أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - دلخاز بهلوي - التطور التكنولوجي ...ملكاً للأغنياء فقط














المزيد.....

التطور التكنولوجي ...ملكاً للأغنياء فقط


دلخاز بهلوي

الحوار المتمدن-العدد: 1568 - 2006 / 6 / 1 - 11:05
المحور: الصحافة والاعلام
    


إن التقدم التكنولوجي الهائل الذي أحرزته وسائل الاتصال ، منذ اختراع آلة الطباعة في
القرن الخامس عشر، والى وقتنا هذا كان له انعكاسات عميقة في اتساع وسائل الاتصال
من حيث الكم والنوع ووصولها إلى مختلف شرائح المجتمع وتزايد هذه الشرائح مرور مع الزمن.
وقد وصلت بتغطيتها الواسعة إلى المناطق النائية في المجتمع ، ولم تعد مقتصرة على أبناء المدن .
مما أدى إلى تحول أساسي في طبيعة الوظائف والأدوار التي تقوم بها وسائل الاتصال،
ولا سيما الصحافة والإذاعة _ بالإضافة إلي أن انتشار التلفزيون قد حمل معه متغيرات اجتماعية وثقافية منوعة ما تزال بحاجة إلى استكشاف وتقيم لأبعادها المختلفة .
وإذا القينا نظرة على الخريطة العالمية للإعلام فنجد اوجه التفاوت البارزة في توزيع وسائل الاتصال الجماهيري بين الغرب والشرق .
عصر تدفق المعلومات أحادية الجانب ،هذا هو العنوان العريض لعصرنا هذا ،فقد تحققت نبوءة ماكلوهان واصبح العالم قرية صغيرة، نتيجة للتطور الهائل لوسائل الاتصال ، بجميع أنواعه ، المرئية بانطلاق الغزو الفضائي المتمثل بالأقمار الصناعية وكسرها للحدود والحواجز الجغرافية والسياسية ، وثورة المعلومات التي تمثلت بانتشار الصحف
الإلكترونية ( الإنترنت ) .
ففي كل مكان يذهب أليه الإنسان يجد نفسه مطاردا بفيض كبير من المعلومات بغض النظر عن نوعيتها ، وهل هذه المعلومات هو ما يحتاجه الفرد …؟
فأذا كان التزاوج بين ثورة المعلومات والتطور النوعي الذي تحقق في مجال تكنولوجيا الاتصال، قد افرز نتائج مبهرة ، أدت إلى تحول العالم إلى قرية صغيرة ،واستطاع الفرد الحصول على أية معلومة عن طريق هذه الوسائل .
فالسؤال الأهم هو من أين تأتي هذه المعلومات …!
فإذا قلنا أن العملية الاتصالية تتكون من عدة حلقات أهمها ، وهو المرسل الذي يقوم بإرسال العديد من الرسائل المتضمن العديد من الأفكار والمعلومات ،عن طريق رموز , عبر وسيلة اتصالية ،الهدف منها هو الوصول إلى المتلقي الذي هو أهم عنصر في هذه العملية ، نلاحظ انه متلقي سلبي بدرجة امتياز …؟
والدول المتقدمة اقتصاديا وتكنولوجياً هي المهيمنة على العملية الاتصالية من خلال امتلاكها لأكبر خمس وكالات أنباء في العالم اثنان منها موجودة في الولايات المتحدة الأمريكية ( الأسوشيتدبريس واليونايتدبريس )
وأصبحت هذه الدول المنتجة للأخبار والمعلومات ، وكل ما يتعلق بالمجال المعرفي .
ودول العالم الثالث أصبحت سوقا لتصريف المنتج الثقافي …!
وهنا أود الإشارة إلى نوعين من المتلقي الأول هو متلقي إيجابي الذي يستجيب للرسالة الاتصالية بشكل موضوعي وقادر على الاستفادة منه …؟ يحمل في داخله نوع من القدرة على التطور ، أما المتلقي السلبي وهو الأكثر شيوعا والذي يتعرض للرسالة الاتصالية ولا يبدي أية استجابة إيجابية ، هنا تكون الكارثة وللأسف فأن هؤلاء يتعرضون للوسائل الاتصالية لقتل الوقت لا أكثر …!
فمع التطور التكنولوجي الهائل وطريق تقديمها اتجهت هذه الثورة لتفتيت الاتصال الجماهيري ، من اجل تنويع الخدمة الإعلامية .
ويعزز ذلك الاتجاه ما تتميز به التكنولوجيا الاتصالية الجديدة ،من سمات اللاجماهيرية
واللاتزامنية ، والتفاعلية والحركية ، والشيوع والانتشار مما أدى إلى التركيز على الفرد الذي اصبح هدفاً رئيسياً للاتصال الإلكتروني .
وتحولت كما ذكرنا مجتمعات العالم الثالث إلى سوق الاستهلاك الإعلامي والإعلاني.
هذا التدفق الغير متبادل في المعلومات بين الغرب والشرق ساهم في أحداث فجوة معرفية كبرى بين الدول المنتجة للمعلومات ( الغرب )والدول المستهلكة للمعلومات ( الشرق )
وحتى في الدول المستهلكة نفسها تحدث الفجوة المعرفية بين من يملكون … ومن









