أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية - عامر حسن - من يقود ساحات الاحتجاج الى الخلاص !! ؟؟؟















المزيد.....


من يقود ساحات الاحتجاج الى الخلاص !! ؟؟؟


عامر حسن

الحوار المتمدن-العدد: 6473 - 2020 / 1 / 26 - 15:23
المحور: ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية
    


الصراع الذي يخوضه ثوار ساحات الحرية ضد سلطة الفساد والمحاصصة والولاء الخارجي والقتل والاختطاف والاعتقال والتعذيب .. هو صراع مركب تتداخل فيه هويات متعددة ..فمنها من تؤكد الهوية الوطنية الخالصة بطابعها العلماني- الديمقراطي والمنشدة للخلاص من هذا النظام الذي اصبح كارثيا على العراق بكل جوانبه الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية ومخاطره على السلم الاجتماعي وصولا الى السلام الاقليمي نتيجة اصطفافه مع الولي الفقيه وعدائه الجلي للسعودية واخواتها وعلاقته الفاترة والمستفزة للمحيط الاقليمي والدولي .. وبالمقابل تحاول بعض الهويات التي ركبت الموجه كمشارك في حركة الاحتجاجات وبسيناريوهات المطالب العامة (خدمية..فساد وظيفي ) ولا تتعداها الى تغيير طبيعة النظام الذي تجذرت انيابه الثيوقراطية بكل مفاصل الحياة اليومية .
يقودنا هذا المدخل الى ان الصراع في جوهره الحقيقي هو صراع يعبر عن ازمة مجتمع يصل الى طريق لا يفضي الى خلاص ناجز ..تتداخل فيه الاهداف الفكرية والاقتصادية السياسية ....وهنا تبرز الى العلن بعد مخاض متعرج نوايا / اهداف الاطراف المشاركة والساعية الى التغيير الحقيقي للنظام بسلمية خالصة واخرى تلهث وراء فئوية اهدافها ومغانمها وعلى المستويين السياسي والاقتصادي .. وهذا يتمحور في صراع متجدد على المكاسب الانية ويتحول الى تحقيق مصالحها واطماعها الفكرية والاقتصادية والسياسية بشكل قاطع .. وهنا يماط اللثام عن خفايا واسرار المضمور ويتحول في الاغلب الى مظاهر للعنف الاجتماعي بين الهوية الوطنية والهويات الاخرى..فئوية .. مذهبية .. طائفية .. اثنية ..وغيرها
السؤال الجوهري لهذا الصراع والحراك والتجاذب والتنافر هو : من يقود ساحات الاحتجاج نحو الخلاص
هذا السؤال يقودنا الى مفهوم الحيز الاجتماعي ( (Social Space ولا نريد ان ندخل في فضاءات النظريات المختصة بل تستفيد من انجازاتها وتمثلاتها على الواقع العراقي .
الحيز الاجتماعي بتعبير موجز هو المزيج من الفضاءات المتعددة ( الكائناتي .. المكاني ..السياسي .. الاقتصادي والاجتماعي ).. وعملية الصراع بين المكونات تجري من اجل السيطرة على كل الفضاءات والمحافظة عليها وبطرق مختلفة .. فهناك من يؤطر سيطرته بكل الوسائل بدءا من معارك الانتخابات الزائفة والمشوهة وصولا الى استخدام القوة والعنف. استخدام العنف يتنازع عليه من يقود سلطة الاستبداد والقتل والتعذيب بكل طريقة بدءا من عنف الدولة المفرط وصولا الى استخدام المليشيات الوقحة ( والمؤدبة!!) وبالدكتاتورية القاجارية والتخلف الفكري والمعرفي وبعيدا ان اي وطنية تذكر.. ويشمل هذا المخاض صراعا بين القوى المتنفذة والمسيطرة على ادوات السلطة والقمع.. ويصل في بعض الاحيان الى الصراع المسلح.. اما الاطراف الاخرى المتمثلة بالتيارات الوطنية والديمقراطية فانها تحاول ان تركز على كفة الصراع مع الاطراف الاخرى المسيطرة على كل فضاءات الحيز الاجتماعي وصولا الى اقامة دولة المواطنة والقانون والعدالة الاجتماعية .
شهدت الجمعة الماضية مسيرة دعا اليها السيد مقتدى الصدر وشارك فيها كل ممثلي السلطة الحاكمة بدءا من التيار الصدري .. بدر . القانون .. الحكمة .. وووو الى اصغر تنظيم من تنظيمات المليشيات والحشد الشعبي .. غايتها ايصال رسالة الى طرف الصراع الاخر( جموع الشعب المنتفض) بعيدا عن الاهداف المعلنة للتظاهرة ( جلاء الوجود الامريكي ) .هذه التظاهرة يمكن الغور في اهدافها لنرى ان هدفها الكبير هو السيطرة على الحيز الاجتماعي وبكل مكوناته .
