أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فلورنس غزلان - أنراهن على الطاغوت، أم على المحاربين الأشداء؟















المزيد.....

أنراهن على الطاغوت، أم على المحاربين الأشداء؟


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 1569 - 2006 / 6 / 2 - 11:22
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


خارج نطاق العقل والمنطق، خارج نطاق الشرعية الدولية، خارج عن مفاهيم الدول وقوانينها...بعيد عن محيطه العربي يغرد وحيداً في سربه، يبجل ذاته ويطلب من عبيده الانحناء الدائم، يمسك بالهراوة ليلاً نهاراً، يستخدم جيوشاً من العسس، وطوابيراً تحصي أنفاس المواطن..تبتسم له حين يتخلى عن انسانيته ويجلد ذويه...تشجعه حين يتصف بأبشع صفات الوحشية، لأنه يشكل الغذاء الروحي والمعنوي
والمادي لوجود النظام، وأحد دعائمه الأساسية في الوجود ، إنه رجل المرحلة.
ما أقوله ليس " حزورة "، فالنظام والحكم الذي أعني ...فريد من نوعه ، وحيد بصيرورته..نادر ببضاعته....ويتحكم بمصير عشرين مليون سورياً...لكنه مازال يصارع من أجل البقاء، ومستعد لإشعال كل فتن الأرض ..ومؤهل ليجعل القيامة حقيقة على أرض الواقع ...تشاهدونها حية ...وتنفذ بأحياء...دون أن يرف له جفن ..ودون أن يفكر بالتنحي...كونه لا يملك ما يعرف بقاموس وناموس الدنيا..." الضمير الوطني ".
بقدرة الطاغوت فرض نفسه وبها يريد أن ينحر الوطن ....قبل أن ينتحر..لا يصغي ، لا يرى ولا يقرأ محيطه..ولا العالم من حوله..كل التغيرات التي طرأت على الكون يقرأها بمنظار مصالحه ومن خلال تجاربه في الماضي ويستخدم موازينه الخاصة للقياس....الأهم من كل ذلك، ورغم محاولات العزل والتهميش والإقصاء التي مارسها على شعبه...لكنه بدأ يستيقظ...لكنه شرع بالحراك.. وبدأت ساحاته تمتليء بالمحاربين المسلحين بالكلمة والفكر...والمشرعة أقلامهم بوجه عتمة المادة الثامنة من الدستور، وعتمة حكم الأسرة ...وسلطة الأمن والعسكر...قدم المحاربون أنفسهم ضحايا لما يؤمنون به..سبقهم الكثيرون ...وسيتبعهم آخرون...رغم قلة عددهم... رغم ما يشاع عنهم ..وما يراد لغاياتهم أن تجير وتحسب على الغرباء والأعداء ...لخدمة مصالح السلطة..ورغم محاولات التشكيك والتشويه، لكن نور ما صدر عنهم وجرأة ما طرحوه بوجه الخوف ، وما صرحوا به بوجه الدجل والزيف ...كافٍِ لأن يأتي أُكُله...كافٍ كي تصل أجراسه لمن صَم أذنيه...وخبأ رأسه برمال المصلحة الذاتية ، ليقول على الأقل،.. أنهم كانوا رجالا في زمن عزت فيه الرجال.
يقال وحسب بعض المصادر الغربية الموثوقة، أن الأرصدة البنكية من المال المنهوب في سورية، تقدر بما يعادل ( 125 مليار دولار )، في وقت تقاس فيه نسبة الفقر في أوساط الشعب السوري بما يعادل ال ( 40% ) من السكان، وهناك نسبة عالية من خريجي الدراسات العليا، وخاصة الأطباء المتخصصين، يبحثون عن فرص عمل في خارج وطنهم، عدا عن بقية الاختصاصات المهمة وذات التقنية العالية، مما يفرغ الوطن من بناه وقواه الحية والهامة!! ، لكن السؤال المطروح ..كيف يمكن تدارك الأمر بعد كل هذه الأرقام ، وهي غيض من فيض الواقع...وكم بقي بيننا وبين الانهيار؟؟؟
ــ النظام السوري يثبت فشلاً جديدا كل يوم ، فعلى صعيد شراكته مع أوربا...لم يتمكن من توقيع معاهدته معها، خاصة بعد القرار 1559..، وهذا ناتج عن سوء مسلكه الداخلي ووضعه الاقتصادي وتحكم مافيات السلطة بكل المقدرات والاتفاقات الدولية، وانعدام ثقة الأجنبي بالضمانات التي تمنحها السلطة، لما فيها من خوات ونسب مئوية، على الأجنبي أن يأخذها بالحسبان!.
