|
التقديم الناعم في رواية -قلب الذئب- ماجد أبو غوش
رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 6474 - 2020 / 1 / 27 - 10:12
المحور:
الادب والفن
هذا العمل الروائي الثالث الذي اقرأه لماجد أبو غوش، فبعد عسل الملكات، وسارة الحمدان، جاءت "قلب الذئب، والتي لم تخرج من ثوب الروايات السابقة، فهو يستخدم اللغة البسيطة والسهلة، ويعتمد على الفصول لقصيرة، وهذا يجعل رواياته (قصيرة)، لكنها توصل الفكرة من خلال اسلوب سلس وشيق، فرغم أن هناك صدام ومواجهة مع الاحتلال، وحتى اعتقال، إلا أن السارد في "قلب الذئب"، جعل من هذه المواجهة وهذا الصدام أسلوب للسخرية والاستهزاء بالاحتلال، ولم تقتصر مواجهة "قلب الذئب" على الاحتلال، بل نجدها أيضا حاضرة في مواجهة انحراف الحزب، ولكن التألق كان عندما واجهة "قلب الذئب" رجال الدين، بعد أن اصيب بسرطان الدم. ولم يكتفي السارد بالتقديم الناعم للمواجهة، بل نجده يستحضر المرأة "سلمى" والتي اعطت الرواية لمسة هادئة وناعمة تتماثل وطبيعة المرأة، من هنا كان البحر والمدن الفلسطينية تضفي لمسة جمالية على الرواية، وبعد أن استحضر المرأة، والطبيعة، كان لا بد من استخدم عنصر الفرح الثالث، فكان الشعر والغناء حاضرة في الرواية، وهذا وأضاف جمالية أخرى على الرواية، فالمقاطع الشعرية التي تخللتها الرواية لم تأتي من باب (برز العضلات)، بل جاءت كجزء أساسي مهدئ ومخفف لقسوة الأحداث. "عبود الصاحي/قلب الذئب" والاحتلال من هنا نحن أمام عمل روائي يقدم احدث قاسية، لكن بلغة وأسلوب ناعم، وهنا يكمن ابداع السارد، تقديم مادة صعبة بطريقة سهلة وسلسة، وهذا يخفف على القارئ ولا يرهقه، ويجعله يتقدم من الرواية بسرعة واندفاع وشهية، الشخصية المحورية "عبود الصاحي" الذي يواجه كل ما يتعارض معه، فلا يعرف المهادنة، فالصدام سمته، كما أنه لا يبالي بمن يواجه، أول مواجهة له كانت على بحر يافا، مع دورية لجنود الاحتلال: "ـأنت شو بسوي هون؟ ـ (بحكي مع البحر وبشرب قهوة، مع ابتسامة صفراء ـ بتضحك علينا؟ ـ لا، أبدا ـ مجنون إنت؟ ـ نص مجنون ـ أنت إسرائيلي ـ غير صحيح، أنا فلسطيني. ـ كيف. هي هويتك زركا، يروشليمي ـ فلسطيني سمان القدس، أتركوا القدس وخذوا هويتكم. ـ عن جد أنت مجنون، ما في فلسطين حبيبي، كلها أرض إسرائيل، والله وعدنا فيها وأعطانا اياها. جد؟ لا أظن هذا صحيا ـ ليش حبيبي؟ ـ لأن الله لم يستشر أصحاب الأرض الأصليين في هذا، والله عادل، لا أظن أنه طرب لحضرتكم هذه الأرض لتعيثوا فيها فساد. ـ هذا مكتوب في التوراة ـ حتى لو كان هذا صحيا، عودوا لربكم وأخبروه أن عبود الصاحي غير موافق" ص24و25، رغم أن هناك مواجهة مع الجنود، إلا أن "عبود" يريد عليهم ويخاطبهم بلغة ساخرة، وبطريقة تبدو هادئة، لكن داخلها نار حارقة، والجميل في هذا الصدام، أن السارد ميز بين لغة الجنود وبين لغة "عبود" وتوضح منطق وطريقة تفكير كلا منهما. والمواجهة الثانية "لقب الذئب" كانت مع مندوب شركة التأمين، وبعد حادث السيارة الذي حدث مع "عبود الصاحي وسلمى": "...حتى تتمكن من الحصول على أموال التأمين على الحادثـ لأنك من سكان المناطق، ووجودك في البلاد غير قانوني. ـ أنا الذي وجودي في البلاد غير قانوني؟، هل تريد أن آخذط إلى قبر جدي الذي كان قناصا، قبل أن يتعارف والداك وينجباك؟ ـ أعذرني هذا ليس كلامي، هذا قانون ـ قانون من؟ ـ الدولة ـ ومن أخبرك أن قوانين دولة الاحتلال تسري علي؟ ـ مرة ثانية أعذرني، لا أريد أن اتحدث في السياسة وأنصت إلى اقتراحي وفكر به جيدا. ـ خلصني، أسمعني ماذا تريد لأن الاتصال طال كثيرا. ـ سنساعدك بأن ترف شكوى ضد السائقة ـ أية سائقة؟ ـ سلمى، سلمى مرقس ـ ...لا أريد ولا تتصل بي مرة ثانية" ص82و83. "قلب الذئب" يعيش في عالمه الخاص، عالم لا يعترف بالواقع، لا يعترف بوجود الاحتلال، وهو رجل مواجهة، لا يستخدم الدبلوماسية، ولا يعرفها حينما يخاطب المحتل أو من ينوب عنه، فوجود الاحتلال يثيره ويجعله يتحدث بلغة غير تلك التي يتحدث بها مع "سلمى" أو نجوى أو أم نعيم الغول. والمواجهة الثالثة كانت الموظفة في مستشفى هداسا عين كارم: "ـ (ما بعرف تخري عبري؟ تقصد أقرأ) ـ لا ما بعرف ـ (ليش، مش أنت يورشالمي، تقصد مقدسي) ـ آه، لكن لم اتعلم لغتكم ـ ليش؟ ـ لم اتوقع أن يطول احتلالكم كثيرا" ص123و124، رجل يعيش في بيئة تفرض عليه أن يتعلم لغة أخرى، لكنه يرفض، ويبقى عازفا عن هذه اللغة، وهذا أيضا يعد تحدي للاحتلال. والمواجهة الخامسة كانت مع المحقق أبو النمر: "ـ أنا فقط من يستطيع مساعدتك الآن، سيد عبود، بإمكانك أن تبدأ من اليوم جلسات علاجك، لكن بالمقابل يجب عليك أن تساعدني ـ كيف اساعدك؟ أنت جلاد وأنا ضحية. لنترك الكلام الكبير الآن ونتحدث مثل رجال الأعمال، خدمة مقابل خدمة. ـ أيوان؟ ـ أخبرني أين نعيم الغول، وينتهي الموضوع ـ أخبرتك سابقا، أنني لا أعرف أين نعيم ـ سأفترض أنك ى تعرف الآن، أقترح أن نبحث عنه سويا ـ لم أفهم ـ أن تتعاون، أنا وأنت لإيجاد نعيم ـ لا أضنك جاد في كلامك، تعرض علي التعاون معك، بعد كل هذا العمر؟ أليس عيبا؟ أن تطلب مني ذلك؟ ـ لماذا؟ الأكبر منك تهاونوا معي ـ تعني سقطوا. ... ـ أعطني ردك الآن (عاد أبو النمر إلى توحشه) ـ يجب أن آخذ موافقة (أم عبود) أولا (ليس لدي ما أخسره الآن، سأنتقل إلى الهجوم) ـ هل تمازحني؟ أم عبود ماتت، وشبعت موتا ـ حتى لو، يجب أن أسألها (بغمزة مستفزة، جعلته مثل الملذوع عن مقعده) ص126-128، هكذا يحسم "قلب الذئب" مساومته على صحته، على حياته، مع ضابط الاحتلال. قلب الذئب ورجال الدين الإنسان حينما يصاب بمرض السرطان، يمكن أن يفقد الأمل وبأخذ يفكر بالموت وما سيكون عليه بعد الخروج من حياة الدنيا إلى العالم الآخر، "عبود الصاحي" الشيوعي، والذي لم يهادن الاحتلال حتى بعد أن أصيب بالمرض، رفض أن يتم علاجه مقابل التعاون مع الاحتلال، يتقدم "رجال الدين" على أساس أنه يعد أيامه الأخيرة، ليتوب إلى الله: "ـ علمنا أنك كنت شيوعيا، والعياذ بالله، وجئنا حتى نطمئن عليك، ونقدم لك النصيحة بالعودة إلى الله، والتوبة. ـ ليس صحيا أنني كنت شيوعيا، فأنا ما زلت كذلك ... ـ استغفر الله، قبل أن يأخذك الموت، يجب أن تعود للصلاة وطلب المغفرة من الله. ـ وهل يقبل الله هذا؟ ـ يقبل ماذا؟ ـ الصلاة من باب الخوف والترهيب؟ ـ الصلاة فريضة واجبة. ـ علاقتي مع الله لا تحتاج صلاة، أريد أن ألقاه كما أنا ـ هكذا لن تجد من يصلي عليك صلاة الجنازة. ـ ومن قال أنني أبحث من يصلي علي عند موتي، وأنني قلق بجنازتي؟. ـ ولن نسمح بدفنك في مقابر المسلمين. ـ من أخبركم أني ابحث عن مقبرة لجسدي، قبري هو البحر، ما أذكره أنهما غادرا مهرولين، يستعيذون بالله من الشيطان الرجيم" ص138و139، رد على الفهم التقليدي للدين، "عبود الصاحي" يرد على منطلق رجال الدين بمنطق الشيوعي الملتزم والمبدئي، فهو يرفض أن يغير قناعته وهو تحت الضغط، حتى لو كان هذا التغيير متعلق الله، ويرد أن يكون صادقا وواضحا في مماته كما كان في حياته. قلب الذئب والحزب "عبود الصاحي" لا يهادن أيا كان، المخطئ مهما كان موقعه يجب توجيه النقد له، حتى الحزب الذي يتمي له، عندما ينحرف يجب مواجهته: "كان الاجتماع الحزبي الموسع صاخبا، معظم النقاشات تمحورت حول اقتسام المكاسب البائية والمشاركة في الحكومة، كيف نشارك في حكومة لا نتفق معها على برنامجها الساسي، ..كيف تحول حزبنا الشيوعي إلى حزب محافظ ذكوري؟ كيف فقدنا نهجنا الثوري والمتميز وأصبحنا نركض خلف اقتصاد السوق الاستهلاكي، كسف سقط كحزب شيوعي في حبائل البنوك؟ كيف أصبحت وظيفة الشيوعي في السلطة أهم من الحزب... ـ أشعر بالفقد يا رفيقة، هذا هو الحزب الذي انتمينا إليه عمرا كاملا. ـ لا يا رفيق، لا تفقد الأمل، لا تنسى أن هدف هذا الاجتماع هو تصويب الحزب وإعادته إلى مساره الصحيح. ـ بنفس الأدوات التي حرفته عن الطريق؟ دون محاسبة أحد؟" ص95و96، النقد الذاتي أحد أهم بقاء الحزب فاعل ونشيط وملتزم بالأفكار التي وضعها، من هنا جاء نقد "عبود الصاحي" للاجتماع الموسع للحزب، فهو يتحسر ويتألم لما وصل إليه الحزب من بؤس وفقدان البوصلة، لهذا أبدى موقفا واضحا إزاء الاجتماع الموسع، ووضع البديل، مؤتمر لكل أعضاء الحزب: "...لأنه سيحرمهم من امتيازات كثيرة، لأنه سيعريهم أمام المؤتمر العام الحقيقي، وأمام أنفسهم، هل عرفتي الآن حال الشيوعي عندما يتحول إلى موظف، إنه يسعى دائما لاسترضاء رب العمل، ويتناول جرعات الفساد يوميا مع لقمة عيشه، ... يقول الفدائي الأخير محمد عادل : أن الشيوعي يقاتل كشاعر ويعش مثل ذئب ويزهد مثل نبي، ويقول أيضا أن فلسطين عكس كل دروس الحساب، فهي لا تقبل القسمة على اثنين" ص97، "قلب الذئب" لا ينتقد فقط، بل يقدم البدائل لتصحيح المسار، ويستشهد بأحد الشيوعيين، ليتقدم الرفاق من جديد، نحو الطريق الصحيح، وأيضا ليتأكدوا أن هناك ما زال في الحزب شيوعيين شرفاء لم يسقطوا ولم يسيروا مع التيار، بهذه الخطوات الثلاث، نقد ورفض ما هو حاصل، وضع البديل، وتقديم نموذج فكري يقدم الرفاق إلى الأمام، ويوقف عملية الازلاق نحو لهاوية، هذا هو دور الشيوعي "قلب الذئب". "قلب الذئب" الشيوعي الشيوعي صفة النبلاء، فهم كالأنبياء، يعطوا دون أن يأخذوا، يقاوموا ويواجها دون أن يضعفوا، كما أنهم يعرفون كيف يتخذون المواقف ويقومون بالأعمال، "عبود الصاحي" المعتقل عند الاحتلال يرفض شتم ياسر عرفات: "ـ لماذا رفضت شتم ياسر عرفات وتحملت كل هذا الضرب؟ وأنت شيوعي؟ ـ ياسر عرفات أيقونة الثورة، وكيف أشتمه إرضاء لهم؟ وإذا أرضيتهم أكون قد انكسرت، وهذا ما يريدونه" ص42، إذن الشيوعي لا يهتم بالشكل بال بالجوهر، لهذا، رغم تباين الحزب فكريا مع ياسر عرفات، إلا أن هناك توافق على كونه رمز لثورة ولفلسطين، ولا يجاوز تناوله بسوء، كما أن الشيوعي يرفض أن ينصاع للاحتلال أو يبدي أي توافق معه. ويؤكد "قلب الذئب" على شيوعيته بعد أن ساومه الضابط "أبو النمر" على علاجه فرفض، وها وهو يرفض علاجه وحياته مقابل الخروج من فلسطين: "حياتي؟ أية حياة هذه؟ دون سلمى ودون البلاد، فأنا دون سلمى، ميت، دون البلاد ميت، ...