أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فلورنس غزلان - المسموح به في سورية، هو الالتزام بالممنوع














المزيد.....


المسموح به في سورية، هو الالتزام بالممنوع


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 1568 - 2006 / 6 / 1 - 11:24
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


المسموح به في ســــــوريــة، هو الالتزام بالممنوع فقط!

منذ أكثر من ثلاثة عقود ونيف، والمواطن السوري يحلم أن يعيش إنسانيته كباقي الخلق، نعم ، هذه حال المواطن الذي يفتقد للحرية، ويحاسب على رأيه المغاير للسلطة، وكأنه من فصيلة نوعية معدة خصيصاً للتجريب في مخابر سلطات وحكومات الأنظمة القمعية الاستبدادية، والديكتاتوريات العسكرية، نموذجاً للشعوب المُستعبَدة من بني جلدها، ومن مواطنين خطفوا السلطة عنوة، وتمترسوا فيها، لم يختر المواطن حاكمه بحرية منذ عهد بعيد، يُمارس عبوديته متماهياً برضى سيده ، تَعلمَ الحرص والصمت، ومارسَ العته والبله كطريقة للنجاة من عقاب الجلد والبطش والصلب، لهذا تجده خير من أتقن أساليب اللف والدوران، والنفاق والحذلقة ، مستخدماً وجوهاً عديدة وشخصيات متناقضة، يحترف مهنة البهلوان في النهار، و يخبيء اكتئابه وهلوسته للبيت في الليل ، لا يخفي حسده وحقده على الشعوب الأخرى، ليثبت وَفاءه لتربية الحزب القائد للدولة والمجتمع ( حزب البعث )، في خطاب يملأ فراغ معدته بعقدة المؤامرة والضحية، مغطاة بعقدة ، التفوق العروبي والقومي كمصيدة داخلية، وكغطاء للتمويه والتصدير .
هل يختلف هذا الشعب عن باقي شعوب الأرض؟، بلى إنه يملك قدرة الصبر والاحتمال، إلى جانب الذكاء، لأنه مازال يحمل بذور النقاء، في دمه ونبضه...تاريخ أبطال نهضته وتحرره ( عبد الحميد الزهراوي، عبد الغني العريسي، عمر حمد، شفيق مؤيد العظم ، نايف تللو، رشدي الشمعة، الأمير عمر الجزائري، شكري العسلي، رفيق رزق سلوم،، جرجي موسى حداد...الخ).
لكن هل سيطول صبره أكثر، بعد هذه الهزات العنيفة ، التي توقظ الأموات من سباتها؟.
هل سيصحو، ويسأل ويتساءل عن حقه في الوجود، وعن معنى البطش والمعاناة؟ .
لماذا ينكل به حكامه لهذه الدرجة؟، وهو الذي يمارس كل أساليب الطاعة منذ عهده بسلطة البعث ، وسلطة الحكم الجملوكي، التي جاءت لتشعل فتيل النفور والاشمئزاز، وتفتح كل الجروح النازفة ،كم من المرات حاول هذا الشعب المسكين ، أن يدفنها ويعمل على التصالح مع قاتليه وجزاريه، أملا بأن الحكم الشاب ...سيحمل له بشارات الشباب؟ !!! ولا يمكن إلا أن يقرأ الواقع المختلف اليوم بصورة أكثر وضوحاً ونضجاً وشباباً، سيما وأن موازين القوى وتقاليده وقواه اختلفت، سيما وأن موازين المنطقة وأحداثها، لم تعد في صالحه، وخسر كل أوراقه وخيوطه التي كان سلفه يقبض عليها بفعل ظروف ساعدته ودعمته لمصالح نفذها للقوى الكبرى وله فيها اليد الطولى، فمنحته هذه القوى بعض الامتيازات في المنطقة بالمقابل ، لكن الحاضر مختلف الظروف والأحداث واللاعبين!!، ومدرسة السلطة لم تقرأ الواقع إلا بعين الماضي! والتربية العائلية غلبت على العلم وقراءات الكون، فجاء الحكم الشاب مطابقا ومنفذا لإملاءات الماضي ودروسه، دون الأخذ بعين الاعتبار للتغييرات التي طرأت من حوله ، داخل بلده ومحيطه، وفي العالم أيضاً..بل مستشاري النظام في دائرته الأسرية الضيقة، أصابهم عمى السلطة وداءها ومرضها، وأحلوا لأنفسهم كل الوطن مالا حلالاً ...يغرفون منه دون حسيب أو رقيب، والوطن مجرد مزرعة ، يختارون منها خراف الضحية، ويغيبون كل من يخرج عن الولاء ، ويملك القدرة على الكلام والاعتراض، حينها يُحمَل على الانقراض ...وعلى أن يكون عبرة لكل مخالف ،يتضح لنا هذا من تنوع الهوية السياسية للمعتقلين في الفترة القصيرة السابقة!، أرى أنها، هــــــويــــــة وطــــــــن.
اعتَقدَ أولي الأمر والنهي، أن الوطن لهم وحدهم، فأصدروا فرامانات المنع والقمع والخطوط الحمر...ممنوع على من يسمون أنفسهم مواطنين...التنفس..ممنوع عليهم ...الحركة...التجمع...الكلام...الكتابة...القراءة..الأكل حتى الشبع..الاشتهاء والحب ،ــ إلا حب السلطة!!ــ
ممنوع عليهم الخروج من الوطن، والعودة إليه...ممنوع ...ممنوع ...ممنوع...إنهم مملوكين، أليس هذا ما صرح به مسؤولي الوطن؟ واعتبروا المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين من أصحاب الرأي ــ حسب القوانين والمواثيق الدولية والسورية أيضا ـــ خرقا وتدخلا سافرا بسيادة النظام!!!.
مسموح لهم أن يعيشوا ويموتوا بالطريقة التي تريدها السلطة...مسموح لهم أن ينفذوا الممنوعات فقط..
فلورنس غزلان ــ باريس 20/05/2006



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحبك ولو أسيراً...كما الوطن
- لماذا هذه الحرب وهذا السعار من النظام السوري على الشعب؟
- ذاكرة الخوف....ذاكرة الرعب، والألم
- هل هي مؤشرات انتحار النظام؟ أم مؤشرات الخراب على مبدأ نيرون ...
- عائدات بترول العرب للعرب....شعار أيام زمان!!
- للنظام السوري خطوطه الحمراء، وللمعارضة أيضاً!
- هل ستمطر سماء طهران جحيماً أسوداً، كما أمطرت سماء بغداد؟
- لماذا تعشش الطائفية في بلادنا؟؟؟؟؟؟؟؟
- تناقضات النظام السوري، وبعض معارضيه
- رؤيا
- لجنة للتنسيق، أم لجنة للتفريق؟
- صرختي الأخيرة للمعارضة السورية
- هنيئاً للمرأة المغربية فرحتها..بحلم يتحقق، إلى متى تظل المرأ ...
- أين تخطيء المعارضة السورية، وكيف يمكن تلافي الخطأ؟
- !!من الآن فصاعداً، سيكون يوم القمة العربية يوم عاشوراء
- شتان بين طلابنا وطلابهم، من يتحمل خطأ الفرق؟
- نداء تضامني مع المرأة السورية، في نضالها لتغيير قانون الأحوا ...
- نص الكلمة التي ألقيتها في لقاء المعارضة السورية برعاية معهد ...
- أمراض الوطن في جسدي
- تحت سقف المعارضة، ألوان لمعارضات!


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فلورنس غزلان - المسموح به في سورية، هو الالتزام بالممنوع