بيان الحزب الشيوعي العمالي العراقي حول: انهيار سلطة النظام البعثي الفاشي

الحزب الشيوعي العمالي العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 451 - 2003 / 4 / 10 - 12:25
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

 

مع دخول القوات الامريكية والبريطانية مركز مدينة بغداد ظهيرة اليوم، لفظ النظام الفاشي البعثي انفاسه الاخيرة. ومع الاطاحة بهذا النظام، ازيل عائق اساسي امام تحرر جماهير العراق ولكن على حساب مستقبل معتم تواجهه جماهير العراق

ان انهيار سلطة هذا النظام البربري لم يأت على ايدي الجماهير العمالية والكادحة التي تنشد حياة مفعمة بالرفاه والحريات والسعادة، بل جاء على ايدي صواريخ امريكا وقذائفها وقنابلها، جاء على حساب ارتكاب اشد المجازر الوحشية وعمليات الابادة الجماعية التي ذهب ضحيتها الالاف من  الابرياء، اطفال وكبار، نساء ورجال لا ذنب لهم في كل ما يجري وتشرد الملايين وجوعها وحبسها لانفاسها طيلة اسابيع من الهلع والرعب القاتل والمقيت. لقد جاء على حساب تدمير البنية التحتية للمجتمع ومرتكزاته الاقتصادية ودفعه في دوامة الفوضى وانعدام الامن. ان نتيجة  كهذه لن تحقق للجماهير امالها وتطلعاتها النبيلة التي دفعت، ولعقود، الدماء من اجل نيلها.

ليست امريكا بـ"محررة" جماهير العراق. ليست بـ"منقذ"ها. ان انهيار النظام جاء من خلال حرب رجعي شنتها امريكا من اجل استبعاد العالم وفرض هيمنتها عليه، فلايمكن اعتبار ذلك نصراً للجماهير. ان امريكا وحلفاء امريكا هم من جلبوا هذا النظام ليقف بوجه العامل والشيوعية، بوجه الحرية والمساواة، بوجه اليسار والراديكالية وحياة افضل ابان الحرب الباردة. هم من شدَّوا ساعده وقووا بنيته القمعية والجاسوسية ، هم من دربوا عصاباته ودوائره االاجرامية، هم من غضوا الطرف عن جرائمه وعمليات الابادة الجماعية وحمامات الدم التي اقامها. انهم هم من اصطفوا بخندق النظام بوجه نضالات جماهير العراق من اجل التحرر والمساواة. انهم من اطالوا امد عمره المشؤوم بفرض الحصار على جماهير العراق وكبلوا ارادتها ونسفوا كل قدراتها وطاقاتها النضالية ليقدموها مكتوفة الايدي لانياب هذا النظام المتوحش. ان امريكا هي المسؤول المباشر عن زهق ارواح اكثر من مليون انسان في العراق جراء حصارها الغاشم. لقد كان التخلص من امريكا ودورها المشؤوم ووجودها ومجمل مخططاتها ومشاريعها هدف معلن وواضح للجماهير التحررية في العراق والعالم طيلة عقود.

ان امريكا، ولشدة استهتارها بابسط الحقوق الاساسية لجماهير العراق، تتحدث بصراحة عن تنصيب حكومة عسكرية "مؤقتة" لادارة العراق وتتنكر بصراحة وجلاء لحق الجماهير في تقرير مصيرها السياسي ونظامها السياسي المنشود. كما لا تتورع عن مد اليد للمليشيات والجماعات القومية والدينية والعشائرية والطائفية والازلام السابقين لنفس النظام البعثي الفاشي وضباطه من امثال الخزرجي والسامرائي والجبوري لتجعل منهم، من وراء ظهر الجماهير وبالضد من ارادتها، عماد حكومة مقبلة للعراق. ليس لها مشكلة في اركان مسؤولية ادارة مدن البصرة وميسان الى مشايخ كنسها المجتمع منذ عقود. ان الحكومة التي يسعى البنتاغون لتنصيبها ليست ممثلة لجماهير العراق بقدر ما كان عليه النظام البعثي. و لا تتمتع باي شرعية، وعليها ان تتنحى فوراً ودون اي قيد او شرط.

يناضل الحزب الشيوعي العمالي من اجل اقامة جمهورية اشتراكية عبر ارساء سلطة مجالس الجماهير كما و يدعو الجماهير في ان تبادر الى تنظيم نضالها في المجالس لأخذ زمام الأمور بيديها ، وفي الوقت نفسه يطالب بخروج القوات الامريكية والبريطانية فوراً من العراق وان تقوم الامم المتحدة بضمان امن مدن العراق وسلامة المواطنين وتامين اجواء سياسية حرة توفر للجماهير امكانية وحرية اقرار نظامها السيا سي المنشود.

كما يناشد الحزب سائر الجماهير التحررية في العالم ومجمل القوى المحبة للانسان والمدافعة عن حقوقه واولها تلك القوى المليونية التي نزلت الشوارع مناهضة للحرب على جماهير العراق ان تدافع عن راية الحزب ومطاليبه هذه وان تدعم مطاليب وحقوق جماهير العراق المتمثلة بارساء مجتمع اكثر عدلاً وحرية ومساواة واولها اختيار بديلها السياسي بصورة حرة.

 

لا للقوات الامريكية والبريطانية في العراق!

لا للبديل الامريكي!

نعم للجمهورية الاشتراكية!

 

الحزب الشيوعي العمالي العراقي

9 نيسان 2003

  

 

#الحزب_الشيوعي_العمالي_العراقي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات