|
الاسلام السياسي في الفهم ومنطق التحالف
عبد الرزاق ايت بابا
الحوار المتمدن-العدد: 6467 - 2020 / 1 / 17 - 12:00
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
( الإسلام السياسي ، محاولة في الفهم الماركسي ) من النمو السريع لبناء المساجد ودور القرءان والكتاتيب والمسيد في جل مناطق المغرب ، الى المضامين المنافية لحقوق الانسان في مقررات المادة الدينية ( تدريس الحدود الشرعية لأطفال الابتدائي ) ودخول الممثل الأكبر للبديل اليساري آنذاك الى الحظيرة المخزنية ، والتوسع الهائل لوسائل الدعاية الإسلامية الممولة بالمن النفطي الوهابي ، وبداية العهد الجديد في تدجين المعارضين السياسيين في كل مكان تحت أوهام مابعد الحداثة ( اللغة قبل الواقع ) واوهام النيوليبرالية ( حول إمكانية الفصل بين السياسي والمؤسسات المانحة ) و تبخر ( يوتوبيا القرن 19 ) . ان كل هذه التحولات ، في التاريخ ، ام في السياسة او الفكر ، هي ذاتها التحولات التي تجري في أعماق شبكة عولمية مترابطة في الحقيقة . ان سيطرة خطاب الإسلاميين على الساحة ، يتزامن مع تفشي النزعات القومية والدينية المتمركزة حول الذات في جل الأمم ، وان المفارقة التي يمكن ملاحظتها مع محمد اركون في نقد العقل الإسلامي تتجلى في ان اكثر المستفيدين من نتائج الحداثة العلمية ( الدعاية والتجنيد عبر الراديو والتلفاز والانترنيت والهواتف اللاسلكية والصحافة ...الخ ) هم أعداء الحداثة العقلية انفسهم ( وتجليها الأهم أي الماركسية ) ، بهذا ، تحصر الحداثة في العقل العربي-الإسلامي المعاصر على مستويين ، الأول المستوى الشكلاني الخالي من كل مضمون ثقافي تحرري ، والثاني المستوى المضاد للحداثة ، على ان المراقب دائما ما يكشف ان المستويين لا يكفان يشتغلان في نفس المنحى المضاد . ان احد أسباب انتشار الخطاب الإسلامي هو ( المظلومية ) التاريخية التي لاحقتهم ، خصوصا في الموطن التأسيسي لاهم التنظيمات الإسلامية ( جماعة الاخوان المسلمين ) مصر على يد راسمالية الدولة الناصرية ، خصوصا بعد تخاذل الحزب الشيوعي المصري في نضاله مع الطبقة العاملة المصرية واندماجه في النظام ، هذا الأخير الذي لم ينفك عن مناهضة جماعة الاخوان المسلمين ( اعدام سيد قطب نموذجا ) ، ومطاردة قادتها الذين لجأوا الى السعودية ، بالإضافة الى انتصار الثورة الإسلامية بزعامة الخميني ، والتي كانت التجربة الأولى لوصول الإسلاميين الراديكاليين الى السلطة في بلد محوري مثل ايران . لقد كان لهزيمة حرب حزيران 67 كذلك ذلك الوقع المدوي في الفضاء العربي-الإسلامي ، متزامنة في ذلك مع الاستقطاب التوسعي للرأسمالية العالمية ، بما تبعها من نكوص ( بالمعنى الفرويدي للمفهوم ) ، علاقة منبأة بفشل مشروع التحرر الوطني في المنطقة العربية والمغاربية وعلى رأسها المشروع الناصري ، مخلفة ورائها الآثار الكفيلة بانهزام العقل الإسلامي التنويري نفسه ، وانسحابه من ساحة المعركة ، ولأن الطبيعة لا تحبذ الفراغ ، كانت بداية المد ( ما سمي بالصحوة ) الإسلامي ، ان هذا الأخير ، والذي تنبأ به عبر النقد الفلسفي منذ بذوره الأولى مفكرون ماركسيون كبار مثل صادق جلال العظم ( عبر مؤلفه نقد الفكر الديني ) ، أمارة نكوص أخرى وليست أخيرة – سابق عليه في تعاقبه المعرفي – على مستوى البنية التحتية ، ودخول هذا الفضاء نفسه – بما تشهد عليه الأحداث منذ ذلك الحين – في نمط انتاج خطاب ديني يمكن ان نسميه هو نفسه بالكولونيالي ، سمته البارزة التدين على المستوى الرمزي ، الطقوسي ، و البعد عن الفعل الديني الاجتماعي على المستوى العملي ، أي في الحياة اليومية . ان أي تحليل للفضاء والزمان المقدس ، لشبكة العلاقات بين المسلم المعاصر والكسموس-سياسي في واقعنا ، ان أراد لنفسه العلمية ، أن يبتدأ بالأساس ، في تحليل هذه الواقعة الحاسمة ، وعلاقتها بالمستتبعات المنطقية لتلك الفترة المتوترة . لقد كانت هزيمة 67 المبرر الأساسي لاندفاع الشباب للبحث عن بديل ايديلوجي وحضاري مختلف نوعيا عن البديل النهضوي والقومي الذي مثله سياسيا آنذاك جمال عبد الناصر ، كما ان الازمات النظرية والعملية التي كان يتعرض لها الاتحاد السوفياتي آنذاك في نزاعه مع الصين وابان الحرب الباردة ، وظهور التيارات الماركسية البعدية ( ألتوسير ، فوكو ، بولاتزانس ، رانسيير ... الخ ) وانشقاق مجموعات يسارية عن الحزب الشيوعي المصري الذي ما فتئ يتحالف مع رأسمالية الدولة الناصرية ، كل هذا ، أنبأ بتحولات عملية لا زلت تلقي بظلها على الوعي السائد بمنطقتنا . ان ( الرضات ) الكبرى في تاريخ الشعوب ، تنحو الى محو وإزالة كل آثار ( مشوشة ) من تاريخها ، أشبه ما تكون بعملية تطهير أو تعميد كنسي ، تنكس به ، أو تحاول عبره الذات ، اعادة خلق نفسها من جديدا ، عملية تنظر عبرها الذات الى هذه الآثار بوصفها مكونات دخيلة على وعيها التاريخي ، منفصلة عن هذا الآخر الذي لا يفتأ يحاول تهديد وجودها . نجد مثل هذا النكوص في النزعة المضادة_للأفلاطونية ( وبالتالي المسيحية والاشتراكية ) في الخطاب الأوروبي لما بعد هزائم ربيع 1848 ، هذا الخطاب المتوتر روحيا بعد انفصاله عن كل نزعة موضوعية ، غارقا بعد ذلك في مدارات الشعر ( نيتشه ) او العدمية ( فلوبير ) او اللغة ( فنجنشتاين ) او وهم نهاية التاريخ ( فوكوياما ) . لكن الحدث الأهم ، كان يدور في البنى اللامرئية عند مثقفي الغرب ، أي في واقعة ( الاستيلاب السلعي ) ، التي تعد بحق ، أهم مآثر اب الاشتراكية العلمية : كارل ماركس ، والذي مافتئ يؤكد ان النقاش يجب ان يتحول بعد ان قضت الرأسمالية على كل تعال ( ايتيقي او استيطيقيي للعالم ) من الدين في حدود مجرد العقل ( الاغتراب الميتافيزيائي ) الى السوق في حدود مجرد العقل ، بوصفه فضاء الاغتراب الذي احلته البرجوازية ( التي كانت ثورية يوما ) مكانه ، ان الماركسية هي اكتمال المسار النقدي ( الكرتيك ) للفكر الحديث برمته . ان فهم هذه الظاهرة المرتبطة عضويا بالرأسمالية ، والتي لا يمكن بحال تجاوزها ضمنها ، يجب ان تختلف بنيته السردية من موقع رأسمالي الى آخر ، وتطور التراكم الرأسمالي في هذا الجزء من ذلك الموقع دون غيره ، بل ان هذه السردية ذاتها يجب ان تكون متوترة معرفيا ، لعل الديالكتيك يمسك بالثابت في روح عصرنا ، ونفترض بالتالي ان البنية الكولونيالية للاقتصاد بدول العالم الثالث تنتج بالضرورة بنية فوقية ( نمط تفكير ، خطاب قانوني ، خطاب ديني ، فن معين ...الخ ) سمتها الأساسية هي الهجانة ( نجد مثلا في المغرب مؤسسات حديثة مثل البرلمان او النقابات او الجامعات ...