الجمود ..أستنزف تشرين الى اليمين

ليث الجادر

الحوار المتمدن-العدد: 6472 - 2020 / 1 / 24 - 20:42
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    

مره اخرى نعود الى التشرينيون ولكن قبل ان ابدأ , أرى من الضروري ان اؤكد بانني ممن يعتقدون انه من الحتم الوقوف مع كل احتجاج شعبي بدون اي شرط او قيد لان ذلك وحده الكفيل لان يوفر امكانيات نقد الحركه ومحاوله الارتقاء بها من مستوى المطالب التجريديه الى مستوى اكثر تشكيلا وتشخيصا واقعيين .. ومن الواضح ايضا ان التشرينيون وان طوروا في الاسبوع الاخير من عمر حركتهم الذي شارف على بدايه الشهر الخامس, فانهم مازالوا لم يبارحوا وضع التجريديه المطلبيه بالكامل .. مع ان هذه التجريديه قد انتفى مفعولها مع استقاله حكومه عبد المهدي , والخطوه الوحيده باتجاه تشخيص اكثر لمضمون الاحتجاج جاءت بتاثير موضوعي وليس بمبادره ذاتيه للحركه وهي اعلان المحتجيين رفض التدخل الامريكي – الايراني في شؤون البلد ..وهذا الموقف بحد ذاته لايمثل الا شرط هامشي بالبرنامج الحركي للاحتجاج الذي من الممكن اختصاره ب ( اقاله الحكومه الحاليه – تشكيل حكومه مؤقته مهمتها اجراء انتخابات مبكره وفق قانون انتخابي جديد – هذه الانتخابات ستضمن وصول قوى سياسيه منتخبه بمصداقيه ونزاهه تعالج بجديه قضايا الهموم اليوميه وتقضي على الفساد المستشري في اداره السلطه * وكتابه دستور جديد ) ..... ان صح (وهناك من تصح عنده في العمق الفكري تطبيق معايير اليسار واليمين على حركات الاحتجاج الشعبي ) فان التشرينيون وعلى وجه التخصيص الطليعيون منهم , بثبوتهم عند هذه الدرجات التعميميه واصرارهم المدروس على عدم مغادره هذا المستوى ..انما يقفون تحت جناح حركه اليمين المعتدل بكل ما تعنيه هذه الكلمه .. وان ابشع ما في هذه اليمينيه هو الاجهاض الخفي والمدروس لكل معنى طبقي يجول في راس ووجدان المنفذين الثائرين من التشرينين ..وسواسكم التي تهمسون بها في صفوفهم ..قيودكم وشروطكم كمنظمين وموجهين لحركتهم تكفي وتزيد على نعتكم بهذه اليمينيه , لائحه لاءاتكم صارت سمجه وان كانت قد وجد مايبررها اثناء البدايات , لكنها تحولت الى عقبات كداء لاحقا , ( لاترفعوا هذا الشعار كيما لايفسر بكذالك , لا تفعلوا هذا كيما لا يقول الاخرون عنه لذلك .. لا تشخصوا الا فلان وفلان فقط , لا تقولوا نريد فلان فان هذا يعني تسيس للاحتجاج ....ألخ ) ..ماذا ابقيتم من خطوات تفصلكم عن اليمين ؟ نعم ابقيتم فقط ما يجعلكم يمين معتدل وهو يسعى لاصلاح النظام بالنظام نفسه , انتم ترفضون شكل الحكومات التي انبثقت عن النظام السياسي للدستور وليس النظام السياسي ..ترفضون التجربه التي تعتقدون انها تجسيد خاطىء لمعنى ما جاء في ادبيات النظام السياسي المحدد بالدستور , انتم لاترفضون السوق الحره بل تعتقدون ان فساد السياسين هو من اضر بالواقع الاقتصادي وليس النظام الاقتصادي المقر بالدستور على شكل مضامين مدحوسه بين بنوده .. انتم اللذين تثورون على الفساد المالي والاداري للجكومات والقوى السياسيه , لكنكم لم تتجرؤا ولو مره واحده على الاشاره الى جرائم نهب ثرواتكم من قبل الاحتكارات العالميه .. وتدفعون بشباب الاحتجاج الى موقف الرفض والرفض دون ان تجعلوهم يشخصوا مطالبهم ويحددوها بدقه وبواقعيه ..ماذا ابقيتم لليمين وانتم تطالبون باقاله الحكومه ولا تعلنون بديلكم بالاسم او حتى المضمون الذي من المفترض ان يمثله رئيس الحكومه الجديده ؟ لا اعرف كيف تسمون انفسكم ثوار او منتفضين وانتم توكلون مهمه تنصيب رئيس وزراء جديد على عاتق رجالات سياسه انتم تثورون عليهم ؟ هل تخافون قوه ما ؟ ام انكم ذو صلاحيات محدوده ؟! هذا التقصير المقصود في بناء هيكليه تنظيميه للاحتجاج ومندوبين منتخبين له لا يعني الا الفوضويه التي تسند ظهرها الى توظيف الحقد الطبقي وليس الوعي الطبقي والذي لايؤدي في النهايه الا الى مزيد من الخسائر مع شيء من اصلاح النظام بما يؤمن ديمومته وبقاؤه ..لقد حولتم وبمنهجيه كل امكانيات تطور هذا الاحتجاج لانتفاضه كبرى ليس في الشكليلات انما في المضمون ,الى احتجاج فاقد التوازن لا ينطق بما يريد , انما يشير بحركات مرتبكه الى ما يمكن ان يريد ...لكن هذه ليست النهايه , لان جيل التشرينيون العصاميون , الجيل الثاني قد بدأت اجنته تتكور ..وابعادكم واقصائكم من الانتفاضه القادمه سيكون اولى مهامهم ...

#ليث_الجادر (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات