أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راوند دلعو - الدين على مذبح السخرية و الازدراء















المزيد.....

الدين على مذبح السخرية و الازدراء


راوند دلعو
(مفكر _ ناقد للدين _ ناقد أدبي _ باحث في تاريخ المحمدية المبكر _ شاعر) من دمشق.

(Rawand Dalao)


الحوار المتمدن-العدد: 6473 - 2020 / 1 / 26 - 02:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


( الدِّين على مذبح السُّخرية و الازدراء )

قلم #راوند_دلعو

قال لي صاحبي : يا راوند ، لماذا طلَّق الثور البقرة ؟

فقلت له : لماذا برأيك ؟

فقال : لأنه رأى الفلاح يلعب بثدييها 😂😂😂...

*****

نعم إنها نكتة محبوكة بشكل ناجح بحيث تحفز الإنسان العاقل على الضحك 😂🤣 ...

و لو وضعنا النكتة السابقة تحت مبضع التحليل الفلسفي الدقيق ، لوجدنا أنها {{{ تحفز الإنسان العاقل على الضحك في اللحظة التي يتم عندها سرد القسم اللامنطقي أو اللااعتيادي من النكتة ، أي القسم المخالف للمنطق أو العادة الجمعية أو التوقع الاعتيادي لسير الأحداث }}} ألف خط تحت هذه الجملة ...

و بالعودة إلى نكتة الثور و البقرة نجد أنها بعثت على الضحك عندما قال لي صديقي : ( لماذا طلّق الثور البقرة 😂 ) ... !

فهذا النص يحفز المركز المسؤول عن الضحك في الدماغ لأن الطلاق لا يُتَخَيل بين ثور و بقرة ، فهو أمر لا اعتيادي و غير متوقع الحدوث في عالم الحيوان .... فهذه المفارقة بالذات تثير و تحفز مركز الضحك الدماغي.

كذلك تحفزنا نكتة الثور و البقرة على الضحك عند قول صديقي : ( لأنه رأى الفلاح يلعب بأثدائها ) ... و ذلك من عدة أوجه:

1 _ فالفلاح لا يلعب بأثداء البقرة عادة بل يحلبها ... فقوله : ( يلعب بأثدائها ) أمر مخالف للعادة و للتوقع المنطقي لتسلسل الأحداث ... فيبعث على الضحك من هذه المفارقة.

2_ و لأنه إسقاط غير منطقي من عالم البشر الذي تنتشر فيه الغيرة على جسد المرأة و ثدييها إلى عالم قطعان البقر الذي لا يتخيل فيه ثور يغار من فلاح 😂 ...

و بهذا نجد أن الباعث المُحفّز على الضحك لا بد أن يكون أمراً :

1_ (غير منطقي ) أو 2_( مخالف للتوقع ) أو 3_ (مخالف للعادة ) ...

و بناء على التحليل السابق أستطيع استنتاج القاعدة الذهبية التالية :

{{{ يجب أن تكون الفكرة غير منطقية أو مخالفة للمتوقع أو مخالفة للعادة كي تكون محلاً لبعث السخرية و الضحك ... }}}.

دعونا نطبق هذه القاعدة على الدين و العلم ...

[ الدين على مذبح السخرية] :

لو وضعنا الدين على مذبح السخرية ، لانذَبَحَ و مات غارقاً بدمائه ، لأن معظم أفكار الدين غير منطقية و مخالفة للعادة و التوقع ... أي تبعث على السخرية .... و ذلك لأن مبنى الدين على الإيمان الغيبي بأمور غير عقلانية.

مثال : رجل مشى على الماء ... رجل طار على ظهر بغل فوصل إلى الله 🤣! ... رجل شق البحر بعصا ... رجل أطعم الآلاف من لحم سمكة واحدة 😂 ... تحريم الطلاق ... تحليل نكاح الطفلة ... مشروعية ضرب الزوجة لمجرد خوف الزوج من نشوزها 😂 ... رب يشتم البشر ... رب له ساق ... رب يستوي على عرش يحمله ثمانية فوق الماء 😂 ... شمس تغرب في بحيرة طين ... وظيفة النجوم أن ترجم الشياطين التي تتنصّط على الله 😂 !! ... الخ الخ.

