أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية - حسن خليل غريب - من بيروت إلى بغداد: عقارب ساعة الثورة لا تعود إلى الوراء














المزيد.....

من بيروت إلى بغداد: عقارب ساعة الثورة لا تعود إلى الوراء


حسن خليل غريب

الحوار المتمدن-العدد: 6469 - 2020 / 1 / 20 - 13:53
المحور: ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية
    


من أهم دوافع الثورة هي حصول فجوة بين الحاكم والمحكوم. الحاكم الذي لا يؤدي وظيفته بأمانة لكونه مسؤولاً عن سياسة شؤون المحكومين. والمحكومون الذين يلحق بهم الضرر بشكل فادح.
قد يسكت المحكوم المتضرر، ولكن إلى درجة ما، ولكن إذا تجاوز الظلم حدوده إلى درجة لا تُطاق تبدأ الثورة ضد الظلم بالانفجار. وقد تكون مرحلة السكوت مؤقتة بمراهنة المحكوم على إصلاح ما يقوم به الحاكم من أجل تخفيف الضرر، ولكن إذا فقد المحكوم الأمل بالإصلاح، تصبح عملية بتر الحاكم ضرورية.
تلك هي من أهم معالم الثورة التي لن تعود عقاربها إلى الوراء طالما الظلم مستفحل ومستمر.
ليس من قبيل الصدف أنه عندما نتعرَّض إلى تحليل ما يحصل في العراق، نجد ما يماثله في لبنان. وسبب ذلك عائد إلى التماثل بينهما بأن النظامين الحاكمين في كل من القطرين يطبقان منهج نظام الطائفية السياسية، وهو قائم على قواعد استغفال الشعبين، بأن من أهم أهدافه هو حماية الطائفة، فأعطوا مبدأ حماية الطائفة أولوية، وهي خدعة انطلت على عقول الشريحة الأوسع من جماهير القطرين العربيين. وتحت ظل هذه الخديعة، ولأنها ترسِّخ أقدامهم للبقاء في الحكم، ألغوا أولوية مبدأ حماية الوطن. يستفيد أمراء الطوائف، سياسيون ورجال دين، الشيء الكثير عندما يغررون بقطاعات واسعة من الجماهير، وهي قابلة بذك، لأنها منشدَّة إلى القشور في الظاهرة الدينية الدينية، ولا تعطي وزناً لما فيه من قيم ومُثُل ذات علاقة بمبدأي العدالة والمساواة بين البشر.
واستناداً إلى هذا التعليل، كان من أهم ما حصل في لبنان والعراق إعلان الجماهير الغاضبة شعارين على غاية من الأهمية: القفز فوق الحواجز الطائفية بالتقاء كل الأطياف الدينية في ساحات الاعتصام تحت شعار، فصل الدين عن الدولة.
ففي العراق رُفع شعار: (باسم الدين باغونا الحرامية)، أي باسم الدين سرقنا الفاسدون.
وأما في لبنان فقد رُفع شعار: (إسقاط النظام الطائفي السياسي)، أي فصل الدين عن السياسة.
سيَّان اعتبرنا الظاهرتين ثورة أو انتفاضة، يكفي أن نفهم أن وراء الشعارين أهدافاً ثورية؛ قد تتحقق في قطر بدرجة أسرع من القطر الآخر. ولكن هدف إلغاء الطائفية السياسية هو بحد ذاته إذا حصل يُعتبر ثورة حقيقة لأن بإسقاطه يشهد القطران تغييراً نوعياً بإسقاط السبب الذي أدى إلى استفحال الفساد واستغفال عقول البسطاء من الجماهير. وسهَّل أمامهم طرق الفساد الداخلي من جهة، وفتح طريق الاستقواء بالخارج من جهة أخرى.
إن السمات الثورية في الظاهرتين، هو أنه بعد أن كان أمنية عند قوى النخبة القومية الثورية، فقد أصبحت مطلباً لشرائح شعبية لا يُستهان بعددها ونوعية وعيها المتقدم. والأهم من كل ذلك أن النظرية نزلت من أبراجها العاجية الفوقية إلى أرض الواقع، وسلكت الخطوة التنفيذية الأولى على طرق الألف ميل.
وبناء عليه، سنُصلِّت النظر، من خلال ربط مقدمة المقال بالواقع الراهن، على الحقائق الثلاث، التي يجب أن تحوزها الثورة، وهي:
-الحقيقة الأولى: الوضوح في أهداف الثورة: وهذه الحقيقة ظهرت من خلال الوعي الجماهيري لأسباب التخلف وأعلنها بـ(إسقاط النظام الطائفي السياسي). ووضع هذا الهدف في قمة هرم الأهداف الثورية.
-الحقيقة الثانية: ملء الفراغ القيادي: وتظهر جلية واضحة في انضمام شريحة واسعة من المثقفين الثوريين إلى الساحات الشعبية، ليشكلوا الظهير العقلي الواعي للجماهير الثائرة. يصدقونها القول والرأي. وهذا ما لم يلمسه ائتلاف أحزاب السلطة، فأطلقوا جزافاً وتجهيلاً تهمة افتقاد الثوار للقيادة.
-الحقيقة الثالثة: شعبية الثورة وسلميتها: تبرز في أن الظاهرتين الشعبيتين تحولتا إلى مشهديات مليونية، تظهر دفعة واحدة أحياناً، وأحياناً أخرى في انتشارها على مساحات جغرافية تشمل ساحات الثوار والمنتفضين في معظم المناطق الجغرافية والإدارية.
وخلاصة القول،
إنه على الرغم من وجود ثغرة تفصيلية تحصل هنا أو هناك، فإن الشروط لقيام الثورة أصبحت ملك يمين الظاهرتين المشرِّفتين في العراق ولبنان. وهذا ما يسمح لنا بالقول: إن عقارب ساعة الثورة هما لن تعود إلى الوراء.



