أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حنان بديع - حين تتزين النساء ويتأنق الرجال بوحشية














المزيد.....

حين تتزين النساء ويتأنق الرجال بوحشية


حنان بديع
كاتبة وشاعرة

(Hanan Badih)


الحوار المتمدن-العدد: 6475 - 2020 / 1 / 28 - 15:06
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


نحن في عصر يعيش فيه كثيرنا برفاهية وترف ، أنا شخصيا أعشق مصطلح (ترف) وأجده جميلا ليكون اسما لفتاة مثلا ، لكن ليس كل ترف نعيشه جميلا وأخلاقيا بالضرورة ،فهناك أنواعا من الترف نستمتع بها ونروج لها لكنها وبنظرة تأملية تبدو ليست إلا تصرفات أنانية للإنسان ككثير من الأفعال التي ننتهجها لمصلحة آنية دون اعتبار لخلفيتها الانسانية مثلا ، منها استخدام جلود الحيوانات اذ تعتبر قضية الملابس والاكسسوارات المصنعة من جلود الحيوانات قضية ذات أبعاد أخلاقية كبيرة..
فهل حقا، يجب الامتناع عن استخدامها وكيف يمكن أيقاف هذه الظاهرة؟
لا شك أن الملابس والأحذية والحلى المصنعة من جلود الحيوانات وفرائها هي الأغلى ثمنا اذ أن جمال شكلها ومقاومتها للتلف يؤثر على قيمتها وحرصنا على استخدامها واقتنائها بل والتباهي بها، كالأحزمة والأحذية والقفازات والقبعات والحقائب والسراويل ، لكن السؤال الذي يطرح نفسه ، هل ما زلنا في حقيقتنا ذلك الانسان البدائي القديم الذي يصطاد الحيوان للحصول على غذاءه والتزين بجلوده ؟ أم لدينا خيارات أخرى تتيح لنا التمرد على هذه الصورة الوحشية ؟
لقد كانت جلود الحيوانات في العصور القديمة حاجة معيشية لكننا في هذا الوقت لابد وأننا انتقلنا من مجال الضروريات الى مجال الكماليات على الأقل في موضوع الزينة والترف .
في الحقيقة إن كثير من الحيوانات تواجه خطر الانقراض للعديد من الأسباب ، لكن استخلاص الجلود من بشرة الحيوانات لاستخدامها في صناعة الملابس والزينة التي تدخل في اطار الترف يبقى أهم الاسباب وأكثرها قسوة .
إن تطور الوعي البشري والحضاري قد طور لدينا أو لدى الكثيرين منا نوازع الرحمة فأصبحنا نستنكر عمليات الصيد التي تتم بدافع التسلية أو الربح أو الترفيه وذلك للحفاظ على التوازن البيئي على أقل تقدير ..
فلك أن تتخيل عزيزي القارئ أن كل قطعة فاخرة نتزين بها رجالا ونساء قد كلفتنا انقراض أنواع نادرة من النمور كالنمر(التسماني) ونمر(اليوان) وهي حيوانات عمرت للآلاف السنين وانقرضت فقط كي تتزين نسائنا برفاهية ويتأنق رجالنا بترف!
قد يبدو أنني أكتب في موضوع لا يهم القارئ كثيرا ، كونه لا يمس ضروريات حياته وهمومه الشخصية لكنه حتما يمس ضميره الذي يجعل منه إنسانا يرفض أن يرتدي قطعة جلد يقف خلف مشهدها حيوان ينزف ألما تم نزع جلده حيا كي يحتفظ بجودته ليس إلا!!

على أية حال ، أدرك أن هناك على الجانب الآخر رأي يقول بأن التخلي عن جلود الحيوانات بشكل كامل غير مجدي إذ أن هناك مستلزمات مثل الخيوط الطبية لا تصنع إلا من جلد الحيوان كما أن أوتار الآلات الموسيقية مثلا لا تستقيم صناعتها دون جلود الحيوانات ، ثم ماذا عن سكان المناطق الشمالية الباردة الذين لا يحصلون على الدفيء الكافي ما لم تكن ملابسهم من جلد الحيوان الطبيعي فهي حالات تبدو فيها الجلود ضرروه لحياتنا وليست ترفا على الاطلاق ..
هذا الجدل بين مؤيد ومعارض يبدو محيرا ، لذا أضع حيرتني أنا أيضا بين يدي القراء ،، فما رأيكم ؟
هل تفضلون ملابس أقل ترفا وأناقة وارتداء جلد صناعي أقل جودة ؟ أم أن استخدام جلود هذه المخلوقات المسكينة واقع مؤلم لا حيلة لنا فيه ؟ "يعني ما وقفت علينا " ..
لكم الحق بالحيرة والامتناع عن التصويت ، كما لكم الخيار أيضا بالامتناع عن المشاركة في هذه الجريمة الاخلاقية حتى وان لم يتغير واقع الحال .



#حنان_بديع (هاشتاغ)       Hanan_Badih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أكتب..
- حياة واحدة لا تكفي !
- النجدة .. قبل فوات الأوان
- الانسان بلا حلم ذكرى إنسان
- جرحي النازف -قصة ليست قصيرة
- فيروس الطلاق
- كن أنانيا بما يكفي
- ثرثة فلسفية
- اين نحن من انسانيتنا؟
- الحب حقيقة ام وهم؟
- شوكولاته بالحليب - قصة قصيرة
- شوكولاته بالحليب- قصة قصيرة
- شعر
- الانوثة سؤ حظ
- أسدنا وأسدهم
- التعويض بالطلاق والزواج
- حين تتكلم العطور !
- إعترافات ديكتاتور !
- شيخوخة الروح
- المرأة مخلوق فضائحي


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حنان بديع - حين تتزين النساء ويتأنق الرجال بوحشية