أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عادل سمارة - انحطاط الحزبية العربية














المزيد.....

انحطاط الحزبية العربية


عادل سمارة

الحوار المتمدن-العدد: 452 - 2003 / 4 / 11 - 01:41
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



رام الله المحتلة

لا يقف التسهيل العربي للعدوان عند النخبتين السياسية والثقافية في الوطن العربي، اي لا يقف عند المشاركة والتسهيل الرسميين، بل هناك جزء من القاعدة الشعبية الذي انتهي الى نفس الموقف المعادي للعراق بغض النظر فيما اذا كان ذلك مقصوداً او بشكل مباشر، ومع ذلك فهو الاكثر خطورة. انه موقف الحركة الحزبية العربية. ففي اعقاب تدهور المد القومي الوحدوي العربي إبان الخمسينات والستينات من القرن العشرين، بدأت الحركات الحزبية العربية ذات الاطروحات القومية والاشتراكية تتحوصل الى نطاق اقليمي طبقا لجغرافيا القطر الذي تعيش فيه. فبعد ان كان مجرد إقامة هذه الاحزاب هو بهدف إسقاط النظام في هذا القطر أو ذاك من أجل الوحدة العربية، وبعد ان كانت بموجب ذلك حركات سرية، تحولت هذه الاحزاب والحركات الى حركات وأحزاب قطرية، حتى لو بقيت حاملة تسميات قومية كما بدأت. وبالتالي، اصبحت الحركة الحزبية العربية من نمط الانظمة القطرية ونمط مبنى جامعة الدول العربية.

لا يمكننا رد تدهور الحركة الحزبية هذا الى فشل المشروع الوحدوي الرسمي العربي الذي بدأه عبد الناصر. فلم يكن الشارع العربي هو الذي رفض الوحدة العربية بل كانت انظمة الكمبرادور الراسمالية هي التي رفضتها. كما ان النظام الناصري نفسه كان نموذجا رسميا، برجوازيا للوحدة ولم يكن نموذجا شعبيا. وعليه، فإن القوى السياسية التي تراجعت الى احزاب قطرية بعد ان كانت قومية مثل حزب البعث (الذي لم يحل نفسه ولم يوقف خطابه القومي)  وحركة القوميين العرب التي حلت نفسها في اعقاب عدوان 1967، إنما كشفت عن انها كانت اقرب الى الفهم الرسمي الناصري اكثر مما هي حركة شعبية.

وحيث تحولت الحركة الحزبية العربية الى حركات قطرية مهادنة للانظمة الحاكمة باحثة عن الشرعية في إطار ما أُسميت ديمقراطية انظمة الكمبرادور، فإن هذه الاحزاب قد لعبت دور شاهد الزور الذي يصادق وراء خطاب الانظمة على اغتيال الثقافة والخطاب والمد القومي العربي.

ولا شك ان هذا الانحراف بل والسقوط الاقليمي انتهى الى غياب المفجر الثوري الذي يوجه غضب الشارع اثناء الخيانات القومية ليكون ضد الانظمة التي تمارس تلك الخيانة. وما حصل اثناء العدوان الغربي الراسمالي  ـ الصهيوني ـ العربي ضد العراق. لقد تدفقت الجماهير العربية الى الشوارع دعماً للعراق. ولكن حراكها  ظل بحاجة الى الحزب السياسي الذي يستمر في الشارع ويندفع بالمواطنين ضد النظام، حيث عندها يحصل الصراع بين الشعب وعدو الشعب. لا بل ان كثيرا من الاحزاب والمثقفين العرب لعبوا دوراً في تسويق العدوان تماماً كما فعلت الانظمة العربية نفسها!

وحيث ان هذا المقام ليس مقام تحليل الحركة الحزبية العربية، إلا ان الواقع يدفع باتجاه إعادة تجديد هذه الحركة، سواء ببروز حركات جديدة، او تجديد من تستطيع من هذه الحركات تجديد نفسها. وفي هذا السياق تحديداً يمكن التوقع بأن اجنحة من حزب البعيث والحزب القومي الاجتماعس السوري يمكنها إعادة تجديد نفسها ودورها طبقاً لمتطلبات المرحلة.

ولكن الامر الاهم في هذا السياق هو ان حزبية القرن الحادي والعشرين لا بد ان تختلف عن حزبيتي القرنين العشرين والتاسع عشر. لا بد لحزبية القرن الحادي والعشرين ان تأخذ بالاعتبار دور الشارع، القوى الشعبية في التأثير في قرار ومواقف وسلوك وعقائد الاحزاب، وليس إئتمار الطبقات الشعبية بأوامر حزبية عليا. لا بد ان يلعب وقوف الشارع العراقي وصموده ومقاومته للاحتلال دوراً في إعادة صياغة رؤية وموقف حزب البعث في العراق من الطبقات الشعبية  اذا كان لهذا الحزب ان يعيد تجديد ذاته طبقاً للمرحلة. ولا بد لكافة الاحزاب القومية التقديمة واليسارية من اخذ دور الطبقات الشعبية في الاعتبار ولا سيما تدفق الجماهير الىالشوارع في اربعة اركان الارض رفضا للحرب والعولمة ورأس المال المركزي والتابع والصهيوني ايضاً.
***********

كنعان



#عادل_سمارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زمــن الوكــلاء
- جامعة الدول العرية...دور لا قومي
- نعم، لم تبذل البشرية بعد دماً يضمن الحرية
- دجلة بالاحمر...والعدوان عربي
- حق العودة بين الاممية والعولمة
- أثار العدوان ضد العراق على الارض المحتلة (6) الآثارعلى القوى ...
- أثار العدوان ضد العراق على الارض المحتلة (5) الاثر الاجتماعي ...
- أثار العدوان ضد العراق على الارض المحتلة (4) الاثر الثقافي ل ...
- الإثر السياسي للعدوان على العراق: حتمية -الاصلاح
- أثار العدوان ضد العراق على الارض المحتلة (2) الآثار المتعلقة ...
- اثر العدوان على العراق إقتصاديا على الارض المحتلة
- بصراحة: إما اميركي أو عروبي
- من سِرِيَّة المقاومة الى محاورة المخابرات
- شراكة والشريك غائب والموظفون مثقفونا!
- من دولة سايكس- بيكو الى دولة الكانتون والقاعدة
- إسبانيا: دولة تشتغل عند دولة أخرى
- انتخاباتنا: بين العصا والجزرة...ما الذي سيختاره رافضو التسوي ...


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عادل سمارة - انحطاط الحزبية العربية