كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي
(Kamal Ghobrial)
الحوار المتمدن-العدد: 6467 - 2020 / 1 / 17 - 13:01
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
نزعة التدين مرتبطة في الإنسان بالخوف وطلب الأمان. بدأت بخوفه من مظاهر الطبيعة كالرعود والبروق والزلازل والبراكين. فتصورها آلهة تُنزل العقاب بالبشر، وعبدها اتقاء لغضبها.
كما عبد النار اتقاء لأذاها، بالتوازي مع محاولاته تعلم السيطرة عليها، ثم توظيفها لتحقيق أغراضه من طهي طعام وتدفئة ثم تعدين.
وعندما أسس مجتمعات احتمى فيها من وحشية الحياة الأولى المنفردة، بدأ في تقديس الجماعة، متخذاً لها رمزاً على هيئة حيوان أو طائر، وهو ما نسميه بالطوطم. ليحل الطوطم مع الوقت في مركز الإله المعبود. وتدريجياً احتل قادة الجماعات أو المجتمعات موقع الطوطم، ليصير "البطل" أو "الأب المؤسس" أو "الجد الأكبر للجماعة" هو المقدس المعبود.
ومع تطور الفكر الإنساني، باتجاه عبادة إله سام متعال، اكتسب "البطل" أو "الجد الأكبر" صفة "شريك الإله"، أو احتل وظيفة ما نسميه اليوم "المدير التنفيذي"، الموكول له تطبيق تعليمات الإله على الأرض. ولأن "البطل" أو "الجد الأكبر" هو أيضاً مفارق لواقع حياتنا اليومية المادية، ظهرت وظيفة "رجل الدين". التي تعدت وظيفة المعلم للوصايا الدينية أو الناصح للناس بالالتزام بالدين، ليصير هو أيضاً نائباً للجد الأكبر الذي هو نائب الإله المتسامي. أو بتعبير آخر صار رجل الدين "نائباً من الدرجة الثانية للإله المعبود". ونجد أوصافاً له مثل "ظل الإله على الأرض"، وما شابه من صفات تمنحه قداسة الإله وسلطاته وسلطانه.
هكذا تكاثر الآلهة على الأرض، كنواب لإله واحد متعال في السماء.
#كمال_غبريال (هاشتاغ)
Kamal_Ghobrial#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