|
كل التضامن الأممي مع طلبة العراق في نضالاتهم الوطنية والمهنية
تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)
الحوار المتمدن-العدد: 6464 - 2020 / 1 / 14 - 18:20
المحور:
ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية
انطلقت جموع الطلبة في تظاهرات غاضبة حاشدة رداً على قرارات جديدة لوزراء حكومة تصريف الأعمال بالإشارة إلى وزارتي التعليم العالي والتربية.. ففي سياق عمل وزراء تصريف الأعمال في الحكومة التي أقالها الشعب وسحب منها الشرعية، اُتُخِذت قرارات تعسفية غير مشروعة تجاه الطلبة فوق ما يتحملون من معاناة المشكلات البنيوية في هيكل التعليم المنهار بدءاً بإداراته وأساليبها وليس انتهاء بالنهج التعليمي القائم على تفريغه من منطق العقل العلمي وإشاعة منطق الخرافة وتخريب مخرجاته والانحدار بها إلى مستويات جد متدنية مع إهمال متعمد للأبنية والتجهيزات والمرفقات الضرورية دع عنك سياسة المصادرة والعرقلة لأي عمل طلابي منظم.. أما آخر المجريات المباشرة التي أشعلت مجدداً غضب الطلبة فتمثل بعضه في: 1. اجبار ادارات المدارس والكوادر التعليمية الطلبة على العودة إلى الدوام. وهو ذاته ما مورس أيضاً تجاه طلبة الجامعات..! 2. عقد مجالس تحقيقية بحق الطلبة الذين دعوا أو روجوا للإضراب. 3. التهديد باتخاذ إجراءات إدارية بحق المتغيبين عن الدوام في الجامعات.. 4. معاقبة الطلبة بالرسوب على وفق الاجتماع الاستثنائي لهيأة الرأي في وزارة التعليم وكتابها المعمم على الجامعات كافة وحسب قرار رقم (5) تقرر تطبيق المادة (9) من التعليمات الامتحانية الجارية رقم 134 لسنة 2000 ونصها: (يعتبر الطالب راسبا في أية مادة أو درس إذا تجاوزت غياباته 10% من الساعات المقررة من دون عذر مشروع أو 15% بعذر مشروع يقره مجلس الكلية أو المعهد)"، 5. التعامل الفوقي الاستعلائي مع الطلبة والاستهزاء بهم والسخرية من مواقفهم، تنكيلا وتحقيراً. 6. اتهام الطلبة بكونهم مسيّسين عملاء (الجوكر) الذي يُصدر لهم من لندن القرارات! واستصغار شأنهم وقدراتهم على اتخاذ القرار بخصوص مصالحهم ومطالبهم المهنية الديموقراطية والمساهمة في النضال الوطني.. 7. إصدار ما يسمونه تقويماً جامعياً جديداً للجامعات التي تم تعطيل الدوام فيها بسبب التظاهرات. وواضحأنّ القصد هو اتخاذ قرار وقف الأنشطة والفعاليات القانونية للطلبة ومنها وقف إضرابهم ومصادرتهم حقهم فيه، بوقت أن ذلك مكفول لهم قرار الاستمرار فيه او اختيار التوقيت لإنهائه بحال تلبية مطالبهم.. 