أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسن محاجنة - حمزة يبصق في وجوهنا ...














المزيد.....


حمزة يبصق في وجوهنا ...


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 6474 - 2020 / 1 / 27 - 16:08
المحور: المجتمع المدني
    


نعم إنه يبصق دما، من كل خلية في جسمه ....
نزيفٌ أوصلهُ إلى الراحة المأمولة، بعد أن سُدّت في وجهه، كل المنافذ.
وأُغلقت كل سبل الهروب،
نحو دفء في هذا الزمهرير.
وكيس من البطاطا المقرمشة، يتلذذ به، ويتغلب على حرمانه .
لقد أحزنني هذا الخبر، حتى طفرت بالدموع عيناي .
الطفل حمزة المعلم، هو الطفل الذي قضى نحبه، واستراح من قرف هذه الحياة، التي لم تستطع أن تُقدم له، أدنى حماية ... وقصته في هذا الرابط : يُرجى مشاهدة الفيديو :
https://bit.ly/2vlnoBm
يصطف حول جثمانه المثخن جراحات، الجيران والجارات ..
مدير المدرسة والمعلمات ..
أبناء صفه من الأصدقاء والصديقات ..
رجال الشرطة والدوريات ..رجال القانون من المحامين والمحاميات ..
أخصائيو علم النفس، علم الاجتماع وعلوم الجريمة .
كلهم يروون كشهود مباشرين أو غير مباشرين ، عرفوا حمزة بشكل شخصي أو لم يعرفوه.. وسمعوا همس آلامه، وصراخ جراحاته.
سمعوا عويل معدته الفارغة.
سمعوا رجاءه وحلمه بيد حنونة تمسح دموع القهر وأنّات الوجع المقهور والمكبوت في دواخله المهشمة ..
لم يتحرك من كل هؤلاء ، سوى ملائكة صغار من أبناء وبنات صفه، الذين قاسموه لقمتهم ..
ويلٌ لنا وويلٌ لهم ..
من يوم شمسه لن تغيب .
ما جرى لحمزة، يجري لآلاف الأطفال،
يعيشون بيننا ولا نراهم ،
وكأنهم يرتدون طاقية الإخفاء .
ما جرى لحمزة هو نتاج ثقافة عطنة فاسدة، ما زال يتغنى بها البعض.
ثقافة لا تستسيغ التدخل وقت الضرورة، " أنا شو دخلني ؟!!" ،" وأنا مش أدرى بمصلحته من أبوه"..!! لكنها تشجع على حشر الأنف، والتدخل في زي فتاة في الشارع ..
ثقافة تمتنع عن تقديم شكوى في حالة كحالة حمزة، لكنها تتراكض لتقديم الشكاوى على منشور على الفيسبوك، "يعتقدون بأنه يمس ثقافتنا وعاداتنا".
ثقافة تقمع التفكير والمبادرة، وتشجع على القمع ..!!
انها ثقافة لا تستقوي إلّا على الضعيف، وتتغنى ليل نهار بالتراحم والتكافل.
كيف تنام معلمته ومدير مدرسته، بعد ان لم يستجيبوا لطلب حمزة، المبيت في المدرسة ...؟!
كيف يستمر ضابط الشرطة في تأدية وظيفته، بعد أن قَبِل بتعهد مُوقع من الأب المجرم، بأنه لن يعود لتعذيب إبنه، حمزة ..؟!
كيف ، وكيف ... كيف ، وكيف؟؟
أكتب والألم يعتصرني... لكنني أريد أن يكون رثائي هذا لروح حمزة ، بمثابة تحريض لنا جميعا، على عدم السكوت والتفرج على أي طفل يُعذّب في محيطنا وبيئتنا ..
وأخيرا صدق المثل الشعبي القائل : " مرت (زوجة )الأب، غضب من الرب ، لا بتحب ولا بتنحب " ... وليس كلهن جميعا ، لكنها الثقافة التي لا تتوقع من زوجة الأب أن تكون إنسانة ...



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهكذا تحتفلون؟
- ديالوج .
- صهوة جواد اسحم ...
- بناتي واللغة العربية ..
- تمخضّ الجبل ...
- شيطان الشعر
- بين الإنتفاخ الفاشي والخنوع الراضخ..!!
- تقاطع الأيديولوجيات المتناقضة ...
- شذراتٌ من سنوات مضت ..
- قليل من الخمر ..
- الامبرلالية .. أو نحو تعريف جديد للمثقف .
- علمانية بمرجعية دينية ...
- مرثيةٌ لنهدٍ مُغادر
- من القاتل ..؟!
- منع التجول والتوجيهي ...!!!
- ما لكم ... قبحكم الله ...؟!
- الراديكالية والنسوية .
- بين هاشتاغين ..!!
- مسيرة القتل ...
- de jure وال- , de- facto ما بين


المزيد.....




- مسئول أمريكي سابق: 100 ألف شخص تعرضوا للإخفاء والتعذيب حتى ا ...
- تواصل عمليات الإغاثة في مايوت التي دمرها الإعصار -شيدو- وماك ...
- تسنيم: اعتقال ايرانيين اثنين في اميركا وايطاليا بتهمة نقل تق ...
- زاخاروفا: رد فعل الأمم المتحدة على مقتل كيريلوف دليل على الف ...
- بالأرقام.. حجم خسارة ألمانيا حال إعادة اللاجئين السوريين لبل ...
- الدفاع الأمريكية تعلن إطلاق سراح سجين كيني من معتقل غوانتانا ...
- دراسة: الاقتصاد الألماني يواجه آثارا سلبية بإعادة اللاجئين ا ...
- الأمن الروسي يعلن اعتقال منفذ عملية اغتيال كيريلوف
- دراسة: إعادة اللاجئين السوريين قد تضر باقتصاد ألمانيا
- إطلاق سراح سجين كيني من معتقل غوانتانامو الأميركي


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسن محاجنة - حمزة يبصق في وجوهنا ...