تبرره اذا كنت من ايتامه والمعجبين به او تعتقد به تماما اذا كنت من ضحاياه لذلك لا يصح هنا استعمال كلمة the truth مع ان صداما كان مجرما قاتلا بمعنى the fact . بمعنىً آخر، ان the truth تعتمد على قدرة الانسان الفكرية ومعارفه وتحيّزه او الاسوأ من ذلك يستخدمها كذّابا مثل دونالد ترمب او يوزف غوبلز. اترك المجال هنا مفتوحا لمن هو ضليع بالفروق بين الاثنتين لمناقشتها فلسفيا ولغويا.
بعد غزو العراق صرّح مقتدى الصدر بأن الله سلّط بوش على صدام ليبرر نهاية الاخير وسقوط نظامه وفي نظره هذه حقيقة بمعنى the truth بينما الحقيقة بمعنى the fact تقول ان غزو العراق ما كان سيحدث لولا هجمات 11 ايلول وإن غزو العراق لا علاقة له بالله من قريب او بعيد. ولأن مقتدى الصدر محدود الذكاء والثقافة والتعليم فلا يدرك ان نفس الجملة يمكن استخدامها للقول بأن الله سلّط صداما على عائلة الصدر بالذات وعلى العراق وعلى المنطقة عموما. يبدو جليا ان استخدام الحقيقة بمعنى the truth متناقض ويمكن تسويقه بأي اتجاه يعتمد عليه مستخدمه بينما الحقيقة بمعنىthe fact تقول ان صداما كان غبيا بلطجيا أدخل العراق في حروب وألحق به كوارثا وأدت حماقاته في النهاية الى سقوط نظامه.
ان التصور بأن ( الله هو الحقيقة والحقيقة هي الله) يعتمد بالدرجة الاساسية على معرفة من يستخدمه ويوضح بلا ادنى شك بأن هذه المعرفة ضئيلة إن لم تكن مفقودة. فهذا التصور لا يعني فقط ان شبحا خلق كل هذا الكون او الاكوان المتعددة بل يناقض كل القوانين الفيزيائية، قوانين نستخدمها وتتحكم بنا كل لحظة وثانية. اذا اردت ان تبني كوخا من الطين فستحتاج الى تراب ورمل وماء وغيرها من ملتزمات البناء وبضعة ايام او اسابيع لبنائه فما بالك بالكون. من الطريف ان الاديان الابراهيمية الثلاث كانت تعني بالارض (اليابسة) التي كان سكان الشرق الادنى يعيشون عليها وليس الكرة الارضية لأن كروية الارض تم اكتشافها بعد قرون عشرة بعد الاسلام مثلا. اما الكون وإكتشاف المجرات فكان في بدايات القرن العشرين واليوم نتعامل مع نظرية الاكوان المتعددة. كل هذه الاكتشافات العلمية كانت ولا تزال كافية لأن تقنع المؤمنين بخطأ قصة الخلق الدينية لكن في الواقع ينبري كل يوم احد من يدعي العلم ليفسّر هذه الاكتشافات العلمية وفقا لمعتقداته الدينية رغم انه من الواضح ان الدين يركض وراء هذه الاكتشافات العلمية وليس العكس.
الحقيقة ان الله لم يرسل الى الصين انبياءً ورسلا. يبدو ان اللغة الصينية كانت ولا زالت صعبة عليه. في الواقع ترك معظم آسيا وافريقيا من دون ان يرسل لهما من يرشد سكانيهما الى الصراط المستقيم. نحن نعذره لأنه لم يرسل انبياءً ورسلا الى استراليا و اميركا الشمالية او الوسطى او الجنوبية لأنه كان جاهلا بوجود هذه القارات الى ان اكتشف هذه القارات الرحالة الاوربيين. هذه حقيقة لا جدل فيها. وهناك حقيقة اخرى ينبغي ذكرها ايضا وهو انه سيرسل بكل سكان هذه القارات قبل اعتناقهم احد الاديان الابراهيمية الثلاث ومراعاة طقوسها وتعاليمها، سيرسل بهم الى النار لأنهم لم يكونوا من عباده الصالحين. السؤال الاول هو ما ذنب هؤلاء إذا كان الله لم يكلف نفسه عناء إرسال الانبياء والرسل اليهم؟ والسؤال الثاني، ما هذا السلوك العبثي حيث يخلق الله البشر بمئات او مليارات الملايين ثم يحرقهم لاحقا في جهنم وهو الذي خلقهم وتركهم في ضلال مبين؟ هذه حقيقة لن يستطيع الاجابة عليها عباد الله الصالحين. ربما يكمن الجواب في التعبير العراقي الساخر (إلك بيها إرادة يا خالق الجرادة).



#علاء_الدين_الظاهر (هاشتاغ)       Alaaddin_Al-dhahir#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب حزيران في الذاكرة: هزمتنا النسوان
- شر البلية ما لا يجعلك تفكّر
- العرب لا يقرأون والحرب اليمنية
- هل كان نوري السعيد فعلا داهية؟
- انقلاب 17 تموز 1968
- إضافة ل عمالقة الرياضيات في التعليم الثانوي
- بعض عمالقة الرياضيات في التعليم الثانوي
- بائس من زمن البائسين، هادي خماس ومذكراته
- مستوى حكام العراق منذ 1968
- العبرة بين بيع الاوهام والاكاذيب والحقيقة
- يان (يوهانس) آرتس استاذ الديناميكية التبولوجية في دلفت
- الدكتور لو
- الذكرى الستون لثورة 14 تموز
- مصيبة مصائب العراقيين بهؤلاء
- توضيحات عن ما كتبه الصحفي عبدالستار البيضاني عن الزعيم عبدال ...
- 8 شباط 1963 جرحٌ لا يندمل
- الشفاء من عند الله والرزق من عند الله وكيف تقتل عقلك
- المحاضرة الاخيرة
- بعض الخرافات الدينية: تعال فهّم حجي احمد اغا
- الحرب النووية الكورية بين احمقين


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علاء الدين الظاهر - الله هو الحقيقة والحقيقة هي الله؟