8. الاعتداء على الطلبة وأنشطتهم وحراكهم النضالي بقمع المعتصمين مثلما جرى ليل الأحد من قبل قوات (مكافحة) الشغب، واعتقال عدد منهم تعسفياً والتسبب لآخرين بإصابات بليغة جرّاء الضرب الوحشي إنّ الطلبة ليسوا قاصرين عن إدراك مهامهم سواء منها المهنية المخصوصة بواقعهم ومسيرتهم التعليمية أم تلك المنوطة بأدوارهم في مسيرة بناء الوطن واستراتيجيات إنقاذه من الخراب الذي حلَّ به بخلفية نظام الفساد التخريبي.. ومن أجل ذلك فإنهم بإطار حراكهم الجمعي الذي يعكس وعيهم ونضجهم في الحراكين الوطني والمهني الديموقراطي وبضوء خبرة منظماتهم الطلابية وعلى رأسها اتحاد الطلبة العام بمسيرته منذ تأسس في 14 نيسان 1948 وقاد معارك الطلبة التي أهلته ليكون في قيادة الحركة الطلابية العالمية وليدفع بالقرابين البهية الغالية من أجل الوطن والشعب، من أجل ذلك نؤكد هنا موقا تضامنيا قويا مع ما قرره الطلبة وكالآتي: 1. في إطار المساهمة النضالية الوطنية، مواصلة الإضراب عن الدوام والاعتصام الطلابي بمختلف المحافظات، والمضي به حتى تحقيق مطالب الانتفاضة الشعبية. 2. رفض تهديدات الوزارة ومديريات التربية بمعاقبة الطلبة بخلفية مساهمتهم في الإضراب ومطالبة المعنيين جميعاً بسحب العقوبات ووقف التهديد بها. 3. المطالبة بوقف المجالس التحقيقية وإلغاء ما صدر أو يصدر عنها من عقوبات.. 4. رفض التقويم الجامعي (الجديد) وما ييعنيه من مصادرة حق اتخاذ القرار المستقل من دون تدخلات الوزارة. 5. الدفاع عن المعتصمين أمام بوابات الجامعات والوزارة وحقهم في الحماية ومعاقبة من اعتدى و-أو يعتدي على تلك الأنشطة السلمية المشروعة مع تقديم الاعتذار السرمي للطلبة الذين تعرضوا للضرب والانتهاك في حقوقهم وحرياتهم. 6. استنكار أشكال الإذلال والإهانة التي يتعرضون لها في كثير من الأماكن ومن ذلك تفتيش هواتفهم الخلوية التي تسبب وجود صور للتظاهرات فيها باعتقالات تعرض لها عدد منهم مثلما جرى مع الطلبة: " مرتضى ذياب، محمد حيدر، أحمد حمزة، حسن فلاح، كرار جاسم" في كربلاء! وتشديد المطالبة بإطلاق سراح الطلبة المعتقلين ظلما... إننا في المرصد السومري لحقوق الإنسان ومعنا منظمات في الحركة الحقوقية العراقية والعالمية نؤكد على وطيد التضامن مع حركة الطلبة ومطالبهم المشروعة المستحقة وفي مؤازرة حقهم في المساهمة بمسيرة تحرير الوطن والتوجه به إلى منصة إطلاق حركة بناء وتقدم تنموية سليمة ووقف الانهيار الشامل الذي حل بالبلاد ومنها في مجال التعليم منهار المنظومة والقيم والمنهج. إن المساس بمخيمات الاعتصامات بأي محافظة هو خرق حقوقي خطير يقع تحت طائلة المساءلة لا محليا حسب بل وعالميا حيث يصل اليوم الصوت الشعبي المستباح إلى منظمات حقوقية أممية وإلى مجلس الأمن والمحاكم المعنية المختصة ما سيترتب عليه في أقرب الآجال تقديم الجناة إلى القضاء الدولي العادل.. مؤكدين اليوم مجدداً على واجبات السلطات اليوم سرعة الاستجابة الفورية للمطالب وتأمين التظاهر السلمي وحماية الاعتصامات ومنع الاعتداءات الوحشية والكشف العاجل عن كل الجناة الذين ارتكبوا الاعتداءات الهمجية والاختطاف والاعتقال الكيفي والاغتيالات بطابعها الجنائي الإجرامي الفاشي..
