أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير زين العابدين - تأويل أم تجميل أم ماذا؟














المزيد.....


تأويل أم تجميل أم ماذا؟


سمير زين العابدين
(Sameer Zain-elabideen)


الحوار المتمدن-العدد: 6470 - 2020 / 1 / 21 - 01:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كان ابن حنبل (رابع الأئمة الأربعة عند أهل السنة والجماعة)، وصاحب المذهب الحنبلي في الفقه الإسلامي يتعامل مع النصوص، دون تجميل، لم يحاول التوفيق بين النص المقدس والعقل، ولم يترك مجالا لإعمال العقل في الفقه الإسلامي، وقد عاني بن حنبل كثيرا من (فتنة خلق القرآن) التي ابتدعها المعتزلة وآمن بها (الخليفة المأمون) وصمد أمامها وتحمّل السجن والتعذيب، فكان أكثر إتساقا مع نفسه ومع النصوص الدينية بحروفها.

لم يكن يعلم ابن حنبل ومن بعده ابن تيمية أن فقههما سيصمد وحده، ويجابه كل محاولات التجديد وإعمال العقل، رغم مرور السنين، ليصل إلينا بحذافيره ودون أي إختلاف.

السبب في ذلك أن كل محاولات الإختلاف بعدهما، لم تكن تنفذ الي جوهر النصوص بإعتبارها نصوص للهداية، أي نصوص للدلالة ولإرشاد الناس، ولكنها حاولت تجميل النصوص، أو تأويلها بما ليس فيها، في محاولة للتوفيق بينها وبين العقل، مع الإبقاء علي حرفية النصوص.

حاول المعتزلة في بداية القرن الثاني للهجرة، وقالوا بوجوب معرفة الله بالعقل، ولو لم يرد نص بذلك، وغالوا في استخدام العقل وجعلوه حاكماً على النص، وهم بذلك أيضا لم يخرجوا عن إطار النصوص، فقط حاولوا تأويلها، ودائما ما يكون التأويل نزوعا للتعبير عن الهوي والنزعات الخاصة.

عندما جاء ابن رشد، بحث عن نقاط الإتصال بين النصوص والفلسفة (الحكمة) وخلص الي أن هناك طريقين لمعرفة الحقيقة، طريق الفلسفة التي تخضع للبحث والتطوير الدائم، وطريق الحقيقة المستندة الي الدين أي المعتمدة علي العقيدة وهو ما لا يمكن إخضاعه للتدقيق والتمحيص والفهم الشامل، وحتي هذا لم يشفع له في زمن سلطة الفقهاء علي الفكر والثقافة والمجتمع والسياسة، فاتهم بالكفر والإلحاد وأحرقت كتبه ونفي الي مراكش.

في العصر الحديث يواجه بعض المتسمّين بالليبراليين الإسلاميين، ما يعتري العالم من حداثة وتنوير وعلم له إنجازات هائلة، بنفاق رخيص وتجميل كاذب، عن طريق إدعاء أن كل شيء موجود في القرآن، من كروية الأرض الي النسبية وحتي الهندسة الوراثية، وكل ما سيستجد من أسرار العالم والحياة، هو موجود، ولا أدل علي ذلك من أكذوبة الإعجاز العلمي في القرآن، بل أن المستجدات الفكرية، مثل القومية والإشتراكية والديمقراطية وغيرها، لا يقفون أمامها، بل يجدون طرقا عديدة لتضمينها في النصوص.

علي الجانب الآخر يقف غالبية رجال الدين وكل التيارات الإسلامية، وكلها سلفية الهوي، رافضة لكل هذه المحاولات، غير مكترثين بها، ويعدّونها انتهاكا لقدسية النصوص، ويستثمرون ذلك لإثبات حقهم في قمع العقل والإنسان، فقد كفر ابن رشد ومن قبله المعتزلة وكل من حاول أن يوجد توفيقا بين النصوص وبين واقع يتغير وعقل نقدي يفكر، وتعرض الكثير منهم للملاحقة والحبس والقتل، حدث كل ذلك باسم النص المقدس ودفاعا عنه.

إن العقل من حيث أنه مناط التفكير هو حجة التكليف من الله، وبه تعرف الحقيقة, ولهذا فنحن بحاجة الي القفز علي كل الحوائل التي تعوق العقل، فيما بيننا وبين جوهر الدين وأساسه.



#سمير_زين_العابدين (هاشتاغ)       Sameer_Zain-elabideen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القوة الناعمة المصرية (3)
- القوة الناعمة المصرية (2)
- القوة الناعمة المصرية
- ماذا يريد أردوغان؟
- ثغرة الدفرسوار
- دور ومهام المدفعية المصرية في حرب أكتوبر
- الرؤية المنفردة
- المؤامرة الكبري
- يدنين جلابيبهن
- نعم الحجاب فرض، ولكن أي حجاب؟
- الدور الغائب للمواطن
- الترجمة العربية لمقال عالم الآثار الإسرائيلي زئيف هيرتزوج (أ ...
- خطر السلفيّة والمتسلفين
- الخدعة الفرعونية
- الطائفية في الإسلام والمسيحية 2
- الطائفية في الإسلام والمسيحية
- الولاء والبراء والمواطنة
- الإعتقاد وإعمال العقل
- الإنسداد السياسي
- التقرير النهائي للجنة التحقيق وتقصي الحقائق بشأن الأحداث الت ...


المزيد.....




- مصري ارتد عن الإسلام ينتج فيلما ضد حماس لدعم إسرائيل
- ما بين التخوف من -الإسلام السياسي- و-العودة إلى حضن العروبة- ...
- اليهود يغادرون.. حاخام بارز يدعو أوروبا إلى التصدي لتزايد مع ...
- اقــــرأ: ثلاثية الفساد.. الإرهاب.. الطائفية
- المسلمون متحدون أكثر مما نظن
- فخري كريم يكتب: الديمقراطية لا تقبل التقسيم على قاعدة الطائف ...
- ثبتها بأعلى إشارة .. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 على ال ...
- “ثلاث عصافير”.. استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 ...
- مؤرخ يهودي: مؤسسو إسرائيل ضد الدين والإنجيليون يدعمونها أكثر ...
- الشيخ علي الخطيب: لبنان لا يبنى على العداوات الطائفية +فيدي ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير زين العابدين - تأويل أم تجميل أم ماذا؟