صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن-العدد: 6468 - 2020 / 1 / 18 - 22:54
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
موقف المتظاهرين من الدعوات المشبوهة لقوى سلطة الاسلام السياسي الحاكم للتظاهر، موقف موحد وبارز، ويتلخص بأن هذه الدعوات جاءت بعد تعليمات صدرت لهذه القوى والميليشيات باستهداف الانتفاضة الجماهيرية، التي باتت تشكل الهم الاكبر لهذه السلطة، لأنها ستطيح بهم، عاجلا ام اجلا.
ان الظروف التي يمر بها العراق حاليا دقيقة جدا وحساسة، فسلطة الاسلام السياسي تكاد تسقط تحت ضربات مطرقة انتفاضة اكتوبر وصمودها الرائع والبطولي، وسلطة الاسلام السياسي في ايران –الراعي الرسمي للحكم في العراق- هي الاخرى تعاني من الاحتجاجات الجماهيرية الغاضبة، التي اجتاحت اغلب المدن الايرانية، والامريكيون هم الاخرون يتخبطون في سياستهم تجاه العراق، فهم تارة يقولون بأنهم سينسحبون من العراق، وفي اخرى يقولون انهم لا يناقشوا قضية الانسحاب، ومن خلال هذا الواقع السياسي المعقد، فقد كان لازما على الرعاة الرسميين ان يتداركوا قضية سقوط النظام في العراق، فبدئوا باستقدام كل قادة الميليشيات والفصائل المسلحة، داعينهم للاجتماع والخروج برؤية او خارطة طريق للخلاص من هذا الواقع، وخلص المجتمعون الى دعوة مؤيديهم وميليشياتهم الى الخروج بتظاهرة "مليونية"، بذريعة "مقاومة المحتل"، ويا لها من حجة سخيفة ومضحكة، وقبلها حملة قذرة لخطف وقتل الناشطين.
لقد توضحت الان الرؤية لهذه القوى، فالفساد والنهب والقتل والتهجير والخراب والخطف والاغتيال، كل تلك الاعمال القذرة التي مارسوها على المجتمع منذ ستة عشر عاما لم يحفلوا بها، ولم يدعوا "جماهيرهم" للتظاهر، لكن بعد ان خرجت شبيبة المجتمع ضد هذا الظلم، في انتفاضة اكتوبر، مهددة كل نظام سلطة الاسلام السياسي، وهي جادة بإسقاطهم، اجتمعت هذه الطغمة الفاسدة والقاتلة لتطالب الجماهير بالتظاهر على "المحتل الامريكي".
ينبغي على الجماهير ان تعد نفسها لما هو قادم، ان تشكل مجالسها الثورية، التي هي الاداة الامثل لقيادة المرحلة القادمة، وان تتجمع وتدرس جميع الخيارات امام الهجمات القادمة، وايضا عليها ان تعد حاصديها لجني ثمار النصر، الذي هو آت لا محالة من ذلك.
#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