|
يا للهول ... وما العراق اليوم الا خِربة تعيسة قانون التقاعد الجديد
سلام الفحام
الحوار المتمدن-العدد: 6471 - 2020 / 1 / 23 - 14:52
المحور:
المجتمع المدني
لعله في العراق فقط ، لايُنظر الى كبار السن بمقدار ما أستوعبه عقلٌ خَبَرته السنوات وكفٌّ تشقق جلدها لمصارعة تغير الزمان والمكان ومجالدة طبيعة وقوانين ما أنصفت ما قدمه هؤلاء خلال مسيرتهم لرسم معالم الطريق للأجيال المتوالية . قصص حزينة ومبكية حواها ديوان شعر كتبه مفكرون وعلماء ولكن الذي يقرأ جهلة لا يفهمون حرفاً منه فضيعوا معانيه . قالوا (بعد ما نقّبوا): إن العراق مهد الحضارات فيها كانت (أكد ، سومر ، آشور .. ألخ ) الذين رسموا للعالم مبادئ الحضارة وأستوعبوا كل صغيرة وكبيرة في حياتهم البدائية القاسية ليخلقوا مجتمعا حكت عنه ألواح الطين من سومر ومسلات القوانين لحمورابي وغيره . نعم ،، حمورابي الذي قيل عنه أنه (نبي) ، وضع أصولا وأنظمة وقوانين درسها الآخرون قبل ان يدرسها أبناؤنا ... فنجد العراقي يقول نحن أبناء حمورابي أول مَن سنّ القوانين ووضع الأنظمة ..... وهم لا يعلمون بأن حمورابي أصبح مأبونا عقيماً لم ولن ينجب ، فليراجع الجميع أنسابهم ... هل نحن من العراق بلد الحضارة أم نحن أحفاد شرذمة جاءت من خارج بلاد الرافدين لتستقر وتحكم هنا بقوانين جائرة وطاغوت متجبر . المعروف عن مجتمعات الحضارات القديمة أنها تصلح حالها فيما لو طرأ عليها الوهن والخطأ وسريعا ما تستعيد نقائها وصحتها وفكرها المنحوت في تاريخها الشامخ . فمَن نحن إذن ؟؟ سبعة عشر سنة لايستطيع أدعياء حمورابي لجرِّ هذا البلد الى طريق الخير والمحبة والصلاح ... بل قل : أكثر من قرن من الزمان , لا يمكنهم وضع أنظمة وقوانين لأحترام شيبة الرجل الكبير و(جرغد) الأم الثكلى ، ولا يستخسرون عطفاً على دمعة طفل برئ . فأي حضارة نتشدق بها ؟ في أحد القنوات الفضائية كان يخرج ذلك الرجل الذي يضع مثال الحمير والحيوانات على طاولته ،، يترقبه الناس ليخفف عنهم مآسيهم وحسرتهم على أحلامهم المنزوعة قسراً . لقد دخل (تابع الحمار) هذا الى كثير من قلوب العراقيين ... يتفكهون لحديثه ويبتسمون لنقده ،،، لأنه كان جزءاً منهم . ولكن فجأة أصبح جزءاً من الحمار الذي على طاولته وقاده الحمار ليصبح عضواً بارزا في مجلس الحمير العالي ... ( الحمد لله أنني لم ابايع أحداً من هذا المجلس المستحمر ). وبدلا من أن يضرب حجش الحكومة أصبح يمتطيه ويُغِير على عبيد الله . فصار مصداق للمثل (الفحامي) : ( بين الجحوش والمطايا ،،، تبخرت كل الوصايا ) . ( طبعا هذا من تأليفي ) . هذا مَثَلٌ لهؤلاء الأقوام ... ولا أعرف ولا أريد ان يسألني أحد لماذا أخترت تابع الحمار هذا كمثل . نسأل الآن : لماذا كل هذا ؟ الموضوع ... قانون التقاعد الجديد .. تقليل خدمة الموظف وإحالته الى التقاعد بسن (60) سنة بدلا من (63) سنة . فجأة وبدون مقدمات ولا تنسيق ولا حتى إشعار بذلك ،، وتنفيذه خلال مدة شهرين . لماذا وما هي الأسباب الموجبة ؟؟ ندرجها لكم : 1ــ لغرض تحسين الواقع المعيشي للمتقاعدين . كيف .. ؟ هل قمتم بزيادة الراتب التقاعدي بما يناسب المعيشة الصعبة للمواطن وإستغلال وجشع التجار ... زيادة 100 الف دينار عراقي ليكون الراتب 500 ألف دينار بدلا مت 400 ألف . 100 ألف دينار لا تسمن ولا تغني من جوع . نطالب من وضع هذا السبب الموجب أن يتقدم ويرفع يده ويبين لنا كيف سيتم تحسين الواقع المعيشي للمتقاعدين ( وخصوصا تابع الحمار ). 2ــ تحقيق المساواة والعداله في أحتساب الحقوق التقاعدية . كيييييييييف ... ؟؟؟؟؟؟؟ كيف تتحقق هذه المساواة ؟ والراتب التقاعدي لعضو مجلس الحمير العالي ــ الذي يخدم 4 سنوات بدون دفع توقيفات تقاعدية (على ما أظن) مقابل 30 سنة وأكثر مع دفع توقيفات تقاعدية طوال مدة الخدمة للمواطن العادي ــ هو عشرة اضعاف بل أكثر مما يتقاضاه المواطن البسيط . وكيف تتحقق العدالة وقد سلبتم الموظف 3 سنوات من خدمته الوظيفية وبدون مقدمات . نريد أجابة من (تابع الحمار) و (هيثم الكسوري) لا الجبوري ومن ( ظالم عبد اللامهدي ). 3ــ الاستفادة من الدرجات الناتجة عن حركة الملاك في أستقطاب الملاكات الشبابية. العاطلين اكثر من مليون ونصف . المحالين الى التقاعد بحدود (200) ألف . ما حال المليون الباقية التي لا تجد ملاك للتعيين . وكيف سيتم حل التراكمات من العاطلين في السنين القادمة . هل هو قانون لحل مشكلة آنية ؟ أم قانون للسنوات القادمة ؟ أجيبوا أيها الحكومة ويا مجلس النواب نطالب بتوضيح هذه الفقرات الثلاث للاسباب الموجبة لأنها لا توحي إلينا بأنها أسباب حقيقية موجبة ، بل نستشعر بأن هناك تلاعب وأنجرار لحل مشكلة كبيرة على حساب شريحة من المجتمع ولا نرى أن هناك حلول مستقبلية واضحة وصريحة لمشكلة البطالة والعاطلين عن العمل ... يا للهول ... وما الدنيا الا مسرح كبير . قالها قبلا عميد المسرح (يوسف بيه وهبي ) ونقول الآن : يا للهول ... وما العراق اليوم الا خِربة تعيسة . مهندس وباحث في التاريخ ومقارنة الأديان
#سلام_الفحام (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في
...
-
ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
-
السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير
...
-
غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا
...
-
شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
-
هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و
...
-
ممثل حقوق الإنسان الأممي يتهرب من التعليق على الطبيعة الإرها
...
-
العراق.. ناشطون من الناصرية بين الترغيب بالمكاسب والترهيب با
...
-
محمد المناعي: اليوم العالمي للإعاقة فرصة لتعزيز حقوق ذوي الا
...
-
السعودية.. الداخلية تعلن إعدام 3 مصريين وتكشف عن أسمائهم وما
...
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|