#حسن_خليل_غريب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفاعل تصدير الثورة الإيراني أكثر تدميراً من المفاعل النووي
- إلى الدائرين في الفلك الإيراني عودوا إلى مداراتكم القومية ال ...
- حصة الفقراء من الجنة خذوها واعطوهم رغيفاً من الخبز
- إضبطوا ساعاتكم على توقيت الثورة في العراق
- أخطاء في المساواة بين الدورين الروسي والأميركي في الصراع الد ...
- للخروج من متاهة اللاءات المتناقضة يبقى المشروع السياسي الاقت ...
- القادسية الثالثة بوسائل سلمية
- لكي لا يصبح أمراء الطوائف مشايخ للنفط أيضاً
- المنهج الفقهي لنظام ولاية الفقيه في قمع الانتفاضات الشعبية
- كلمة (ولكن..) منهج شيطاني بالالتفاف على حقوق الشعب
- ثورة تحَّدت طاحونة الموت هي ثورة تعيد الحياة للعراق
- دعوة أحزاب السلطة لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية دعوة زائفة
- لقد طفح كيل غضبنا، إرحلوا واتركونا نعيش
- البنى المعرفية الشعبية تنهار أمام ثورة الشباب
- وصايا السكوت الذهبية كي تكون مواطناً غير متآمر
- ربيع العراق ولبنان يزهر من بذور عربية
- إظهر يا مارد الثورة، إن العراق قد امتلأ ظلماً وجوراً
- كلام أرخص من الفضة وسكوت أغلى من الذهب
- الفاسدون أمام كرسي الاعتراف: إضربوهم على جيوبهم
- أنياب خامنئي هشَّة ودموع ترامب كاذبة


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- ثورة تشرين الشبابية العراقية: جذورها والى أين؟ / رياض عبد
- تحديد طبيعة المرحلة بإستخدام المنهج الماركسى المادى الجدلى / سعيد صلاح الدين النشائى
- كَيْف نُقَوِّي اليَسَار؟ / عبد الرحمان النوضة
- انتفاضة تشرين الأول الشبابية السلمية والآفاق المستقبلية للعر ... / كاظم حبيب
- لبنان: لا نَدَعَنَّ المارد المندفع في لبنان يعود إلى القمقم / كميل داغر
- الجيش قوة منظمة بيد الرأسماليين لإخماد الحراك الشعبي، والإجه ... / طه محمد فاضل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية - حسن خليل غريب - من بيروت إلى بغداد: عقارب ساعة الثورة لا تعود إلى الوراء