|
التحية إلى زعيم الأمة الإسلامية
ميشيل نجيب
كاتب نقدى
(Michael Nagib)
الحوار المتمدن-العدد: 6468 - 2020 / 1 / 18 - 20:44
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
Michael Nagib
هذا العنوان هو جزء من تغريدة أحد الصحفيين العرب الذى يعيش فى أوهام الزعامة وكأنها وظيفة يعطيها للرؤساء الذين يقودون المنظمات الإرهابية، ويتحالفون مع الشياطين الروس والأمريكان، هذا الزعيم الذى غزا سوريا وقتل من شعبها الآلاف بأيدى جنوده والمرتزقة الذين جلبهم وأستوردهم وحرفتهم الوحيدة القتل فقط القتل ليبتهج زعيمهم رجب أردوخان الذى نال زعامة الأمة الإسلامية من جمال ريان حفيد الخلافة الإسلامية من أموية وعباسية وآل عثمان، ريان الذى لا يملك ما يقوله إلا تنفيذاً لرغبات سيده تميم أمير جزيرة العبيد إلا تشويه المسلمين أكثر وتنصيب تاج الجزيرة على رأس زعيم اللصوص العثمانيين الجدد أردوخان!!
التزلف العربى والنفاق والتخلف والعجز والضعف العربى يصيب العربى بالدوار والصداع المزمن حتى أنه يتخيل المخلص للأمة العربية، بالخضوع والركوع أمام أبن آل عثمان أردوخان وفرش السجادة الحمراء أمامه ليغزو بلاد العرب دون الوقوف أمامه أحتجاجاً أو رفضاً للتدخل فى ليبيا التى لا تربطه بها أية حدود، ويتدخل فى سياساتها بعقد أتفاقية أمنية مع الخائن الليبى السراج لتفكيك الجمهورية الليبية وإقامة خلافة إخوانية يتزعمها الإخوانى الكبير حفيد آل عثمان فخامة زعيم الأمة الإسلامية والعربية أردوخان لقيط الأنحطاط والتمزق والصراع السلطوى العربى!
الصمت العربى هو شئ طبيعى فى ضوء سماح الأنظمة الحاكمة بالتدخل الخارجى من إيران وتركيا وفرض وصايتهم على سياساتهم الداخلية، والمدهش أن الفرد العربى لا يسأل نفسه: لماذا تهتم روسيا وأمريكا بدعوة وزراء تركيا وتحاورون ويتفاهمون معهم بل ويتركون تركيا تلعب كما تشاء فى سوريا وليبيا؟ بينما العرب لا يهتم بهم أحد وهذا نتاج الصراعات البينية لكل الدول العربية، مثال: مصر فى حالة تأهب للتدخل التركى فى ليبيا ونقل النظام التركى للمرتزقة والدواعش من سوريا إلى ليبيا للتسلل إلى أرض مصر، وتحاول مصر البقاء فى تحالف مع السعودية فى حربها مع الحوثيين باليمن أو بمعنى أدق مع الأيرانيين، وسوريا ساحة قتال تركية إيرانية روسية أمريكية عربية إسرائيلية، والعراق تكفيها الوجود الأمريكى والإيرانى والعربى والدواعش وفساد العراقيين، لبنان التى تركها العرب لقمة سائغة للوحش الفارسى إيران لتؤسس فيه حزب الله وأحزاب الشيطان فى فسادهم قائمون، والسودان تعيش نجاح ثورة شعبها ومرحلة أنتقالية يتمنى الجميع نجاحها، نفس الأمر بالنسبة إلى تونس التى يتأرج ميزان القوى بين الإخوان والعربان والعلمان والكل فى أنتظار ما تؤول إليه الأمور!
