رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 6477 - 2020 / 1 / 30 - 20:53
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الجهات والتنظيمات والدول التي ربطت الدين بالسياسة، أو التي استخدمته لدعم مواقفها السياسية أو الحربية أو الاقتصادية، كان وبالا علينا في في المنطقة وفي بلاد الشام تحديدا، فعندما أتت الغزوات الصليبية، جاءت باسم المسيح، وجاءت لتحرر أرض المسيح من (الكفرة) المسلمين، وكلنا يعلم الويلات التي فعلها الصليبيون في بلادنا، وما حل بأهلنا من كوارث وفواجع، ثم جاءت الحركة الصهيونية، والتي تحمل أيضا فكرة دينية، (لإعادة بناء الهيكل) وعودة شعب الله المختار إلى أرض الميعاد، ها هي تحتل فلسطين وتعمل العجائب في المنطقة، والمجاز التي فعلتها باسم يهوه لا تخفى على أحد، وجاءت حركة الاخوان المسلمين والتي تحول جزء منها إلى القاعدة، ثم داعش والنصرة وأخواتها، خربت أربعه دول"سورية، العراق، ليبيا، اليمن" باسم الدين أيضا، فهذه الشواهد تؤكد على أن الجماعات التي تستخدم الدين في السياسة، تدمر وطننا وتهلك شعبنا.
وبعد كل هذا يأتي قائل ليقول: العودة إلى الدين، أي دين هذا الذي نعود إليه بعد الخراب والقتل والتشريد الذي حل بنا؟، دين الوسطية الذي سرعان ما يتحول إلى داعش؟، أم محبة وسلام المسيح الذي تحول إلى سفك الدماء والغدر؟.
يكفينا تجارب مع (الدين السياسي)، ولا نريد ان نخوض تجارب جديدة، فالتيار الديني الذي جرف المنطقة إلى التهلكة، لم يكن وليد اليوم، بل له جذور في التاريخ، في الماضي.
وعليه: الدين من منظور شخصي، هو علاقة الفرد مع الله، وليس لأحد أن يتدخل في هذه العلاقة، أما علاقة الفرد بالمجتمع فهي علاقة اجتماعية واقتصادية سليمة، حيث يعمل الفرد لخدمة المجموع، ويأخذ حقه من الدولة كاملا، من تعليم إلى صحة، وصولا إلى الكرامة، كرمته كفرد، وكرامته كأمة.
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