بعض القوى المشاركة في التظاهرة هي بالاساس .. اطراف اساسية في السلطة وتهيمن على اهم مفصل من مفاصل الحيز الاجتماعي الا وهو الفضاء الاقتصادي .. القاصي والداني يعرف وبالتفاصيل سيطرة القوى المتنفذة في العملية السياسية على كل المفاصل الاقتصادية من خلال مكاتبها الاقتصادية واخطبوطاتها في كل مؤسات الدولة بدءا من النفط الى الكهرباء وصولا الى اضعف الحلقات الاقتصادية في الدولة العراقية .. التعيينات انموذجا. اذن اصحاب السلطة وبدون استثناء لهم وليس لغيرهم اليد الطولى في نهب اقتصاديات الدولة والعمل عمدا على تخلف المنظومة الاقتصادية كي تستطيع من خلال عمقها السوقي الجارة ايران تصريف كل بضائعها غير المطابقة لاي تصنيف عالمي او اقليمي وتمرير منافعها الاقتصادية عبر كومشنات خيالية .. في الكهرباء والغاز ... والمقاولات الضخمة لها وللجارة تركيا التي لا تختلف في فسادها وصفقاتها عن اي مخرب اخر ( فضيحة بناية البنك المركزي العراقي). وتمكنت مافيات الفساد والتخريب الاقتصادي من الوصول الى اعرق الشركات العالمية في الغرب والشرق لتنفيذ سيطرتها الاقتصادية على هذا الفضاء المهم والاساسي لتطور اية دولة في العالم( فضائح صفقات النفط مع الشركات البريطانية) . اما القوى الحقيقية للتغيير والتي فضحت كل المافيات الاقتصادية بشكل عفوي واخر مدروس من خلال انتفاضات في الشارع العراقي تقف في مواجهة هذا العث المحتمي بعمامة الدين وتتحمل كل الضحايا والشهداء والمغيبين وهذه القوى تعرف ان طريقها لم يكن مفروشا بالزهور وعطايا الدولة الاقليمية والعالمية التي يروج لها اصحاب النفوذ والقتل والارهاب بدعم خارجي لا يخفى على احد.
منذ بداية انتفاضة اكتوبر المجيدة والتي شكلها الغالبية المسحوقة والمهمشة من الطبقات الفقيرة والوسطى .. حاولت بعض القوى المتنفذة ان تشارك من اجل الاستحواذ على الفضاء المكاني للتظاهرات من خلال نصب منصات وخيم في ساحات الحرية .. ولكنها بعد وقت قصير انسحبت وتخلت عن مواقفها الراكبة للموجة ومارست دور المندس او التخريبي السري والعلني .. بقيت مجموعات صغيرة متمسكة بالمشاركة مع الجموع الغفيرة لاسباب تكتيكية صرفة او لاسباب تتعلق بالمناورة مع اعدائها في مركز القرار ( كالصراع الدائر بين التيار الصدري وعصائب اهل الحق وتيار دولة القانون) . المحصلة النهائية حاولت هذه القوى السيطرة على الحيز المكاني لسببين : الاول حتى تتمكن من احتواء التظاهرات من خلال ذر الرماد في العيون وكأنها هي التكوين الاكبر والاكثر تأثيرا في مسيرة الاحتجاجات وثانيا حتى تقول لاعدائها التقليدين اننا في المرصاد لكل تخرصاتكم .. اما ان نحصل على المكاسب كاملة او الى الخراب ..
ان فشل السلطات في كسر جماح المنتفظين وشرعية مطالبهم يتحول الى هوس وجنون بتهيئة اعداد من مليشياتها ومحاولة السيطرة على الفضاء العضوي لحركة الاحتجاجات وبذلك تنتقل السلطة الى تجنيد البلطجية بسكاكينهم وقاماتهم واسلحتهم والدخول الى ساحات الحرية والاعتداء جسديا ( بيولوجيا ) على المتظاهرين العزل وهنا سيكون الصراع صراعا كائناتيا خالصا ( جسد اعزل مقابل جسد مسلح ) وهنا ياتي دور المليشيات المسلحة لكل مكون من المكونات المهيمنة على مصادر القرار .. فهم يعتقدون قوة سلاحهم وسيطرتهم ( العضوية) باعتبار الكائن العضوي احد مكونات الفعل الاجتماعي والذي سيقودهم الى تحقيق السيطرة على كل فضاءات الحيز الاجتماعي .
