أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالخالق حسين - 9 نيسان 2003 أسعد يوم في حياة الشعب العراقي















المزيد.....

9 نيسان 2003 أسعد يوم في حياة الشعب العراقي


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 452 - 2003 / 4 / 11 - 01:46
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

يوم 9 نيسان 2003، يعتبر يوماً عظيماً في حياة الشعب العراقي وسيُخلد كأروع يوم لا مثيل له في التاريخ. منذ أربعين عاماً ونحن ننتظر هذا اليوم المجيد، منذ انقلاب 8 شباط 1963 الأسود عندما غزا المغول الجدد العراق واغتالوا ثورتنا، ثورة 14 تموز المجيدة وقتلوا قادتنا الوطنيين الأشاوس ودشنوا مرحلة جديدة من القتل الجماعي والتنكيل بالقوى الوطنية وأبناء شعبنا دون أي تمييز. جاء بهم الأمريكان قبل أربعين عاماً وقد حان الوقت للأمريكان  أيضاً أن ينظفوا أرضنا من رجس الفاشية بعد أن انقلب السحر على الساحر. فشكراً لهم للبريطانيين لمساعدة شعبنا على الخلاص من النظام الفاشي الهمجي البغيض.

هذا اليوم هو يوم انتصار شعبنا على الفاشية العفلقية-الصدامية التي لا مثيل لها في تاريخ الفاشية والنازية والعنصرية. لذلك، ما أن تأكد شعبنا من أن أشقيائية صدام حسين قد قضي عليهم وفر منهم من فر إلى جحورهم كالجرذان، حتى انفجرت جماهير شعبنا كالسيل العرم في شوارع بغداد، محطمة حاجز الخوف المزمن، معبرة عن فرحتها الكبرى بسقوط أسوأ نظام عرفه التاريخ. وقد شاهدنا وشاهد معنا العالم أجمع كيف اندفعت الجماهير وبمساعدة الجنود الأمريكان في تحطيم أصنام الطاغية وانقضت عليها الجموع بالضرب بالأحذية كأحسن وسيلة للتعبير عن احتقارها وبغضها لهذا الجلاد. وكما توقعنا قبل الحرب، فقد شاهدنا الجماهير تعبر عن فرحتها وتستقبل الجنود الأمريكان المحررين بالأحضان والورود. كان يوماً تاريخياً مشهوداً لا يختفي عن الأذهان ولا عن كتب التاريخ. شاهدنا الشباب يمرحون مع جنود الحلفاء ويشكرونهم ويشكرون الرئيس جورج بوش ورئيس الوزراء توني بلير لمساعدتهم  في خلاصهم من نير الفاشية ويلعنون صدام وزبانيته الذين سقطوا في مزبلة التاريخ ويلعنهم اللاعنون.

ومع هذه المجنزرات وآلاف الجنود الأمريكان المدججين بالسلاح، رأينا الناس يحملون معهم أطفالهم آمنين مستبشرين فرحين يصافحون الجنود ويتبادلون المزاح معهم دون خوف أو رعب ولأول مرة منذ 35 عاماً عجافاً. ولن ينسى العالم اللقطة التاريخية المعبرة لرجل في الخمسين من عمره وهو يضرب صورة صدام بالنعال ويصيح أمام الكامرات إن هذا الجلاد دمر العراق وقتل الملايين من شبابنا صارخاً: (لك اشستويت بالعراق – أي ماذا عملت بالعراق). إن هذا المنظر يعتبر صفعة في وجه كل من أراد وعمل على إطالة عمر النظام ووقف معه من مثقفي الكوبونات والإعلام العربي البائس الذي مثله الصحاف أفضل تمثيل.

فلولا هذه الحرب لبقي نظام القتلة يعيث في العراق فساداً ويضطهد شعبنا إلى أجل لا يعلمه إلا الله. فشكراً للرئيس بوش ورئيس الوزراء توني بلير على شجاعتهما في مقاومتهما كل الضغوط التي فرضت عليهما من قبل المظاهرات المناوئة للحرب وضغوط أصدقاء صدام في الأمم المتحدة من أمثال جاك شيراك وبوتين وشرودر الذين عملوا كل ما في وسعهم لإطالة عمر النظام.

وقد انتصرت الحكمة على قصر النظر وأسرى الآيديولوجيات المتحجرة وأفكار الحرب الباردة والحكومات التي ارتبطت مصالحها بوجود صدام في الحكم. لقد برز بوش وبلير كأعظم رئيسين منتصرين منذ الحرب العالمية الثانية. إنه انتصار قوى الخير على الشر وانتصار الديمقراطية على الديكتاتورية الفاشية. ظهرت سيدة إنكليزية على تلفزيون بي بي سي وكانت مناوئة للحرب، قالت بعد أن شاهدت فرحة العراقيين بسقوط النظام، أن بلير كان يعرف حقائق كنا نجهلها وأنها فرحة الآن لأنه قوام معارضتنا للحرب ونفذ ما أراد.

