|
صفقة القرن
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 6476 - 2020 / 1 / 29 - 02:39
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ترامب يصفق لنتنياهو ، ونتنياهو يصفق لترامب // Trump applaudi Netanyahou , et Netanyahou applaudi Trump أخيرا تفجرت الرمانة ، عندما تم الإعلان عن ما سماه الرئيس Donald Trump بصفقة القرن ، وسماه Natanyahou بفرصة القرن ، محذرا الرئيس الأمريكي انها آخر فرصة يحلم فيها الفلسطينيون ( بدولة ) مستقلة . ما جاء في الصفقة ، بل ان الصفقة لم تكن مفاجئة ، ولم تأت من فراغ ، بل هي حصيلة أربعين سنة ، عندما تم التخطيط لها من قبل خبراء الظل في الولايات المتحدة الامريكية ، وحين استعمل مصطلح الخبراء ، والظل ، فليس المعنى المقصود ، هو حكومة الظل ، او دولة الظل البليدة ، كما عندنا في بلدنا الأمين ، بل ان خبراء الظل بالولايات المتحدة الامريكية ، يتكونون من أساتذة كبريات الجامعات الامريكية ، ومعاهد الدراسات الاستراتيجية ذات الاختصاصات المتنوعة ، والمتعددة . عندما يفكر خبراء الظل بالولايات المتحدة الامريكية ، فهم لا يفكرون بالنظر الى أصابع ارجلهم ، لكنهم يُنظّرون لعشرات السنين ، ريثما يختمر المشروع ، ويصبح جاهزا للتنفيذ . المُنظّرون الامريكيون عندما يَنظُرون للفكرة ، او للمشروع ، فهم يُنظّرون لأربعين سنة قادمة ، لمستقبل الولايات المتحدة الامريكية ، سواء للبنيات المحلية الامريكية /الامريكية الخالصة من اقتصادية ، وثقافية ، واجتماعية ، ومالية ... او للتطورات التي قد تأتي دفعة واحدة ، او بتدرج بخصوص مناطق النزاع الحالية ، او المحتملة لسنوات قادمة ، كما يخمّنون للأصدقاء المفترضين مستقبلا ، وللأعداء المفترضين مستقبلا كذلك ، فكل شيء في الولايات المتحدة الامريكية ، يخضع للدراسات ، والتحليلات التي يقوم بها أساتذة الجامعات الكبرى ، ومراكز الدراسات الاستراتيجية ، ومعاهد البحوث العلمية المختلفة . وبالرجوع الى سنة بدأ بناء المصيدة الامريكية التي اسقطت كل الأنظمة العربية بالضربة القاضية ، وابطلت ، واجهضت كل المشارع التسويقية التي رفعها العرب ، في مواجهة إسرائيل ، وفي مواجهة المدنية ، والحضارة الغربية ، يكفي الرجوع الى اوفاق مؤتمر مدريد في سنة 1982 . فكم سنة مرت على مقلب مدريد الذي طلق البندقية ، ورمى البلدة العسكرية ، وهجر السكن في خيام المقاومة ، واستبدل ركوب السيارات العسكرية بسيارات المرسديس ، و BMW ، وغير الجلوس مع المنظمات ذات المشاريع الراديكالية ، مع الجلوس مع رؤساء الدول الغربية ، والعربية ...لخ . لقد مرت على اوفاق مدريد ثمانية وثلاثين سنة بالتمام والكمال . وما ان بدأ يتضح بْلوكاج مؤتمر مدريد ، الذي بدأت تتعرى بعض مخططاته التصفوية للقضية الفلسطينية ، حتى طرحت أمريكا ومعها الغرب ، ما يسمى بمؤتمر أسلو الذي اغرق القيادة الفلسطينية التي خانت القضية الفلسطينية ، في اوساخ الدولار الأمريكي ، والغربي ، والخليجي ، ويكون قد مر على هذا المؤتمر اللعين اكثر من ربع قرن ، أوصل القضية الفلسطينية الى صفقة القرن ، التي كانت اخر ذبحة لتاريخ من النضال السياسي ، ومن المقاومة ، ومن الغدر ، والخيانة من قبل أهل الدار انفسهم ، ومن قبل الأنظمة السياسية العربية ، التي تاجرت بالقضية الفلسطينية ، وبمآسي الشعب الفلسطيني لتخدم عروشها ، وكراسي حكمها . صفقة القرن تعترف بالقدس عاصمة ابدية لإسرائيل ، وغير قابلة للتجزئة ، وكانت قمة الوقاحة ، والخيانة ، انْ تحضر الى جانب نتنياهو ، دول عربية لتزكي الذبح بالخنجر الحافي ، لشيء سمي يوما ما بالقضية الفلسطينية ، وبالصراع العربي الإسرائيلي . ان تحضر الامارات اللاّعربية اللاّمتحدة ، مُجْهضة الربيع العربي / وان تحضر البحرين باسمها ، ونيابة عن السعودية ، وان تحضر عمان قلعة الصهيونية ، والرحمة كل الرحمة على الجبهة الشعبية لتحرير ظفار وعمان ، لهي قمة الخيانة الكبرى . وان تتخلف دول عربية عن حضور مؤتمر الصفقة ، صفقة القرن التي سمها نتنياهو بفرصة القرن ، هذا لا يعني انها ضدها ، بل غيابها لن يكون له من تفسير ، غير قلبي مع علي ، وسيفي مع معاوية . الآن تم الاجهاز على شيء كان يسمى بالقضية الفلسطينية ، وتم السماح في القدس لتدوسها جزمات عسكر آل صهيون ، وتناسى الجميع الجولان ، وبحيرة طبرية ، ومزارع شبعا ، والأراضي اللبنانية تحت الاحتلال ، وبدأ الجميع يصفق في هستيرية مجنونة لملوك ورؤساء عرب ليس لهم ما يقدمونه لشعوبهم الرافضة للدولة العبرية ، غير القمع ، والبطش ، والإرهاب كوكلاء للصهاينة في خنق أي معارضة شريفة ، تطالب فقط بالاحتكام الى ( الشرعية الدولية ) ، باسم الأمم المتحدة مجزرة ذبح كل القضايا العادلة . ان رقعة الدولة العبرية لن تبقى كما هي ، هل سينضاف اليها غور الأردن ، وكل المستوطنات التي اقامتها إسرائيل بطرق غير مشروعة . نتنياهو المُنتشي بالصفقة ، يصفق للرئيس دونالد ترامب Donald Trump ، والرئيس دونالد ترامب يصفق ل Natanyahou ، وكأن كل واحد منهما يهنئ الاخر بيوم الفوز العظيم ، لان كل منهما خدم الآخر ، والمسرحية الملعبة بإتقان ، تمر امام انظار الأنظمة السياسة العربية الخائنة ، وامام الشعب العربي المهزوم .. لقد نهض Natanyahou ، وDonald Trump من الرماد كطائر الفنيق ، فكيف يمكن فهم ان الرجلين كانا متابعين بالمحاكمات بتهم الفساد ، وكيف يمكن فهم قلب الصفحة بالصفقة ، التي ستخدم مستقبل الرجلين في الانتخابات الرئاسية القادمة . اليهود الامريكان يرضوا على ترامب ، لأنه أسس لدولة إسرائيل الكبرى ، والإسرائيليون يباركون نتنياهو ، لأنه تجاوز مطلب الدولة ، الى مطلب ارض إسرائيل .. وداعا فلسطين ، وداعا الجولان ، ودعا بحيرة طبرية ، ودعا مزارع شبعا ، وداعا الأراضي اللبنانية المحتلة . انها الخيانة ، انها الهزيمة ، خيانة أنظمة وهزيمة شعوب .
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المحكمة الإيطالية
-
قضية الصحراء الغربية ، قضية نظام جزائري
-
مغرب محمد السادس ، حصيلة عشرين سنة من الحكم
-
الاضراب // La gréve
-
هل النظام المغربي معزول ؟
-
جريمة / Crime
-
المجتمع الاسباني والعنصرية / La société espagnole et le raci
...
-
سنة وثلاثين سنة مرت على انتفاضة يناير 1984
-
قطر / اسرائيل ضالعتان في اغتيال الجنرال قاسم سليمان
-
كلمة أمازيغ
-
نفس المسرح // Le même théâtre
-
المغرب -- اسبانيا // Maroc -- Espagne
-
الحكومة الاسبانية
-
ايران - امريكا // Iran - SA
-
تعطيل تنفيذ احكام ( القضاء ) في حق الاملاك العامة للدولة
-
قصيدة شعرية / المغرب المنسي .
-
الرئيس دونالد ترامب
-
فخ المشكل الليبي : هل ستسقط فيه تركيا ، ام هو فخ منصوب لمصر
...
-
هل ستندلع حرب نظامية بين امريكا وايران ؟
-
كيف استطاعت الولايات المتحدة الامريكية من الوصول الى قاسم سل
...
المزيد.....
-
مصر تحظر الهواتف غير المطابقة للمواصفات.. ومسؤول: -مُقلدة وت
...
-
غارات أمريكية في الصومال.. ترامب يعلن استهداف أحد كبار تنظيم
...
-
كيف تجيب عن أسئلة طفلك -المحرجة- عن الجنس؟
-
الشرع: الرياض ستدعم سوريا لبناء مستقبلها
-
الاتحاد الأوروبي والرد على واشنطن
-
واشنطن تجمد ملياري دولار من أموال روسيا المخصصة لمحطة -أكويو
...
-
- الجدعان الرجالة-.. مشهد بطولي لشباب ينقذون أطفالا بشجاعة م
...
-
مفاجأة غير سارة تنتظر أوكرانيا من أحد حلفائها
-
زيلينسكي لا يعرف أين ذهبت الـ200 مليار دولار التي خصصتها أمر
...
-
إعلان حالة التأهب الجوي في ثماني مقاطعات أوكرانية
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|