الخ لكن منطق الاشتغال فيها تطبعه الرؤى القروسطوية ) ، لكنها لا تنتج اشكالها المهيمنة فقط ، بل اشكالها المضادة كذلك ، هذه الاشكال تكون هجينة هي بدورها ، اذن ، هل يجب رد هذه السرديات الى المحدد الاقتصادي وحده ، في مجتمع ما قبل رأسمالي جوهرانيا ، ومابعد كولونيالي واقعيا ؟ ان النقاش اليوم ، الذي يدور بين اليساريين حول ظاهرة الإسلام السياسي ، حول موقعها الطبقي ، حول علاقتها بنمط الإنتاج الكولونيالي ، وطبيعة التحالفات الممكنة - في حال وجودها - ، والأسباب المادية لرواج خطاب هذه الظاهرة في الوعي الشعبي ، وهل يمكن ان نقسم – على الطريقة الماوية – ضمن هذه الخطاب نفسه بين ما هو أقرب – أو يمكن تطويره – الى لاهوت تحرير إسلامي – كما دشنه الداعية السوداني محمود محمد طه الذي اعدمه النميري ذات يناير - . لقد طرح الدكتور سمير أمين ، في عدد من مقالاته ومؤلفاته ، جماع تصورات اليساريين حول خطاب تنظيمات الإسلام السياسي ، حاصرا إياها في ما يلي : ان الإسلاميين هم وبمختلف تنظيماتهم ، سواسية في رغبتهم في الوصول الى سدة السلطة عبر استعمال الدين – بوصفه الايديلوجيا الأكثر حضورا في المخيال الشعبي - ، ثانيا ، ان تنظيمات الإسلام السياسي هي في الحقيقة أداة من أدوات الامبريالية العالمية للتشويش على الصراع الطبقي في موقعنا تجاهها بوصفنا راسمالية تبعية – يشهد على ذلك دعم الولايات المتحدة للجهاديين الأفغان واليوغسلاف ، واعترافات ولي العهد السعودي الأخيرة - ، ثالثا ، ان الصراع بين هذه التنظيمات وأنظمة الحكم الشمولية بالمنطقة ليس سوى صراع حول السلطة بالأساس ، انه صراع لايدور على أساس القاعدة المادية ( أي قوى الإنتاج وعلائق الإنتاج ) ، ونستحضر هنا نموذج العشرية السوداء بالجزائر ، وأحداث ما بعد انتفاضة 25 يناير بمصر . رابعا ، انه لاوجود لتناقض (جوهري ) بين خطاب النيوليبرالية ( في الغرب ) و خطاب الإسلام السياسي ( في الشرق ) ، بل انهما خطابان متماهيان الى حد تحقيق فرضيات ( صراع الحضارات ) لهنتغتون ، بحيث يستدعي احدهما الآخر . وفي هذه النقطة ، يمكن طرح تساؤل سريع : هل يحق لنا ان نساوي بين حسن البنا والتلمساني والظواهري وعبد السلام ياسين في نسق واحد ، تؤدي فيه نظرة احدهم الى الأخرى بالضرورة ، وأخيرا ، ان تنظيمات الإسلام السياسي لا تعادي الامبريالية بأي شكل من الأشكال ، وان حالات المواجهة بينهما فرضتها فقط المصادفات الجغرافية ( حزب الله في لبنان ، حماس في فلسطين ) . ان هذه التحليلات بالنهاية ، شبه مجمع عليها ، مع حق الاختلاف في نقطة هنا او هناك ، بين مختلف يساريي الوطن المغاربي والعربي ، بل ان العمل المشترك مع احد هذه التنظيمات الإسلامية يصل الى حد العمل المجرم عند بعض التنظيمات اليسارية ( فيديرالية اليسار بالمغرب نموذجا ) . في البداية ، يحق لنا طرح الأسئلة التالية ، التي لا نجزم اننا بصدد تقديم إجابة شافية عنها دفعة واحدة ، بل الأقرب دائما ان نعيد مسائلة الأسئلة نفسها بشكل مستمر : هل الوعي الطبقي يتعارض جذريا مع الوعي الديني ( بوصفها وعيا انسان مغترب ) ؟ هل ما ينطبق اذن على المجتمع الفرنسي ( القرن 19 ) او المجتمع السوفيتي ( القرن 20 ) ينطبق بنفس الآليات والتوترات الداخلية والشروط التاريخية على المجتمع المغربي ( القرن 21 ) ( إعادة كتابة فقرة – العقل المطلق والروح الكلي ...الخ ) ؟ هل يمكن توظيف تأويل ثوري للدين – كما حدث في أمريكا اللاتينية مع تجربة لاهوت التحرير – في مواجهة التأويل الرجعي للقوى المهيمنة على الساحة الثقافية . أولا ، ان التعامل مع هذه التنظيمات بشكل ميكانيكي بهذا الشكل ، يعيدنا من حيث الفهم الى الميتافيزيقيا وليس الى الديالكتيك ( الذي يصح فيه ما قاله الرفيق ماو : ان ما يصلح في ظرف تاريخي ما قد لا يصلح في ظرف يخالفه ) ، وعلى مستوى العمل الى ستالينية جامدة ( مع احترامنا لتجربة الرفيق ستالين ) ينظر الى ان الطبقات المتمايزة في مجتمع ما على انها حاملة لايديلوجيات متناقضة بالضرورة ، بحيث تلغي احداها الأخرى ( رغم ان هذا التمايز في ظرفية نمط انتاج كولونيالي ، وإنسانية ذات بعد واحد ، والهوية المتشظية بسبب ثورة المعلوميات تجعل من الصعب تحديده بدقة ) ثانيا ، ان التشويش على الصراع الطبقي لم يكن حكرا على تنظيمات الإسلام السياسي يوما ، فالبرجوازية الليبيرالية الصاعدة في أوروبا اخفت مضمونها الطبقي خلف ستار حقوق الانسان والعقد الاجتماعي والتنوير ، كما اخفت حركات التحرر الوطني في العالم الثالث مضمونها الطبقي البرجوازي الصغير خلف ستار مناهضة الاستعمار الغربي والاستقلال الوطني . ثالثا ان الخطاب الاسلامي لم يكن ليبني صورة مثالية عن ماضيه ، الا اذا مارس الانتقاء في هذا الماضي نفسه ، وهذا ما يؤكد الطابع الأيديولوجي او حتى الباثولوجي في خطاب المرء ، انه لايعود للماضي الا اذا كان وعيه معذبا بسبب من حاضره الأليم ، ان الإسلام السياسي هو ردة فعل موضوعية من قبل العالم الإسلامي على عالم لم يروا منه سوى مدافع نبليون والحروب الصليبية لجورج بوش ، ان هذه التنظيمات اذن ، على مستوى الخطاب ، لم تكن يوما واحدة ، بل ان مسار الحركة ، والشروط المختلفة في الزمان والمكان التي أحاطت بها ، دفعتها دفعا ، لتبني اشكال من الخطاب مختلفة ومتباينة ، ان تعدد خطابات الإسلام السياسي ، راجع بالاساس الى الظروف التاريخية والسياسية والاقتصادية المحيطة بكل واحد منها على حدة ، ان كل وسط طبقي ، كل ظرف تاريخي ، كل وضع مادي ، يفرض على كل فئة او تنظيم او حتى فرد ، نهج خطاب ديني معين ، أي تاويل معين للنصوص ، يلائم احتياجتها الدنيوية – السياسية – هي بالذات ، حتى وان تشابهت الشعارات العامة والخطوط العريضة ، اننا لا ننطلق في تحليلنا لهذه التنظيمات – استعير هنا ماركس – مما تقوله هي عن نفسها ، ان ننطلق من شروطها التاريخية المحيطة بها ، والتي دفعتها ، وان بشكل لا وع الى تبني ذلك الخطاب دون غيره . فهل يمكن تجاهل ازمة القطن البريطانية والتي ألقت بآثارها السلبية ( تسريح الفلاحين ، توغل الملاكين العقاريين ، تهديد الطبقة الوسطى ) على انتاجه بمصر التي تعد المورد الأول له افريقيا والتي تزامنت مع نشأة جماعة الاخوان المسلمين ؟ هل يمكن ان نفهم ، مرة أخرى ، ان الخطاب الديني الذي يعادي الآخر ، هو نتاج محاولة الهيمنة على الذات من طرف هذا الآخر نفسه ؟ اننا اذن نتحدث دائما عن الإسلاميين بوصفهم مشروعا ناجزا من جهة ، وبوصفهم مشاريع ذات بنية تاريخية واحدة ، وكان المحافظة هي السمة الجوهرية الازلية الممكنة بالنسبة للممارسة السياسية في الإسلام . ان موقف اليسار من التنظيمات الإسلامية يدور أساسا حول عدة نقاط يبدو من الصعب الاتفاق حولها : مسالة الدولة الدينية من جهة ، ومسالة الحقوق الفردية ( حقوق المراة ، المثلية ، الأقليات الدينية و الملحدة ...