كل اللذين في الشتات يتمنون الموت هنا في البلاد، وأنا أختار الموت خارجها؟ كيف سأنظر في عيني حسن ميد ومحمد عادل، وغيرهم وغريهم" ص134، فهنا يوكد "عبود الصاحي" على نكران الذات في سبيل المبدأ، في سبيل فلسطين، لهذا يفضل أن ينتهي بالسرطان في فلسطين على أن يعيش خارجها. دائما الشيوعي يربط بين الفكر والأخلاق، بين العمل والمبادئ، فحتى لو كان هناك (موضوعية) في التحليل، وأن كان الأمر صادر ومبرر من القيادة نفسها، إلا أنه كشيوعي يحكم ضميره، يحكم الشيوعية، التي ترفض المساومة، حتى لو كان الثمن الحياة نفسها، هكذا يقدمنا "قلب الذئب" من الشيوعيين الحقيقيين. المكان والإنسان اهتمام الفلسطيني بالمكان يكاد أن يكون سمة عامة في الأدب الفلسطيني، وهذا يعود إلى طبيعة الصلاع مع المحتل، "عبود الصاحي" يحدثنا عن القدم بتفاصيل دقيقة، وهذا يشير إلى أنه يكتب من داخل المكان، معتمدا على معرفته الكاملة به: "صعدت إلى جانب سلمى واتجهنا غربا عن طريق عين عريك، صوب حاجز رنتيس، قبل وصولنا منطقة (رأس العين) والانعطاف يسارا إلى (شارع 6) الذي ينتهي قريبا من منطقة مجدو، أشرت لسلمى!... ـ نعم، قرية (مجدل الصادق) المهجرة، (مسقط رأس الرفيق سمير زيدية" ص44و45، رغم أن المشهد يبدو (عادي) إلا أنه يشير ببساطة إلى معرفة السارد بالمكان، وأيضا يشير إلى طبيعة الصرع مع الاحتلال، الذي قام بتدمير مجدل الصادق وتهجير أهلها. علاقة الفلسطيني بالمكان تأخذ شكل العلاقة الإنسانية، العلاقة الروحية: "..في الطريق إلى يافا أنت لا تبذل أي مجهود، فقط أترك قلبك للطريق وستتكفل جاذبية الحنين بأخذك إلى يافا" ص22، هذا الشكل من علاقة الإنسان بالمكان، لا نجدها إلا عند عشاق الأرض، من يتعاملون معها ككائن حي، وليس كجماد، كشيء نتعامل معه فقط عند الحاجة، ثم نلقي به جانب، فالمكان، الجغرافيا عند الفلسطيني كالإنسان تمام، يعشقه بشغف: "... ندلي أقدامنا الحافية في البحر ونراقب غروب في عكا، (مسكين من لم يشاهد غروب الشمس في مدن السواحل)" ص93، أساس العلاقة بالمكان لأنه وطن، ولأنه يمنحنا الشعور بالهدوء والجمال، فالجمال والسعادة أحدى عطايا الوطن، من هنا يوصي "عبود الصاحي" سلمى بهذه الوصية: "عندما تحين ساعتي، خذيني إلى البحر، واتركيني هناك، مع عدة الصيد وزجاجة عرق وعلبة تبغ أ أي بحر يا عبود؟ ـ بحر يافا يا سلمى، بحر يافا" ص132، البحر وبحر يافا تحديد، أراد "عبود" أن يكون المكان الذي تصعد فيه الروح إلى سماء، ليبقى الجسد في المكان الأجمل، بحر يافا، وكأن هناك علاقة بين ما هو أرضي وما هو سماوي، ولمثل هذا فليعمل المحتضرين. سلمى "سلمى" تمثل المرأة التي تمنح الحب والفرح، فتخرج "عبود الصاحي" من عزلته، وتجعله يتقدم من الحياة بحيوية وحب وفرح: "عندما جلست سلمى بجانبي، أو الأصح التصقت بي، مررت أصابع كفي في شعرها المبلول ونظرت غي عينيها مباشرة، اشتعلت النيران في جسدي، خيول عربية جامحة ركضت في جسدي، ذئاب كاسرة كانت تعوي في دمي، كل ما أذكره أنها همست بغنج: عبود قبل أن تشرع بافتراسي مثل ذئبة جائعة" ص34، هذه المشاعر التي أوجدتها في "عبود"، وهذه اللذة التي قدمتها له، ستنعكس عليه أدبيا، وتجعله يتحدث كشاعر: "يا إله البحار الصاخبة والنجمات الناعسة رفقا بقلبي" ص63، إذن يمكننا القول أن المرأة أوجدت/خلق من "عبود الصاحي" شاعرا/أديبا، يعرف