أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمزة بلحاج صالح - العمل الجماعي ..الفريضة الغائبة ..















المزيد.....

العمل الجماعي ..الفريضة الغائبة ..


حمزة بلحاج صالح

الحوار المتمدن-العدد: 6475 - 2020 / 1 / 28 - 16:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


" فعالية ..نحو خطوة عملية لإعادة بعث حضاري للعمل الجماعي و التثقيفي بدل التشرذم و الإنقسام "

إذا كان العمل الجماعي قد أخفق عبر التجارب المعروفة من أحزاب مغلقة و وصولية و جمعيات بنفس المواصفات ..

لأن النظام الحاكم عربيا و إسلاميا و جزائريا طبعا كرس الفردانية واللامبالاة و التوجس من العمل الجماعي و اعتباره و تصويره بشاعة وهيمنة وقيدا ...

و نشر ثقافة الإستقلال والتحرر بما يسمى رأيا حرا يشارك به يساوي أحيانا رأي الخبير و العالم و هو خلاصة عقل إنطباعي مدمر و مأزوم لا ينتج الرأي بل ينتج التسطيح و التشرذم و الأنانية ...

و الإنهمام بالقضايا اليومية و عالم الأشياء و المادة و التشيؤ و التعالم و رفض الإصغاء لاهل الخبرة...

من غير ترك حيز للقاء الناس بعضهم ببعض والإهتمام و التفكير في الشأن العام و قضايا الأمة و المجتمع و التعاون من أجل المصلحة العامة و احترام تراتبية العلم و منح المكانة للأفضل...

بدل الإحتباس في عالم الأشياء و الماديات اليومية التي تتداعى من غير توقف تكرس الأنانية ...

يساعد على هذا الوضع ما قام به النظام الحاكم من تدمير رهيب للإنسان و للمجتمع المدني و الهيئات المدنية و الأحزاب و الجمعيات و العمل الفكري و العمل السياسي و منظومة القيم..

و تشيؤ الحياة العامة و اختصار حراك المجتمع ( لا يقصد الحراك الاخير لكن المقصود المدلول السوسيولوجي اي حركة المجتمع ) في مجالات محدودة ومثيرة للسخرية و التقزز و تزييفه و توريط أصحابه ...

ضف إلى هذا كله الضغط الذي أخضع له الأفراد و الأحزاب و الجمعيات و حالة الترويض و التهجين و انتشار الوصولية و الإنتهازية و التسلق حتى في الوسط الجامعي الذي يفترض فيه أن يبقى بمنأى عن هذا التحول القيمي المفزع و لو نسبيا...

أيضا الخيبات التي شهدها المجتمع من جهة المنتخبين والنواب وبعض من كان ينتظر منهم عطاء و منحا للوطن و المجتمع..

أو قل كان ينتظر منهم منحا و عطاء له شخصيا و من ثمة فقد شارك في صناعة هذه الخيبات و ها هو يدفع ثمنها و لا يبالي..

ساهم عندنا جزائريا في هذا الوضع و طغيانه على مستوى ثقافة الأفراد و العائلة و المجتمع ريوع البترول و البحبوحة المالية من جهة..

و أيضا أثار العولمة السلبية على المجتمعات المتخلفة و تهاوي نظام التعليم و الجامعة و البحث العلمي..

و اضطراب منزلة العلم و انتشار وسائل التواصل و دورها في تفكيك روابط التواصل و عرى المجتمع بما لها من إيجابيات أخرى...

كما انتشرت ظاهرة تسلسل انتشار العدوى و عموم بلوى حالة الوهن و اليأس عندالأفراد و المتعلمين و المثقفين الراغبين في التغيير..

لكنهم يرفعون الرايات البيضاء أحيانا قبل محاولة دعوة الناس و النضال في صفوف المجتمع فكل يرمي الاخر بالوهن ..

يفضلون الزعامات و رهن عقولهم لها و قد خرجوا لمحاربتها و يبجلون الحلول و الوصفات الجاهزة دون المشاركة في صنعها او الإرتقاء الى مستوى نقاشها ....

و الكل في النهاية إستسلم لتداعي الوهن عند طالب و رافض التغيير أو قل الباحث عن بأسهل الطرق دون بذل و اندثرت هكذا تقاليد المثابرة و المصابرة و الإلحاح و الإصرار و نقد الذات...

و نسي المسلم أن دار الدنيا دار عبور قالها بلسانه و عزفت عنها جنانه و كان يفترض أن تشكل فهما ايجابيا يساهم في تصويب وجهته في الحياة باعتبارها معبرا للحساب و استحقاق الثواب...

يقيم العزاء و لا يعتبر بالموت هادما اللذات الفاسدة و اللامشروعة بل خطابه في واد و جوارحه في واد..

فصامية رهيبة لا تحقق معاني الإستخلاف الحقيقي في الأرض و لا معاني التمكين في الأرض بل ترسخ قيم الإستهلاك دون الإنتاج..

كأن المسلمين " دهريين " هم أصحاب " أرحام تدفع و أرض تبلع "...

و انتشرت ثقافة التبرير "عليك بأهلك و أولادك " و وجد الكل متدينا و غير متدين نشوته في متع الدنيا و حاجاتها التي لا تنتهي...

بداية من مقولة تربية الأولاد و دراستهم و رعايتهم و التفكير في مستقبلهم و حاجاتهم اليومية إلى التفكير في العقار و السكن و المركب و المصيف و ربما السفر إلى الخارج و ايجاد موارد أخرى له و لنسله وغير المورد الوظيفي أو الأول أو المهني و الأصلي و تكالب على جمع الريوع و لو بالحرام فذلك هو الذكاء و الفطنة و تامين المستقبل ..

تكالب و لهث رهيب يجعل البعض يسرقون المال العام كل بطريقته الخاصة و لسانه لا ينقطع عن ذكر الله بل قد يصلي و يحج ...

و يحضر الجنائز و الماتم و احيانا يتصدق بالزهيد و لا قناعة له بل يلهث كالكلب و لعلك تجد على صفحاته أدعية و ذكرا للموت و حكما و هو في باطنه يقول إنها أقنعة تبعد الناس عن التفكير في كوني من الوحوش البشرية المتتبعة للريوع و لا يرى مانعا من شرب قارورات خمر و كحول و معاقرة النساء في جلسات مغلقة ينفق فيها ملا ينفقه على مشروع معرفي و فكري و بحثي ...

و ألبس كثير من المتدينين هذه الحالات لبوس الدين و الأخلاق و تأول لها الايات و الأحاديث ليبرر بها عزوفه عن العمل الجماعي و أضاف لها الشطارة و المسلم كيس فطن و التجارة بارك فيها ربي ...

أما فريق من الحزب المحل فانقسم الى أربعة أقسام فريق تورط مع السلطة منذ زمن و نال استحقاقه و فريق بقي نزيها لكنه نقم على المجتمع الذي يقدر أنه خانه و عليه لا يجب الثقة فيه ثانية بعد تلك التضحيات الكبار و فريق تراه يبحث عن سبيل للمشاركة و تحصيل قسمة من الكعكة على شاكلة الأحزاب الإسلامية التي تلون في كل مرة مواقفها بلون الدين من فقه و مصلحة و كم هو النص مطاط و فضفضاض لمن لا يخاف الله و يقبل بالنيابةو المشاركة الانتخابية و هو لا يقدم للأامة شيئا يغير من حالها إلا من رحم ربي و قسم قليل جدا لا زال يكافح صامدا تبدو عليه علامات الإخلاص و الصدق و لا إخلاص و لا صدق إلا بعد اختبار و ممارسة ...

أما العلماني فهو أيضا يجد من التبريرات الكثيرة على رأسها أن " الدين شأن فردي لا سياسي و لا عمل جماعي " حتى تفردن المجتمع و عمل بعقيدة الخلاص المسيحي و " أن و بعدي الطوفان " و " عليك بخويصة نفسك و أهلك " ....

نجح النظام الحاكم في جعل العمل الجماعي سلوكا إجتماعيا و حضاريا و تثقيفيا و سياسيا غريبا و مستهجنا و نشازا و خرافيا و جعله يفهم قلة يقظة و لا معنى له و مثيرا للتوجس و سوء النية و الرغبة في الإستغلال و تسلق البعض بجعله مطية حتى اصبح يرادف كونه طريقا فقط للتسلق و التوظيف..حتى نزعت الثقة اطلاقا و للامر اسباب و بعضها هروب و تبرير ....

و ممن ساعدوا على نشر هذه المعاني أيضا تيار السلفية المدخلية " العلماني " في جوهره..

انتشر تدين قشري درويشي لا هو بالعرفاني و لا هو بالحركي و لا هو بالقائم على معرفة راسخة بقيم و مقاصد الدين...

يتمثل في الإكثار من الأدعية و النوافل و الصيام و العبادات الفردية و القشرية في كل لحظة من اليوم...

و منشورات توزع بين أهل الإفتراضي ترسخ التواكل و خوارق العادات و المعجزات و تسهيل الأمور من غير سعي ...الخ تخلو من المعرفة و العلم و العقل و الفهم السليم للدين...

و انكفأ اساتذة الشريعة على بحوثهم الغارقة في التراث و مسائل يتوهمون أنها إشكاليات راهنية و أخرى هي تجديد للاصول و المقاصد ..الخ ..

يوهمون الناس بأنه لا بد من تعليم الناس الدين و بناء المجتمع دينيا و ترك الحديث عن السياسة و لو أن منهم من لا علاقة لهم بالسلفية المدخلية غير أنهم لا يختلفون عنهم في الغايات و الثقافة و الذهنية....

امتص النظام الحاكم ظاهرة التدين الحي عبر بعض الزوايا و السلفية المدخلية و أحزاب مروضة تساهم معه في قسمة الكعكة و الكوطات و جمعيات لها سقف من الحرية تمتص غضب الناس و أحزاب إسلامية و غير اسلامية تنتظر لم يحن دورها بعد في نيل مستحقاتها....

هكذا ضاعت قيمة العمل الجماعي و اندثرت...

لا يعد هذا قدرا محتوما بل إن الخلاص منه يبدأ من الذين اقتنعوا بوجوب التغيير أن يبدأوا بأنفسهم أولا

و يحاربوا الوهن الذي يشدهم إلى الأرض و يتخلصوا من ذهنية التبرير و اليأس و القول دون العمل التي تسكنهم و تطبع سلوكهم ...



#حمزة_بلحاج_صالح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا فهم للفلسفة و الفكر بالوكالة .. إقرأ حتى لا يقرأ لك غيرك ...
- كلمة في النخب و عامة الناس (1)
- أنوار النفر و ظلمات السرب
- المشتغل بالفلسفة و الفيلسوف و بينهما المتفلسف
- في فلسفة الربيع ميمون و مقاربة - القيمة - ظاهراتيا من خلال خ ...
- سعيد جاب الخير ..ابو جرة سلطاني ..الاسلام ..شحرور و اركون..
- نص حول المثقف الجزائري للشاعر و المثقف ميلود خيزار
- في أصول الإستبداد العربي الإسلامي..و كيف صنع طاغية اليوم تار ...
- الهوية بين طرفي نقيض
- في الضجيج المانع للرؤية في الفضاء العام الجزائري
- محن الماضي و التاريخ تفرقنا و لا تجمعنا فلنستبصر في المشتركا ...
- أفلام الخيال و الأكشيون أم صفحات معارضة
- في الموادة و الولاء و البراء و تهنئة المسيحيين بعيدهم .. (2)
- كهنوت الفلسفة و الفكر و المعرفة ..
- كن معي أو لا تكن فإن الله معي ..
- العلم و التنوير و العاهات النفسية في عالمنا العربي و الاسلام ...
- في النص ضد النص ..و في لاهوت الشيعة و السنة
- في نقد كتب الإصلاح التربوي في الجزائر..
- مخاطر القراءات الماضوية و الحرفية و التبعيضية للقران
- التفلسف من غير معالم تقليد غير مبصر..


المزيد.....




- عيد الفطر في مدن عربية وإسلامية
- العاهل المغربي يصدر عفوا عن عبد القادر بلعيرج المدان بتهمة ق ...
- المرصد السوري يطالب بفتوى شرعية عاجلة لوقف جرائم الإبادة
- عبود حول تشكيلة الحكومة السورية الجديدة: غلبت التوقعات وكنت ...
- بقائي: يوم الجمهورية الإسلامية رمز لإرادة الإيرانيين التاريخ ...
- الخارجية الايرانية: يوم الجمهورية الإسلامية تجسيد لعزيمة الش ...
- الملك المغربي يعفو عن عبد القادر بلعيرج المدان بتهمة قيادة ش ...
- بكين: إعادة التوحيد مع تايوان أمر لا يمكن إيقافه
- العالم الاسلامي.. تقاليد وعادات متوارثة في عيد الفطر المبارك ...
- اتصالات هاتفية بين الرئيس الإيراني وقادة الدول الإسلامية


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمزة بلحاج صالح - العمل الجماعي ..الفريضة الغائبة ..