أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - لا أملكُ إلا ابتسامتي!














المزيد.....


لا أملكُ إلا ابتسامتي!


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 6465 - 2020 / 1 / 15 - 16:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بينما أشاهدُ الفيلم العظيم Gods of Egypt من إخراج "أليكس بروياس"، الأسترالي اليوناني المولود في الأسكندرية، استوقفتني عبارة جارحة الجمال: “لا أملكُ إلا ابتسامتي"، قالتها فتاة فقيرة في لحظة الحساب، خلال رحلتها إلى العالم الآخر. وفق الأدبيات المصرية القديمة، قبل مرحلة النهوض المعرفي، كان المتوفى يشتري الفردوسَ بقرابين الذهب؛ يضعها في كفّة الميزان مقابل ريشة الخلود في الكفّة الأخرى. فإن ثَقُلَت ثروتُه دخل دار الخلود، وإن خَفَّ كنَ زُه، هوى إلى سحيق العدم. نهايةُ الفيلم، تُصوِّر مرحلة النضوج المصري التي استبدلت بريشة الثروة، ريشةَ الضمير (ريشة ماعت)، وصار المتوفى يُقدِّم أعمالَ الخير والصلاح التي قام بها في حياته، بدلا من المجوهرات التي يملكها. "زايا" فتاةٌ فقيرة لا تملك ذهبًا ولا فضّة. فلما سألها القُضاةُ: (ماذا ستقدمين من قرابين حتى تنالي الخلود؟) قالت: (لا أملكُ إلا ابتسامتي!).
مرَّ في رأسي شريطٌ بانوراميّ بالابتسامات التي أسرتني. وقررتُ أن أكتب سلسلةً من المقالات عن أصحاب أجمل ابتسامات من أرشيف ذكرياتي.
أبدأُها اليوم بشخص عظيم جميل جليل، رحل عن عالمنا في مثل هذا الشهر منذ أحد عشر عامًا: 10 يناير 2009. كان كلما رآني حزينةً على حال مصر، يُطمئنني وهو يبتسمُ في وجهي ابتسامتَه المشرقةَ الشهيرة، التي خلّدتها الصحفُ والتصاوير. تفاؤله بغَدٍ أفضلَ لمصرَ وحالٍ أفضل للمصريين، هو سِرُّه الخاص وسِحره. ذلك التفاؤلُ كان طوقَ النجاة أمام لحظات تشاؤمي. وأعترفُ أنه من علّمني أن الغدَ دائمًا أجملُ.
في أحد صباحات عام 2003، سألتُه: (لمَن نكتبُ يا أستاذ؟) أجابني: (لكلِّ الناس. المصريون من أجمل شعوب الأرض.) أعاودُ: (نعم. ولكن لأية شريحةٍ منهم؟ المثقفون المستنيرون لا يحتاجون كتاباتنا. والظلاميون يرفضونها ويُكفِّروننا. والبسطاءُ ينجرفون وراء الصوت الأعلى؛ وليس أعلى صوتًا من الظلاميين الذين يتوعدون الناسَ بالويل إن فكّروا وحلّلوا واستناروا. المتطرفون من كل لون يقصفون أقلامَنا ويشوّهون سمعتنا ويهدّدوننا، فيخافُ الناسُ ويهربون من حول كلِّ نور يومضُ في الأفق! فلمَن نكتب إذن؟ هل نتوقّفُ عن الكتابة، ونكتفي مثل غيرنا بالفُرْجَة والحسرة على مصرَ بينما يهدمها الهادمون؟) يربتُ على كتفي ويشرقُ وجهه بابتسامةٍ حنون قائلا: (القنوطُ رفاهٌ وترفٌ لا يليقُ بصاحب قلم يا ابنتي! مَن يحمل مشعل التنوير ليس من حقّه أن يترك قلمَه ومشعله ويقف يتفرّج ويتحسّر. وليس له أن ييأس إن لم تأت الثمارُ سريعًا دانيةً قطوفُها. اليأسُ عارٌ لا يليق بالمثقف العضويّ! متنُ المصريين نبيلٌ. وعلينا حماية هذا المتن الطيب من تضليل المُضلّلين.)
أما متنُ الخبر فيقول: (صدر مؤخرًا للكاتبة فاطمة ناعوت كتابٌ جديد بعنوان "الكتابة بالطباشير" عن دار “شرقيات”. وفي مقدمة الكتاب يقول المفكرُ الكبير "محمود أمين العالم”: "أيـها القارئ العزيز، حـذارِ أن تصدِّقَ عنوانَ هذا الكتـاب! فكتابتُه لم تتحقّـق، كما يزعم عنوانُه، بالطباشيـر! فهي ليسـت بالكتابـة السَّطحية التي يمكن أن تُمسـحَ أو تُنسى بمجرد مغادرتِها. بل هي بالحـق، وفي غير مغالاة، كتابـةٌٌ بالحفـر العميـق في تجاربنا الثقافية القومية والإنسانيّة، التراثيـّة والمعاصـرة. لهذا أرجو أن تتأهَّبَ أيها القارئُ في قراءتك لكتاب ناعوت لعمليتيْ: هدمٍ وبناء- معرفيًّا وموقفًا في وقت واحد، حول العديد من همومنـا الثقافيـة والحياتيّـة السائدة والمُهيمنة.) لقد أغفلت الجريدةُ وضع "الكسرة" تحت حرف "اللام"، فقرأتها أمي: “العالَم"، بدلا من: “العالِم"، وظنّت أن العالَم كلّه ضدي، فانخلع قلبها خوفًا على ابنتها!
المفكّر الكبير والفيلسوف الجميل، أستاذي "محمود أمين العالم"، نَمْ مستريحًا باشًّا مبتسمًا مثلما كنتَ دائمًا؛ فمصرُ الآن أجمل. و“الدينُ لله، والوظنُ لمن يحبُّ الوطن.”
***



