احمد الحمد المندلاوي
الحوار المتمدن-العدد: 6477 - 2020 / 1 / 30 - 14:55
المحور:
المجتمع المدني
# بعثت لي المبدعة ثريا المندلاوي ،هذا المقال عن الأم قائلة:
الأم كلمة مقدسة مذ وطأت قدما (حوّاء) وجه الأرض .. و لازمتها هذه القدسية على مرّ الدهور؛ و تستمر معها مادامت البشرية كتب الله تعالى لها التوالد و التكاثر في كوكبنا هذا..لذا جاء التأكيد الإلهي على إحترام هذا الكيان العظيم بأسمى الوجوه؛والإحسان اليها بأرفع الدرجات،و بلا تردد مهما كان الولد أميراً أو فقيراً،قال تعالى :{ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا *}(1) ، ووردت { وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا }عدّة مرات في القرآن الكريم لتبيان هذه الحقيقة ..لما للأم منزلة كبيرة لدى ربّ العالمين .. و لدورها المهم في ديمومة المجتمع الإنساني..لنرى هذا الحديث الشريف،روي أنّ رجلاً أتى الرسول الأكرم (ص) فقال: (إنَّ لي أمّاً أنا مطيّتها أقعدها على ظهري ،و لا أصرف عنها وجهي ،فهل جزيتُها ؟ قال (ص):لا،و لا بزفرة واحدة،قال: و لِمَ ؟ قال (ص) : لأنّها كانت تخدمكَ و هي تحبُّ حياتكَ ،و أنت تخدمها و تحبُّ موتها.)
ونظراً لأهمية الأمّ (الوالدة) في تربية الأولاد و تنشئتهم أكّد الإسلام على إختيار الزوجة المثالية؛ لبناء الأسرة الناجحة في المجتمع ،كما فعل مولانا أمير المؤمنين (ع) في انتخاب أم البنين زوجة له بعد وفاة سيدة نساء العالمين الزهراء(ع)،و موقف أبنائها الأربع مشهود من البطولة و الإيثار لدى العالم في واقعة الطف الأليمة.و نختم هذه الومضة بقول شاعرنا معروف الرصافي في حق الأم إذ يقول:
الأمُّ مدرسة إذا أعددتها أعددت جيلاً طيبّ الأعراقِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهوامش:
1-سورة الإسراء- الآيتان :23/24.
#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