كلها أفكار تستثير و تحفز مركز الضحك في الدماغ لأنها مخالفة للعادة أو المنطق أو التوقع ... فهي قابلة لأن تكون محلاً ملائماً و مناخاً خصباً للسخرية .... أي أن الدين عبارة عن مسخرة و مضحكة في كثير من جزئياته ....

و لهذا نجد أن المجتمعات الدينية تجرم السخرية من الظاهرة الدينية و طقوسها لتحمي مكانة الدين في الوعي الجمعي عند القطيع ... حيث أن الدين قابل بطبيعته التكوينية غير المنطقية ليكون محلاً خصباً للسخرية ... !

و كذلك تسن المجتمعات الدينية قوانيناً خاصة تسمى ( قوانين ازدراء الأديان ) و ما ذلك إلا لأن الدين مناخ خصب للسخرية و الاستهزاء بسبب المبنى اللامنطقي لكثير من جزئيات الدين.

[ العلم على مذبح السخرية] :

ثم لنأت بالعلم التجريبي و لنجرُّه من تلابيبه ثم لنضعه على مذبح السخرية ... فهل تستطيع أيها القارئ أن تسخر من قانون نيوتن الثالث مثلاً ...

( لكل فعل رد فعل مساوٍ له في المقدار و معاكس له في الاتجاه ) ....

هل تتخيل أن أكتب هذه الجملة العبقرية ثم أضع بعدها سمايل يضحك بسخرية (😂🤣) ... طبعاً لا.

هل نستطيع أن نسخر من البديهيات و المُسَلَّمات و المُبرهنات ؟ كقولنا 《 الجزء أصغر من الكل 😂》

طبعاً لا ... لا ...

فمناهج المعرفة السليمة تنتج حقائقَ علمية غير قابلة للسخرية .... أي أن العلم الحقيقي ليس محلاً للسخرية ... لأنه متسق مع المنطق و العادة و التوقع.

و هنا نكتشف بأن وضع الفكرة على مذبح السخرية {{{ طريقة علمية في كشف و تعرية لامنطقية الفكرة ... فإن أثارت الضحك و مشاعر السخرية فهذا يعني أنها غير منطقية ( سقطت على مذبح السخرية) ... و إن لم تثر مشاعر السخرية فهذا يعني بأنها متسقة منطقياً و اعتيادياً ...}}}

كما و تزداد الفكرة إضحاكاً كلما كانت مخالفة للتوقع و العادة و المنطق أكثر ... و ذلك لأن فلسفة الضحك مبناها على درجة اللامنطقية و اللاعتياد و اللاتوقع التي تحملها الفكرة ... فكلما كانت اللامنطقية أو اللاتوقع الحدثي أكبر ، كلما كان تحفيز مركز الضحك في الدماغ أكبر.

نستنتج مما سبق أن السخرية من الأفكار أو ما أسميه ب (السخرية الفكرية ) .... عبارة عن عرف اجتماعي إثرائي صحي جداً ، فالسخرية العارمة المفتوحة على كل الأفكار ؛ أي التي تنطلق في المجتمعات بلا خطوط حمراء ، عبارة عن أداة تعرية و منخل ينخل الأفكار التي تدور في الوعي الجمعي للجماعة البشرية ، إذ تقوم هذه الأداة بإسقاط الأفكار اللامنطقية و المخالفة للعادة و التوقع بشكل دوري ، في حين تحافظ على ثبات و استمرارية الأفكار المنطقية الموزونة في وعي الجماعة ....

تقوم آلية عمل ظاهرة السخرية الاجتماعية على فضح الأفكار القابلة للسخرية ( المسخرة) من خلال إبراز مكمن التناقض فيها و تعريته أمام العقل الواعي الموضوعي .... مما يدفع الناس إلى تركها و ازدرائها شيئاً فشيئاً فتتلاشى و من ثم تسقط من رصيد الوعي الجمعي ... لتبقى الأفكار القيمة غير القابلة للسخرية في نسيج هذا الوعي الذي سيقود المجتمع حتماً نحو التحضر و النور و التنوير.

