أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علي شايع - حوارات المنفيين -10














المزيد.....

حوارات المنفيين -10


علي شايع

الحوار المتمدن-العدد: 452 - 2003 / 4 / 11 - 01:52
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


حوارات المنفيين
-10-    

        

يحكى عن تاريخ الثورة الفرنسية ؛ان سلسلة طويلة من الانتفاضات الشعبية شهدتها ازمنة باريس، حتى انتهت بها الى ثورة فرنسا الكبرى عام 1789 ، ويحكى ان حجارة الرصف في شوارع باريس كانت تثبت جيداً بالأسمنت علي عكس ما كان يحدث في غيرها من المدن الأوروبية في ذلك الوقت لمنع العامة من نزعها والقائها علي الجنود!.

هل سأفلح في هذا المفتتح دعماً لرهان الاستاذ امير الدراجي  في مقاله (( بيان اولي)) العاصف بالاسئلة (كعادته) ، رهان قلع الكثير من احجار الطرق الفكرية الان،واعلان نهايات الرصف الايديولوجي، وهي تتداعى بعيدا عن امل الشعب العراقي كتماثيل طاغية تسحقها دبابة غازية ربما هي من ذات الشركة التي صنعت دبابة الانقلاب سيء الصيت، التي اعتلاها  الطاغية واشباهه.
انه زمن اقتلاع الاصنام .
 وياله من مشهد محزن ومربك بشكل كابوسي وهستيري : الدبابات الامريكية تظهر على شاشة التلفزيون تخترق بغداد بينما تعلو المآذن اصوات التكبير!!... الغريب ان ما ردّدته المآذن،(( ..........الله اكبر كبيرا،والحمد لله كثيرا......)) هو مابقي في ذاكرتي بقوة من ما سمعته في فلم الرسالة يوم  فتح مكة من تهليل وتكبير ،وتمنيته الان كابوساً،استفيق من المه الجمّ، لكنه كان بنفس اللحن، وكان الزحف زحفاً.ربما كانت المآذن بانتظار الفاتح الآخر؛ الفاتح الضحية ، لا الفاتح المستبد.لكن التكبير بقي يتردّد في الفضائيات، ومعه يتردّد في الافق تساقط القذائف الموجع.........بمثل هذا الاحساس الشائك والمقزّز اختلطت الاوراق وستختلط اكثر في زحمة الحدث، وفي اختناق التراكمات، وآنية ما يتسارع  لقلع الافكار التي تراكم في تواريخها خطاب الاستبداد،وها هي الدبابات تزحف والاحجار تتطاير، ومعها ينقشع ما ران على جمال بغداد من شعارات تمجّد القيد. وأسأل: ترى أو لم يتراكم في ازقة العراق الان مايكفي من الحجارة؟، بعد ان هدمت في جنباتها الصواريخ ما يكفي من الركام لثورة عراقية،اولى،كثورة باريس؟،والحجارة هنا رمز لبطولة التغيير وتحطيم اللات بلاءات الافكار الرافضة للتدجين الايديولوجي بكل ما أوتي التغيير.
هل سيدجّننا الغزاة بعد انجلاء غبرة الزحف الدامي ، وبعد ان وجدوا من يغني على وقع قذائفهم ،الاغنية الغامضة؛ أعط خبزك للخباز ولو أكل نصفه؟. وسيركنون الى الخباز ملياً. فهل سيركن المثقف الى الخباز الغازي، هلامي  الثقافة جاهز النص؟. ام سيتـّخذ من  صومعته الركن الذي اسماه مالك بن نبي ركن الجدل المشع لذاته؟ ، حيث يصبح الايمان جدلياً دون اشعاع، مجرد من الاخر، نزعته ورسالته فردية،ويصبح عاجزاً عن دفع الحضارة الى السؤال الذي هو سرّ حركتها،ما اسماه وحذّر منه بن نبي من ايمان الرهبان ممن يقطعون صلاتهم ويتخلون عن مسؤولياتهم. وشبههم بمن لجؤوا الى صوامع المرابطين منذ عهد ابن خلدون، ام سيخرج من بين الركام، المثقف الذي يطرح السؤال المزعج دائماً، الذي يغضب الاخر حدّ البحث عن الحقيقة،المثقف الذي بحث عنه ارسطو في كتاب (الأخلاق) : "أن يغضب الإنسان فهذا أمر سهل ولكن أن تغضب من الناس الشخص المناسب وفي الوقت المناسب وللهدف المناسب وبالأسلوب المناسب فليس هذا بالأمر السهل".
في قادم العراق سنحتاج كثيراً ان نغضب بعضنا البعض ،ونفهم بعضنا بالفعل الثقافي للتغير الاجمل..الفعل الذي يعلمنا الانجاز، وليس الذي يمنحنا المنجز ناقصاً، وليتني احفظ الان بيت الشعر الرائع للحاج زاير الذي يقول مامعناه؛ لا تعطني سمكة، ولكن علمني كيف اصطاد.



#علي_شايع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليمهلنا الموت
- متابعات صحفية
- متابعات صحفية
- متابعات صحفية
- حل ألكتروني لتجنب الحرب
- حوارات المنفيين
- متابعات صحفية
- حوارات المنفيين - 7
- متابعات صحفية
- متحف للزعيم
- حوارات المنفيين- 6
- حوارات المنفيين - 5
- متابعات صحفية - 47
- حوارات المنفيين
- حوارات المنفيين
- 2003 ايها العام .. الخاص
- حوارات المنفيين
- الحقيقة اعزّ من افلاطون
- متابعات صحفية
- متابعات صحفية


المزيد.....




- مدفيديف: الناتو منخرط بشكل كامل في الصراع الأوكراني
- السعودية.. إحباط 5 محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب -الكبتاغون- ...
- مصر.. الداخلية تكشف تفاصيل واقعة مصرع عامل دليفري بعد تداوله ...
- اليونيفيل: إصابة 4 جنود إيطاليين من قوات حفظ السلام في جنوب ...
- محمود الهباش: وجود إسرائيل في غزة لن يكتسب شرعية مهما طال
- مشاركة عزاء للرفيق رؤوف الحباشنة بوفاة جدته
- من هو الكاتب بوعلام صنصال وما مصيره منذ وصوله للجزائر؟
- خبير عسكري: الاحتلال يستهدف مربعات سكنية بسبب تعثر عمليته ال ...
- هل اكتشفت أم محمد هوية الواشي بنصر الله؟
- قوات الاحتلال تقتحم جنين ونابلس واعتداءات للمستوطنين في الخل ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علي شايع - حوارات المنفيين -10