أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سعدي يوسف - أنا العراقيّ ، كيف أستعينُ بنفسي …














المزيد.....

أنا العراقيّ ، كيف أستعينُ بنفسي …


سعدي يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 452 - 2003 / 4 / 11 - 02:12
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


                            أنا العراقيّ ، كيف أستعينُ بنفسي …
                                                        

هذه الأيام عسيرةٌ ، لفرْطِ تناوُبِ التوهُّج والتوجس فيها .
أنا أعرف المعادلاتِ كلَّـها ، أعني ما اتّـصلَ منها بترحيل صدّام حسين ، ومَـن يتولّـى الترحيلَ ، والأسباب والنتائج ؛ أعرفُ – حتى أسراراً أحياناً – عن المعارضة الوطنية في الداخل ، والمعارضة غير العميلة  في الخارج، وتلك العميلة ( أقصدُ المعارضة التي تتخذ الأشكال ذات الطابع المافيوي   – نسبةً إلى المافيا - ) ، كما أهتمُّ بمتابعة أنباء
أشخاص المافيا من تنقّـلٍ وزيارات وتقافزٍ بين العواصم ( مراكز القرار ) مثل واشنطن وتل أبيب ولندن وأنقرة وطهران ، بل الرياض أيضاً … وبين الحين والآخر تبْـلغني أخبارٌ قد تكون غير دقيقة عن المبالغ التي تلقّـاها هذا المافيوزو أو ذاك ، وعن تصفية حساباتٍ …إلخ . لكني امرؤٌ فقيرٌ ، مثل سائر أبناء شعبي ، ولهذا لم أكن شغوفاً بمتابعة هذا الجانب من نشاط المعارضة العميلة ( أقصدُ المافيا ) ، إلاّ أنني أرى من واجبي  متابعةَ الخرابِ السياسي
المتصلِ بأنشطة المافيوزويين ( هذا شذوذٌ في الجمع ، فالمفروض أن أقول المافيوزويات ، فالقاعدة تقول إن الأعجمي
يُجمَـعُ مؤنثاً سالماً  ، لكن المافيوزويين ليسوا مع حرية المرأة بإطلاقٍ ، وبعضهم يرى في المرأة أكثرَ من عورةٍ ينبغي أن تحجَب ، ولهذا فضّـلتُ هذا الشذوذَ في الجمع ) .
المافيوزو من هؤلاء ، ليس من حزبٍ أو جماعةٍ ، ولربما كان في أحد الأيام في حزبٍ أو جماعة ، لكنه الآن يعمل مثل ذئبٍ وحيدٍ ، جامعاً حوله عدداً من الخراف ، يباهي بهم الأممَ  ، ويدّعيهم حزباً  ، ويصدر لهم وريقةً يسمِّـيها صحيفةً : ( المؤتمر )  – ( بغداد ) – ( الوفاق ) … إلخ
ولأنّ المافيوزو ذئبٌ وحيدٌ ، نراه يمضي إلى مقاصده وحشيّـاً ، غير مبالٍ حتى بخرافه الذين شكّــلوا  هيأته العامة ، وهكذا سوف يغلق " الشليبي" صحيفته ، ويلقي بخرافه الكتَـبة إلى رصيف الخيبة ، بينما يتنقل هو في
هليكوبترات الإحتلال ، ساعياً مثل أي ذئبٍ إلى غنيمته : سرقة الشعب الفقير .
والمافيوزو الآخر والآخر ( همُ كُـثْـرٌ )  موظفٌ في وزارة الخارجية الأميركية ، ويحمل الجنسية الأميركية ، لكنه يعقد في العاصمة البريطانية " مؤتمر الديمقراطيين المستقلين " . ما علاقته بالعراق؟ ما علاقته بالديمقراطية ؟ ما علاقته باستقلالية الموقف ؟ لقد جمع ، كأي ذئبٍ وحيدٍ ، خرافه ، ولسوف يلقي بهم إلى رصيف الفضيحة ، حتى قبل أن يهيّـيء لهم وريقةً صفراء .
ليس شرطاً أن يرتدي مافيوزو المعارضةِ العميلةِ زيّـاً أوربياً ، إذ قد تقتضي المهنة ارتداء الجبّـة والعمامة ، والطقطقةَ بالمسبحة ، لكنّ القاعدة تظل القاعدةَ ذاتها : أن تجمع عدداً من الخراف حولك ، وتحظى بالغنيمة وحدك حتى لو كانت أرضك مسجداً .
يَـحْـدثُ أن المافيوزو الحاليّ ، كان ذا مسؤولية عالية ، سياسية ، أو عسكرية ، أو إعلامية ، في أجهزة صدّام الحسّـاسة ، لكن هذا الأمر لن يجعل عضلةً تختلج في وجهه . إنه الذئب الوحيد ، وهو قد عارضَ صدّاماً ويعارضه أكثر منك … أعوامك الثلاثون في المعارضة والمنفى لن تعني شيئاً ، وهاهوذا يذهب إلى العراق قبلك مع مظليي الإحتلال . ومن يدري ، ربما اعتقلك ، أو أصدر أمراً باعتقالك وقتَ تعود !
أنا العراقي ، كيف أستعينُ بنفسي ؟
لقد مضى صدّام إلى جحيمه ، قريرَ العين ، بعد أن حقق أقصى ما يستطيع تحقيقه ضد الشعب الذي لم يرضخ له يوماً ، أعني تسليمَ العراق إلى الإحتلال .
الآن ، عليّ ، أنا العراقي ، أن أستعين بنفسي :
أرفضُ الإحتلالَ ، ومافيا الفالاشا .

                                                لندن 9 / 4 / 2003



#سعدي_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطّــوافُ بالمقاهي الثلاثة
- مصـطــفى
- يومٌ في منتهى الغرابة
- - العراقيون C.I.A - مثقفو الـ
- بغداد ON / OFF
- أوراقُ التينِ اليابسةُ
- عن العراق الذي لم يكنْ
- نشــيدٌ شــخصــيٌّ
- بــيــزنــطــة
- بانوراما الشعر العراقي في الفضــاء الأميركي
- صـــواريخُ القيـــامة
- رسالة مبكِّـرة إلى الجنرال تومي فرانكس
- عُـرسُ بـنـاتِ آوى
- النبيذ الذي ظل منتظراً كل تلك السنين
- من قتل فرهاد عثمانوف؟
- أكثر من ذكرى ، أقلُّ من ذاكرة


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سعدي يوسف - أنا العراقيّ ، كيف أستعينُ بنفسي …