|
الشموع اليابانية والتحليل الفني في اسواق التداول
عبد القادر بوخاري علي
الحوار المتمدن-العدد: 6470 - 2020 / 1 / 21 - 17:02
المحور:
الادارة و الاقتصاد
يقوم الأفراد بالاستثمار في سوق الأسهم لتحقيق أرباح. والأرباح تأتي من الاستثمار في الأسهم التي ترتفع أسعارها باستمرار. لهذا يسعون دائما إلى إيجاد طريقة أو أكثر للتنبؤ بمستقبل السوق. لذا ومنذ سنوات عديدة والاقتصاديون يسعون في البحث عن كيفية للتنبؤ بأسعار الأسهم ، إن القبول العام لفرضية السوق الكفء قد أثر بشكل قوي وكبير على تطور النظرية المالية لعدة عقود مضت. لكن ممارسي المالية يسعون دائما للبحث عن استراتيجيات للمتاجرة وأدوات للتنبؤ حتى تمكنهم من تحقيق أرباح في ظل الأسواق المالية. واضعي النظريات المالية يعارضون ممارسي المالية عن طريق تقديم دليل يؤكد عدم إمكانية التنبؤ بسهولة بالأسعار، وبالتالي من الصعب تحقيق مكاسب غير عادية في الأسواق المالية.
في ظل المد والجزر بين إمكانية التنبؤ بالسوق من عدمه، توصل ممارسو المالية إلى عدة طرق للتنبؤ بأسعار الأسهم، أشهرها: التحليل الأساسي والتحليل الفني. التحليل الأساسي -الذي يقوم أساسا على معلومات أساسية عن الشركات المكتتبة وعن السوق- رغم جدواه في التنبؤ بنسبة كبيرة إلى أنه وفي ظل الأسواق الضخمة لا يستطيع أحيانا مساعدة متعاملي الأقاليم الصغيرة في اتخاذ القرارات الاستثمارية، كما أنه يحتاج عادة إلى وقت أطول (أسبوع فأكثر)، مما يعرقل اتخاذ المستثمرين لقرارات آنية.
أما التحليل الفني -والذي هو موضوع هذا المقال- فإن له تاريخ طويل في الأسواق المالية. فقد بدأ بنظرية داو في أوائل القرن العشرين في سوق الأسهم الأمريكي، وهو يقوم باستخدام الأسعار السابقة للأسهم، الحجم والفائدة المفتوحة (في الأسواق المستقبلية الفائدة المفتوحة هي العدد الإجمالي للصفقات المفتوحة) للتنبؤ بالأسعار المستقبلية للأسهم.
1- نظرة تاريخية حول التحليل الفني:
التحليل الفني هو دراسة حركة السوق والتي تشمل السعر وحجم التعاملات باستخدام الرسوم البيانية بغرض توقع الاتجاه المستقبلي للأسعار. إذن اصطلاح التحليل الفني هو اسم رؤية أو فكرة لطريقة أساسية ومهمة جدا للاستثمار. ويهتم بدراسة السعر مع التداول وتكون الأداة الأساسية له هي الخرائط والرسوم البيانية.
جذور التحليل الفني المعاصر انبثقت عن نظرية داو والتي طورت حوالي عام 1887 بواسطة تشارلز داو Charles Dow وقد تم استنباط التحليل الفني إما بطريقة مباشرة أو غير مباشرة من نظرية داو. وهذه الجذور تتضمن مبادئ الاتجاه الطبيعي للأسعار وكل المعلومات المعروفة والمؤكدة والانحراف والحجم الذي يعكس تغيرات السعر والدعم والمقاومة ومعدل داو جونز الصناعي المعروف على نطاق واسع هو نتاج هذه العملي.
2- فلسفة التحليل الفني:
هناك ثلاث قواعد أساسية يعتمد عليها التحليل الفني:
حركة السوق تحتوي على كافة المتغيرات: يؤمن المحلل الفني أن أي شيء يمكنه أن يؤثر على السعر (سواء اقتصاديا، أو سياسيا أو نفسيا أو أي عنصر آخر) هو في الحقيقة ينعكس تماما على سعر السوق. الأسعار تتحرك في اتجاهات: هناك نتيجة طبيعية أن الأسعار تحرك في اتجاهات وهي أن الاتجاه في حال حركته في اتجاه معين سيستمر أكثر من أنه سيعكس اتجاهه، هذه النتيجة مشتقة من قانون نيوتن الأول للحركة. أي أن الاتجاه سيتمر قائما حتى يرتد عاكسا طريقه. وطريقة التعامل معها هي بالمتاجرة مع الاتجاه حتى تظهر إشارات تنبئ بانعكاسه. التاريخ يعيد نفسه: إذ أن توقع المستقبل مبني على معرفة الماضي. فتحليل حركة الأسعار هو تحليل لحالة العرض والطلب، وتحليل للحالة النفسية للسوق، فهناك أشكال بيانية محددة تظهر على الرسوم البيانية للأسعار تعني حالة معينة للسوق وتعكس اتجاه الأسعار المستقبلي. وعليه فإن نظرية التحليل الفني تقوم على أربعة أعمدة أساسية هي أن:
القيمة السوقية تتحدد نتيجة تفاعل قوى العرض والطلب. العوامل التي تؤثر على قوى العرض والطلب متعددة، منها العقلاني ومنها غير العقلاني. الأسعار تتحرك في اتجاهات ومسارات معينة، وهي تميل إلى الاستمرار في نفس اتجاهها وعدم تغييره. التغيرات التي تطرأ على موازين قوى العرض والطلب هي نفسها التي تغير من اتجاه الأسعار.
3- الشموع اليابانية كطريقة للتحليل الفني
الشموع اليابانية طريقة قديمة لرصد وتسجيل حركة الأسعار في الأسواق المالية المختلفة. ولقد تفتحت حديثا عيون العالم الغربي على هذه الشموع وكأنها اكتشفت سرا دفينا من أسرار بلاد الشمس المشرقة. ويعود الفضل في اعتماد الشموع اليابانية كأحد أهم الطرق الفنية إلى مينوهيسا هوما أحد كبار تجار الأرز والذي حقق أرباح طائلة في تجارة الأرز. وقد دون هوما ملاحظاته عن فلسفة الأسواق في كتاب نشر له عام 1755م، وهو ما يعد اليوم الأساس الذي بني عليه أسلوب التحليل الفني الياباني للأسواق.(5)
وقد سجل اليابانيون الحركة اليومية للأسعار في شكل رسم بياني يشبه الشمعة. وهي عبارة عن مستطيل له فتيلان علوي وسفلي.
ويستند تفسير الشموع اليابانية في المقام الأول على الأنماط.
المصدر : علي محمد متولي ٬ فلسفة البورصات ٬ مجلة الاقتصاد٬ عدد 33٬ ص ص 122. كيف تصبح متداول : https://www.makalcloud.com/post/ags3juu9v
#عبد_القادر_بوخاري_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
زيادة جديدة.. سعر الذهب منتصف تعاملات اليوم الخميس
-
-الدوما- يقر ميزانية روسيا للعام 2025 .. تعرف على حجمها وتوج
...
-
إسرائيل تعلن عن زيادة غير مسبوقة في تصدير الغاز إلى مصر
-
عقارات بعشرات ملايين الدولارات يمتلكها نيمار لاعب الهلال الس
...
-
الذهب يواصل الصعود على وقع الحرب الروسية الأوكرانية.. والدول
...
-
نيويورك تايمز: ثمة شخص واحد يحتاجه ترامب في إدارته
-
بعد فوز ترامب.. الاهتمام بـ-التأشيرات الذهبية- بين المواطنين
...
-
الأخضر اتجنن.. سعر الدولار اليوم الخميس 11-11-2024 في البنوك
...
-
عملة -البيتكوين- تبلغ ذروة جديدة
-
الذهب يواصل رحلة الصعود وسط التوترات الجيوسياسية
المزيد.....
-
الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق
/ مجدى عبد الهادى
-
الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت
...
/ مجدى عبد الهادى
-
ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري
/ مجدى عبد الهادى
-
تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر
...
/ محمد امين حسن عثمان
-
إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية
...
/ مجدى عبد الهادى
-
التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي
/ مجدى عبد الهادى
-
نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م
...
/ مجدى عبد الهادى
-
دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في
...
/ سمية سعيد صديق جبارة
-
الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا
/ مجدى عبد الهادى
المزيد.....
|