أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - أوسكار فاروق حسني














المزيد.....

أوسكار فاروق حسني


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 6473 - 2020 / 1 / 26 - 12:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تأملوا هذا المشهد الفريد: فنانٌ "تشكيليٌّ" عالميٌّ يمسك يد فنانة "موسيقية" عالمية ويرتقيان معًا خشبة المسرح على شرف الفن والجمال. ذلك المشهدُ الحيّ كان اللوحةَ الأجمل في جاليري مركز الجزيرة للفنون. الفنان التشكيلي كان وزيرًا سابقًا له منجزٌ وطنيٌّ مشهود في مجال الثقافة والفنون. والفنانة الموسيقية وزيرة حالية لها دورٌ وطني مشهود في النهوض بالمجتمع ثقافيًّا وفنيًّا. تلك كانت لوحة المفتتح التي خلّدت مشهدًا عزَّ أن نشاهده في مجتمعاتنا. لم أرَ مثل ذلك المشهد إلا في دول أوروبا التي تُقدِّس الفنونَ ويجتمعُ فيها المسؤولون، السابقون والراهنون، من أجل فكرة تعلو بالوطن.
أما الفنان التشكيلي فهو "فاروق حسني" وزير الثقافة الأسبق. وأما الفنانة الموسيقية فهي إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة الحالية. لن تغيب تلك اللوحة من ذاكرتي مطلقًا حيث يقفُ الوزيران بين مجموعة من شباب التشكيليين المصريين الواعدين، الذين فازت لوحاتُهم في مسابقة الفنون، التي دشّنتها "مؤسسة فاروق حسني للثقافة والفنون"، في دورتها الأولى 2020. الفنانون الصغار، قادمون من محافظات مصرية شتّى وينتمون إلى مدارسَ فنيّة شتى ومن مناحٍ وعقائدَ شتى، لا يربطُ بينهم إلا مصريتُهم وعشقُهم للفن ومواهبهم الطافرة.
ورغم أن صاحب المؤسسة ومُدشِّن الجائزة، فنانٌ تشكيلي عالمي ذائع الصيت، إلا أنه رفض أن يكون ضالعًا في تحكيم الجائزة، وأسند الأمرَ بكامله إلى لجنة متخصصة من خبراءَ في دروب الفنون والفلسفة والثقافة. والحقُّ أنني، فيما أتجوّل بين أروقة مركز الجزيرة للفنون، أتأمل اللوحات المشاركة، شعرتُ بمدى عُسر الجهد المبذول من جانب اللجنة المُحكِّمة. فجميع اللوحات تقريبًا على مستوى عال ورفيع من حيث الفكرة والتقنية الفنية والأسلوب التشكيلي والقاعدة الفلسفية للمضمون. كثيرٌ من اللوحات تستحقُّ المركز الأول، ولكنها جائزة واحدة: "أوسكار الفنون" فازت بها الجميلة الشابة "إيمان عبد الرحمن"، وفاز زملاؤها الموهوبون بشهادات تقدير. ونظرًا لارتفاع المستوى الفنيّ الواضح للوحات المتقدمة للمسابقة، قرّر فاروق حسني تصعيد الجائزة إلى ثلاثة أعمال بدءًا من عام 2021 ، خاصةً بعدما قدّم أحدُ دراويش الفن دعمًا ماليًا محترمًا للمؤسسة، رافضًا ذكر اسمه، احترامًا لدور الفن في بناء مصر الناهضة.
الزحام الشديد في الحفل، يجعلك تندهش أن هذا ميلادٌ لجائزة في دورتها الأولى! لكنه يُخبرنا بأن المصريين يدركون أن الفنون هي طوقُ النجاة للخروج بمصر من الظلام إلى النور. الفنون الجميلة، من التشكيل والنحت والموسيقى والمسرح والأدب، هي مدارسُ طويلة المدى ممتدةُ الأثر، تُعلِّم الناسَ ما فاتهم أن يتعلّموه على مقاعد المدارس التقليدية. مدارسُ تُصلِح العقلَ وتُرمِّمُ النفسَ وتُعالجُ أدرانَ الروح. لهذا قال أفلاطون، بعد عودته من مصر إلى أثينا: “يا أبناء اليونان، علّموا أولادَكم الفنونَ، ثم أغلقوا السجون.” قالها مُشيدًا بالنهضة الفنية المدهشة في مصر في القرن الرابع قبل الميلاد، راجيًا أن ينهض الإغريقُ نهضتَنا.
جميلٌ أن يحمل وزيرٌ سابق همومَ الوطن وينفق مالَه ووقته في إنشاء مؤسسة ثقافية من أجل الارتقاء بالذائقة الفنية والفكرية والثقافية لأبناء ذلك الوطن. وجميلٌ جدًّا أن يكون هذا الوزيرُ فنانًا عالميًّا مرموقًا له لوحاتٌ موثّقة في معارض العالم الدولية. وجميلٌّ أن تتحمس وزيرةٌ راهنة لمشروعه الثقافي المدهش، وتُسخِّر وزارتَها لدعم تلك المؤسسة التنويرية الواعدة. ذاك أنها هي الأخرى فنانةٌ عالمية مرموقة شاركت في كبريات الأوركسترات الأوبرالية ولعبت الفلوت على خشبات أوبرات العالم. شكرًا إيناس عبد الدايم، وشكرًا فاروق حسني فقد منحتماني تأصيلا لما أؤمن به من أفكار. وشكرًا لك أيها الفنّ. ” “الدينُ لله، والوطنُ لمن يحبُّ الوطن.”
***



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صحنُ قلقاس أخضر … على مائدة قبطية
- الرئيس والبابا … وباقةُ زهور بيضاء
- الحَجُّ العالميُّ إلى أرض مصر
- أطرق باب بيت ... لا يعرف الحزن
- لا أملكُ إلا ابتسامتي!
- على عتبة الطفل الصامتٍ
- قُبلةُ حبيبي … بألفِ عام
- جيشُ مصر العظيم ... هو جيش العرب
- 100 مليون مقاتل مصري ... في وجه الغزو العثماني
- ميري كريسماس … بأمرِ الحُبِّ وحِمى القانون
- 51 بحبّه!
- العشبُ الداعشيُّ … والأراضي البور
- الجميلةُ ... المَنسيّة!
- الغرابُ الجميلُ … المجنيُّ عليه!
- مصرُ الطريق … في باريس
- موتُ الكاتب …. وازدراءُ الأديان
- فتحي فوزي مرقس … طبيبٌ برتبة فارس
- لفرط حضورك … لا أراك!
- حين حاورتني الصغيرةُ آنجلينا
- الإنسانُ … مفتاحُ السرّ في دولة الإمارات


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - أوسكار فاروق حسني