على مستوى الفضاء الاوسع من فضاءات الحيز الاجتماعي المتمثل بالفضاء الاجتماعي الذي تؤسس فيه العلاقات الاجتماعية بين الناس وتتلاقح فيه الهويات والتصنيفات المجتمعية . في المجتمعات الحديثة يتحول الناس من الاسرة والعائلة والعشيرة الى تكوينات ذات اصول مهنية وحزبية ونوادي اجتماعية .. كالنقابات والاحزاب ومنظمات مجتمع مدني . وهنا ينشأ صراع بين هذه التكوينات نفسها وبينها وبين دولة القمع وسلطة الاستلاب ويتحول بعضها الى صدام وساحة للعنف المفرط والمميت . فصراع المكونات يجري للسيطرة على فضاء اجتماعي متميز يضمن لها جمهور كبير تتحرك من خلاله في اي عمل ديمقراطي انتخابي .. وبالمقابل سلطات القمع والاستلاب تحاول من خلال العائلة والاسرة والعشيرة ان تجد لها مجسات كبيرة تتحرك بها لقمع خصومها من منظمات المجتمع المدني وتمرر اجنداتها السياسية .. اذن الكل يسعى للسيطرة على الفضاء الاهم .. الفضاء الاجتماعي ولكل منهم اهدافه واغراضه سواء كانت شيطانية ام انسانية. لذا فان القوى الفاعلة في المجتمع والمتطلعة الى دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية تسعى دائما الى التحرر من سيطرة الدولة بكل اشكالها .. الدينية والعسكرية والبرلمانية و(الديمقراطية المستحيلة) ليكون فضاءها الاجتماعي ناصعا وغير ملطخا بدم الاجهزة القمعية تارة وبالعشيرة وقهر مليشيات الاسلام السياسي مرة اخرى.
الفضاء السياسي بعد التغيير يفضي من خلال الحراك السياسي الى ظهور قوى سياسية تحاول السيطرة على مصادر صنع القرار ويتمثل ذلك في داخل الاحزاب السياسية و مجموعات الضغط العام والمكونات الاجتماعية المتصدرة لمنظمات المجتمع المدني .. في ظل دكتاورية النظام البائد لا وجود لصراع من هذا النوع لان النظام هو الحاكم الاوحد والمسيطر على الصغيرة والكبيرة من مصادر صنع القرار والتي كانت فردية لاحزبية لأن الحاكم اصبح هو الحزب الاوحد في العراق .
القوى السياسية في العراق دخلت المعترك السياسي وبجهود فاترة لان المحتل هيأ الارضية اللازمة لتولى الاحزاب القديمة والجديدة منابر السلطة الفعلية وهيأها ايضا للبدء بصراعات ومخاضات لا تعرف عقباها الابعد حين. فالقوى السياسية فهمت اللعبة وبدأت تهيء نفسها ومريديها لمسك زمام الامور والسيطرة وبكل الاشكال لاحتلال مركز الصدارة في مستقبل البلاد .. فاصبح للكثير منها صحف ومجلات واذاعات وفضائيات ومكاتب اقتصادية وصولا الى المليشيات المسلحة التي تضبط بها صراعاتها فيما بينها ومع التيارات الوطنية المناهضة لها ولسياساتها الشوفينية والطائفية والمحصاصاتية ولفسادها الذي اشترى بكل مفاصل الدولة مما دفع الاوساط الشعبية والمهمشمة والمظلومة للسعي لنيل ابسط حقوق المواطن في الحياة والعيش الكريم مشفوعة بالخدمات العامة والحريات المدنية والشخصية .
حرب الفضاءات توج بانتفاضة اكتوبر المجيدة والتي اثبت انها الخيار الوحيد للتغير المنشود ..ان محاولة بعض التيارات لللعب على الحبلين .. رجل مع الانتفاضة ورجل مع سلطات القمع والاستلاب اثبت فشلها مما دفع بالقائمين عليها الى الانتقال الى معسكر الدولة والسلطة المارقة وبذلك انكشف زيفها وبطلان دعواتها .. الاستنتاج الكبير لما بعد مظاهرات السيد الصدر هو ان التيارات الاسلامية في العراق يجمعها هدف اسمى هو السلطة وباي ثمن وارضاء الجارة ايران التي هي السند الوحيد لها اذا ازفت ساعة الحسم لانصار قوى الحرية والمواطنة والعدل الاجتماعي . ان انسحاب التيار الصدري من ساحات الاعتصام اعطى الدولة والمليشيات الفرصة الاعظم لوأد الانتفاضة ولعل احداث السبت( 25-1-2020) لدليل واضح جدا على الاصطفافات الكبرى بين قوى الاسلام السياسي لاجهاض انتفاضة اكتوبر .. لا ولن يحدث ذلك .. وان اتباع التيار الصدري سيعودون الى مواقعهم بشكل فردي بعيدا عن الاملاءات الصغرى والكبرى.. الجوع والمطالبة بالخدمات العامة والعيش الكريم والحريات العامة وروح المواطنة والقضاء على الفساد والمحاصصة الطائفية والاثنية هي الاهداف الكبرى التي ستوحد العراقيين ومن كل المشارب الفكرية والقومية الدينية والعرقية .. العراقيون وولائهم للعراق فقط هو من سيقود ساحات الحرية نحو الخلاص الابدي .