لقد تحرر شعبنا من الفاشية والأنظمة الديكتاتورية مرة وإلى الأبد. سوف لن يمر شعبنا بمثل هذه الإرهصات التي مر بها منذ انقلاب 8 شباط 1963 ولحد سقوط الفاشية في 9 نيسان 2003 مرة أخرى. إنه يوم جديد، لعراق جديد، وحياة جديدة لكل العراقيين. نظام صدام حسين كان يطاردنا حتى في منامنا على شكل كوابيس مرعبة حتى ونحن بعيدون عنه آلاف الأميال. فكيف بأهلنا في العراق الذي حوله الجلاد إلى أكبر سجن في العالم؟.

لقد خابت آمال النائحين والمطبلين وأصحاب النبوءات السوداء الذين روجوا بأن الأمريكان سيقصفون بغداد بالقنابل النووية وسيمحون العتبات المقدسة ويقتلون أكثر من مليون على أقل تقدير وستتدفق الملايين من اللاجئين العراقيين وستكون هناك كارثة بشرية حقيقية. لحسن حظ شعبنا، لم تتحقق أية نبوءة سوداء من هذا القبيل. إن حروب النظام الفاشي، الداخلية والخارجية، وسجونه والغرق في البحار هرباً من ظلمه وحصاره، كلفت الشعب العراقي ما يقارب مليونين. ولولا هذه الحرب الجراحية لبقي صدام حسين وأبنائه يواصلون حكمهم الغاشم للعراق ويمعنون في اضطهاد الشعب ربما لعشرات السنين وستكون  هناك ملايين أخرى من الضحايا والمشردين. رحم الله شهداءنا وشهداؤهم. فكل عراقي قتل هو خسارة لشعبنا. ويتحمل النظام البائد كل التبعات. ولكن دفع الله ما كان أعظم.

وهذه فرصة فريدة ليعيد كل منا النظر في حساباته ويطوي صفحة الماضي ويفتح صفحة جديدة

 لحياة قادمة خالية من الخوف والإنتقام. ومهما كان موقفنا من هذه الحرب، فإنها قد حصلت وبأقل ضحايا وخسائر مما كنا نتوقع. علينا أن نترك خلافاتنا الجانبية وعدم ضياع الوقت في سجالات شخصية عقيمة، ونركز على وحدة الصف من أجل قيام نظام ديمقراطي يحقق الرفاه والسعادة لشعبنا،  بعد معانات دامت عشرات السنين من الظلم والحرمان والقهر والإستلاب. وقد هدد صدام قبل سنوات أن الذي سيحكم العراق من بعده، سيستلمه أرضاً بلا شعب. الحمد لله الذي خيّبَ أمله، ولم يستطع أن يحقق تهديداته في تدمير العراق وشعبه.

هنيئاً لك أيها الشعب العظيم على هذا الإنتصار العظيم والخلاص من عصر الظلمات لتبدأ حياة طبيعية كباقي الشعوب المحبة للسلام والحرية والعيش الكريم.



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نريدهم أحياءً !! بمناسبة مصرع علي الكيمياوي
- رحيل باحث نزيه - بمناسبة أربعينية الفقيد علي كريم سعيد
- لماذا تأخرت الإنتفاضة؟
- الديمقراطية لن تولد متكاملة وقد لا تكتمل!
- الوصايا العشر إلى الحكومة العراقية القادمة
- الإقتصاد العراقي - الماضي والحاضر وخيارات المستقبل
- موقف فرنسا وألمانيا من الحرب المرتقبة انتهازي نفعي وليس اخلا ...
- هل تؤثر المظاهرات على قرار الحرب؟
- نصرالله يقوم بدور عمرو بن العاص
- أسباب اغتيال ثورة 14 تموز العراقية
- هل الحرب من أجل النفط؟
- رداً على المدعو -عبد الجبار علي الحسني- في تطاوله على الزعيم ...
- عراق الغد بين العلمانية والإسلاموية
- لماذا الهجوم على كنعان مكية والمعارضة العراقية في هذا الوق ...
- هل يستفيد العراقيون من التجربة الإيرانية؟
- مؤتمر المعارضة العراقية.. ما له وما عليه!
- موقف المثقفين العرب من القضية العراقية.. رد على إدوارد سعيد
- الحوار المتمدن علامة مشرقة في مجال تكريس الديمقراطية
- رد على بيان المثقفين السعوديين الجديد
- هل حقاً أمريكا تريد الديمقراطية للعراق؟


المزيد.....




- جنرال أمريكي متقاعد يوضح لـCNN سبب استخدام روسيا لصاروخ -MIR ...
- تحليل: خطاب بوتين ومعنى إطلاق روسيا صاروخ MIRV لأول مرة
- جزيرة ميكونوس..ما سر جاذبية هذه الوجهة السياحية باليونان؟
- أكثر الدول العربية ابتعاثا لطلابها لتلقي التعليم بأمريكا.. إ ...
- -نيويورك بوست-: ألمانيا تستعد للحرب مع روسيا
- -غينيس- تجمع أطول وأقصر امرأتين في العالم
- لبنان- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي على معاقل لحزب الله في ل ...
- ضابط أمريكي: -أوريشنيك- جزء من التهديد النووي وبوتين يريد به ...
- غيتس يشيد بجهود الإمارات في تحسين حياة الفئات الأكثر ضعفا حو ...
- مصر.. حادث دهس مروع بسبب شيف شهير


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالخالق حسين - 9 نيسان 2003 أسعد يوم في حياة الشعب العراقي