راوند دلعو
(مفكر _ ناقد للدين _ ناقد أدبي _ باحث في تاريخ المحمدية المبكر _ شاعر) من دمشق.
(Rawand Dalao)
الحوار المتمدن-العدد: 6471 - 2020 / 1 / 22 - 09:37
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
عندما مات عباس بن فرناس الأندلسي محاولا الطيران تساءل محمديو الأندلس هل هو منتحر من أهل النار أم أنه شهيد من أهل الجنة ؟
بينما تساءل الأوروبيون هل فعلاً يمكن الطيران أم لا ؟!!!
و هكذا سقطت الأندلس و وُلِدت أوروبا المتنورة ...
مُفارقةٌ عجيبةٌ بين عقليّتين ...
الأولى مبناها على الأسطورة و الخرافة و الوهم و تقديس شخصية محمد و المسيح .... أما الثانية فمبناها على المنطق و الواقعية و البحث العقلاني ....
#الحق_الحق_أقول_لكم .... إن الخطأ الفادح الذي جعلنا في مؤخرة الأمم هو أننا قدّسنا الأشخاص و تركنا الفكرة ....
في حين أن الغرب يُقدس الفكرة العلمية المطابقة للواقع و لا يهتم لأمر الأشخاص ....
إن توماس ألفا إيديسون و نيكولا تسلا يا سادتي قد نوّرا حياة كل البشر بشكل حقيقي ، ليست مجرد كلمة تقال لتملأ الفم بشكل مبالغ فيه ، بل هما فعلاً قد نوّرا حياتنا بشكل ملموس من خلال اختراعهما للمصباح الكهربائي و التيار المتناوب ..... و مع ذلك لا يكاد يُذكر اسمهما في دول الغرب إلا في سياق الكتب و المقالات العلمية عند الحديث عن كيفية اكتشافهما للتيارات المتناوبة و المستمرة ....!!
فلا تُقام لهما التماثيل و لا الأصنام و لا يُقَدَّسُ سرهما و لا يُتبرك ببولهما الشريف و لا يُتلى ذِكرهما صباح مساء و لا يُسافر إلى ضريحهما و لا يُحارب من أجل فرض نتائج أبحاثهما على الآخرين و لا و لا و لا .....
فبالرغم من أنهما أنارا حياة البشر _ أكثر من أي شخص آخر على مر التاريخ_ إلّا أنّه لا أحد في الغرب يهتم بمعرفة تفاصيل حياتهما كمكان قبرهما مثلاً _ و لن يهتم الغرب يوما بمكان قبرهما و طريقة دفنهما _ .... ولكن ستبقى علومهما وتجاربهما كنز البشرية الأثمن والنور الحقيقي الذي يهدي لسعادة الإنسان و كيفية تطويعه للمادة في سبيل تحسين جودة الحياة و تحقيق الرفاهية للجنس البشري ....
فكفانا تقديساً للمومياوات القروسطية كمحمد و غيره ، وكفانا خلافاً واقتتالاً حول تفسيرات لفظية سخيفة لنصوص كتبها بشر مثلنا كالقرآن و غيره .... ثم كفانا قطعاً للرؤوس و تخريباً للبلاد بسبب الخلافات المذهبية العفنة...
#راوند_دلعو (هاشتاغ)
Rawand_Dalao#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