#عامر_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كارل ماركس والأدب العالمي جون مايرهوفر
- ما بعد الاختلاف .... ما بعد المواطنة
- برلمان الخاسرين
- -الحقيقة القادرة على الحياة-
- فائضُ الخرابِ وبعدْ
- الإنتخابات......... نقاء الفكرة وبداوة المنجز
- شفاء المشاعر


المزيد.....




- بهدف جذب السياح.. الصين تمدد فترة الإقامة للعبور من دون تأشي ...
- رئيس حكومة الإئتلاف السورية: ما قامت به -هيئة تحرير الشام- م ...
- مصاد عسكرية تكشف: حماس جندت آلاف المقاتلين الجدد في غزة
- عملية إنقاذ محفوفة بالمخاطر في إيطاليا.. 75 ساعة من الجهد لإ ...
- -لبنان لنا- .. إسرائيليون يدخلون لأول مرة جنوب لبنان وينصبون ...
- من ماهر الأسد إلى ماهر الشرع.. تعيين شقيق الجولاني وزيرا للص ...
- بالصور.. دمشق بعد سقوط الأسد
- من اتفاق السائقين إلى البطاقة الذكية.. ماذا تغير في العشر ال ...
- زعيم حزب -الناس الجدد- في الدوما الروسي رئيسا للمجلس الإشراف ...
- الخارجية الروسية: الولايات المتحدة تحاول تغيير السلطة في كوب ...


المزيد.....

- ثورة تشرين الشبابية العراقية: جذورها والى أين؟ / رياض عبد
- تحديد طبيعة المرحلة بإستخدام المنهج الماركسى المادى الجدلى / سعيد صلاح الدين النشائى
- كَيْف نُقَوِّي اليَسَار؟ / عبد الرحمان النوضة
- انتفاضة تشرين الأول الشبابية السلمية والآفاق المستقبلية للعر ... / كاظم حبيب
- لبنان: لا نَدَعَنَّ المارد المندفع في لبنان يعود إلى القمقم / كميل داغر
- الجيش قوة منظمة بيد الرأسماليين لإخماد الحراك الشعبي، والإجه ... / طه محمد فاضل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية - عامر حسن - من يقود ساحات الاحتجاج الى الخلاص !! ؟؟؟