الخ ) ، إضافة الى موقف هذه التنظيمات من الامبريالية والنيوليبرالية ( هل هو موقف نقد علمي تاريخي تجاوزي ، او موقف مضاد – لا نقول سلبي – لاتاريخي متماه ؟ ) و العلاقات الدولية والائتمان الزراعي ... الخ ، وان الوصول الى المجتمع اللاطبقي لا يتم عبر طريقة محددة سلفا وبشكل قبلي ، بل ان الوصول له يتم عبر البراكسيس وحده ، أي عبر نقد ما هو سائد في عصر ما للكشف عن الممكنات التاريخية في داخله ـ وبالتالي ، فان منافسة أي تنظيم إسلامي واستعادة وجود اليسار في صفوف الجماهير الشعبية التي لها المصلحة الأخيرة من الفكر اليساري الثوري لن يحدث الا من خلال النضال الطبقي المتجذر في الاحياء الشعبية والفقيرة ومغرب الهوامش عبر الممارسة الملموسة أولا وقبل كل شيء ، لا الدعاية المجردة للائكية او الشيوعية من فوق ، من اعلى ، وان نثبث للجماهير ان مصلحتها التاريخية هي في الفكر اليساري ، لا في فكر الإسلام السياسي الذي هو بالأساس فكر لا تاريخي ، بل انفعالي امام التاريخ . ان النضال الايديلوجي لا يجب ان ينفصل عن النضال الطبقي ، بل ان النضال الطبقي هو الذي يهب المعنى والقيمة للنضال الايديلوجي ويحدد مساره وافقه ، ان من يريد التحالف او عدم التحالف مع جماعة العدل و الاحسان نموذجا يجب ان ينزل الى الميدان أولا ، ، الى مغرب الهوامش ذاك ، ان يفهم سيكولوجية الانسان المغربي ، ان يخرج من المقهى والانترنيت ، ان ينزل الى القاع ، يفهمه في خطوطه العريضة بشكل تاريخاني ديالكتيكي ، ثم يستخرج الخلاصة المحايدة ، لهذا الواقع وكيفية التعامل معه في ظرف تاريخي ما ، لا كما نريده ، بل كما هو موجود ، عبر التكتيكيات والاستراتيجيات المناسبة حسب السياق التاريخي ، هذا السياق – في وضعنا المغربي – ومع اشتداد سعار الدولة البوليسية ، بنبأ باحتداد الصراع الطبقي ، وقروب مطلع شمس انتفاضات الشعب المغربي مجددا ضد الظلم والقهر والاستبداد المخزني ، لتكن هذه فرصة سانحة لتوسيع نفوذ اليسار وتأطير نضالات الشعب المغربي التي تلوح في الأفق . ان ما يحسم في وضع التكتيكيات ، لم يكن أبدا رغبة ذاتية عند نخبة من الأنتلجنسيا يجلسون في الزاوية ، تفرض رؤيتها قسرا من برجها العاجي على سيرورة الحركة الجماهيرية المتجسدة في الواقع ، ان هذه الأخيرة ، وحسب مستوى وعيها الطبقي ، هي التي يفترض فيها ، ان تحدد للانتلجنسيا التوجهات العامة للحزب الثوري في مسالة التحالفات .
#عبد_الرزاق_ايت_بابا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج
...
-
روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب
...
-
للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي
...
-
ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
-
الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك
...
-
السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
-
موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
-
هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب
...
-
سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو
...
-
إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|