إننا نتابع عن كثب ما يُرتكب من فظاعات وفظاظة وحشية في التعامل الميداني مع طلبة العراق ونشير بوجه مخصوص إلى ما تعرضت له (الطالبات) العراقيات حيث باتت المساهمة النسوية بنسبة مشهودة تؤكد وعيهن ومشاركتهن بمهام النضال الوطني والطلابي.. إن استمرار جرائمكم سيزيد من كلفة التضحيات لكنه لن يثني الطلبة بوعيهم التنويري الديموقراطي عن الالتحام بالحركة الشعبية وثورة شبيبة البلاد السلمية حتى تحقيق الانتصار.. كل التضامن، كل المعاضدة والمؤازرة ونحن معكم ننقل الصوت إلى فضاء العلن ليصل إلى اسماع العالم الحر ليجذب أعمق مشاركة أممية لرفع الضيم وإنهاء الظلم.. عاشت حركة الطلبة الحرة المستقل من أجل مستقبل أفضل ولتنتصر إرادتكم على أحابيل الدجل والمخاتلة والخداع ولتتحقق مطالبكم في تعليم متطور حديث يليق بالعقول النيرة المنعطشة للعلوم والمعارف بحق لا لمنطق الخرافة الذي يريدون حشو الأذهان بترهاته.. وقريبا سيُقدم كل من هدد وتوعد واعتدى عليكم للمحاكمة العادلة وطنيا بانتصار الثورة وأمميا بمؤازرة مكينة من مختلف دول العالم ومنظمات الحقوق والحريات...
#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)
Tayseer_A._Al_Alousi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تفاقم جرائم قمع الصحفيين ومصادرة حرية التعبير وواجبات الرد ع
...
-
أنصار الموضوعية وإشكالية تمرير بعض عناصر النظام الذي سحبت ال
...
-
حول الاتهامات الخرقاء بتخوين الثوار وبعض ردود تحتمي توهما بغ
...
-
بشأن اختيار شخصية رئيس وزراء حكومة إنقاذ انتقالية
-
جرائم ضد الإنسانية في مسلسل القتل اليومي بحق ميادين التظاهر
-
سقوط شرعية السلطة العراقية والموقفين الوطني والدولي؟
-
المرأة وثورة أكتوبر العراقية ومطالب التغيير، بمناسبة اليوم ا
...
-
محددات الحسم والتقدم بالثورة الشعبية نحو مرحلة الشروع ببناء
...
-
في التعامل مع حملات الخداع والتضليل الطائفية
-
واجبات الكشف عن الانتهاكات الحقوقية ومتابعة العمل على إيصاله
...
-
مطالب الثورة وتسلسل الفعاليات الإجرائية لتلبية مهمة التغيير
-
في أفق تحول الانتفاضة إلى ثورة أكتوبر العراقية ودحر ألاعيب ا
...
-
صوت الشعب الهادر بالتغيير ونعيق غربان الدجل والتضليل وزيف قد
...
-
هوس البعبع والمربع صفر وحاجات ميادين الانتفاضة
-
التضامن مع انتفاضة التغيير وتقرير مصير العراق والعراقيين
-
انتفاضة تغيير النظام لا حركة تنفيس
-
بعض أسئلة تطلب الانتفاضة العراقية إجابة عنها
-
نداء من رحم حركة الاحتجاج الشعبي
-
حنجرة ماسية لفنانة الشعب أ. شوقية العطار وريشة ذهبية لأنامل
...
-
من أجل سلامة مسيرة دمقرطة الحياة واستعادة اتزان الخطى والتمس
...
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
ثورة تشرين الشبابية العراقية: جذورها والى أين؟
/ رياض عبد
-
تحديد طبيعة المرحلة بإستخدام المنهج الماركسى المادى الجدلى
/ سعيد صلاح الدين النشائى
-
كَيْف نُقَوِّي اليَسَار؟
/ عبد الرحمان النوضة
-
انتفاضة تشرين الأول الشبابية السلمية والآفاق المستقبلية للعر
...
/ كاظم حبيب
-
لبنان: لا نَدَعَنَّ المارد المندفع في لبنان يعود إلى القمقم
/ كميل داغر
-
الجيش قوة منظمة بيد الرأسماليين لإخماد الحراك الشعبي، والإجه
...
/ طه محمد فاضل
المزيد.....
|