[ السخرية على أرض الواقع ] :

و كي يتم تفعيل السخرية كأداة على مسرح الفكر يجب أن تتفق جميع الأقطاب و الأحزاب الفكرية في المجتمع على استخدام السخرية العقائدية كسلاح تنظير مشروع تستخدمه جميع الهيئات الفكرية و الحزبية ... فينبغي أن تسقط جميع قوانين ازدراء الأديان و العقائد الحزبية .... بل يجب الحض على ازدراء و فضح كل فكرة غير منطقية أمام العلن و العموم ... كي يرتقي المجتمع بوعي سليم قائم على أفكار متسقة منطقياً.

لذلك أرى أن الازدراء الفكري و السخرية العقائدية سلاح من أقوى الأسلحة التي تدفع المجتمع بكل مكوناته نحو التنوُّر العقائدي ... فهي تنظف العقل الجمعي من اللاعقلانيات و اللامنطقيات ...

لذلك يجب عدم وضع أي قيد فكري على سيناريوهات العمل المسرحي و الصحفي و الفكري و الشعري الساخر سواء كانت السخرية من الإيديولوجيات الحزبية أو العقائد و الأديان أو الرموز السياسية ... بل يجب التشجيع على افتتاح المجلات الساخرة و البرامج السياسية الهزلية و الأعمال الفنية التي تسخر من كل فكرة قابلة للسخرية ... إذ للسخرية فائدة تطهيرية من اللامنطق على المدى البعيد.

فلنسخر من كل فكرة غير منطقية تحتمل السخرية ... و لنزدري كل فكرة قابلة للازدراء ...

هامش:

عزيزي القارئ المتعاطف مع قوانين ازدراء الأديان و الذي صدعت رؤوسنا صراخاً و أنت تطالب باحترام عقيدتك الموروثة المضحكة : .... قدس البقر ، قدس الحجر ، آمن بالمعجزات ، آمن بالرب الذي يستوي على عرش يحمله ثمانية .... آمن بقيامة رجل من الموت ... الخ ، هذا حقك الذي أضمنه لك .... بل أنا مستعد للموت كي أضمن لك حقك في تبني العقائد التي تشاء مهما استطارت في الغباء .... لكنني لست مضطراً على أن أراعي مشاعر الهراء الذي تحشو به رأسك ... بل سأسخر منه إن كان محلاً للسخرية و سأقوم بتعريته .... و لتتفضل و لتسخر من أفكاري ... فالسخرية أداة فاعلة لتنظيف العقول و الوعي الجمعي على المدى البعيد .............



#راوند_دلعو (هاشتاغ)       Rawand_Dalao#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لاهوتُ مِحبَرَة !
- أنت هو دماغك !
- إكسير الخلود
- المحتل الحقيقي للبلاد
- سورة الروح _ سورة أبلغ و أحكم من سجعيات القرآن
- إسلامويات لا منطقية _ الحسين بن علي بن أبي طالب باختصار
- الطفل الذي قتل الله ثم مات !
- الانتماء على مذبح العقل
- أسئلة على مائدة الله و الحقيقة _ ١
- عباس بن فرناس علامة فارقة
- هادم الأصنام الحقيقي
- وطن من علماء _ يا وطني !!
- فيه اختلافاً كثيراً _ أخطاء قرآنية واضحة في السجعية الثالثة ...
- فيه اختلافاً كثيراً ... خطأ قرآني واضح في السجعية الأولى من ...
- مكمن الصواب في خلع الحجاب
- هدم الأساس العقائدي لمذهب القرآني محمد شحرور
- أسئلة على مائدة الله و الحقيقة ٣
- البيان في عدم تواتر القرآن
- ملاحم غيرت التاريخ


المزيد.....




- عمال أجانب من مختلف دول العالم شاركوا في إعادة بناء كاتدرائي ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راوند دلعو - الدين على مذبح السخرية و الازدراء