ويحسن الكتابة، وإذا عرفنا أن سارد الرواية هو "عبود الصاحي" وأن هناك كم كبير من أبيات الشعر ومقاطع من أغاني، يتأكد لنا وجود الشاعر "عبود"، وبهذا تكون المرأة قدمت عنصر فرح ثاني يتمثل بالكتابة. أما عنصر الفرح الثالث فهو الطبيعة، وقد أوجدته أيضا "سلمى لعبود": "عندما عانقت سلمى امام الباب مرحبا، كنت أعانق رائحة البحر والسور والطرقات في عكا، كنت أضم رائحة البلاد" ص32، بهذا تكون "سمى" قد منحت ثلاثة عناصر من أصل أربعة، وبقى "التمرد/الثورة". وهذا العنصر أيضا أوجدته في "عبود" وتعلمه كيف يكن التمرد: "(إلى هنا وصلت بك الأمور يا عبود، أن تصرح لك فتاة عن حبها، ربما ستطلب يدك أيضا... ـ الكلام الذي كان يسيل من عينيك، تلهفك للقائي، طريقة أخذك لي في حضنك... طريقتك في امساك كفي" ص38، هي تبادر بإعلان ما تحمله من مشاعر، بينما هو يبقى صامتا، متخوفا، وهنا علمته كيف يجب أن يكون الإنسان متمردا حتى على نفسه، مبدي ما يحمله من حب للآخرين دون تخوف. وتأكيدا على أثر المرأة في السارد، نجد أن أطول فصل في الرواية كان (7) من صفحة 50-64، وهو يتحدث عن علاقة الحب مع سلمى، بينما أقصر فصل كان (14) صفحة 104، والذي يتناول حوار بين سلمى وأمها "نجوى" بعد أن اعتقل "عبود"، وكأن السارد عندما تكون سلمى حاضرة يسهب في الحديث ـ وهذا يعكس مشاعر تجاهها، بينهما عندما كان معتقلا، أبدا حزنه وألمه على فراق "سلمى" بحيث جعل الفصل قصير. الرواية من منشورات مكتبة كل شيء، حيفا، الطبعة الأولى 2020.
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ياسين محمد الباكي -أين هم-
-
مناقشة رواية أوراق خريفة
-
رمال على الطريق مفيد نحلة
-
جريمة الشرف في الرواية -شرفة العار- إبراهيم نصر الله
-
قصائد الأندلس
-
مجلة شذى الكرم السنة الخامسة،
-
ديوان زفير سعادة أبو عراق
-
ومضة -هكذا هم الفقراء أحمد خلف نشمي
-
المعتقل الفلسطيني في كتاب -الصدور العارية- خالد رشيد الزبدة
-
مناقشة كتاب اقتفاء اثر الفرشة
-
رحلة إلى جوهانسبرغ بيفيرلي نايدو
-
حازم يعود هذا المساء نبيل عودة
-
حنان طه -لعلك تدري-
-
اقتفاء أثر الفراشة نبيل طنوس
-
الواقعية الفلسطينية في رواية -العناب المر- أسامة المغربي
-
قراءة في ديوان -على ضفاف الأيام -لنائلة أبو طاحون
-
العشق المتقد في قصيدة فتاة البرتقال كميل أبو حنيش
-
مظفر النواب -كهرمان، وثلاث امنيات-
-
رواية الرحيل إلى كوكب إسجارديا شيراز عناب
-
-منثور فلفل على توج وردة- (هايكو عربي) للشاعر محمد حلمي الري
...
المزيد.....
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
-
يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
-
معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا
...
-
نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد
...
-
مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
-
مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن
...
-
محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
-
فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م
...
-
ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي
...
-
القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة
...
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|