أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سلام المصطفى - إشكالية الحداثة العربية بين عبد الله العروي و طه عبد الرحمن














المزيد.....

إشكالية الحداثة العربية بين عبد الله العروي و طه عبد الرحمن


سلام المصطفى

الحوار المتمدن-العدد: 6467 - 2020 / 1 / 17 - 18:16
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


اتجه المفكر المغربي المرموق عبد الله العروي في تصوراته إلى تاريخانية تعبر عصر الأنوار إلى الحداثة المعاصرة ، و اعتبر ذلك العبور هو السبيل الوحيد للخروج من التخلف الحضاري و من المأزق السياسي ، و ظل يتردد لديه أنه لا أمل للعرب بغير الاستفادة من الحداثة الغربية ، و استيعاب ما أطلق عليه " المتاح للبشرية جمعاء " ، باعتباره الخطوة الضرورية لتجاوز مختلف مظاهر التأخر التاريخي الشامل .

و في انتظار أن تتحقق الرحلة عبر الأنوار فالحداثة المعاصرة حسب العروي هي جملة من المفاهيم ( الايديولوجيا و العقل و الحرية و الدولة و التاريخ ) ، ظنا منه أنها ستقوم بطي صفحة التراث من الذهنية العربية ، من رغم من أصولها الغربية ، لأنه لابد من الاستفادة من المتاح لجميع البشر ، كما قلنا سابقا .

و يبدو أن العروي يختصر مفهوم الحداثة بالنسبة للعرب في " الطي الصفحة " و المراد بذلك الطي ، تغيير كل شيء في الفكر الإنسان العربي ، و أحواله و سلوكه ، و البديل في كل ذلك هو النمط الغربي الحديث ، فالحداثة بالنسبة له : مسار كوني ، منظومة أفكار ، شأن العقل و الحرية و الفرد و التاريخ ، و هي أفكار وإن نبتت لدى الغرب ، إلا أنه من الممكن زرعها لدى شعوب أخرى ، و ذلك لأن شأنها - نعود فنؤكد - أنها متاحة للبشرية جمعاء .

بينما يرى المفكر الإسلامي المجدد و الأستاذ الباحث المرموق طه عبد الرحمن في كتابه " الروح الحداثة " أنه وجب علينا بناء حداثة إسلامية عربية مستقلة عن الحداثة الغربية لأن هذه الأخيرة لا تتوافق مع الفضاء التداولي العربي الإسلامي لمجتمعنا ، من هنا قدم طه عبد الرحمن رؤية نقدية للحداثة الغربية من منطلق بناء مرتكزات لفضاء فلسفي إسلامي ، بقوة استدلالية بانية للبدائل .

و اذا كانت تلك الحداثة قد قامت في الغرب على عقلانية مجردة ، فإن طه أقامها على عقلانية مؤيدة بالوحي ، و مسددة بالشرع ، و إذا كان الدارسون العرب يعتبرون مبدأ "العقلانية" المبدأ الأساس المحدد لحقيقة الحداثة ، فإن طه يعتبره من المبادئ المبتذلة ، و يجعله يندرج ضمن مبادئ روح الحداثة و هي مبدأ الرشد و مبدأ الشمول .
مبدأ الرشد : يعني أن يستقل الباحث بتفكيره عن غيره و أن يثبت ذاته ، و بتحرر من سلطة الآخر و وصايته ، و أقامه على ركنين هما الاستقلال بحيث يشرع لنفسه و لا تكون لأحد وصاية على فكره ، و الابداع بحيث يصبح الإنسان الراشد مبدعا لأقواله و أفعاله ، فلا يشعر بالتبعية في رؤيته الفكرية .
مبدأ الشمول : يعني أن الحداثة لا تنحصر في مجال أو مجالات بعينها ، و أنها لا تبقى حبيسة المجتمع التي نشأت فيه ، فهي تقوم على التوسع و التعميم .

غير أن المجتمع العربي الإسلامي - برأي طه - لا طاقة له اليوم بالتطبيق الداخلي لروح الحداثة الذي يقوم على المبادئ السابقة ، و لذا تجد الحداثيون العرب يدعون لتطبيق الحداثة الغربية ، أي تقليد ما أبدعه الآخر ، و لا حداثة مع التقليد برأي طه عبد الرحمن .

مالحل إذن ؟ ، الحل برأي طه عبد الرحمن يكمن في إبطال المسلمات التي صاحبت تطبيق الغرب لروح الحداثة ، و بإبطال تلك المسلمات ينهار كل ما بناه العروي و غيره ، تنهار وصاية المستعمر و محدودية العقل ، فالحداثة برأي طه هي حداثة قيم ، لا حداثة زمن ، فالإنسان العربي أقوى من التطبيق لروح الحداثة الغربية ذلك أن ماهية الإنسان العربي هي ماهية أخلاقية .


_____________________
المراجع :
بين الإنتمائية و الدهرانية : عباس أحمد أرحيلة ، المؤسسة العربية للفكر و الإبداع ، بيروت .



#سلام_المصطفى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة المثقف العربي
- الفينومينولوجيا و مبادئها عند ادموند هوسرل
- الإبستمولوجيا_القطيعة الإبستمولوجية_العائق الإبستمولوجي
- المنهج البنيوي و فلسفة موت الإنسان
- النسوية بين ثلاث مقاربات .
- الفلسفة المادية
- اينشتاين و نظرته الفلسفية للعالم
- - الوضعية - بين عالم الاجتماع أوغست كونت و عالم الفيزياء إرن ...
- - غربة المثقف ... نيتشه كمثال -
- - موسيقار العدم يحن إلى ما قبل النشأة -
- سارتر و الوجودية


المزيد.....




- بعد استخدامه في أوكرانيا لأول مرة.. لماذا أثار صاروخ -أوريشن ...
- مراسلتنا في لبنان: غارات إسرائيلية تستهدف مناطق عدة في ضاحية ...
- انتشال جثة شاب سعودي من البحر في إيطاليا
- أوربان يدعو نتنياهو لزيارة هنغاريا وسط انقسام أوروبي بشأن مذ ...
- الرئيس المصري يبحث مع رئيس وزراء إسبانيا الوضع في الشرق الأو ...
- -يينها موقعان عسكريان على قمة جبل الشيخ-.. -حزب الله- ينفذ 2 ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب ويلتقي ولي العهد
- عدوى الإشريكية القولونية تتفاقم.. سحب 75 ألف كغ من اللحم الم ...
- فولودين: سماح الولايات المتحدة وحلفائها لأوكرانيا باستخدام أ ...
- لافروف: رسالة استخدام أوريشنيك وصلت


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سلام المصطفى - إشكالية الحداثة العربية بين عبد الله العروي و طه عبد الرحمن