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على عتبة الطفل الصامتٍ
- قُبلةُ حبيبي … بألفِ عام
- جيشُ مصر العظيم ... هو جيش العرب
- 100 مليون مقاتل مصري ... في وجه الغزو العثماني
- ميري كريسماس … بأمرِ الحُبِّ وحِمى القانون
- 51 بحبّه!
- العشبُ الداعشيُّ … والأراضي البور
- الجميلةُ ... المَنسيّة!
- الغرابُ الجميلُ … المجنيُّ عليه!
- مصرُ الطريق … في باريس
- موتُ الكاتب …. وازدراءُ الأديان
- فتحي فوزي مرقس … طبيبٌ برتبة فارس
- لفرط حضورك … لا أراك!
- حين حاورتني الصغيرةُ آنجلينا
- الإنسانُ … مفتاحُ السرّ في دولة الإمارات
- هل طفلُك أحمق؟ هل طفلتُك غبية؟
- أولئك كانوا صخرتي … في محنتي
- -وسام زايد- على صدر كل مصريّ
- نبالٌ في يد البرلمان … لقنص العقول!
- كُن متطرّفًا في إيمانك … وانبذِ التطرّف!


المزيد.....




- ماما جابت بيبي..استقبال تردد قناة طيور الجنة بيبي على القمر ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 على النايل ...
- رئيس بلدية رفح يناشد الدول العربية والاسلامية إغاثة المنكوبي ...
- وزير الدفاع الأسبق: يكشف العقيدة الدفاعية للجمهورية الاسلامي ...
- -ترامب سينقذ العالم من الإسلام المتطرف- – جيروزاليم بوست
- قائد الثورة الاسلامية في تغريدة: كل فلسطين من النهر الى البح ...
- الآغا خان الرابع زعيم قاد الطائفة الإسماعيلية النزارية 68 عا ...
- إيهود باراك: خطة ترامب بشأن غزة -خيال-
- كلمة الرئيس الايراني بزشكيان امام سفراء الدول الاسلامية في ط ...
- الاحتلال يحتجز مركبة ويستولي على كاميرات مراقبة في جنين وسلف ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - لا أملكُ إلا ابتسامتي!