دول الخليج فى هدوء ظاهرى ومستقبلهم لا يعلمه إلا إيران وتركيا وروسيا وأمريكا، لكن المثير للإهتمام خلال الفترة الأخيرة ظهور حفيد الشيطان الأمريكى الأمير تميم الذى يتدخل فى كل صغيرة وكبيرة فى كل بلاد العرب وغير العرب، ليصنع لنفسه مكانة عالمية تليق بحجم جزيرته التى تغلى فوق سطح صفيح ساخن من الغاز والبترول، وأوراق البنكنوت التميمية لا حصر لها فى بنوك العالم وفى جيوب الإخوان والمرتزقة والإرهابيين من كل عرق وجنس ودين، لذلك يستحق عن جدارة لقب حفيد الشيطان!
وسط تلك الأنظمة وحكامها الأصاغر أستطاع أردوخان الزعيم أن يستضيف إخوانه المسلمين الهاربين من مصر، والعمل على تأهيلهم وإعدادهم مع أعداد أخرى جاءت من مشارق الأرض ومغاربها أستعداداً لغزو أرض مصر وتحريرها من النظام الكافر، لينطلق منها ظافراً كزعيم للأمة الإسلامية التى يحلم بها ويعشقها وينتظرها كل مسلم ومسلمة ليعيشوا تحت مظلة الخلافة العادلة التى تطبق شرع الله.
إلى متى سيظل العرب تحكمهم بلاهة التفكير وإنتظار الفاعل أن يفعل بهم مايشاء ثم تتعالى أصواتهم مثل نحيب الأرامل؟ تركيا وروسيا فى تحالف كان من نتائجه أن الأتحاد الأوربى توارى فى الظل وليس له ظهور أو دور فعال على الساحة الليبية، فى 2020 العام الحالى سنجد أختفاء توازنات قديمة لتحل محلها توازنات جديدة فى ضوء الشرق الأوسط الذى لم يكن يتوقعه الكثيرين بهذه الحالة المثيرة للسخرية، سواء كانوا حكاماً أو محكومين فالجميع يهرع ويهرول خارج بلاده لطلب المعونة والمساعدة، سواء فى تعديل النظام أو الإنقلاب على النظام أو بغرض التمكين من شراء موضع قدم فى سياسة بلاده وإدارتها، أو بغرض نشر الفوضى والإرهاب فى الدول المجاورة لتقديم أو تأخير فصيل من الفصائل الدينية السياسية..إلخ إلى متى ستظل كل دولة عربية تعيش فى أمجاد الماضى وتريد إستعادتها لأنها أجمل من العمل على صنع أمجاد جديدة تليق ببشر يعيشون فى القرن الواحد والعشرون؟
هل كل إنسان مقتنع أن آلهته لا تطلب منه الخروج لتلقى علوم الكفار وعليه الأكتفاء بالكتاب الذى يملكه ويحتوى على كل العلوم؟؟ الأسئلة لن تنتهى .. لكن هل كل إنسان فى مجتمعاتنا مقتنع حقاً بأنه أفضل الناس على ظهر الأرض رغم فشله المستمر؟
#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)
Michael_Nagib#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أفاعى الدين والدنيا
-
رئيس الخلافة وذوات الحجاب
-
من هو إله الإخوان المسلمين؟
-
ثقافة التغيير والفضيلة
-
هزيمة المؤمن أمام الدين
-
تغيير الفكر الدينى
-
الحوار المتمدن مع وضد الله 2
-
الحوار المتمدن ليس من الله (1)
-
حقوق الإنسان ليست من الله
-
التخلف الدينى والتنوير (4)
-
التخلف الدينى والتنوير (3)
-
التخلف الدينى والتنوير (2)
-
التخلف الدينى والتنوير
-
92 عاماً يفوز فى أنتخابات ماليزيا
-
تقتلون أنفسكم بأيديكم
-
وزير الصحة يسرق الدولة
-
تأصيل ثقافة القطيع
-
الإرهاب ترك المدينة للأشباح وللدولة
-
ثقافة التجديد لا تنهض فى وسط دينى
-
دونية المرأة فى ثقافة العرب الدينية
المزيد.....
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
-
“ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في
...
-
“ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي
...
-
طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|