لا يملكون ، فمثلا هناك فئة واسعة من المجتمع لا تستطيع حتى الآن الحصول على خدمة الإنترنت …! بسبب ارتفاع تكاليف خدمة النيت وبسبب الحالة الاقتصادية المتدهورة للفرد.
إننا نعيش فعلا في عصر المعلومات ولكن بثمن ...!
وهذا من شأنه أن يزيد الهوة بين الأغنياء والفقراء فهذه المعلومات تظل كماليات للطبقة الفقيرة التي تسعى إلى تأمين الغذاء والملبس وغيرها من الاحتياجات الضرورية .وبالتالي لاتهم بالمعلومات ولاتهما من أين تأتي،ومدى مصداقية هذه المعلومة ودورها في تطوير المجتمع,المهم لديه هو الحصول على الترفيه المرتقب من وسائل الاتصال هرباً من متاعب الحياة اليومية .ولكن وكما أسلفنا نعيش في عصر الاتصال لكن بثمن والأمثلة كثيرة
فعلى سبيل الذكر لا الحصر ،وبعد القرار المفاجئ لمجموعة قنوات ( ارتي ) : بتفردها بنقل مجريات مونديال كأس العالم ،والبث الحصري لشبكتها لهذه المباريات ، أصبحت هذه اللعبة التي يعشقها الملايين من العالم ، بقدرة قادر ملكاً ( ارتي)
وبالتالي تتحكم بعواطف الملايين من المشاهدين ،فأذا كنت فقيرا وليس بإمكانك اقتناء بطاقة فك تشفير فعليك السلام ، لأنك وببساطة لن تشاهد مباريات المونديال ،
لعبة الفقراء التي تحولت إلى لعبة للأغنياء فقط …!
مما تقدم نكتشف خطورة هذا الوضع في أحداث حالة من الإحباط والحرمان النسبي والشعور بالفشل بين الفئات المحرومة في المجتمع ، باختصار هذه هي ضريبة التطور التكنولوجي …!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!



#دلخاز_بهلوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهاية النهاية
- يا فناني الكرد اتحدوا
- رائحة النعناع
- مملكة السماء
- فتاة الصبح
- عام على رحيل الرفيق حسين عمرو كلمات ليست للرثاء
- شخوص وهمية
- بهجة الحية قصة قصيرة جداً
- ثوباً من الأيام
- اشتعال الدموع
- عندما يكون للفن هدف نبيل ورسالة سامية_ يغني شيدا
- الطرق الحزينة
- حديقة اللحظات
- صوت الظلام
- عباءة الكلمات
- حافلة المسافات
- فسحة ...أمل
- ثقافتنا ...إلى أين
- اللحظات التائه
- المرايا الثملة


المزيد.....




- محمود الخطيب شهد على العقد.. لحظات مؤثرة من عقد قران ليلى زا ...
- مغني راب شهير يسخر من نفسه ضاحكًا في المستشفى بعد شلل جزئي ف ...
- الأردن: إحباط -مخططات لإثارة الفوضى- عبر تصنيع صواريخ وطائرا ...
- عاصفة ترابية تضرب دول الخليج (فيديوهات)
- أبناء الحيامن المتنافسة !
- أبرز ما جاء في تصريحات المشاركين في مؤتمر لندن حول السودان
- -بلومبرغ-: واشنطن ترفض إدانة الضربة الروسية لاجتماع قيادة قو ...
- في ذكراها السنوية الثانية: من ينقذ المدنيين من الحرب السودان ...
- أمير قطر يعقد جلسة مباحثات رسمية مع الرئيس السوري في الديوان ...
- مقاطعة سومي.. طائرات مسيرة روسية تدمر قوات المشاة ومعدات أوك ...


المزيد.....

- مكونات الاتصال والتحول الرقمي / الدكتور سلطان عدوان
- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - دلخاز بهلوي - التطور التكنولوجي ...ملكاً للأغنياء فقط