ـــ على صعيد العلاقات العربية العربية، وخاصة مع جيرانه ومحيطه، يعيش ما يشبه العزلة، مع لبنان والعراق والأردن... ورغم ما يبديه من محاولات الالتفاف على الواقع من خلال مساندته ــ الآنية فقط ــ لحماس ، فكيف له أن ينسى أن حماس من حيث تركيبتها السياسية هي امتداد للإخوان المسلمين في سورية؟!، وسنرى مع الأيام مدى مرونة حماس واتفاقها وعقلانيتها مع فتح لحقن الدم الفلسطيني، حينها لن تنفع محاولات التفريق السورية..سيدير النظام ظهره جيدا لحماس وزعمائها وهاهو يناور على الساحة اللبنانية ، كي يعيد للوجود قوة فتح الانتفاضة والقيادة العامة، وإعادة الحياة لجيش التحرير الفلسطيني وتسليح الجميع، حينها سيضرب عصفورين بحجر...ستكون هذه القوى يده الضاربة في عودته اللبنانية، ويده الضاربة لتحجيم صعود فتح ومعها حماس أيضاً..أما علاقته مع ايران ، فباعتقادي لو تمكنت ايران من المناورة من خلال سلطتها في الداخل العراقي، وتحييد الضربات الأمريكية المتوقعة عليها، فلن تتوانى عن التخلي عن سورية، فتحالفها السوري هو نقطة ضعف لها في معادلاتها المناطقية.، وهاهي بوادر المصالحة الايرانية ــ الأمريكية تبرز على السطح من خلال أوامر السيد بوش للتفاوض مع ايران وحل الخلاف النووي دبلوماسيا!! وحزب الله...لن ينفذ ما تريده ايران ، كي لا تنكشف عوراته القومية والنضالية، ويمكن للوطنيين اللبنانيين تحييده على الأقل.
ـــ في علاقته مع الدول الغربية ، وعلى رأسها الولايات المتحدة، نجد أنه بدأ يخسر محاولاته التصحيحية والصلحية، رغم أني لا أستبعد كثيراً، أن النظام السوري سيحاول كسب الوقت في قضية التحقيق الدولي، وسيحاول أن يلعب لعبة المناورة والمساومة...ولن يعدم السبل حتى لو كانت على حساب أرواح المثقفين المحتجزين، وعلى حساب بعض رؤوس أزلامه....أ.وعلى حساب السلفيين الجدد الذين صَنّعهم بمعرفته في سورية من أمثال البوطي والخطيب والقبيسيات!...لكن الكثير من الدلائل تشير، أن أوراقه الخريفية بدأت عدها العكسي، وتسارعها في السقوط بات حثيثا ..وخساراتها الرهانية في البقاء ...لم تعد مجدية..
ـــ على الصعيد الداخلي، فشل النظام في كل ادعاءاته الإصلاحية وعلى كل الصعد الاقتصادية والإدارية والسياسية، ولم ينفذ من وعوده للشعب سوى الخراب واستفحال الفساد، وشريعة الربح الغير مشروع هي السائدة وقيمها هي الحق ، وأما القضاء والعدالة، فهما في خبر كان... لا أرضية ولا تنفيض والسلطة التنفيذية العسكرية المخابراتية هي من يقضي ويتهم ويعاقب ويحاسب، وتطلق التكهنات والادعاءات للتبرير في التقصير بحجة" المؤامرات والمخططات الغربية في المنطقة والضغط الدولي والتدخل في شؤون البلاد، وسيادة الدولة...الخ " ومنها الكثير في كل يوم تعج فيها صحف وأبواق الإعلام السلطوي ، وأن الوقت غير مناسب الآن للإصلاحات!!!!!
لم يكن الوقت مناسباً لأي إصلاح، أو للمطالبة بأي إصلاح ، هذا هو منطقهم ..فقس عليه ..إن كنت تملك لهذا الحديث من مقياس..ثم تأتي بعض الأصوات وترتفع بعض الحناجر، ومن المؤسف أن تأتي من بعض أطراف معارضة، لتطالبنا بالتعقل والتفاهم مع هذا النظام!!!!، هل بعد من إمكانية؟ ، هل هناك من أمل؟، هل تؤمنون بعد بالمعجزات في السياسة؟ ، لهذا أعلنها
...من هنا ومنذ اللحظة ...الطريق شاقة وطويلة، والعد العكسي بدأ ، والفرز السياسي بالمواقف التي تتطلب صلابة أخذت تبرز وتطفو على السطح، ونحن في المعارضة لا نطالب أياً كان، أن يمارس سوى قناعاته، وأن يكون مماثلا ومشابها، لكل قناعاته، وكل يعمل حسبما يرى، لكل قدراته وكل يعمل بها...ولكل طريقه وهواه ومآربه...ونحن مسعانا وغايتنا الوطن الحر الديمقراطي، غايتنا وطن الحق والعدالة والقانون لجميع مكونات الشعب السوري دون استثناء أو إقصاء..وعلى هذا الطريق ..سيسقط الكثيرون، ويبقى الكثيرون أيضاً، الأيام وحدها والتجارب السياسية، والشعب السوري هو الحاكم والقاضي ...عند التحرر.



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسموح به في سورية، هو الالتزام بالممنوع
- أحبك ولو أسيراً...كما الوطن
- لماذا هذه الحرب وهذا السعار من النظام السوري على الشعب؟
- ذاكرة الخوف....ذاكرة الرعب، والألم
- هل هي مؤشرات انتحار النظام؟ أم مؤشرات الخراب على مبدأ نيرون ...
- عائدات بترول العرب للعرب....شعار أيام زمان!!
- للنظام السوري خطوطه الحمراء، وللمعارضة أيضاً!
- هل ستمطر سماء طهران جحيماً أسوداً، كما أمطرت سماء بغداد؟
- لماذا تعشش الطائفية في بلادنا؟؟؟؟؟؟؟؟
- تناقضات النظام السوري، وبعض معارضيه
- رؤيا
- لجنة للتنسيق، أم لجنة للتفريق؟
- صرختي الأخيرة للمعارضة السورية
- هنيئاً للمرأة المغربية فرحتها..بحلم يتحقق، إلى متى تظل المرأ ...
- أين تخطيء المعارضة السورية، وكيف يمكن تلافي الخطأ؟
- !!من الآن فصاعداً، سيكون يوم القمة العربية يوم عاشوراء
- شتان بين طلابنا وطلابهم، من يتحمل خطأ الفرق؟
- نداء تضامني مع المرأة السورية، في نضالها لتغيير قانون الأحوا ...
- نص الكلمة التي ألقيتها في لقاء المعارضة السورية برعاية معهد ...
- أمراض الوطن في جسدي


المزيد.....




- هوت من السماء وانفجرت.. كاميرا مراقبة ترصد لحظة تحطم طائرة ش ...
- القوات الروسية تعتقل جنديا بريطانيا سابقا أثناء قتاله لصالح ...
- للمحافظة على سلامة التلامذة والهيئات التعليمية.. لبنان يعلق ...
- لبنان ـ تجدد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت ...
- مسؤول طبي: مستشفى -كمال عدوان- في غزة محاصر منذ 40 يوما وننا ...
- رحالة روسي شهير يستعد لرحلة بحثية جديدة إلى الأنتاركتيكا
- الإمارات تكشف هوية وصور قتلة الحاخام الإسرائيلي كوغان وتؤكد ...
- بيسكوف تعليقا على القصف الإسرائيلي لجنوب لبنان: نطالب بوقف ق ...
- فيديو مأسوي لطفل في مصر يثير ضجة واسعة
- العثور على جثة حاخام إسرائيلي بالإمارات


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فلورنس غزلان - أنراهن على الطاغوت، أم على المحاربين الأشداء؟